Skip to main content

البرهان على ألوهية المسيح - والحياة هي عطية الله فهو الإله الحي وهو وحده يعطي الحياة للآخرين

الصفحة 2 من 7: والحياة هي عطية الله فهو الإله الحي وهو وحده يعطي الحياة للآخرين

(4) والحياة هي عطية الله فهو الإله الحي وهو وحده يعطي الحياة للآخرين. قال يسوع عن نفسه "أنا هو الأول والآخر والحي" (رؤيا 1: 17و18) هنا تلقب المسيح بثلاثة ألقاب إلهية كما يتضح من هذه الآية الكتابية نتكلم على الأخير منها. فكونه الحي يجعلنا نفهم أنه المصدر الذي تستمد منه المخلوقات حياتها وعليه يعلمنا أن الإيمان به ضروري للحياة الروحية في قوله "وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته" (يوحنا 17: 3). وقال عن نفسه أيضاً أنه خبز الحياة ففي (يوحنا 6: 35) قال "أنا هو خبز الحياة من يقبل إلي فلا يجوع ومن يؤمن بي فلا يعطش أبداً." وخوفاً من سوء فهم هذا الكلام وضحه يسوع بأنه يقصد المعنى الروحي كما جاء في (يوحنا 6: 63) "الروح هو الذي يحي أما الجسد فلا يفيد شيئاً. الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة." فبالإيمان به إيماناً صادقاً نجد فيه الحياة لأنه يقول "الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فله حياة أبدية" (يوحنا 6: 47). ولكي يوضح لنا ذلك علمنا أن الإيمان الصادق يجعل المؤمن ومخلصه واحداً بمعنى روحي ويشعر المؤمن إذ ذاك أن يسوع طعامه الروحي كما هو مكتوب "أنا هو خبز الحياة. هذا هو الخبز النازل من السماء لكي يأكل منه الإنسان ولا يموت. أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء. إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد والخبز الذي أنا أعطيه هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم" (يوحنا 6: 48-51).
ولما ازدرى اليهود بهذه الأقوال كرر عليهم القول قائلاً "هذا هو الخبز الذي نزل من السماء. ليس كما أكل آباؤكم المن وماتوا. من يأكل هذا الخبز فإنه يحيا إلى الأبد" (يوحنا 6: 58).
وإني لا أظن بعد ذلك أن أحداً من القراء يشك في أن يسوع أدعى لنفسه بعض الصفات الإلهية التي تفرد بها وأكثر من ذلك نجده وهو يعلم تلاميذه يقول لهم أنه سيقدم حياته الثمينة ويموت باختياره لأجل العالم ليعطيه الحياة وقد مات المسيح كفارة عن الخطية ليعطي الحياة الأبدية لكل من يؤمن به (راجع عبرانيين 10: 1-10).
(5) إن إخواننا المسلمين يؤمنون كما يمؤمن المسيحيون بقيامة الموتى وهذا واضح تمام الوضوح في كتابنا المقدس ولنعلم كل العلم أن هذه الصفة لا تكون أبداً إلا في الخالق جل وعلا ولذا فلما نجد يسوع مراراً يعلم تلاميذه أنه سيقيم الموتى في اليوم الأخير يجب علينا أن نتأكد أنه يقصد بذلك إعلان ذاته الإلهية خصوصاً بعد أن قال أنه نفسه سيدين العالم ونأتي هنا ببعض الآيات فيتضح لنا ما قد خفي علينا ففي (بشارة يوحنا 5: 21و22و24-29) يقول
"لأنه كما أن الآب يقيم الأموات ويحي كذلك الابن أيضاً يحيي من يشاء لأن الآب لا يدين أحداً بل قد أعطى كل الدينونة للابن… الحق الحق أقول لكم أن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية ولا يأتي إلى دينونة بل قد انتقل من الموت إلى الحياة، الحق الحق أقول لكم أنه تأتي ساعة وهي الآن حين يسمع الأموات صوت ابن الله والسامعون يحيون، لأنه كما أن الآب له حياة في ذاته كذلك أعطى الابن أيضاً أن تكون له حياة في ذاته وأعطاه سلطاناً أن يدين أيضاً لأنه ابن الإنسان. لا تتعجبوا من هذا، فإنه تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة."
وقال في (إنجيل يوحنا 6: 39و40) "وهذه مشيئة الآب الذي أرسلني أن كل ما أعطاني لا أتلف منه شيئاً بل أقيمه في اليوم الأخير. لأن هذه هي مشيئة الذي أرسلني أن كل من يرى الابن ويؤمن به تكون له حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير."
هنا يمكنا أن نرى توفيق الإرادة العلوية ووحدة العمل الذي بين الآب والابن في اتحاد اللاهوت ويعلمنا أيضاً يسوع أنه معطي الحياة كما ذكرنا قبلاً في (يوحنا 11: 25) إذ يقول "أنا هو القيامة والحياة من آمن بي ولو مات فسيحيا." "يسوع المسيح أبطل الموت وأنار الحياة والخلود بواسطة الإنجيل" (2تيموثاوس 1: 10) وما يسميه الناس موتاً ويخافون منه يسميه المسيحيون رقاداً. اقرأ عن استفانوس (أعمال 7: 60) أن الموت ما هو إلا دخول الروح إلى الفردوس لتكون مع المسيح. فالمسيحي الحقيقي إذاً أنقذ من الموت وهو يقول مع القائل "ابتلع الموت إلى غلبة أين شوكتك يا موت، أين غلبتك يا هاوية ولكن شكراً لله الذي يعطينا الغلبة بيسوع المسيح" (1كورنثوس 15: 57).

يقول المسيح أيضاً عن نفسه بمعنى روحي أنه نور للنفوس
الصفحة
  • عدد الزيارات: 41416