Skip to main content

الخطية والغفران - الغفران في المسيحية

الصفحة 8 من 8: الغفران في المسيحية

الغفران:
كما أن مفهوم الخطية في المسيحية يختلف عن المفهوم الإسلامي اختلافا جذريا، كذلك مفهوم الغفران في المسيحية يختلف أيضا اختلافا جذريا وجوهريا عن المفهوم الإسلامي.
الغفران في المسيحية لا يقوم على أساس الأعمال والحسنات والسيئات. بل الغفران كما يُعلم الإنجيل يقوم على أساس ما فعله الله من أجلنا بواسطة شخص يسوع المسيح. وما فعله من أجلنا يتجلى في ولادته وموته على الصليب وقيامته من بين الأموات. ولم يكن الهدف مما فعله المسيح مجرد مسامحة الإنسان على خطاياه وإنما تغيير الطبيعة البشرية تغييرا جذريا من الداخل، بحيث يصبح من آمن بالمسيح خليقة جديدة وإناسا جديدا.
الإنسان يحتاج إلى هذا التغيير في طبيعته، لأن الإنسان في طبيعته الساقطة لا يستطيع الوقوف أمام الله البار القدوس مهما كانت عنده من الحسنات. إن الإنسان الذي يحاول إرضاء الله والحصول على غفرانه بالأعمال الحسنة يشبه من يُقدم تفاحة قد فسدت بيد قذرة إلى الملك. فهل يقبل الملك تلك التفاحة من يده؟ والكتاب المقدس يقول: "وقد صرنا كلنا كنجس ، وكثوب عدة (خرق بالية) كل أعمال برنا." (إشعياء 64: 4) وهكذا إن من يحاول تقديم أعمال حسنة لله لنوال غفرانه ورضاه إنما يقدم حسنات بطبيعة ساقطة وقذرة. فهل يقبل الله القدوس، ملك الملوك ورب الأرباب، هذه الحسنات؟ الجواب على ذلك كلا ثم كلا، لأن هذه الأعمال ستكون ملوثة بالفساد والقذارة التي تنبع من قلب الإنسان النجس. والله القدوس لا يمكن أن يقبل أعمالا حسنة ملطخة وملوثة بالقذارة. إن كل من يعتقد أن الله يقبل الحسنات المقدمة له بالقذارة والفساد إنما هو على خطإ مبين وجهل برب العالمين ، لأن الله قد حكم حكما قاطعا بأن أجرة الخطية مهما كانت صغيرة أو كبيرة هي موت ، ولا صلاة ولا زكاة ولا أعمال حسنة ولا صدقات ولا جهاد ولا وضوء أو أي عمل آخر يستطيع أن يساعد لغفرانها .
إن الإنجيل على حق لا يُعلى عليه من جهة إدراك عمق معنى الخطية وكيفية غفرانها ومحوها. يعلمنا الإنجيل أن الله لا يمكن أن يغفر لنا ذنوبنا وآثامنا ويقبل أعمالنا الحسنة قبل أن يتم تغيير طبيعتنا الساقطة وتطهيرها. عندئد يقبل الله حسناتنا لأنها مقدمة بطبيعة طاهرة ونقية. السؤال الذي يواجهنا هوكيفية الحصول على هذه الطبيعة النقية؟
في السطور السابقة أشرنا إلى قداسة الله التي ترفض أي فساد. وقبل أن نجيب على السؤال السابق لا بد لنا من الأخذ بعين الاعتبار بعض الوجوه الأخرى لطبيعة الله.
إن الله عادل. قبل أن يغفر الله للإنسان خطيته يجب أن يفي الإنسان بعدالة الله. إن الخطية في نظر الله خاطئة جدا حيث أنها تتضمن كسر وصيته بالتعدي على شريعته الإلهية. لذلك فإن إرضاء عدالة الله بالنسبة للإنسان يعني الموت المحتوم كما جاء في الإنجيل "لأن أجرة الخطية هي الموت" (رومية 23:6). إذا كان الأمر كذلك، فكيف ينجو الإنسان من الموت؟ الطريقة الوحيدة للنجاة هي الفداء. لكن من يستطيع فداء الإنسان؟ هل يمكن وجود إنسان صالح واحد يفدي البشرية جمعاء؟ بالطبع لا. لأن كل إنسان إنما يولد ولادة بشرية من امرأة بعامل الرجل، ومعنى ذلك أنه ذو طبيعة فاسدة ساقطة قد ورثها من آدم، لذلك لا يمكن أن يوجد شخص بشري يستطيع أن يفي بعدالة الله. إذا من يفدي؟ وقبل أن نجيب على هذا السؤال لا بد من الأخذ بعين الاعتبار صفة أخرى من صفات الله لها علاقة وثيقة بالفداء والغفران وهذه الصفة هي المحبة. صحيح أن الله قدوس وعادل، ولكن الله محبة أيضا. على الرغم من سقوط آدم والجنس البشري، فإن الله قد أحب الإنسان لأن المحبة في طبيعته، والإنسان هو موضع محبة الله، والله لا يريد أن يهلك الإنسان و إنما يريده أن يحيا. السؤال الآن هو كيف يمكن لله أن يُظهر محبته للبشر وفي نفس الوقت يُرضي قداسته وعدله؟ وكيف بإمكان العدالة أن تعانق الرحمة؟ مرة أخرى، الطريقة الوحيدة لذلك هي الفداء.
