ترتيب السور في المصحف العثماني
ترتيب السور في المصحف العثماني
أولا : الإجماع بأنه من الصحابة
جاء في (الاتقان 63:1) : "وأما ترتيب السور فهل هو توقيفي ؛ أو هو باجتهاد من الصحابة ؟ – فيه خلاف ! فجمهور العلماء على الثاني .
"ولذلك اختلاف مصاحف السلف في ترتيب السور : فمنهم من رتبها على النزول ؛ وهو مصحف علي ... وكان أول مصحف ابن مسعود : البقرة ثم النساء ثم آل عمران ، على اختلاف شديد ؛ وكذا مصحف أُبي وغيره" .
ومَن قال منهم بأن ترتيب السور توقيفي عن النبي قال : "فمن قدَّم سورة أو أخّرها فقد أفسد نظم القرآن" .
والبرهان المزدوج الذي أعطاه السيوطي هو القول الحق في أن ترتيب السور كان باجتهاد الصحابة : فجمهور العلماء عليه ، واختلاف مصاحف السلف قبل الجمع العثماني شاهد عليه .
وكان اختيار الصحابة لترتيب السور على مبدأ التنسيق في الطول : الطوال ، فالمئين (لأن كل سورة منها تزيد على مائة آية أو تقاربها) ، فالمثاني (ما ولى المئين لأنها ثَنَتْها) ، فالمفصَّل (سمي بذلك لكثرة الفصول التي بين السور بالبسملة) . "للمفصل طوال وأوساط وقصار . قال ابن معن : فطواله الى (عم) ؛ وأوساطه منها الى (الضحى) ؛ ومنها الى آخر القرآن قصاره" .
وربما اختاروا في ترتيب السور مبدأ التنسيق في الطول لأن السبع الطوال فيها التشريع والجهاد وجدال أهل الكتاب أي جوهر القرآن ومحوره ؛ وربما لتحدّي العرب في المعلّقات السبع بالسور السبع .
- عدد الزيارات: 10016