Skip to main content

أسئلة لاهوتية

1 - يجهلون الثالوث الأقدس

س 77: جاء في سورة المائدة 5: 116 "وَإِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ؟". وجاء في سورة النساء 4: 171 "يَا أَهْلَ الكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلا الحَقَّ إِنَّمَا المَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرَوُحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرا لكُمْ إِنَّمَا اللهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللهِ وَكِيلاً". وجاء في سورة المائدة 5: 73 "لَقَدْ كَفَرَ الذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ".

يتضح من هذه الآيات أن محمداً سمع من بعض أصحاب البدع من النصارى أنه يوجد ثلاثة آلهة، هم الله ومريم وعيسى، فردَّ على هذه البدعة وكرر المرة بعد الأخرى أن الله واحد. وكل من له إلمام بالتوراة والإنجيل يعرف أن وحدانية الله هي أساس الدين المسيحي، فقد قالت التوراة والإنجيل: "الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ" (تثنية 6: 4 ومرقس 12: 29). ولم يقل مسيحي حقيقي قط إن العذراء مريم إله (مع كل التقدير والمحبة لها) فالمسيحيون لا يعبدون ثلاثة آلهة، بل إلهاً واحداً في وحدانية جامعة: هو الآب والابن والروح القدس. أو بعبارة القرآن "الله وكلمته وروحه". والكل في ذات واحدة. وقد اتفق القرآن مع الكتاب المقدس في إسناد الفعل وضمير المتكلم في صيغة الجمع إلى الله. ولم يرد في الكتاب المقدس ولا في القرآن كلام مخلوقٍ كائناً من كان تكلم عن نفسه بصيغة الجمع مما يدل على وحدة الجوهر مع تعدد الأقانيم في الذات العلية. فمثلاً ورد في سورة البقرة 2: 23 "نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا" بصيغة الجمع وورد في سورة الأعراف 7: 196 "اللهُ الذِي نَزَّلَ الكِتَابَ" بصيغة المفرد. فتشير الصيغة الأولى إلى جمع الأقانيم، وتشير الصيغة الثانية إلى توحيد الذات. ومن أسماء الله الحسنى أنه الودود، لقوله في سورة البروج 85: 14 "وَهُوَ الغَفُورُ الوَدُودُ". فالود صفةٌ من صفاته. ومن معرفتنا أن هذه الصفة أزلية نستدل أن هناك تعدد أقانيم في الوحدة الإلهية لتبادل الود بينها قبل أن يُخلق شيء. وإلا ففي الأزل اللانهائي، كانت صفة الودّ عاطلة عن العمل، وابتدأت تعمل فبدأ الله "يود" بعد أن خلق الملائكة والناس. وحاشا لله أن يكون قابلا للتغير!

وهل نستطيع أن نوفّق بين الإيمان بصفات الله الأزلية كالسمع والتكلم دون الإيمان بثلاثة أقانيم في إله واحد؟ ولا نستطيع أن نملأ الفجوة الهائلة بين علاقة الإنسان بالله على غير قاعدة الأبوة والبنوة وحياة الشركة المعلنة في عقيدة الثالوث القويمة!

إن الإيمان بالتوحيد المجرّد بدون أنسٍ روحي بالله هو إيمان الشياطين. "أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللّهَ وَاحِدٌ. حَسَناً تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ" (يعقوب 2:19). ومثل التثليث مثل العقل والفكر والقول، فهذه ثلاثة أشياء متميّزة غير منفصلة لشيء واحد! والنار والنور والحرارة ثلاثة أشياء متميزة غير منفصلة لشيء واحد. فهل نستبعد وجود ثلاثة أقانيم متميزة غير منفصلة في إله واحد حسب إعلان كتابه المقدس؟


2 - ينكرون الكفارة

س 78: جاء في سورة النساء 4: 31 "إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً" وجاء في سورة النجم 53: 32 "الذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ المَغْفِرَةِ".

قال البيضاوي في تفسير هذه الآية: "إن الله يغفر الصغائر باجتناب الكبائر".

ونحن نسأل: هل من المعقول أن يغفر الله أو القاضي لمذنبٍ ارتكاب السرقة لأنه تجنّب القتل؟ يؤكد الكتاب المقدس لنا أنه لا غفران بغير الفادي المسيح الذي قال عنه القرآن آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا (سورة مريم 19: 21). فالإله القدوس العادل لا يمنح الغفران للخاطئ بدون كفارة، ولا يصفح عنه بدون فداء. إن الغفران بغير حساب استهتار بصفات الله القدوسة الكاملة. فالعدل يطلب قصاص الخاطئ، والرحمة تطلب العفو عنه. وإجابة أحد المطلبين تعني تعطيل إحدى الصفتين. والمسيحية تكشف الستار عن حكمة الله المطلقة، فعن طريق قدرة الله غير المحدودة جاء التجسد، وعن طريق الصلب جاء التوفيق بين عدل الله الكامل ورحمته الكاملة. قال الإنجيل: "إِنَّ النَّامُوسَ بِمُوسَى أُعْطِيَ، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالحَقُّ فَبِيَسُوعَ المَسِيحِ صَارَا"(يوحنا 1: 17).

أما قول القرآن: "إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ" (سورة هود 11: 114) فهو لا يتفق مع قداسة الله وعدله، ولا يعطي الضمير راحة ولا سلاماً ولا شعوراً بفرح الغفران. وقد أمر القرآن محمداً "وَا سْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ" (سورة محمد 47: 19) وكما لم يجد محمد سلاماً وراحة لضميره كذلك كان صحابته وخلفاؤه الراشدون، فليس في الإسلام بعد محمد أفضل من أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب، وكلهم من العشرة المبشَّرين بالجنة. ولكن رُوي عن أبي بكر أنه قال: "ليتني كنت شجرة تعضد ثم تؤكل" وقال للطير "يا طير تأكل من الشجرة وتستظل بالشجرة وتصير إلى غير حساب. ياليت أبا بكر مثلك". وقال "وددت لو أني خضيرة تأكلني الذئاب". وقيل إنه غلب عليه الخوف والحزن حتى كان يُشتمّ من فمه رائحة الكبد المشوي (دائرة المعارف مجلد 2 ص 39 و40). وروى القاسم بن محمد أن أبا بكر قال لابنته عائشة يوم احتضاره: "يا بنية هذا يوم يخلى فيه عن عطائي وأعاين جزائي إن فرحاً فدائم وإن نوحاً فمقيم" (كتاب العقد الفريد جزء 2 ص 256). وأما عن علي بن أبي طالب فقال ضرار بن حمزة لمعاوية في وصفه: "رأيتُه في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله. وغارت نجومه. وقد مثل في محرابه قابضاً على لحيته يتململ تململ الخائف ويبكي بكاء الحزين. فكأني الآن أسمعه يقول "يا دنيا إليّ تعرَّضتِ أم إليّ تشوَّقتِ؟ هيهات هيهات. غُرّي غيري. لقد أنبتك ثلاثا لا رجعة لي فيك. فعمري قصير. وعيشك حقير. وخطرك كبير. آه من قلة الزاد ووحشة الطريق" (كتاب المستطرف، للشيخ شهاب الدين الأبشيهي ص 165). وأما عن عمر بن الخطاب فقال: "والله لو أن لي في طلائع الأرض ذهبا لافتديت به من عذاب الله عزّ وجلّ قبل أن أراه" (البخاري جزء 2 ص 329). وروى داود بن هند عن قتادة قال: "لما ثقل عمر قال لولده عبد الله ضع خدّي على الأرض. فكره أن يفعل. فوضع عمر خدّه على الأرض وقال: الويل لعمر ولأم عمر إن لم يعف الله عنه" (كتاب العقد الفريد ص 260). وذكروا أن عمراً كان يدني يده من النار ثم يقول: "يا ابن الخطاب، هل لك على هذا صبر؟ ويبكي حتى كان بوجهه خطان أسودان من البكاء. وكان يقول: "يا ليتني لم أُخلَق! ليت أمي لم تلدني! ليتني لم أكن شيئاً! ليتني كنتُ نسْياً منسياً!" (مجلة الهلال عدد 81).


3 - مصدر الوحي بشريّ

س 79: جاء في سورة النساء 4: 82 أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافاً كَثِيرا . وهل يحتمل القرآن التدبُّر والفحص؟ وهل يقبل المسلمون مبدأ البحث للوقوف على حقيقة القرآن؟ لقد دلت الأبحاث أن محمداً أخذ القرآن وشرائعه من الصابئين، وعرب الجاهلية، واليهود، والمسيحيين، وعن تصرفاته التي جعلها سُنّة لغيره.

