Skip to main content

أزواج محمد في كتب السيرة - زينب بنت خزيمة (أم المساكين)

الصفحة 5 من 7: زينب بنت خزيمة (أم المساكين)

8 - زينب بنت خزيمة (أم المساكين): كانت زوجة الطفيل بن الحارث الذي طلقها. كان لقبها في الجاهلية أم المساكين. كانت تزويجه إياها في شهر رمضان على رأس أحد ثلاثين شهراً من الهجرة فمكثت عنده ثمانية أشهر وتوفيت في آخر ربيع الآخر وصلى عليها رسول الله ودفنها بالبقيع (50) رُوي عن محمد بن عمر أنه سأل عبد الله بن جعفر كم كان سنها يوم ماتت، قال ثلاثين سنة أو نحوها (51)

9 - جويرية بنت الحارث: عن عائشة قالت: أصاب رسول الله نساء بني المصطلق فأخرج الخُمس منه ثم قسمه بين الناس، فأعطى الفرس سهمين والرجل سهماً، فوقعت جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار في سهم ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري، وكانت تحت ابن عم لها يقال له صفوان بن مالك بن جذيمة ذو الشفر فقتل عنها، فكاتبها ثابت بن قيس على نفسها على تسع أواق، وكانت امرأة حلوة لا يكاد يراها أحد إلا أخذت بنفسه. فبينا النبي (ص) عندي إذ دخلت عليه جويرية تسأله في كتابتها، فوالله ما هو إلا أن رأيتها فكرهت دخولها على النبي (ص) وعرفت أنه سيرى منها مثل الذي رأيت. فقالت: يا رسول الله أنا جويرية بنت الحارث سيد قومه، وقد أصابني من الأمر ما قد علمت فوقعت في سهم ثابت بن قيس فكاتبني على تسع أواق، فأعنّي في فكاكي. فقال: أوخير من ذلك؟ فقالت: ما هو؟ فقال: أؤدي عنك كتابتك وأتزوجك. قالت: نعم يا رسول الله. فقال رسول الله: قد فعلت. وخرج الخبر إلى الناس فقالوا: أصهار رسول الله ص يسترقون! فأعتقوا ما كان في أيديهم من سبي بني المصطلق، فبلغ عتقهم مائة أهل بيت بتزويجه إياها، فلا أعلم امرأة أعظم بركة على قومها منها، وذلك منصرفه من غزوة المريسيع (52).

ويتبين من الروايات أن نساء محمد استهزأن بها، فقلن إن محمداً إنما تزوجها إشفاقاً لها وتكرماً. فقالت جويرية: يا رسول الله أن نساءك يفخرن عليّ. يقلن لم يتزوجك رسول الله. فقال: ألم أعظم صداقك؟ ألم أعتق أربعين من قومك؟ (53).

عن أبي قلابة أن النبي (ص) سبى جويرية بنت الحارث فجاء أبوها إلى النبي (ص) فقال: إن ابنتي لا يسبى مثلها فأنا أكرم من ذاك فخلّ سبيلها. قال: أرأيت إن خيرناها أليس قد أحسنا؟ قال: بلى وأديت ما عليك قال: فأتاها أبوها فقال: إن هذا الرجل قد خيرك فلا تفضحينا. فقالت: فإني قد اخترت رسول الله ص قال: قد والله فضحتنا (54).

تدل الروايات أنه حظيت لدى محمد بمعاملة الزوجة حيث ضرب عليها الحجاب وكان يقسم لها كما يقسم لنسائه (55).

10 - صفية بنت حيي بن الأخطب: ولما غزا رسول الله ص خيبر وغنمه الله أموالهم سبى صفية بنت حيي وبنت عم لها من القموص، فأمر بلالاً يذهب بهما إلى رحلة، فكان لرسول الله (ص) صفي من كل غنيمة، فكانت صفية مما اصطفى يوم خيبر. وعرض عليها النبي ص أن يعتقها إن اختارت الله ورسوله. فقالت: أختار الله ورسوله. وأسلمت فأعتقها وتزوجها وجعل عتقها مهرها، ورأى بوجهها أثر خضرة قريباً من عينها فقال: ما هذا؟ قالت: يا رسول الله رأيت في المنام قمراً من يثرب حتى وقع في حجري، فذكرت ذلك لزوجي كنانة فقال: تحبين أن تكوني تحت هذا الملك الذي يأتي إلى المدينة؟ فضرب وجهي واعتدت حيضة. ولم يخرج رسول الله من خيبر حتى طهرت من حيضتها، فخرج رسول الله من خيبر ولم يعرس بها، فلما قرب البعير لرسول الله ليخرج، وضع رسول الله رجله لصفية لتضع قدمها على فخذه فأبت ووضعت ركبتها على فخذه وسترها رسول الله وحملها وراءه، وجعل رداءه على ظهرها ووجهها ثم شده من تحت رجلها وتحمل لها وجعلها بمنزلة نسائه. فلما صار إلى منزل يقال له تبار على ستة أميال من خيبر مال يريد أن يعرس بها، فأبت عليه فوجد النبي (ص) في نفسه من ذلك. فلما كان بالصهباء وهي على بريد من خيبر قال رسول الله ص لأم سليم: عليكن صاحبتكن فامشطنها. وأراد رسول الله أن يعرس بها هناك. قالت أم سليم: وليس معنا فسطاط ولا سرادقات، فأخذت كسائين أو عباءتين فسترت بينهما إلى شجرة فمشطتها وعطرتها. قالت أم سنان الأسلمية: وكنت فيمن حضر عرس رسول الله (ص) بصفية مشَّطناها وعطرناها، وكانت جارية تأخذ الزينة من أوضأ ما يكون من النساء وما وجدت رائحة طيب كان أطيب من ليلتئذ، وما شعرنا حتى قيل رسول الله يدخل على أهله وقد نمصناها ونحن تحت دومة. وأقبل رسول الله (ص) يمشي إليها فقامت إليه، وبذلك أمرناها، فخرجنا من عندهما وأعرس بها رسول الله هناك وبات عندها، وغدونا عليها وهي ترى أن تغتسل، فذهبنا بها حتى توارينا من العسكر، فقضت حاجتها واغتسلت، فسألتها عما رأت من رسول الله (ص)، فذكرت أنه سر بها ولم ينم تلك الليلة ولم يزل يتحدث معها، وقال لها: ما حملك على الذي صنعت حين أردت أن أنزل المنزل الأول فأدخل بك؟ فقالت: خشيت عليك قرب يهود. فزادها ذلك عند رسول الله، وأصبح رسول الله فأولم عليها هناك وما كانت وليمته إلا الحيس، وما كانت قصاعهم إلا الأنطاع، فتغدى القوم يومئذ، ثم راح رسول الله فنزل بالقصيبة وهي على ستة عشر ميلاً (56).

عن أبي هريرة قال: لما دخل رسول الله (ص) بصفية بات أبو أيوب على باب النبي (ص) فلما أصبح رسول الله كبر ومع أبي أيوب السيف، فقال: يا رسول الله كانت جارية حديثة عهد بعرس، وكنت قتلت أباها وأخاها وزوجها فلم آمنها عليك. فضحك رسول الله وقال له خيراً (57).

ريحانة بنت زيد
الصفحة
  • عدد الزيارات: 15887