إذا الفداء الذي يمكن أن يفي بعدالة الله وقداسته ويبّين محبته لا يمكن أن يتم بواسطة أي شخص عادي، وإنما يجب أن يتم في شخص يتصف بالكمال التام. إن الشخص الوحيد الذي يمكن أن تتوفر فيه الشروط للوفاء بقداسة الله وعدله ومحبته هو يسوع المسيح، لانه هو الشخص الوحيد الذي يتصف بالكمال التام من دون سائر البشر بما فيهم الأنبياء. إن المسيح حسب ما جاء في الإنجيل ليس بإنسان عاديا أو نبي عادي كباقي الأنبياء. بل المسيح هو شخص إلهي وليس بشريا كآدم كما يدّعي القرآن ادعاءه الخاطئ. في بداية الخليقة خلق الله آدم من تراب خلقا مباشرا دون سابق وجود له حتى يكون مصدرا للجنس البشري. وبعد أن خلق آدم وحواء خلقا مباشرا، لم يكن الله بحاجة أن يخلق أحدا بعدهما خلقا مباشرا حيث صارا الواسطة لخليقة الله بالتناسل الطبيعي. أما أن يخلق الله إنسانا عاديا كما خلق آدم بعد آلاف السنين من التناسل البشري فإن ذلك يكون من باب السخافة والحماقة، إذ أنه لا يوجد هدف ولا غرض لهذا الخلق الاعتباطي. وحاشا أن تنسب لله سخافة أو حماقة. وإنما مثل هذا القول لا شك أنه سخيف. إذاً لم يكن مجيء المسيح خلقا وإنما تجسدا حيث أن الذات الإلهية اتخذت جسدا، وهذا على إلهنا هيّن وعليه فإن المسيح يتمتع بطبيعتين: طبيعة إلهية والأخرى بشرية. والطبيعتان متحدتان في شخص واحد. وذلك واضح من بداية إنجيل يوحنا حيث يقول:"في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله... والكلمة صار جسدا وحل بيننا ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من الآب مملوء نعمة وحقا." (يوحنا 1: 1و14).
وهكذا كوّن المسيح الإنسان النازل من السماء من الله مباشرة. فإنه أكمل وأطهر وأنقى إنسانا لمست قدماه سطح البسيطة. ولم يكن هذا مجرد صدفة أو عرضا وبلا ولم يأتي لتقديم بعض الوصايا والأوامر والنواهي للناس. ولا بد أن مجيء المسيح إلى هذا العالم بهذه الطريقة الفذة الفريدة كان لقصد إلهي أسمى وأعظم من مجرد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. لقد جاء المسيح إلى العالم وصار إنسانا كاملا كي يظهرمحبة الله كلها ويفي بعدله وقداسته، وذلك بتقديم جسده فداء كاملا عن الإنسان، لأنه الشخص الوحيد الذي ليس له مثيل في العالمين من جهة طبيعته وصفاته والذي باستطاعته أن يقوم بعمل الفداء.
لقد جاء المسيح إلى العالم كي يظهر محبة الله التي تتضمن أن الله لا يريد أن يُهلك الإنسان، بل أن ينقذه ويُخلصه كما جاء في الإنجيل "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يوحنا 16:3). وجاء أيضا "ولكن الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح من أجلنا." (رومية 7:5).