أولاً: ما أخذه عن الصابئين

اعتبر محمد الصابئين أصحاب دين سماوي أدخلهم الجنة، فقال: إِنَّ الذِينَ آمَنُوا وَالذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (سورة المائدة 5: 69 - تكررت الفكرة في سورة البقرة 2: 61 وسورة الحج 22: 17). وقد نقل الإسلام عنهم عقائدهم المعمول بها فيه إلى الآن. قال محمود شكري الألوسي البغدادي في كتابه بلوغ الأرب في أحوال العرب : وللصابئة خمس صلوات توافق صلوات المسلمين الخمس. وقيل سبع صلوات: خمس صلوات توافق صلوات المسلمين من حيث الوقت (أي الصبح والظهر والعصر والمساء والعِشاء).والسادسة في نصف الليل والسابعة صلاة الضحى. ولهم الصلاة على الميت بلا ركوع ولا سجود. ويصومون ثلاثين يوماً شهراً هلالياً، وابتداء صومهم من ربع الليل الأخير إلى غروب قرص الشمس. وطوائف منهم يصومون شهر رمضان. ويستقبلون في صلواتهم الكعبة ويعظّمون مكة ويرون الحج إليها. ويحرمون الميتة والدم ولحم الخزير. ويحرمون من القرابات الزواج ما يحرم المسلمون (كتاب بلوغ الأرب في أحوال العرب جزء 2 فصل الصابئة).

ثانياً: ما أخذه عن عرب الجاهلية

شهد علماء المسلمين أن كثيراً من الإسلام كان معمولاً به عند عرب الجاهلية. جاء في كتاب الملل والنحل للشهرستاني وكانت الجاهلية تفعل أشياء جاءت شريعة الإسلام بها، منها: أنهم كانوالا يتزوجون الأم وبنتها. وكان أقبح شيء عندهم الجمع بين الأختين، وكانوا يعيبون المتزوج بامرأة أبيه ويسمّونه الضيزن. وكانوا يحجّون البيت ويعتمرون ويطوفون ويسعون ويقفون المواقف كلها ويرمون الحجار ويغتسلون من الجنابة. وكانوا يداومون على المضمضة والاستنشاق وتقليم الأظافر ونتف الأبط وحلق العانة والختان. وكانوا يقطعون يد السارق اليمنى (الملل والنحل للشهرستاني ج 2 باب آراء العرب في الجاهلية). وفي كتاب بلوغ الأرب في أحوال العرب يقول في ذكره الموحدين من العرب قبل الإسلام ما ملخصه: كان العرب يتعبدون بشريعة خليل الرحمن سيدنا إبراهيم عليه السلام قد نقلوها من ولده اسماعيل. فكانوا يعتقدون أن الله واحد لا شريك له ولا وزير وهو السميع البصير. وكانوا يصلّون ويصومون ويحجّون ويزكّون. ثم على تمادي الأيام زاغوا وافترقت كلمتهم وانقسموا في التعبّد إلى أقسام. ومنهم بقيةٌ لم تتغير ولم تبدل من شريعة إسماعيل بن إبراهيم ملتزمين ما كانوا عليه من تعظيم البيت والطواف والحج والعمرة وغير ذلك. وهؤلاء افترقوا فمنهم من بقي على التوحيد وما استعاض من توحيد الله في عبادته. وقد كان العرب في الجاهلية لا يقربون النساء في حال حيضهن. ويحكمون بإيقاع الطلاق إذا كان ثلاثاً. وجواز الرجعة في الواحدة والاثنتين. وإنهم كانوا يطوفون بالبيت سبعاً (جزء 2 فصل أديان العرب قبل الإسلام). وجاء في كتاب السيرة النبوية الملكية فكانت قريش في الجاهلية إذا صلوا قالوا لبيك اللهم لبيك. لا شريك لك إلا شريك هو لك وما ملك . فيوحّدونه بالتلبية ثم يدخلون معه آلهتهم ويجعلون ملكها بيده .

ثالثاً: ما أخذه عن اليهود

إِنَّ هذا لفِي الصُّحُفِ الأُولَى صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (سورة الأعلى 87: 18 و19).ففي التوراة قصة آدم وقايين وهابيل ونوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحق ولوط ويوسف وموسى وفرعون وبني إسرائيل والمن والسلوى والوصايا العشر والتابوت. وشريعة العين بالعين والذبائح. وقصة الجواسيس وقورح وبلعام وجدعون وصموئيل وشاول وداود وسليمان وإيليا وأليشع وأيوب. واقتطف القرآن من أقوال داود وإشعياء وحزقيال ويونان وغيرهم وقال: وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الأَّوَلِينَ (سورة الشعراء 26: 196).

رابعاً: ما أخذه عن النصارى

أخذ القرآن عن الإنجيل قصة بشارة الملاك لزكريا عن يوحنا وقصة بشارة الملاك لمريم العذراء عن ميلاد المسيح. وعن اسمه الكريم كلمة الله وعن مسحه بالروح القدس وتعاليمه ومعجزاته من حيث شفاء الأبرص وتفتيح عين الأعمى وإقامة الموتى. ورفض اليهود له وموته وارتفاعه للسماء. وشهادة الرسل والكنيسة والقساوسة. واقتطف من أقوال بولس الرسول من رسائله لأهل رومية وكورنثوس وغلاطية وفيلبي وتسالونيكي والعبرانيين. واقتطف من أقوال يعقوب الرسول وبطرس الرسول ويوحنا الرائي.

خامساً: ما أخذه من تصرفاته

يحوي القرآن الكثير من أحوال محمد الشخصية التي جعلها سُنّة لأتباعه، فذكر فيه غزواته وحوادث زوجاته عائشة وزينب وخديجة ومارية القبطية وحفصة وأم هانئ وغيرهن. ودوّن ما أصابه من تأثير السحر وتعوُّذاته منه. وسجل بعض أقوال الصحابة وقال إنها تنزيل الحكيم العليم!


4 - جمعة الجاهلية

س 80: جاء في سورة الجمعة 62: 9-11 يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ مِنْ يَوْمِ الجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا البَيْعَ ذِلكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاَةُ فَا نْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَا بْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ وَا ذْكُرُوا اللهَ كَثِيرا لعَلَّكُمْ تَفْلِحُونَ وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ .

جاء في تفسير البيضاوي لهذه الآيات سُمِّي الجمعة لاجتماع الناس فيه للصلاة. وكانت العرب تسمّيه العروبة. وقيل سماه كعب بن لؤي لاجتماع الناس فيه إليه. وأول جمعة جمعها رسول الله (صلعم).أنه لما قدِم المدينة نزل قِباء فأقام بها إلى الجمعة. ثم دخل المدينة وصلى الجمعة في وادٍ لبني سالم بن عوف .

وجاء في كتاب بلوغ الأرب في أحوال العرب وكان يوم الجمعة يُسمّى في الجاهلية عروبة. فسماه كعب بن لؤي بن غالب يوم الجمعة. وكان يخطب فيه على قريش. وكانت قريش تجتمع إليه في كل جمعة ليسمعوا خطبه (جزء 1 فصل مجتمعات العرب في جاهليتهم). فيوم الجمعة مصدره عرب الجاهلية ومن وضع كعب بن لؤي وليس من وحي السماء.

ورد في كتاب السيرة النبوية الملكية: لما هاجر محمد إلى المدينة قال له المسلمون إن لليهود يوماً يجتمعون فيه للعبادة وسماع الوعظ هو يوم السبت وللنصارى يوماً يجتمعون فيه للعبادة وسماع الوعظ، ونحن المسلمين لا يوم لنا خصوصي نجتمع فيه لعبادة الله تعالى أُسوة بأهل الكتاب، فأشار عليهم بيوم الجمعة .

ونحن نسأل: إذا كان اليهود يجتمعون للعبادة يوم السبت لذكر خلق الله العالم في ستة أيام واستراحته في اليوم السابع. وإذا كان النصارى يحفظون الأحد لذكرى قيامة المسيح فيه. فما الذي يجعل المسلمين يجتمعون يوم الجمعة؟ هل ليحاكوا أهل الكتاب؟ لم يختاروا اليوم الذي صنعه الرب، بل اليوم الذي وضعته عرب الجاهلية.

5 - الأَشْهُر الحُرُم

س 81: جاء في سورة محمد 47: 4 وسورة التوبة 9: 5 فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الحُرُمُ فَا قْتُلُوا المُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ .

يحرّم الإسلام القتال والقتل والثأر تحريماً مطلقاً في الأشهر الحرم وهي رجب وذو القعدة وذو الحجة ومحرم مهما كانت الدواعي إلى ذلك. ويعود أصل ذلك إلى عرب الجاهلية قبل الإسلام.

جاء في كتاب بلوغ الأرب إن الأربعة أشهر الحرم رجب وذو القعدة وذو الحجة ومحرم كانت محرمة عند الجاهلية. حرموا فيها الغارات والثأر والحرب والقتال والشِّجار. فكان الرجل منهم في أيام الأشهر الحرم يلتقي بعدوه قاتل أبيه أو أخيه فلا يتحرج له بشرّ... كانوا يتحرَجون في هذه الأشهر الحرم من القتال. لا يُغِيرون فيها. ولا يتصلون فيها الأسنة أي ينزعون أسنة الرماح منها علامة تجنب القتال لأي سبب كان . فالإسلام أخذ هذا التحريم عن عرب الجاهلية ولم يأت بجديد.

وأما الجديد في الأمر فهو أنه بعد أن وافق الإسلامُ العربَ على الأشهر الحرم التي جعلوها فرصة للسلام والتعايش والهدوء النسبي وجعل هذا التحريم شريعة من الله، رأى محمد أن هذا يتعارض مع رغبته في الغزو والانتقام، فغدر بأعدائه وأباح ما سبق تحريمه وناقض نفسه بقوله في سورة البقرة 2: 217 وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ .

6 - التكبير من أصل جاهلي

س 82: جاء في سورة الإسراء 17: 111 وَقُلِ الحَمْدُ لِلهِ الذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَِليٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً . وجاء في سورة الأنعام 6: 78 فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هذا رَبِّي هذا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ .

كان عرب الجاهلية يكبّرون الله في بعض الأحوال قائلين الله أكبر بناء على اعتقادهم بوجود إلهٍ في السماء أو الله بين كل الآلهة هو إلهها وربها، والآلهة الأخرى أعوانه وعماله في أرضه. من ذلك ما جاء في كتاب بلوغ الأرب في أحوال العرب: قال قائل في اقتراع عبد المطلب الهاشمي على ابنه عبد الله والإبل التي كان قد نذر أن يقربها ضحيةً لله، ثم أشار قومه عليه بافتداء ابنه بمائة من الإبل، وأن الذي تقع القرعة عليه يذبح لله، ففعلوا. فلما خرجت القرعة على الإبل ونجا عبد الله، صاح: الله أكبر، وكبّرت قريش مع عبد الله (السيرة الحلبية ج 1).


7 - الجن المسلم!!

س 83: جاء في سورة الأحقاف 46: 29-31 وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الجِنِّ يَسْتَمِعُونَ القُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقالمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ . وجاء في سورة الجن 72: 1-6 قُلْ أُوحِيَ إِليَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلاَ وَلَداً وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللهِ شَطَطاً وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الإِنْسُ وَالجِنُّ عَلَى اللهِ كَذِباً وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً .

ويعلّمنا الكتاب المقدس بوجود ملائكة وشياطين، ويعلّم بوجود الجن الذين ما هم إلا أرواح شيطانية , الذي يقول المسلمون إنهم جنس عاقل بين الإنس والشياطين، وإنهم لما سمعوا القرآن آمنوا به وبالله وبشروا الجن الآخرين وقالوا إن القرآن جاء من بعد موسى.

فلماذا لم يُسمِع اللهُ الجنَّ رسالة موسى وعيسى، ولماذا خصَّ الجن بالقرآن وحده؟ ولماذا يقول الجن إن القرآن جاء من بعد موسى، ولم يقل من بعد الزبور والإنجيل، مع أن الإنجيل أقرب إليهم من عهد موسى؟ وكيف يتصوَّر صاحب القرآن أن الجن، وهم أرواحٌ، يتزوّجون ويتناسلون مع أنهم يقولون إن إبليس من الجن؟


8 - الأمر بالفِسق!!

س 84: جاء في سورة الإسراء 17: 16 وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا القَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً .

فهل يريد الله إهلاك الناس؟ وهل يأمر متنعّميها بالفسق لتحقّ العقوبة عليهم وعلى الفقراء بينهم؟ وهل يناسب هذا عدل الله وقداسته وأمانته؟ وكيف ينسب لله الجور والفسق والظلم؟

ويناقض القرآن قوله السابق بقوله: وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالفَحْشَاءِ (سورة البقرة 2: 168-169).وقوله: إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ (سورة النحل 16: 90).وقوله: وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللهَ لَا يَأْمُرُ بِالفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَالا تَعْلَمُونَ (سورة الأعراف 7: 28).


9 - الوحي الذي يشكّ فيه مُبلِّغه!!

س 85: جاء في يونس 10: 94 فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَا سْأَلِ الذِينَ يَقْرَأُونَ الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ . وجاء في سورة الأعراف 7: 2 كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ .

قال الإمام الرازي في تفسير سورة يونس 10: 94 من الوجوه في تفسير النص فإن كنت في شك مما أُنزل إليك الخ هو أن الخطاب لمحمد. وأن محمداً من البشر. وكان حصول الخواطر المشوشة والأفكار المضطربة في قلبه من الجائزات. وتلك الخواطر لا تندفع إلا بإيراد الدلائل وتقرير البيّنات حتى أن بسببها تزول عن خاطره تلك الوساوس . وقال البيضاوي في تفسير الآية نفسها: حرج منه - أي شك فيه. فإن الشك صرح الصدر وضيق القلب مخافة أن يكذب فيه .

واضح من هذا أن محمداً كان يشك في مصدر وحيه، وإن كان كلامه من عند الله أم ليس بوحي، حتى نصحه مصدر وحيه أن يسأل في ذلك اليهود والنصارى الذين يقرأون الكتاب من قبله. فإن كان الرسول يشك في رسالته والمبلّغ يرتاب في صدق بلاغه، فكيف يتوقع من سامعيه أن يصدقوه؟ قال رسل المسيح: إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلَاكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ أَنَاثِيمَا (واقعاً تحت لعنة).(غلاطية 1: 8). وقد تنبأ إشعياء النبي أن ختام الشريعة سيكون على أيدي رسُل المسيح وتلاميذه، ولا يأتي وحي من بعدهم فقال: اختم الشريعة بتلاميذي (إشعياء 8: 16). ولهذا يُختَم الإنجيل بالقول: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَزِيدُ عَلَى هذا يَزِيدُ اللّهُ عَلَيْهِ الضَّرَبَاتِ المَكْتُوبَةَ فِي هذا الكِتَابِ (رؤيا 22: 18).

وفي الوقت الذي كانت فيه الشكوك تساور محمداً في وحيه، اعترف أن المرجع والمحك لأقواله هو الكتاب المقدس، فجاء قوله: فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب مِن قبلك. لقد جاءك الحق من ربك فلا تكوننَّ من المُمْتَرين . وأكد القرآن أن التوراة التي بين يدي يهود عصره صحيحة سليمة فيها حكم الله، والأَوْلى أن يرجعوا إليها لا أن يرجعوا إلى محمد فقال في سورة المائدة 5: 43 وكيف يُحكِّمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله؟ . وأوصى القرآن المسيحيين أن يلازموا أحكام إنجيلهم. وحكم بالفسق على من لا يقيم أحكام الإنجيل فقال في المائدة 5: 47 وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ .


10 - أقوال الناس!!

س 86: جاء في سورة المدثر 74: 25 إِنْ هذا إِلاَّ قَوْلُ البَشَرِ . فقال محمد إن قرآنه وحيٌ من الله إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى (سورة النجم 53: 4).

أما أنه قول البشر فواضحٌ من أن القرآن حوى أقوال عمر بن الخطاب التي دوَّنها محمد باعتبار أنها نزلت من السماء. فمرة قال عمر: يا رسول الله، لو اتَّخذنا من مقام إبراهيم مُصلّى. فجاء قرآن يقول وَا تَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلَّى (سورة البقرة 2: 125). ومرة قال عمر: يا رسول الله، إن نساءك يدخل عليهنّ البَر والفاجر فلو أمرتَهن أن يحتجِبن، فجاء قرآن يقول يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ المُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْن (سورة الأحزاب 33: 59). ومرة اجتمع نساء محمد في الغيرة، فقال عمر لهنّ: عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن. فجاء قرآن يقول: عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنَّ (سورة التحريم 66: 5). ومرة جاء قرآن يقول: ولقد خلقنا الإنسان من سُلالةٍ مِن طين فقال عمر: فتبارك اللهُ أحسَنُ الخالقين . فسجّل محمد قول عمر في القرآن: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ سُلاَلَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا العَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا المُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا العِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الخَالِقِينَ (سورة المؤمنون 23: 12-14). ومرة لقي يهوديٌّ عمرَ بن الخطاب فقال: إن جبريل الذي يذكره صاحبكم عدو لنا . فقال عمر: مَن كان عدو الله وملائكته ورسُله وجبريل وميكال فإن الله عدّوٌ للكافرين . فسجّل محمد أقوال عمر هذه بنصها: مَنْ كَانَ عَدُوّ اللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (سورة البقرة 2: 98).(الإتقان - باب ما نزل على لسان بعض الصحابة).

11 - سورٌ مِن مثله!!

س 87: جاء في سورة البقرة 2: 23 و24 وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَا دْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَا تَّقُوا النَّارَ التِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِين . وجاء في سورة يونس 10: 38 أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَا دْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ . وجاء في سورة الإسراء 17: 88 قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذا القُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً .

فماذا يحدث لو أننا أتينا بسورة واثنتين وثلاث سور مثل القرآن، دون حاجة إلى اجتماع الإنس والجن؟ وهاكم السور الثلاث:

سورة الخلع:

اللهم إنا نستعينك ونستغفرك

ونثني عليك ولا نكفرك.

ونخلع ونترك من يفجرك

 

سورة الحفد:

اللهم إياك نعبد.

ولك نصلي ونسجد.

وإليك نسعى ونحفد.

نرجو رحمتك ونخشى عذابك.

إن عذابك بالكفار ملحق.

 

سورة النورين:

بسم الله الرحمان الرحيم.

يا أيها الذين آمَنوا آمِنوا بالنورين أنزلناهما يتلوان عليكم آياتي ويحذرانكم عذاب يوم عظيم.

نوران بعضهما من بعض وأنا لسميع عليم.

