الإعجاز في الشريعة
الإعجاز في الشريعة
توطئة
وجه جديد من إعجاز القرآن : الإعجاز في الشريعة
بعد العقيدة ، يكون الإعجاز في الشريعة . والسيوطي ، خاتمة المحققين الأقدمين ، لم يذكر في (الاتقان في علوم القرآن) ، من وجوه الاعجاز ، وجه التشريع . وفي عصرنا ، طلع علينا الاستاذ محمد أبي زهرة ، أستاذ الشريعة بكلّية الحقوق بجامعة القاهرة ، بهذا الوجه الجديد من الاعجاز ، في التشريع القرآني . يقول ، بعد بيان وجوه الاعجاز البياني والعيني والعلمي ؛ "ولكن وجهًا آخر لم يبيّنه العلماء بإطناب ، ونعتقد أنه أقوى دلالة في خطاب الناس أجمعين من كل ما ذكر ، وهو شريعة القرآن . وقد أشار الى هذا الوجه ، إشارة عابرة ، القرطبي ، فقال في كتابه (أحكام القرآن) في وجوه اعجاز القرآن : (ومنها ما تضمنه القرآن من العلم الذي هو قوام الأنام في الحلال والحرام ، وسائر الأحكام) . هذا كلام القرطبي ، وهو يشير الى أن شريعة القرآن وما اشتملت عليه من أحكام منظمة
للأسرة ، والتعامل الإنساني ، هي وجه من وجوه الاعجاز ... ولذلك نقول : إن شريعة القرآن هي أقوى وجوه إعجاز القرآن ؛ وهي القائمة الدالة على الإعجاز إلى يوم القيامة ، وهي قائمة الى اليوم حجة على العربي والأعجمي ، لا يفترق في قبولها من يعرف لسان القرآن ، عمّن لا يعرفه . فهي شفاء لأدواء المجتمع في كل العصور والأزمان" . وظن وظنوا أنه فتح جديد في إعجاز القرآن ، يفوق ما تعارف عليه القوم في الإعجاز البياني والغيبي والعلمي ؛ وأنه "أقوى وجوه إعجاز القرآن" يفحم العربي والأعجمي معا .
ومن الغريب المذهل ، لو كان ذلك حقا ، أن يسهو عنه علماء الإعجاز حتى اليوم ! وأن يقوم مَن يردّد زعم الأستاذ أبي زهرة ، مثل الأستاذ عبد الكريم الخطيب : "إن النبي حمل الى الناس أمرا واحدا فقط هو الشريعة ، وفي الشريعة نفسها المعجزة التي تشهد له بأنه رسول الله الصادق في ما يقول عن الله" . "فكيف ينسى هو أيضا نفسه ويرى اعجاز القرآن في "الصدق المطلق الذي نزل به – علو الجهة المنزل منها – حسن الأداء: النظم والفاصلة – روحانية القرآن ؟ أم هي شهوة الابتداع ، ولو كان بدعة ، لتسفيه آراء الأقدمين ، كما فعل الرافعي في (إعجازه) .
فهل إعجاز القرآن في شريعته المعجزة ؟
- عدد الزيارات: 27768