Skip to main content

معجزة حفظ القرآن - القرآن المصفّى

الصفحة 11 من 12: القرآن المصفّى

 

بحث سادس

"القرآن المصفّى"

إن القرآن الحالي ليس القرآن كله نزل على محمد ؛ بل هو "القرآن المصفّى" ، بعد التصفيات الثلاث التاريخية التي تنطق بها الأخبار والآثار .

التصفية الأولى للقرآن كانت التصفية النبوية عينها التي كان يقوم بها النبي العربي كل سنة ، في عرْضات القرآن السنوية مع جبريل ، كما نقلوا . وظواهرها متعدّدة ، من نسيان الى تبديل الى محو ؛ ومن رفع قرآن من التلاوة الىاسقاط منسوخ منه ، حتى "ذهب منه قرآن كثير" كما سبق تفصيل ذلك .

التصفية الثانية للقرآن كانت التصفية العثمانية التي أتلف فيها الخليفة الثالث ستة أحرف من "الأحرف السبعة" التي أقرأ بها النبي القرآن للناس ؛ والتي أبدل فيها ترتيب

القرآن التاريخ بالترتيب التنسيقي ، فظهر تيّار بني أمية في "حفظ" القرآن على تيار أهل البيت ؛ والتي أسقط فيها عثمان كثيرا من المنسوخ الذي كان يحتفظ به مصحف الإمام علي بن أبي طالب ، حتى اتهموه بأنه "غيّر المصاحف" ، وأتلف مصاحف الخلفاء الراشدين وأمهات المؤمنين ، ومصاحف التابعين لهم بإحسان .

التصفية الثالثة هي تصفية الحجاج بن يوسف ، عامل الأمويين وعميلهم ، الذي أسقط من القرآن كل ما كان فيه بحق بني أمية ، وغيّر بعض المواطن كما ذكروا بعضها الى اليوم ؛ والذي أتلف المصاحف العثمانية نفسها ، وقد أجمع الصحابة على جعلها "إمامًا للناس" . وتصفية تأتي على يد الحجاج إنما هي موضوع شبهة قتّالة لا تزول .

فبعد هذه التصفيات الثلاث لم يبق بين أيدي المسلمين إلاّ "القرآن المصفّى" . وإعجاز التنزيل ومعجزته يقومان على "حفظه" كما نزل . وبما أن القرآن الحالي هو "القرآن المصفّى" فلا يصح التحدّي به . وكم كان صادقا قول المعتزلة : إن الله لم يجعل القرآن دليل النبوة .

هل في ذلك الواقع التاريخي من معجزة في
الصفحة
  • عدد الزيارات: 34665