إن الذين يعرفون بعهد الله ورسوله في آيات لهم جنات نعيم.

والذين كفروا من بعدما آمنوا بنقضهم ميثاقهم وما عاهدهم الرسول عليه يقذفونه في الجحيم.

ظلموا أنفسهم وعصوا الوحي الرسول أولئك يسقون من حميم.

إن الله الذي نوَّر السموات والأرض بما شاء واصطفى الملائكة والرسل وجعل من المؤمنين أولئك من خلقه يفعل الله ما يشاء لا إله إلا هو الرحمان الرحيم.

قد مكر الذين من قبلهم برسلهم فأخذتهم بمكرهم إن أخذي شديد أليم.

إن الله قد أهلك عاداً وثمود بما كسبوا وجعلهم لكم تذكرة فلا تتقون.

وفرعون بما طغى على موسى وأخيه هارون أغرقته ومن تبعه أجمعين.

ليكون لكم آية وإن أكثركم فاسقون.

إن الله يجمعهم يوم الحشر فلا يستطيعون الجواب حين يسألون.

إن الجحيم مأواهم وإن الله حكيم عليم.

يا أيها الرسول بلغ إنذاري فسوف يعلمون.

قد خسر الذين كانوا عن آياتي وحكمي معرضين.

مثل الذين يوفون بعهدك إني جزيتهم جنات النعيم.

إني لذو مغفرة وأجر عظيم. وإن عليّالمن المتقين.

وإنا لنوفه حقه يوم الدين.

وما نحن عن ظلمه بغافلين.

وكرمناه على أهلك أجمعين.

وإنه وذريته لصابرون.

وإن عدوهم إمام المجرمين.

قل للذين كفروا بعدما آمنوا طلبتم زينة الحياة الدنيا واستعجلتم بها ونسيتم ما وعدكم الله ورسوله ونقضتم العهود من بعد توكيدها وقد ضربنا لكم الأمثال لعلكم تهتدون.

يا أيها الرسول قد أنزلنا إليك آيات مبينات فيها من يتوفه مؤمناً ومن يتوله من بعدك يظهرون.

فاعرض عنهم إنهم معرضون.

إنا لهم محرضون في يوم لا يغني عنهم شيء ولا هم يرحمون.

إن لهم في جهنم مقاماً عنه لا يعدلون.

فسبح باسم ربك وكن من الساجدين.

ولقد أرسلنا موسى وهرون بما استخلف فبغوا هرون فصبر جميل فجعلنا منهم القردة والخنازير ولعنّاهم إلى يوم يبعثون.

فاصبر فسوف يبلون ولقد آتينا بك الحكم كالذين من قبلك من المرسلين.

وجعلنا لك منهم وصيا لعلهم يرجعون.

ومن يتول عن أمري فإني مرجعه، فليتمنعوا بكفرهم قليلاً فلا تسأل عن الناكثين.

يا أيها الرسول قد جعلنا لك في أعناق الذين آمنوا عهداً فخذه وكن من الشاكرين.

إن علياً قانتاً بالليل ساجداً يحذر الآخرة ويرجو ثواب ربه. قل هل يستوي الذين ظلموا وهم بعذابي يعلمون.

سيعجل الأغلال في أعناقهم وهم على أعمالهم يندمون.

إنا بشرناك بذرية الصالحين.

وإنهم لأمرنا لا يخلفون.

فعليهم مني صلاة ورحمة أحياء وأمواتاً ويوم يبعثون.

وعلى الذين يبغون عليهم من بعدك غضبي أنهم قوم سوءٍ خاسرين.

وعلى الذين سلكوا مسلكهم مني رحمة وهم في الغرفات آمنون.

والحمد لله رب العالمين آمين (عن القرآن المجيد لدروزة).

ومعلوم أن سورتي الخلع والحفد جاءتا في مصحف أُبيّ بن كعب وفي مصحف ابن عباس. وإن محمداً علّمهما لعلي بن أبي طالب الذي كان يعلّمهما للناس. وصلى بهما عمر بن الخطاب. فلماذا لا توجدان في القرآن المتداول اليوم؟ ولماذا أسقطهما المسلمون؟

والسور الثلاث التي ذكرناها تحاكي القرآن وتماثله وتبطل الحجة القائلة فَأْتوا بسورةٍ مِن مثله . ولا زلنا نسأل: هل هذه السور الساقطة من القرآن؟ ولماذا اختلف عليها المسلمون فأثبتها بعض المتقدمين ونفاها عموم المتأخرين؟


12 - الله يشاء الكفر!!

س 88: جاء في سورة الأعراف 7: 89 قَدْ افْتَرَيْنَا عَلَى اللهِ كَذِباً إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّاَنا اللهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً .

قال البيضاوي تفسيرا لهذه الآية: قد افترينا على الله كذباً - قد اختلقنا عليه. إن عُدنا في ملّتكم بعد أن نجّانا الله منها - شرط جوابه محذوف دليله قد افترينا وهو بمعنى المستقبل لأنه لم يقع للكهنة جعل كالواقع للمبالغة وأدخل عليه قد لتقريبه من الحال، أي قد افترينا الآن إن هممنا بالعود بعد الخلاص منها. حيث نزعم أن لله نداً وأنه قد تبيّن لنا أن ما كنا عليه باطل وما أنتم عليه حق. وقيل إنه جواب قسَم تقديره والله لقد افترينا. وما يكون لنا - وما يصح لنا. أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا - خذلاننا وارتدادنا. وفيه دليل على أن الكفر بمشيئة الله .

ونحن نسأل: كيف يشاء الله الكفر وهو أكبر المعاصي؟ وهل يتفق هذا مع قداسة الله وصلاحه وعدله؟ أليس الأوفق والأكرم لمجد الله أن نعتقد بقول التوراة وقول الإنجيل اللّهِ يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ وَإِلَى مَعْرِفَةِ الحَقِّ يُقْبِلُونَ (1تيموثاوس 2: 4).

13 - الله يُجرِّب بالشرور!!

س 89: جاء في سورة الأعراف 7: 163 وَاسْأَلْ هُمْ عَنِ القَرْيَةِ التِي كَانَتْ حَاضِرَةَ البَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ .

ومعنى هذا أن الله أوصى بني إسرائيل أن يستريحوا من أعمالهم للعبادة يوم السبت. وجعل الحيتان تأتي ظاهرة يوم السبت لإغرائهم بصيدها. وتختفي باقي أيام الأسبوع. فكيف نتصوّر إلهاً يجرّب عباده بالشرور، ويسهّل لهم العصيان بإظهار الحيتان يوم السبت

؟ مع أن الإنجيل يقول: لَا يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللّهِ، لِأَنَّ اللّهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ وَهُوَ لَا يُجَرِّبُ أَحَداً (بالشرور). وَل كِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ (يعقوب 1: 13 و14).


 

14 - المسيح مثل آدم!

س 90: جاء في سورة آل عمران 3: 59 إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ .

ونحن نقول إن آدم مثل المسيح في أنه أب الجنس البشري ووكيله ونائبه، ولكن آدم بمعصيته جرَّ ذريته جميعا للهلاك. أما المسيح فهو أب ووكيل ونائب جديد للمؤمنين به، الذين منحتهم كفارتُه وعمله النيابي وطاعته خلاصهم، ولهذا قال الإنجيل آدَمَ، الذِي هُوَ مِثَالُ الآتِي (رومية 5: 14).

أما تشبيه المسيح بآدم بما يفيد أن المسيح مخلوق كآدم بأمر الله فهذا خطأ، لأن المسيح ليس بكائن من كلمة الله، بل هو ذاته كلمة الله الأزلي الذي تجسد من مريم العذراء وظهر بين الناس ليخلّصهم. ويقول القرآن في المسيح كلاماً متناقضاً. تقول سورة المائدة 5: 17 كَفَرَ الذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ المَسِيحُ ابْن مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ المَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعاً . وورد في سورة الزخرف 43: 59 إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلا لبَنِي إِسْرَائِيل . وفي الوقت نفسه توجد آيات أخرى تشير إلى لاهوت المسيح كشخص غريب وعجيب بين البشر، وتعطيه أعظم الألقاب التي لم تُعط في القرآن لغيره:

(1).كلمة الله : هذا الاسم الكريم لا يصح أن يُسمّى به مخلوق، فهو خاص بالمسيح، انفرد به عن سائر الملائكة والبشر، وقد ورد في القرآن مرتين: في سورة آل عمران 3: 45 إِذْ قَالَتِ المَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ المَسِيحُ عِيسَى ابْن مَرْيَمَ وَجِيهاًفِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ المُقَرَّبِينَ . وفي سورة النساء 4: 171 إِنَّمَا المَسِيحُ عِيسَىابْن مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرَوُحٌ مِنْهُ . وهذالقبٌ إنجيلي، لأن الإنجيل يقول: فِي البَدْءِ كَانَ الكَلِمَةُ، وَالكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللّه، وَكَانَ الكَلِمَةُ اللّه. هذا كَانَ فِي البَدْءِ عِنْدَ اللّه (يوحنا 1: 1 و2). ولقد سُمّي المسيح كلمة الله لأن كلمة الإنسان هي منه ومن مقومات شخصيته، فهي صورة عقله وفكره والمترجِمة له والمنفّذة لسلطانه وقوته. فالمسيح هو ذات كلمة الله، وهذا يثبت لاهوته لأن كلمة الله من الله وفي الله منذ الأزل. وهل يمكن أن يكون قد مرَّ وقتٌ على الله كان فيه بلا كلمة؟