لقد جاء المسيح كي يفي بعدالة الله وقداسته أيضا. لقد سبق وقلنا أن قداسته لا يمكن أن تقبل أي دنس أو نجاسة. لذلك لا يستطيع أي إنسان أن يقف أمامه بطبيعته الساقطة الخاطئة كما وضّحنا قبلا. الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يقف أمام القداسة الإلهية هو المسيح لأن طبيعته طاهرة نقية وسماوية وإلهية ومنبثقة من ذات الله. وأما عدالة الله فإنها تتطلب تسديد الحساب كاملا . وتسديد الحساب بالنسبة للإنسان يعني الموت المحتوم، وليس الموت الجسدي الطبيعي فقط وإنما موتا روحيا أبديا نصيبها حتما جهنم النار. وهكذا جاء المسيح الكامل البار القدوس كي يُقدم ذاته فداء وكفارة عن الجميع كما يقول الإنجيل: "منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح الذي بذل نفسه لأجلنا لكي يفدينا من كل إثم ويطهر لنفسه شعبا خاصا غيورا في أعمال حسنة." (تيطس 2: 13-14). نلاحظ هنا أن المسيح بذل نفسه ولم يعد المسيحيين أن يضع خطاياهم على اليهود واليونانيين وغيرهم من الوثنيين. فهذا العمل لا يليق بشخص الله المبارك. ويستحق المسيح أن يكون فداء للعالم لأنه هو وحده الذي لم توجد فيه الخطية ولم يحتَج لغفران لأن لم يكن له ما تقدم وما تأخر من ذنوب ولم يحتج أن يتوب ولا حتى مرة واحدة ، فكم بالحري كمحمد الذي كان يتوب كل يوم سبعين أو مائة مرة. لقد تحدى المسيح البشرية كافة عندما قال: "من منكم يبكتني (يدينني) على خطية" (يوحنا 46:8). وهكذا اجتاز المسيح اختبار قداسة الله وعدله، واستحق أن يقدم ذاته فداء وكفارة عن الإنسان، وذلك أثمن من كل كنوز العالم. لقد عبر المسيح عن عمله الكفاري بهذه الكلمات التي لا مثيل لها في في أي دين من الأديان أو في أي فلسفة عرفها البشر: "أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء. إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد. والخبز الذي أنا أعطي هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم." (يوحنا 51:6). لقد بذل محمد اليهود والنصارى لفداء المسلمين، أما المسيح فقد بذل نفسه من أجل العالم. نعم أخي القارئ وأختي القارئة لقد بذل المسيح نفسه من أجلي وأجلكم.
وبعد أن وضّحنا عمل الفداء في المسيحية نعود إلى موضوع الغفران. كيف يمكن الحصول على الغفران والطبيعة الجديدة التي تحدثنا عنها سابقا؟ كي يحصل الإنسان على الغفران والتغيير في طبيعته الداخلية يجب عليه الإيمان بالمسيح. وهذا لا يعني مجرد الإيمان أن المسيح هو أحد الأنبياء الصالحين، وإنما يجب الإيمان بشخصه الإلهي الفائق، حيث يقول الإنجيل: "وبالإجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد تبرر في الروح تراءى لملائكة كُرز به بين الأمم أومن به في العالم رُفع في المجد" (تيموثاوس الأولى 16:3).
ثم يجب أن نؤمن الإيمان الكامل بعمله الفدائي الكفاري من أجل الإنسان ويشمل ذلك موت المسيح على الصليب وقيامته من بين الأموات في اليوم الثالث وصعوده إلى السماء. ثم يجب القبول الشخصي لعمل المسيح الفدائي مشفوعا بالاعتراف بالخطية والتوبة. وهكذا كل من يؤمن بهذا الإيمان ويقبل هذا القبول يصبح إبنا لله بحيث يولد ولادة روحية من الله ويحصل على طبيعة جديدة كما يقول الإنجيل: "وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون بإسمه (اسم المسيح) الذين وُلِدوا ليس من دم ولا مشيئة رجل بل من الله" (يوحنا 1: 12-13). هذا الإيمان وهذا القبول يحدث تغييرا روحيا عجيبا في طبيعة الإنسان بحيث تتحول النجاسة إلى قداسة والكره والحقد إلى محبة حتى للأعداء كما جاء في الإنجيل: "إذاً إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة. الأشياء العتيقة قد مضت. هوذا الكل قد صار جديدا." (كورنثوس الثانية 17:5).
