Skip to main content

البرهان على ألوهية المسيح - صرح المسيح أيضاً أنه مُظهر الله وأنه يعلنه تعالى للمؤمنين

الصفحة 5 من 7: صرح المسيح أيضاً أنه مُظهر الله وأنه يعلنه تعالى للمؤمنين

(3) وصرح المسيح أيضاً أنه مُظهر الله وأنه يعلنه تعالى للمؤمنين حتى يروا الله في ذاته ويعرفوه المعرفة التامة لذلك قال المسيح لتلاميذه "لو كنتم قد عرفتموني لعرفتم أبي أيضاً ومن الآن تعرفونه وقد رأيتموه" (يوحنا 14: 7) فلم يفهم كلامه فيلبس وقال يا سيد أرنا الآب وكفانا ولما كانت رغبة المسيح أن لا يشك أحد في تعليمه الحقيقي أجاب "أنا معكم زماناً هذه مدته ولم تعرفني يا فيلبس؟ الذي رآني فقد رأى الآب فكيف تقول أنت أرنا الآب. ألست تؤمن أني أنا في الآب والآب فيّ؟ الكلام الذي أكلمكم به لست أتكلم به من نفسي لأن الآب الحال فيّ هو يعمل الأعمال صدقوني أني في الآب والآب فيّ وإلا فصدقوني لسبب الأعمال نفسها" (يوحنا 14: 9-11). وقد قال المسيح هذه الأقوال في أوقات مختلفة وظروف متنوعة. قال يسوع "الذي يراني يرى الذي أرسلني" (يوحنا 12 عدد 45) وقال لليهود "إن كنت لست أعمل أعمال أبي فلا تؤمنوا بي ولكن إن كنت أعمل فإن لم تؤمنوا بي فآمنوا بالأعمال لكي تعرفوا وتؤمنوا أن الآب فيّ وأنا فيه" (يوحنا 10 عدد 37و38). وهنا فهم اليهود ما كان يقصده المسيح فطلبوا أن يمسكوه ليحكموا عليه بالموت ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك وكانت حجة المسيح أنه لو كان مُجدفاً كما يزعم أعداؤه، لما أتى هذه المعجزات العجيبة العظيمة التي هي عمل القوة الإلهية ولا يمكن أن تعطى القوة الإلهية لشخص يدعي زوراً أنه ابن الله. هنا توقف اليهود عن الجواب لأنهم لا يمكنهم أن ينكروا معجزاته ولكنهم في الوقت عينه لم يقبلوا دعواه ولذا أرادوا أن يقتلوه (اقرأ يوحنا 8 عدد 37-47) فبذلك قد دانوا أنفسهم.
(4) أن يسوع المسيح جعل الإيمان بالله والإيمان بنفسه واحداً وهذا يُظهر تماماً ألوهيته وقد قال لتلاميذه قبل أن يصلب بقليل "لا تضطرب قلوبكم أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي" (يوحنا 14 عدد 1). ثم استمر بعد ذلك يكلمهم عن وعوده وكيف أن له السلطان على السماء والأرض قال "في بيت أبي منازل كثيرة وإلا فأني كنت قد قلت لكم أنا أمضي لأعد لكم مكاناً وإن مضيت وأعددت لكم مكاناً آتي أيضاً وآخذكم إلى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً" ثم قال أيضاً "أنا هو الطريق والحق والحياة ليس أحد يأتي إلى الآب إلى بي" (يوحنا 14 عدد 2-3و6).
(5) أن يسوع المسيح جمع بينه وبين الله بطريقة لا يمكنا بها أن نفهم كلامه ما لم نتذكر ألوهيته. قال المسيح لتلاميذه في يوحنا 14: 23 "إن أحبني أحد يحفظ كلامي ويحبه أبي وإليه نأتي وعنده نصنع منزلاً"
(6) لم يقل المسيح فقط أنه ابن الله ولكنه يعلمنا أن الإيمان به كابن الله ضروري جداً للخلاص فهو يقول في يوحنا 3 عدد 16-18 "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية لأنه لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم. الذي يؤمن به لا يدان والذي لا يؤمن قد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد" ويقول أيضاً في يوحنا 6: 40 "لأن هذه هي مشيئة الذي أرسلني أن كل من يرى الابن ويؤمن به تكون له حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير." ومكتوب أيضاً أن المسيح فتح عيني الأعمى فنبذ اليهود هذا الرجل لأنه آمن بالمسيح (اقرأ يوحنا 9 عدد 1-11و34). ولكن المسيح لقي الرجل بعد ذلك وسأله قائلاً "أتؤمن بابن الله أجاب ذاك وقال له من هو يا سيد لأؤمن به فقال له يسوع قد رأيته والذي يتكلم معك هو هو فقال أؤمن يا سيد وسجد له."
(7) توجد آيات أخرى كثيرة صرح فيها المسيح بأنه ابن الله ونكتفي هنا بذكر آيتين بعدما ذكرنا كثيراً منها في ما سبق. ذكر إنجيل يوحنا (5: 2-18) أن المسيح شفى إنساناً به مرض منذ ثمان وثلاثين سنة فلما اعترض عليه اليهود لعمل هذا في يوم سبت وصاروا يضطهدونه قال المسيح مدافعاً عن نفسه "أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل" (يوحنا 5: 17) هنا أشار المسيح إلى الآية المذكورة في التكوين التي تقول "أن الله استراح في اليوم السابع عن جميع عمله الذي عمل" (تكوين 2:2) ويعني المسيح بذلك أنه وإن كان الله قد استراح من يوم خلق الإنسان على الأرض ولكنه ما زال يعمل في يوم السبت كسائر الأيام وهو يعتني بشعبه ويقوتهم فيه لذلك أنا أيضاً أعمل أعمال الرحمة والشفاء في يوم السبت ولا يخفى أنه في هذه الآية كان يطالب ببنوته لله واليهود فهموا جيداً "ومن أجل هذا كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه لأنه لم ينقض السبت فقط بل قال أيضاً أن الله أبوه معادلاً نفسه بالله" (يوحنا 5: 18).
(8) نجد يسوع يعلم ويصر على هذه التعاليم التي هي جوهر الديانة المسيحية وفي (يوحنا 10: 30) يقول "أنا والآب واحد" وبسبب هذا التصريح كان اليهود يلحون على بيلاطس ليحكم عليه بالموت فقال لهم بيلاطس "إني لا أجد فيه علة" (يوحنا 19: 6) "أجابه اليهود لنا ناموس وحسب ناموسنا يجب أن يموت لأنه جعل نفسه ابن الله" لو كان المسيح لم يصرح بذلك بل جعل كلامه تلميحاً لا تصريحاً ربما كان قد خلص حياته ولكنه لم يفعل ذلك لأنه هو الحق وكلامه حق. هذا هو سبب من الأسباب الكثيرة التي جعلتنا نحن المسيحيين ندعو المسيح ابن الله وعلى هذه الصخرة نبني إيماننا.

ما قالته الملائكة عن ذلك
الصفحة
  • عدد الزيارات: 41414