(2).روح الله : جاء في سورة النساء 4: 171 إِنَّمَا المَسِيحُ عِيسَى ابْن مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرَوُحٌ مِنْهُ . لم تكتف الآية بنعت المسيح بالرسالة، بل شهدت أنه كلمة الله. ولكي لا نتوهم خلاف المقصود باللفظ كلمة الله أَتْبعها بما يزيل الشك وهو روحٌ منه لنفهم أن المسيح ليس مجرد رسولٍ عادي، بل ابنٌ مرسَل من أبيه إلى عالم الدنيا، كأشعة الشمس المنبعثة إلى الأرض من الشمس. وما الفرق بين القول إن المسيح نور من نور إله حق من إله حق، والقول روح الله أو روحٌ من الله؟ أليس أنه من ذات الله ومن جوهره؟

(3).ولادته بالروح القدس من عذراء: انفرد المسيح عن سائر البشر بولادته من عذراء! فلماذا تميّز عن سائر الأنبياء بدخوله عالمنا بهذه الطريقة المعجزية؟ إنه كلمة الله وروح الله حل في أحشاء العذراء وتجسد وظهر بين الناس آية ورحمة للعالمين. فهو ابنٌ. مَن أمه؟ مريم. ومَن أبوه؟ الله نَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَا بْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ (سورة الأنبياء 21: 91).

(4).قدوس بلا شر: شهد القرآن بقداسة المسيح المطلقة دون سائر البشر. إنه لم يخطئ قط. جاء في سورة آل عمران 3: 36 وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ . وجاء في حديث الإمام مسلم عن محمد أن محمداً قال لعائشة: ما مِن مولود يولد لابن آدم إلا نخسه الشيطان عند ولادته، فيستهل صارخاً مِن نخسة الشيطان، إلا ابن مريم وأمه . وجاء في كتاب الإمام الغزالي جزء 3 ص 38 لما وُلد عيسى ابن مريم عليه السلام أتت الشياطين إبليس، فقالت: قد أصبحت الأصنام منكسة الرؤوس. فقال: هذا حادث قد حدث. مكانكم. فطار حتى أتى خافقي الأرض. فلم يجد شيئاً. ثم وجد عيسى عليه السلام قد وُلد، وإذا الملائكة حافّين به. فرجع إليهم فقال: إن نبياً قد وُلد البارحة ما حملت أنثى قط ولا وضعتْ إلا أنا حاضرها إلا هذا . فآيِسوا أن تُعبد الأصنام بعد هذه الليلة. ولكن ائْتوا بني آدم من قبل العجلة والخفة .

ونحن نسأل: ما سر هذه القداسة المطلقة والكمال الفائق؟ ولماذا لا يذكر القرآن للمسيح خطأً كما ذكر لغيره من الأنبياء؟ ولماذا لا توجد في القرآن إشارةٌ إلى أن المسيح تاب إلى الله ولا أن الله تاب عليه، ولا قدَّم استغفاراً ولا أن الله غفر له كما جاء عن سائر الأنبياء والرسل؟ أليس لأن المسيح ذاتٌ قدسيةٌ وهو كلمة الله وروحه؟

(5).قدرته على إتيان المعجزات: يشهد القرآن للمسيح بقدرته المطلقة على إتيان المعجزات بصورة ليس لها مثيل بين سائر الأنبياء، فنسب له العِلم بالغيب في قوله في سورة آل عمران 3: 49 وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ مع أن العلم بالغيب خاص بالله وحده. قُلْ إِنَّمَا الغَيْبُ لِلهِ (سورة يونس 10: 20). ونسب القرآن للمسيح القدرة على الخَلق، فقال في سورة آل عمران 3: 49 إِنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرَاً بِإِذْنِ اللهِ . ونسب له القدرة على شفاء المرض وإحياء الموتى: فجاء في الآية السابقة وأبرئُ الأكمهَ والأبرصَ وأُحيي الموتى بإذن الله . ومعلوم أن الخلق خاص بالله وحده أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لاَ يَخْلُقُ؟ (سورة النحل 16: 17). وكذلك إحياء الموتى وَهُوَ الذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ (سورة المؤمنون 23: 80).

(6).رَفْعه إلى السماء: يشهد القرآن أن المسيح رُفع من الأرض إلى الله وهو حي خالد في السماء. فجاء في سورة آل عمران 3: 55 إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ . وقيل عن محمد في سورة الأنبياء 21: 34 و35 وَمَا جَعَلْنَالبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الخُلْدَ أَفَئِنْ مِتَّ فَهُمُ الخَالِدُونَ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ . فلماذا انتصر المسيح على الموت وقد مات الناس في كل جيل، وهو حي خالد وله الخلد وله الرفعة وله المجد؟

(7).وجيهاً في الدنيا والآخِرة: يشهد القرآن بوجاهة المسيح في الدنيا والآخِرة. فجاء في سورة آل عمران 3: 45 إِذْ قَالَتِ المَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ المَسِيحُ عِيسَى ابْن مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ المُقَرَّبِينَ .

قال تفسير الجلالين: وجيهاً ذا جاه، في الدنيا بسبب النبوة والآخرة بالشفاعة والدّرجات العُلا . فلماذا يخص القرآن المسيح بالوجاهة في الدنيا والآخِرة؟

جاء في سورة السجدة 32: 4 اللهُ الذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بينهما فِي سَتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى العَرْشِ مَالكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلاَ شَفِيعٍ أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ؟ فلماذا لم يعطِ الله سلطان الأحدٍ من البشر بالشفاعة إلا المسيح؟ أليس لأنه ابن الله المتجسد والوسيط الوحيد بين الله والناس، وهو الذي يحيي الأموات والقلوب، لأنه حياة أجسادنا وأرواحنا؟

(8).المخلّص: دعا القرآن المسيح باسم عيسى أي يسوع ومعناه المخلص 25 مرة. ودعاه باسمه المسيح، أي الممسوح أو المعيّن ملكاً ونبياً وكاهناً ثماني مرات. وذلك لتعيينه مخلِّصا للجنس البشري وهو الذي أتى بالإنجيل وهي كلمة يونانية إيفانجيليون أي الخبر المفرح. ووردت كلمة إنجيل في القرآن 12 مرة. فلماذا اختص القرآن المسيح بالأخبار المفرحة؟ إن الذي ذكره القرآن عن المسيح يفوق ما ذكره عن سائر البشر بمن فيهم محمد. ألا يشير هذا إلى تفرّد المسيح عن سائر البشر؟ وهذا ما يقوله الإنجيل عن لاهوت المسيح.


15 - الله يستشير الملائكة وهم يعترضون!!

س 91: جاء في سورة البقرة 2: 30 وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَالا تَعْلَمُونَ .

فلماذا يستشير الله الملائكة وهو غني عن أن يشير عليه أحد؟ قال الإنجيل يَالعُمْقِ غِنَى اللّهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الفَحْصِ وَطُرُقَهُ عَنِ الاسْتِقْصَاءِ! لِأَنْ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ، أَوْ مَنْ صَارَ لَهُ مُشِيراً؟ أَوْ مَنْ سَبَقَ فَأَعْطَاهُ فَيُكَافَأَ؟. لِأَنَّ مِنْهُ وَبِهِ وَلَهُ كُلَّ الأَشْيَاءِ. لَهُ المَجْدُ إِلَى الأَبَدِ. آمين (رومية 11: 33-36). وهل يُعقَل أن الملائكة الأبرار (وهم غير الشياطين).يعصون ويعارضون رغبات الله، ويدَّعون العلم بالغيب بغير حقٍ، ويطعنون في آدم من قبل خَلقه. ويزكون أنفسهم بألسنتهم؟

15 - الله يستشير الملائكة وهم يعترضون!!

س 91: جاء في سورة البقرة 2: 30 وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَالا تَعْلَمُونَ .

فلماذا يستشير الله الملائكة وهو غني عن أن يشير عليه أحد؟ قال الإنجيل يَالعُمْقِ غِنَى اللّهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الفَحْصِ وَطُرُقَهُ عَنِ الاسْتِقْصَاءِ! لِأَنْ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ، أَوْ مَنْ صَارَ لَهُ مُشِيراً؟ أَوْ مَنْ سَبَقَ فَأَعْطَاهُ فَيُكَافَأَ؟. لِأَنَّ مِنْهُ وَبِهِ وَلَهُ كُلَّ الأَشْيَاءِ. لَهُ المَجْدُ إِلَى الأَبَدِ. آمين (رومية 11: 33-36). وهل يُعقَل أن الملائكة الأبرار (وهم غير الشياطين).يعصون ويعارضون رغبات الله، ويدَّعون العلم بالغيب بغير حقٍ، ويطعنون في آدم من قبل خَلقه. ويزكون أنفسهم بألسنتهم؟

16 - السجود لغير الله!