والآن ماذا بعد الغفران والطبيعة الجديدة؟ هل يبقى المؤمن المسيحي يخطئ ويطلب الغفران والله يغفر له؟ لقد رأينا قول محمد بأن الخطية ضرورية في الإسلام، بحيث أن المسلم يبقى يخطئ ويطلب الغفران، وهكذا يفرح الله بعبيده الخطاة الذين يطلبون الغفران، لأن هذه هي الوسيلة الوحيدة لكي يُطهر الله رحمته لعبيده. وبعكس مما علّم به محمد فإن المؤمن المسيحي لا يعود بعد عبدا للخطية بل حرا من الخطية، والخطية لا تسود عليه، كما نقرأ في الإنجيل: "فماذا نقول أنبقى في الخطية لكي تكثر النعمة (الرحمة) حاشا. نحن الذين متنا عن الخطية كيف نعيش بعد فيها؟ أم تجهلون أننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته. فدُفنا معه بالمعمودية للموت. لأنه كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الله هكذا نسلك نحن أيضا في جدة الحياة. لأنه إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته نصير أيضا بقيامته. عالمين هذا أن إنساننا العتيق قد صُلب معه ليُبطل جسد الخطية كي لا نعود نُستعبد للخطية." (رومية 6: 1-6). لذلك لا يحتاج المؤمن بالمسيح أن يخطيء ويخطيء ثم يطلب المغفرة حتى يغفر له الله برحمته. أما إن وقع المؤمن المسيحي في الخطية عرضا، فإن شفاعة المسيح القائمة على عمله الكفاري تكفي للغفران حسب ما جاء في الإنجيل: "يا أولادي أكتب إليكم هذا لكي لا تخطئوا، وإن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار وهو كفارة لخطايانا. ليس لخطايانا فقط بل لخطايا العالم أيضا." (يوحنا الأولى 1:2-2).
هذا عن المؤمن بالمسيح، فماذا عن المسيح نفسه؟ لقد سبق وقلنا الكثير عن المسيح. إن من يقرأ الإنجيل لن يجد المسيح قط يطلب الغفران لنفسه. لا بل على العكس من ذلك نجد في الإنجيل في كثير من المناسبات يتصرف فيها المسيح كالله، ويغفر الخاطايا للناس مما جلب غضب اليهود ونقمتهم عليه كما هو واضح من القصة التالية: "وفي أحد الأيام كان يُعلم وكان فريسيون ومعلمون للناموس (علماء اليهود) جالسين وهم قد أتوا من قُرى من الجليل واليهودية وأورشليم. وكانت قوة الرب لشفائهم. وإذا برجال يحملون على فراش إنسانا مفلوجا وكانوا يطلبون أن يدخلوا به ويضعوه أمامه. ولما لم يجدوا من أين يدخلون به لسبب الجمع صعدوا على السطح ودلّوه مع الفراش من بين الأجر إلى الوسط قدام يسوع. فلما رأى إيمانهم قال له أيها الإنسان مغفورة لك خطاياك. فابتدأ الكتبة والفريسيون يفكرون في قلوبهم قائلين من هذا الذي يتكلم بتجاديف؟ من يقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحده. فشعر يسوع بأفكارهم وأجاب وقال لهم ماذا تفكرون في قلوبكم. أيما أيسر أن يقال مغفورة لك خطاياك أم أن يُقال قم وامشي. ولكن لكي تعلموا أن لإبن الإنسان سلطان على الأرض أن يغفر الخطايا قال للمفلوج لك أقول قم واحمل فراشك واذهب إلى بيتك. ففي الحال قام أمامهم وحمل ما كان مضطجعا عليه ومضى إلى بيته وهو يمجد الله." (لوقا 17:5-25). وبهذا تتضح لنا الآية في الأنجيل التي تقول: "الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله . لكنه أخلى نفسه آخذا صور عبد صائرا في شبه الناس . وإذ وُجد في الهيئة كإنسان ، وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب . لذلك رفّعه الله وأعطاه اسما فوق كل اسم ، لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء من فوق ومن على الأرض ومن تحت الأرض ، ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب."(فيلبي 2: 6-11).
بعد هذا كله يتضح للقراء الأعزاء أن هناك فرق شاسع جدا بين الإسلام والمسيحية فيما يتعلق بالخطية والغفران. لذلك لا يمكن أن يكون التعليمان من نفس المصدر. فإذا كان أحد التعليمين من الله فلا يمكن أن يكون التعليم الآخر من الله، لأن الله لا يناقض نفسه. إذاً عليك أيها القارئ العزيز أن تحكم أي التعليمين هو من الله، وأيهما أفضل وأجل وأسمى مع رجائي أن تستمتعوا بقراءة الفصل اللاحق.

الصفحة
  • عدد الزيارات: 24761