Skip to main content

إجابة النصراني (المسيحي)

الصفحة 1 من 3

إجابة النصراني (المسيحي)

بسم الله الرحمن الرحيم

ربّ يسّر ولا تعسّر. تمم بالخير.

إلى عبد الله بن إسماعيل الهاشمي،

من عبد المسيح بن اسحق الكِنْدي أصغر عبيد المسيح.

سلامة ورحمة ورأفة وتحيات تحل عليك خاصة، وعلى جميع أهل العالم عامة بجوده وكرمه آمين.

أما بعد، فقد قرأت رسالتك وحمدت الله على ما وُهب لي من رأي سيدي أمير المؤمنين، ودعوت الله الذي لا يخيب داعيه، إذا دعاه بنيَّةٍ صادقةٍ، أن يطيل بقاء سيدنا أمير المؤمنين في أسبغ النعم برحمته. وشكرتُ ما ظهر لي من فضلك، وما كشفتَه من لطيف محبتك، فقد كان العهد قبلاً عندي على هذا قديماً، وقد زاده تأكيداً ما تبيَّن لي من شفقتك. وشكري يقصر عمّا فعلته، ولم تتعدَّ ما يشبه كرم طباعك وشرف سلفك. وأنا أرغب إلى الله الذي بيده الخير كله أن يتولى مكافأتك عني بما هو واسع له. إذ لم تأت بما أتيت به إلا على الإخلاص من المودّة، وكان الذي حملك على ذلك فرط المحبة. وفهمتُ ما اقتصَصْتَه في كتابك وتعمَّقت فيه من الدعوة وشرحتَه من أمر ديانتك هذه التي أنت عليها، وما دعوتني إلى الدخول إليه ورغَّبتني فيه منها. وقد علمتُ أن الذي دعاك إلى ذلك ما يوجبه لنا تفضلك من حق حرمتنا بك لما يظهر من رأي سيدنا وسيدك وابن عمك أمير المؤمنين فينا، فهذا ما لا قوة لنا على شكرك عليه، ولا عون لنا على ذلك إلا الله تبارك وتعالى، فإننا نستعينه ونسأله مبتهلين طالبين إليه أن يشكرك عنّا، فإنه أهلٌ لذلك والقادر عليه.

فأما ما دعوتني إليه من أمر دينك، وأنك على ملة أبينا إبراهيم، وما قلت فيه إنه كان حنيفاً مسلماً، فنحن نسأل المسيح سيدنا مخلِّص العالمين، الذين وعدنا الوعد الصادق وضمن لنا الضمان الصحيح في إنجيله المقدس، حيث يقول: وَمَتَى قَدَّمُوكُمْ إِلَى الْمَجَامِعِ والرُّؤَسَاءِ والسَّلَاطِينِ فَلَا تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَوْ بِمَا تَحْتَجُّونَ أَوْ بِمَا تَقُولُونَ، لِأَنَّ الرُّوحَ الْقُدُسَ يُعَلِّمُكُمْ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ مَا يَجِبُ أَنْ تَقُولُوهُ (لوقا 12:11 ، 12) فأنا واثق بما وعدني به سيدي المسيح في إنجيله المقدس من إنجازه وعده لي.

التثليث
الصفحة
  • عدد الزيارات: 9852