س 92: جاء في سورة البقرة 2: 31-34 وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى المَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ العَلِيمُ الحَكِيمُ قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ وَإِذْ قُلْنَا للْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَا سْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ . وجاء في سورة الأعراف 7: 11-13 ثُمَّ قُلْنَال لْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا . وجاء في سورة الحِجر 15: 28-33 وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لهُ سَاجِدِينَ فَسَجَدَ المَلاَئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَالكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ .

وجاء في سورة طه 20: 116 وسورة الإسراء 17: 61 ما في هذا المعنى.

ونحن نسأل: في أول الأمر علّم الله آدم الأسماء ثم عرضهم على الملائكة، فعجزوا عن التسمية واعترفوا بالعجز! فكيف يمتحن الله الملائكة في ما لا يعرفونه، ويعطي الإجابات لآدم ليعلَم مالا يعلمون؟ وكيف أمر الله الملائكة أن يسجدوا لآدم؟ وحاشا لله القدوس أن يأمر بالسجود لغير ذاته العلية! قال الله في الخروج 34: 14 لَا تَسْجُدُ لِإِلهٍ آخَرَ، لِأَنَّ الرَّبَّ اسْمُهُ غَيُورٌ. إِلهٌ غَيُورٌ هُوَ .


17 - جهنم لجميع الأبرار والأشرار!!

س 93: جاء في سورة الحِجر 15:43 و44 لَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْجُزْءٌ مُقْسُومٌ . وجاء في سورة مريم 19: 71 وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً ثُمَّ نُنَجِّي الذِينَ اتَّقَوْا .

قال علي بن أبي طالب: أتدرون كيف أبواب جهنم؟ ووضع إحدى يديه على الأخرى أي سبعة أبواب بعضها فوق بعض . وقال ابن جريج: النار دركات أولها جهنم ثم لظى ثم الحطمة ثم السعير ثم سقر ثم الجحيم ثم الهاوية . وقال ابن الضحاك: في الدركة الأولى أهل التوحيد الذين دخلوا النار يُعذَّبون فيها بقدر ذنوبهم ثم يُخرَجون منها. وفي الدركة الثانية النصارى، وفي الثالثة اليهود، وفي الرابعة الصابئون، وفي الخامسة المجوس، وفي السادسة أهل الشرك، وفي السابعة المنافقون . وقال البيضاوي: لها سبعة أبواب - يدخلون منها لكثرتهم، وأول طبقات ينزلونها بحسب مراتبهم في المتابعة وهي جهنم ثم لظى ثم الحطمة ثم السعير ثم سَقر ثم الجحيم ثم الهاوية. لكل باب منهم (أي من الأتباع).جزء مقسوم أُفرز له. فأعلاها للموحّدين العصاة، والثاني لليهود، والثالث النصارى، والرابع للصابئين، والخامس للمجوس، والسادس للمشركين، والسابع للمنافقين .

ونحن نسأل كيف يذهب المؤمن إلى جهنم؟ فما قيمة التوبة والغفران الإلهي؟ يقول الكتاب المقدس بوجود مكان للأبرار وهو السماء، ومكان للأشرار وهو جهنم. فَيَمْضِي هؤُلَاءِ إِلَى عَذَابٍ أَبَدِيٍّ وَالأَبْرَارُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّة (متى 25: 46). فلا يذهب الأبرار إلى جهنم لأن الله برّرهم ببره الكامل، وبالتالي لا يخرجون من جهنم إلى السماء (لوقا 16: 26).

وإذا كان جميع الناس سيذهبون إلى جهنم كقول القرآن، وإذا كانت أمة واحدة من الطوائف الإسلامية هي التي تخلص كقول الحديث، أفلا يخيّم الخوف من الموت والدينونة على حياة كل المسلمين؟ ما أعظم الفرق بين حياة المسلم الخائف الحائر وبين حياة المسيحي الذي يشتهي أن ينطلق من الدنيا ليكون مع المسيح وينتظر يوم القيامة بفرح حيث ينال إكليل الحياة!


18 - الجنة فاكهة ولحم وحور!!

س 94: وجاء في سورة الواقعة 56: 15-23 عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (أي منسوجة بالذهب).مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ يَطُوفُ عَلَيْهِمَ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (أي عين نابعة من الأرض).لاَ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلاَ يُنْزِفُونَ وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ المَكْنُونِ .

هذه جنة تناسب الميول الجسدية وتوافق رغباتهم المادية، فبدل الصحراء المحرقة وعدهم بجنةٍ تجري من تحتها الأنهار (سورة الرعد 13: 35).وبدل النوم على الرمال وعدهم بجنة فيها سُرر مرفوعة (سورة الغاشية 88: 13).على الأرائك يَنْظُرون (سورة المطففين 83: 23). وبدل لبس وبر الجمال وعدهم بجنة يُحَلَّوْنَ فيها من أساور من ذهب ولؤلؤاً ولباسهم فيها حرير (سورة الحج 22: 23). وبدل القحط والمحل وعدهم بجنتين ملآنتين بالفاكهة فيها فاكهة ونخل ورمان (سورة الرحمن 55: 68).وأعناب (سورة النبأ 78: 32). وبدل الخيام التي لا تقي من حرّ الصيف ولا زمهرير الشتاء وعدهم بقصور مشيدة غرف من فوقها غرف مبنيَّة (سورة الزمر 39: 20).لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً (سورة الإنسان 76: 13). وبدل النساء البدويات وعدهم بأزواج من الحور وزوَّجناهم بحور عين (سورة الطور 52: 20).قاصرات الطرف لم يطمثهن إنسٌ قبلهم ولا جان (سورة الرحمن 55: 56).أبكاراً عرباً أتراباً (سورة الواقعة 56: 36 و37). وبدل الحرمان من الخدم وعدهم بولدان الحور يقدمون لهم مالذّ من الشراب يطوفون عليهم ولدانٌ مخلدون. بأكواب وأباريق وكأس من معين (سورة الواقعة 56: 17 و18). ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤاً منثوراً (سورة الإنسان 76: 19). وبدل طعام الفاقة وعدهم باللحم وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون (سورة الطور 52: 22).ولحم طير مما يشتهون (سورة الواقعة 56: 21).وبدل الجوع والفاقة وشظف العيش وعدهم بجنة فيها أنهار من ماءٍ غير آسن وأنهار من لبن لم يتغيّر طعمه، وأنهار من خمرٍ لذةٍ للشاربين، وأنهار من عسل مصفّى (سورة محمد 47: 15).

فأين هذه من قول المسيح فِي القِيَامَةِ لَا يُزَوِّجُونَ وَلَا يَتَزَوَّجُونَ، بَلْ يَكُونُونَ كَمَلَائِكَةِ اللّهِ فِي السَّمَاءِ (متى 22: 30).لِأَنْ لَيْسَ مَلَكُوتُ اللّهِ أَكْلاً وَشُرْباً، بَلْ هُوَ بِرٌّ وَسَلَامٌ وَفَرَحٌ فِي الرُّوحِ القُدُسِ (رومية 14: 17).

جاء في إحياء علوم الدين للغزالي: سُئل رسول الله (صلعم).عن قوله ومساكن طيبة في جنات عدن قال قصور من لؤلؤ في كل قصر سبعون داراً من ياقوت أحمر، في كل دار سبعون بيت من زمرد أخضر، في كل بيت سبعون سرير، على كل سرير سبعون فراشاً من كل لون، على كل فراش زوجة من الحور العين. في كل بيت سبعون مائدة، على كل مائدة سبعون لوناً من الطعام. في كل بيت سبعون وصيفة. ويعطى المؤمن في كل غداة من القوة على جميع ذلك .

ثم قال (صلعم).إن الرجل من أهل الجنة ليتزوج خمسمائة حوراء وأربعة آلاف بكر وثمانية آلاف ثيب . ولم يذكر القرآن أن في هذه الجنة سعادة روحية في محبة الخالق وتسبيحه!


19 - البرزخ

س 95: جاء في سورة آل عمران 3: 169 لَا تَحْسَبَنَّ الذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ .

قال البيضاوي: روى ابن عباس أن محمداً قال: أرواح الشهداء في أجواف طير خُضر ترِد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل معلقة في ظل العرش . والبرزخ هو مكان الأرواح فيه تُحفظ أرواح الأشرار، فلا يقدرون على الرجوع للدنيا كقول القرآن في سورة المؤمنون 23: 99 و100 إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ المَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِي مَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُون وفيه تحفظ أرواح الأبرار في أجواف طير خُضر.

ونحن نسأل: إن كان الله خلق الإنسان على أحسن تقويم فكيف إذا ذهب إلى الجنة ينزله منزلة الطير؟ و يتناسخ الأشرار في النار إلى قردة وخنازير، والأبرار في الجنة إلى طيور وعصافير؟

قال ابن عباس إن محمداً قال لأصحابه: لما أُصيب إخوانكم بأُحُد جعل أرواحهم في أجواف طير خضر، ترد أنهار الجنة، وتأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل من ذهب معلّقة في ظل العرش. فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم قالوا: ياليت إخواننا يعلمون صنع الله لئلا يزهدوا في الجهاد ولا يكلّوا عن الحرب. فقال الله: أنا أبلغهم عنكم. فقال ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يُرزقون .

