Skip to main content

الخطية والغفران - محمد والخطية والغفران

الصفحة 5 من 8: محمد والخطية والغفران

محمد والخطية والغفران:
بعد أن ذكرنا ما ذكرنا بقي علينا أن نذكر دور الخطية والغفران في حياة محمد. لقد حصل محمد على معاملة خاصة من ربه في أمور كثيرة، وهكذا نال محمد وعدا خاصا من ربه إذ وعده سلفا أن يغفر له ما تقدم وما تأخر من خطاياه ويهديه إلى الصراط المستقيم كما في الآية: "ليغفر الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويُتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما." (الفتح: 2). كذلك يُشجع رب محمد نبيّه على أن يستغفر لنفسه ويستغفر للمسلمين أيضا كما في الآية "فاعلم أن لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين وللمؤمنات والله يعلم منقلبكم ومثواكم." (محمد: 18).
لقد أدرك محمد ضعفه البشري وأنه إنسان خاطئ يحتاج إلى غفران خطاياه وذنوبه، وذلك على الرغم من الادعاء المناقض والذي يقول بعصمة محمد ونزاهته. وإن كان معصوما ونزيها فلماذا جاء في القرآن أنه ينبغي على محمد أن يستغفر لذنوبه ، ولماذا وردت الكثير من الأحاديث التي يتضرّع فيها محمد إلى ربه طالبا غفران خطاياه وآثامه كما في الحديث التالي: "حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد قال: حدثنا عُمارة بن القعقاع قال: حدثنا أبو زَرعةَ قال: حدثنا أبو هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسكت عن التكبير والقراءة اسكاتة – قال أحسبه قال هنيهة – فقلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله، إسكاتتك (صمتك) بين التكبير والقراءة ما تقول؟ قال: "أقول اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من الخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد." (البخاري ج 1 ص 224، مكرر، رواه مسلم أيضا).
من الأحاديث الأخرى التي تصف تثقل نفس محمد بالخطية والإثم هذا الحديث الجامع: "حدثنا عُبيد الله بن معاذ العُنيزي، حدثنا أُبي، حدثنا شعبة عن أبي اسحاق عن أبي مُردة بن أبي موسى الأشعري عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بهذا الدعاء "اللهم اغفر لي خطيتي وجهلي واسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني. اللهم اغفر لي جدّي وهزلي وخطيتي وعمدي وكل ذلك عندي. اللهم اغفر لي ما قدمتُ وما أخرتُ وما أعلنت وما أنت أعلم به مني. أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير." (مسلم ج 17 ص 39).
يبدو أن محمدا لشعوره بثقل خطاياه وآثامه كان يُكثر من التوبة وطلب الغفران إلى درجة أنه كان يتوب كل يوم ما بين سبعين ومائة مرة حسب الأحاديث المختلفة والتي منها هذا الحديث: "حدثنا أبو شيبة، حدثنا غندر عن شُعبه عن عمرو بن مرة عن أبي بردة قال: سمعتُ الأغر وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يحدث ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس توبوا إلى الله، فإنني أتوب في اليوم مائة مرة." (مسلم ج 17 ص 23، رواه البخاري و إبن كثير أيضا). بحسب الظاهر كان يوم محمد أطول بكثير من أربعة وعشرين ساعة ليستطيع أن يقوم بكل نكاحاته وصلواته واستلام الوحي وإملائه الوحي للكتبة وقيامه بزيارات للصحابة وحديثه وغزواته.
بعد كل ما ذكرنا عن طلب محمد للغفران وابعاد خطاياه عنه وغسلها وتوبته، نجد أن المسلمين ينسبون إلى محمد صفات خيالية من الكمال. وفي حوار مع أحد المسلمين قال لي: كان محمد نورا قبل ولادته، وكان نورا بعد ولادته، وهو نور بعد موته. إن هذه الصورة التي يحاول المسلمون اظهار محمد بها فهي بعيدة كل البعد عن الواقع الذي يصوره لنا القرآن والحديث والسيرة. إذا كان محمد يتمتع بهذا الكمال والنورانية فلماذا يقول له ربه: "وثيابك فطهّر والرجز (الأصنام) فاهجر." (المدثر: 4 و5)، ويقول أيضا "ووجدك ضالا فهدى" (الضحى: 7)، وأيضا "ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك (ذنبك) الذي أنقض ظهرك." (الانشراح: 1-3). إذا كان محمد نورا كما يدعي المسلمون فهو لم يحتج أن يطلب الغفران والهدى وغسل خطاياه والتوبة. وإذا كان محمد لم يفعل أي ذنب أو خطية كما يدعون فعن ماذا كان يتوب كل يوم سبعين أو مائة مرة؟ ولماذا احتاج اله محمد أن يغفر لمحمد ذنوبه وخطاياه المتقدمة والمتأخرة؟ 3- الأمراض والآلام:

المصير المجهول
الصفحة
  • عدد الزيارات: 24664