بحث في بعض أخلاق محمد
الفصل السادس
بحث في بعض أخلاق محمد بحسب ما ورد عنه في القرآن
علينا الآن أن نتأمل في بعض أعمال محمد والأخبار عن صفاته لنرى هل تثبت هذه دعواه كرسول من الله ونبي وإننا في بحثنا هذا نرى وجوب سلوك اللياقة التامة إكراماً لخاطر إخواننا المسلمين. وعليه فلسنا نريد أن نقتبس أقوال كتبة المسيحيين في ذلك بل نقتبس من مشاهير المسلمين وذلك أردنا أن لا نحكم بأنفسنا على أي أمر كان متذكرين قول بولس الرسول مَنْ أَنْتَ الَّذِي تَدِينُ عَبْدَ غَيْرِكَ؟ هُوَ لِمَوْلَاهُ يَثْبُتُ أَوْ يَسْقُطُ (رو 14: 4). ونحن جميعاً عبيد الله وهو وحده الديان العادل ولكن يحسن لكل منا أن يرى رأياً خاصاً في الموضوع ولو لم يصرح به. ولكي يعرف القراء المحترمون حقائق هذه المسألة المهمة ليحكموا بأنفسهم إذا كان محمد حسبما يعتقد فيه المسلمون أم لا نرى وجوب اقتباس آيات قرآنية مع تفسيرها من أكابر المفسرين لئلا نخطئ في معناها ثم نأتي ببعض عبارات من حياة وسيرة محمد التي كتبها المسلمون وبعض الأحاديث المتفق عليها ليتضح ما فعل بعد ما نال قوة باتحاده مع قبيلتي الأوس والخزرج (الأنصار) واعتناقهم للإسلام. وليلاحظ أننا لا نأتي هنا بآرائنا بل نقتبس فقط عبارات إسلامية في الموضوع.
والمواضيع التي نريد أن نتكلم عنها هي (1) حوادث محمد الزوجية (2) طريقة معاملته لأعدائه. والعلماء من القراء سيرون إنه كان يمكننا اقتباس أقوال أدنى من التي اقتبسناها في كل موضوع ولكننا تحاشينا ذكر ما نظنه مبالغاً فيه أو تساهلوا في نقله كالمتأخرين من الكتاب الذي لم يفكروا بأن ما كتبوه مبالغ فيه فيصور ذلك للقراء المنصفين صورة غير ملائمة لمحمد. فتحاشينا الاقتباس من أمثال هؤلاء واكتفينا بالمؤلفات الأولى المقبولة لدى الجميع. وتوجد بعض الاقتباسات من كتب فارسية أو تركية تثبت أن العالم الإسلامي بأجمعه يوافق على ما سنذكره.
- عدد الزيارات: 9207