20 - جِرو يعطل الوحي!

س 96: جاء في سورة الضحى 93: 1-3 وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى .

قال البيضاوي: ما ودّعك - ما قطعك قطع المودع بمعنى ما تركك. وما قلى - وما أبغضك. رُوي أن الوحي تأخر عن رسول الله أياماً... لأن جرواً ميتاً كان تحت سريره... فقال المشركون: إن محمداً ودّعه ربه وقلاه، فنزلت رداً عليهم . وأخرج سعيد بن منصور والغرباني عن جندب قال: أبطأ جبريل على محمد فقال المشركون: قد ودّع محمداً . وأخرج الحاكم عن زيد بن أرقم قال: مكث محمد أياما لا ينزل عليه جبريل، فقالت أم جميل امرأة أبي لهب: ما أرى صاحبك إلا قد ودعك وقلاك. فردَّ عليها بقوله والضحى والليل إذ سجَى ما ودَّعك ربُّك وما قلَى . ورُوي بإسناد صحيح أن جرواً دخل بيت محمد، فدخل تحت السرير، فمات فانقطع الوحي عنه. فقال محمد لخادمته خولة: يا خولة، ما حدث في بيتي؟ جبريل لا يأتيني... فقلتُ في نفسي: لو هيأتُ البيت فكنستُه! فأهويتُ بالمكنسة تحت السرير فأخرجت الجرو. فجاء محمد يرعد بجبته. وكان إذا نزل الوحي أخذته الرعدة فقال والضحى والليل إذا سجى. ما ودعك ربك وما قلى . وأخرج عن عردة قال: أبطأ جبريل على محمد فجزع جزعاً شديداً. فقالت خديجة: إني أرى ربك قد قلاك مما يُرى من جزعك.

واختلفوا في مدة احتباس الوحي عنه، فقال ابن عباس خمسة عشر يوماً وقيل أربعون يوماً.

ونحن نسأل: أي نوع من الوحي هذا الذي ينقطع عن البشر بسبب جرو؟ وأي ملاك هذا الذي يقاطع نبياً بسبب جرو؟ وما دَخْل الجرو في الوحي؟ ألم يكن أغلب الأنبياء كإبراهيم وإسحق ويعقوب وموسى وداود رعاة أغنام وتحرسها الكلاب؟ فلماذا لم نسمع بمقاطعة السماء لهم من أجل كلابهم؟


21 - الصلاة تكفّر عن الخطية

س 97: جاء في سورة هود 11: 114 وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ .

روى الترمذي عن أبي اليسر قال: أتتني امرأة تبتاع تمراً، فقلت: إن في البيت تمراً هو أطيب منه. فدخلتْ معي البيت فأهويتُ عليها فقبّلتُها. ثم ذهب إلى محمد وأخبره بما كان. فأطرق محمد طويلاً. ثم قال وأقم الصلاة طرفَي النهار وزُلفاً مِن الليل. إن الحسنات يُذهبن السيئات . يعني أن الصلوات الخمس يُذهبن الخطيئات ويكفّرن عنها. فقال: يا رسول الله، أإليَّ خاصة أم للناس عامة؟ قال: بل للناس (السيوطي في سبب نزول سورة هود 11: 114).

ونحن نسأل: كيف يقترف الناس الشرور ثم يكفرون عنها بالصلوات الخمس؟ ألا ينافي هذا قداسة الله وعدله؟ فإنه لا يمكن التكفير عن الخطية إلا بسفك دم كقول الإنجيل بِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لَا تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ (عبرانيين 9: 22).وكيف يستخفون بخطية هي أشنع وأفظع شيء أمام الله؟

قال المسيح: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ (متى 5: 28).

22 - خدعة إلقاء شَبَه المسيح على غيره!

س 98: جاء في سورة النساء 4: 157 و158 وَقَوْلِهِمْ (اليهود).إِنَّا قَتَلْنَا المَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَالهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً بَل رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً .

بسبب هذه الآية القرآنيةالواحدة ينكر بعض المسلمين صلب المسيح، مع أن بالقرآن ثلاث آيات تقطع أن المسيح تُوفي ومات وُبعث حياً ورُفع إلى السماء، وهي: يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ (سورة آل عمران 3: 55). وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيد (سورة المائدة 5: 117). وَالسَّلاَمُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ ويَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّا (سورة مريم 19: 33).

ونحن نسأل: كيف يقول القرآن مرة إن المسيح لم يُصلب ولم يُقتل بل رُفع حياً، ويقول مراراً إنه تُوفّي ومات ثم رُفع حياً؟

وإن جاز أن يقال إن الله يلقي شبه إنسان على آخر، ألا يفتح هذا باب الشك في كل شيء؟ فإذا رأيت زيداً يُحتمل أنه ليس بزيد بل أُلقي شبه زيد عليه، وعند ذلك لا تبقى على الأرض حقيقة! بل إننا نشك في التواتر، لأننا نتساءل إن كان ما رواه الأولون حق أم شبيه الحق! بل إننا نشك في الشرائع التي جاء بها أشباه الأنبياء بل الأنبياء أنفسهم! وهل في إلقاء الشبه على آخر ليقتله اليهود بدل المسيح شيء من العدل على الرجل المقتول؟ ألا يظن اليهود أن الله يُعِز المسيح ويكرمه؟ إن الذين ينكرون الصلب يرسمون لنا الله إلهاً يرضى بالغش والكذب!


23 - صوم رمضان يغفر الخطايا!

س 99: جاء في سورة القدر 97: 3-5 لَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ المَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الفَجْر .

جاء في حديث عن ابن عباس: إذا كانت ليلة القدر أمرَ اللهُ جبريلَ أن ينزل إلى الأرض وينزل معه سبعون ألف ملَكٍ سكان سدرة المنتهى ومعهم ألوية من النور. فيركزون ألويتهم في المسجد الحرام ومسجد محمد وبيت المقدس. ويركز جبريل لواءً أخضر على ظهر الكعبة. ثم تتفرق الملائكة في أقطار الأرضين فيدخلون على كل مؤمن يجدونه في صلاة أو ذكر يسلّمون عليه ويصافحونه ويؤمّنون على دعائه ويستغفرون لجميع أمة محمد حتى مطلع الفجر . وفي حديث آخر: إن الله يُعتِق في كل يومٍ من رمضان ستمائة ألف عتيق من النار. فإذا كان آخر يوم منه أعتق بقدر ما مضى .

ونحن نسأل: هل مجرد صوم رمضان يؤدي إلى الخلاص ويغفر الخطايا؟ ألا ينافي هذا عدل الله وقداسته؟ لقد وفَّق الله بحكمته بين عدله ورحمته، وجعل المسيح بتجسده يموت عن الخطاة ليخلّصهم من الخطية ويمنحهم القوة للعيشة بالبر والقداسة. إن الاتكال على رحمة الله فقط دون النظر للفداء يطعن في عدل الله، فيكون الله كملك يصدر قانوناً ويتهاون في تنفيذه فلا يعاقب كاسريه!


24 - لا نبي من نسل إسماعيل

س 100: جاء في سورة الجاثية 45: 16 وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الكِتَابَ وَالحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى العَالَمِين . وجاء في سورة العنكبوت 29: 27 وَوَهَبْنَا لهُ إِسْحَاقَ ويَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ .

وهذا تصريح أن النبوة محصورة في بني إسرائيل دون سواهم، وهي توافق رأي التوراة التي تحذر بني إسرائيل مِن قبول مَن يدّعي أنه نبي من ذرية إسماعيل. قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِلّهِ: لَيْتَ إِسْمَاعِيلَ يَعِيشُ أَمَامَكَ! فَقَالَ اللّهُ بَلْ سَارَةُ امْرَأَتُكَ تَلِدُ لَكَ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ إِسْحَاقَ. وَأُقِيمُ عَهْدِي مَعَهُ عَهْداً أَبَدِيّا لنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ (تكوين 17: 18 و19). وَرَأَتْ سَارَةُ ابْنَ هَاجَرَ المِصْرِيَّةِ الذِي وَلَدَتْهُ لِإِبْرَاهِيمَ يَمْزَحُ، فَقَالَتْ لِإِبْرَاهِيمَ: اطْرُدْ هذِهِ الجَارِيَةَ وَابْنَهَا، لِأَنَّ ابْنَ هذِهِ الجَارِيَةِ لَا يَرِثُ مَعَ ابْني إِسْحَاقَ . فَقَبُحَ الكَلَامُ جِدّاً فِي عَيْنَيْ إِبْرَاهِيمَ لِسَبَبِ ابْنهِ. فَقَالَ اللّهُ لِإِبْرَاهِيمَ: لَا يَقْبُحُ فِي عَيْنَيْكَ مِنْ أَجْلِ الغُلَامِ وَمِنْ أَجْلِ جَارِيَتِكَ. فِي كُلِّ مَا تَقُولُ لَكَ سَارَةُ اسْمَعْ لِقَوْلِهَا، لِأَنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ (تكوين 21: 9-12). وقال الله لإبراهيم بعد أن قدَّم ابنه إسحاق فأنقذه الله: وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ (تكوين 22: 18). وكرر الله هذا الوعد لإسحاق، فقال له بعد موت أبيه: وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، وَأُعْطِي نَسْلَكَ جَمِيعَ هذِهِ البِلَادِ، وَتَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ (تكوين 26: 4).وكرر الله الرسالة نفسها ليعقوب فقال له وهو هارب من وجه أخيه عيسو: وَيَكُونُ نَسْلُكَ كَتُرَابِ الأَرْضِ، وَتَمْتَدُّ غَرْباً وَشَرْقاً وَشِمَالاً وَجَنُوباً. وَيَتَبَارَكُ فِيكَ وَفِي نَسْلِكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ (تكوين 28: 14).

