Skip to main content

ختان البنات (الخفاض)

الفصل العشرون

ختان البنات (الخفاض)

 

مع أن الختان ليس له أصل قرآني فقد صار فريضة هامة لدى عامة المسلمين التي لا تولي ما يمكن اعتباره على نفس المستوى من المناسك والتقاليد نفس الأهمية. فالختان وبإجماع عامة المسلمين المدخل في الإسلام وعلامة الانتساب إلى هذا الدين (1). يدعي الفقهاء بأن للختان مصلحة عظيمة للمسلم تفوق الألم الناشئ منه. وأما الحكمة الكامنة في عملية الختان فهي تنحية الغلفة لأن تحتها قد يكون منبتاً خصيباً لإفرازات تؤدي إلى أمراض مميتة مثل السرطان. فالختان من هذا المنطلق طريق وقائي (2). هذا بالنسبة للرجال. ولكن ما هي الحكمة في ختان البنات الذي يطبق في بعض البلدان الإسلامية؟ فالحكمة الأولى عندهم هي قول محمد: والختان سُنة للرجال ومكرمة للنساءو (3). والحكمة الثانية تكمن في كون الخفاض يزيدها حلاوة عند الرجل شريطة تطبيقها باعتدال: وعن أم عطية الأنصارية أن امرأة كانت تختن بالمدينة فقال لها النبي: لا تُنهكي (أي لا تبالغي في الخفض) فإن ذلك أحظى للمرأة وأحب إلى البعل (4). وأما الحكمة الثالثة لختان الأنثى فهي تعديل شهوتها وتلطيف الميل الجنسي للمرأة (5).

يخبرنا الماوردي كيف يتم ختان الأنثى: وختانها قطع جلدة تكون في أعلى فرجها فوق مدخل الذكر كالنواة أو كعرف الديك، والواجب قطع الجلدة المستعلية منه دون استئصاله (6). وقد ذهب إلى وجوب الختان الشافعي وجمهور أصحابه، وقال به من القدماء عطاء، وعن أحمد وبعض المالكية يجب، وعن أبي حنيفة واجب وليس بفرض وعنه سنة يأثم بتركه، وفي وجه الشافعية لا يجب في حق النساء. وذهب أكثر العلماء وبعض الشافعية إلى أنه ليس بواجب (7). بينما يقول الفقهاء إن ختان الرجل (أي تنحية الغلفة) مصلحة وقائية لصحته البدنية. يكون الأمر بالنسبة لختان الأنثى غير هذا، فتنحية البظر للبنت تخدم بالدرجة الأولى الحد من شهوتها دون القضاء عليها (أي على شهوتها)، وهي مصلحة للمجتمع وخير لها (8). ومن شأنها صيانة شرف المرأة وكرامتها (9).

كما ذكرنا آنفاً فإن الهدف الأساسي لختان البنات عند الفقهاء هو كبح الشهوة أو الغريزة الجنسية للأنثى. فالبنت في هذه الأيام معرضة لأنواع الفتن، الأمر الذي يؤدي إلى الانحراف والفساد في المجتمع (01). وأخيراً نتعلم من الأستاذ شلتوت بأن النساء يقبلن الختان عن رضى تكريماً لأزواجهن، كما أنهن يكرهن النظر إلى هذه الزائدة التي بإبعادها ترتفع متعة الرجل (11).


 

1-EI, 2:1028, Nagel, Tilmann, Der Koran, Einfدhrung-Texte-Erlجuterungen, S. 12, Mدnchen 1983 يُروى عن محمد أنه اعتبر الختان من الفطرة، غير أن الرواة على ما يبدو في شك من ذلك: رعن عائشة قالت، قال رسول الله: عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، والاستنشاق بالماء، وقص الأظفار، وغسل البراجم، ونتف الأبط، وحلق العانة، واستسقاء الماء (يعني الاستنجاء بالماء). قال زكريا قال صعب: ليست العاشرة الا أن تكون المضمضة (وفي رواية أخرى: رإن من الفطرة المضمضة والاستنشاق) فذكر نحوه ولم يذكر إعفاء اللحية وزاد روالختانذ (البخاري، لباس 36 46 ، استئذان 15 ، مسلم، طهارة 94 ، أبو داود، طهارة 92 ، ترجل 61 ، الترمذي، أدب 41 ، النسائي، طهارة 9:01 زينة 1 ، 55 ابن ماجة، طهارة 8 ، أحمد بن حنبل، 2:922 ، 932 ، 382 ، 014 984. يمكن أن نستنتج من المصادر أن الختان كان في شبه الجزيرة العربية تقليداً شائعاً. مع أنه لم يرد في القرآن، فهناك شواهد عديدة تشير إلى ذلك في الحديث والشعر القديم (EI, 2:1028)

2-شلتوت، ختان الأنثى - في لواء الإسلام، ص 55 ، 5 حزيران 1591 ، لنفس المؤلف: ختان الأنثى (في الفتاوي) ص 333

3-أحمد بن حنبل، 5:57 ، أبو داود، أدب 761

4-أبو داود، أدب 761

5-عفيفي محمد الصادق في فقه المرأة المسلمة، ص 71 ، بيروت 6891

6-عون المعبود شرح سنن أبي داود، 31:581 ، القاهرة 9691

7-نفس المصدر

8-محمد إبراهيم سالم، فتوى في ختان الأنثى في لواء الإسلام، ص 15 ، 5 حزيران 1591

9-شلتوت، الختان (ختان الأنثى) ص 033

01-لواء الإسلام، فتوى في الختان، 4 حزيران 0591

11-لواء الإسلام، ص 95 ، 4 حزيران 0591

  • عدد الزيارات: 13965