فالبركة للعالم والعهد الإلهي عن النسل الموعود به ينحصر في نسل إبراهيم وإسحاق ويعقوب إلى المسيح. وقد أيّد الإنجيل ما جاء في التوراة عن حصر النبوة في بني إسرائيل، فقال المسيح: الخَلَاصَ هُوَ مِنَ اليَهُودِ (يوحنا 4: 22).وقال الرسول بولس: إِذاً مَا هُوَ فَضْلُ اليَهُودِيِّ، أَوْ مَا هُوَ نَفْعُ الخِتَانِ؟ كَثِيرٌ عَلَى كُلِّ وَجْهٍ! أَمَّا أَوَّلاً فَلِأَنَّهُمُ اسْتُؤْمِنُوا عَلَى أَقْوَالِ اللّهِ (رومية 3: 1 و2).ووصف اليهود بأنهم إِسْرَائِيلِيُّونَ، وَلَهُمُ التَّبَنِّي وَالمَجْدُ وَالعُهُودُ وَالاشْتِرَاعُ وَالعِبَادَةُ وَالمَوَاعِيدُ، وَلَهُمُ الآبَاءُ، وَمِنْهُمُ المَسِيحُ حَسَبَ الجَسَدِ، الكَائِنُ عَلَى الكُلِّ إِلهاً مُبَارَكاً إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ (رومية 9: 4 و5).

فإذا كانت النبوة محصورة في بني إسرائيل حسب شهادة التوراة والإنجيل والقرآن، فكيف يكون محمد نبياً؟ وكيف يقول: وَاذْكُرْ فِي الكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً (سورة مريم 19: 54).ثم يقول إن محمداً وحده نبي العرب، وقبله لم يُرسَل لهم نبي وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ (سورة سبأ 34: 44).لِتُنْذِرَ قَوْماً مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (سورة السجدة 32: 3).

ولقد أشاد القرآن بفضل بني إسرائيل على العالم كله فقال: يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ التِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى العَالَمِينَ (سورة البقرة 2: 47). وذكر مراراً أن إسحاق (الابن الثاني لإبراهيم).ويعقوب (حفيده).هما هبة الله لإبراهيم دون ذكر إسماعيل (مع أنه بِكر إبرهيم).فقال: وَوَهَبْنَا لهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلّاً هَدَيْنا (سورة الإنعام 6: 84). فَلَمَّا اعَتَزَلَ هُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَهَبْنَا لهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلّاً جَعَلْنَا نَبِيّاً وَوَهَبْنَا لهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَليّاً (سورة مريم 19: 49 و50). وَوَهَبْنَا لهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلّاً جَعَلْنَا صَالِحِينَ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاَةِ وَإِيَتاءَ الزَكَاةِ وَكَانُوا لنَا عَابِدِينَ (سورة الأنبياء 21: 72 و73). وَبارَكْنَا عَلَيْهِ (إبراهيم).وَعَلى إِسْحَاقَ (سورة الصافات 37: 113).

25 - بلاد العرب للمسيح

س 101: جاء في سورة المائدة 5: 82 لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا اليَهُودَ وَالذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ .

انتشرت المسيحية في بلاد العرب ودخلت قبائلها حمير وغسان وربيع ونجران والحيرة، وكان بعض العرب حاضرين عيد الخمسين في أورشليم (أعمال 2: 11).فحملوا أخبار المسيحية لبلادهم، وتمّت بذلك نبوة إشعياء القائلة: غَنُّوا للرَّبِّ أُغْنِيَةً جَدِيدَةً، تَسْبِيحَهُ مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ. أَيُّهَا المُنْحَدِرُونَ فِي البَحْرِ وَمِلْؤُهُ وَالجَزَائِرُ وَسُكَّانُهَا، لِتَرْفَعِ البَرِّيَّةُ وَمُدُنُهَا صَوْتَهَا، الدِّيَارُ التِي سَكَنَهَا قِيدَارُ (ابن إسماعيل الثاني). لِتَتَرَنَّمْ سُكَّانُ سَالِعَ (قلعة أرض أدوم). مِنْ رُؤُوسِ الجِبَالِ لِيَهْتِفُوا. لِيُعْطُوا الرَّبَّ مَجْداً وَيُخْبِرُوا بِتَسْبِيحِهِ فِي الجَزَائِرِ (إشعياء 42: 10-12).

فلماذا اضطهد المسلمون المسيحيين في بلاد العرب، فقتلوا بعضهم، وأجبروا بعضهم على الإسلام، ونفوا الباقين؟

26 - بهيمة تلتهم الوحي!

س 102: جاء في سورة الحِجر 15: 9 إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لهُ لَحَافِظُونَ .

روى ابن ماجة: قالت عائشة إن آية الرجم والرضاعة نزلتا... وكان القرطاس المكتوبتان فيه تحت فراشي. ومات رسول الله حينئذ. وفيما أنا منشغلة بموته دخلت بهيمة وأكلت القرطاس .

فإذا كان القرآن أقوال الله، فلماذا لم يحفظه الله من الضياع في جوف البهيمة؟

27 - النار تلتهم الوحي!

س 103: جاء في سورة الفتح 48: 23 وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً .

أحرق عثمان بن عفان، ثالث الخلفاء الراشدين، جميع نسخ القرآن التي تختلف عن نسخته، وأبقى على نسخته التي كتبها هو.

ونحن نسأل: أليست جميع الأقوال التي تختلف عن نسخة عثمان قرآناً؟ فلماذا أحرقها؟ ولماذا لم تُحفَظ من الضياع بالنار إن كانت أقوال الله؟ ولماذا بدَّل عثمانُ قرآناً بقرآن وأحرق الواحد وأبقى على الآخر؟


28 - الله يضلّل الإنسان ويعذّبه!

س 104: جاء في سورة إبراهيم 14: 4 فَيُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ . وجاء في سورة المدثر 74: 31 كَذَلِكَ يُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ . وجاء في سورة البقرة 2: 7 خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمِْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ . وجاء في سورة الأعراف 7: 178 و179 مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهْوَ المُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الخَاسِرُونَ وَلَقَدْ ذَرَأْنَالجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الجِنِّ وَالإِنْسِ . وجاء في سورة هود 11: 119 إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ . وجاء في سورة السجدة 32: 13 وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ القَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ .

ونحن نسأل: أي إله هذا الذي يُضل الناس الذين خلقهم ليملأ بهم جهنم، بعد أن قضى بهذا منذ الأزل قضاءً مبرما لا مفرّ منه بالضلالة والعذاب؟ فأين كرامة الإنسان، وأين حرية إرادته؟ وما معنى الأوامر والنواهي والشرائع والترغيب بالثواب والتحذير بالعقاب؟

29 - الله قدّر الشرور!

س 105: جاء في سورة الطلاق 65: 3 إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءِ قَدْراً . وجاء في سورة الإنسان 76: 30 وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللهُ . وجاء في سورة القمر 54: 51-53 وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ كُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَر . وجاء في سورة القدر 97: 1-4 إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا ليْلَةُ القَدْرِ لَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ المَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ .

ومن هذه الآيات والكثير غيرها يرى الإسلام أن كل ما يقع في الوجود من خير وشر هو من عند الله! فيكون الله هو علةَ الشرور ابتداءً! وتكون رسالة الأنبياء وتكليفهم بالكرازة والدعوة عبثٌ لا ضرورة له ولا فائدة فيه! وهذا بعكس تعليم الكتاب المقدس، فيخاطب المسيح أورشليم قائلاً: يَا أُورُشَلِيمُ يَا أُورُشَلِيمُ، يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ المُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلَادَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا. هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَاباً (متى 23: 37 و38). فقوله لم تريدوا هو تصريح بالإرادة الاختيارية. وقال المسيح للشاب الغني: إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلاً فَاذْهَبْ وَبِعْ أَمْلَاكَكَ وَأَعْطِ الفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ وَتَعَالَ اتْبَعْنِي (متى19: 21).

وقال الفلاسفة في البيان النظري عن الحيوان إنه الجسم الحساس المتحرك بالإرادة. فإذا كان حد الحيوان البهيمي أنه متصرف بالإرادة، فكيف نتصوَّر أن الإنسان، أشرف مخلوقات الله في عالم الحس، أنه عاجز مجبور على العصيان أو الطاعة؟ وإذا كان هناك إجبار، فما فائدة العقل؟

  • عدد الزيارات: 36116