Skip to main content

النساء والحياة الزوجية

الصفحة 1 من 7

الفصل العاشر
النساء والحياة الزوجية

جرت العادة أن نسمع من دعاة الإسلام أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي حرر المرأة ورفع من شأنها وقدرها. ولا بد لنا أن نتساءل على ضوء التعليم الإسلامي والممارسة الإسلامية هل حقا رفع الإسلام من شأن المرأة؟ أم جعل الإسلام من المرأة مجرد دمية لتوفير اللذة والمتعة للرجل، يتمتع بها متى شاء وينبذها نبذ نواة التمر متى شاء وكل ما يُطلب منه هو توفير الغذاء والكساء والمسكن لها؟ في الصفحات التالية سوف نحلل موقف الإسلام تجاه المرأة على ضوء ما ورد في القرآن والحديث عن المرأة، ونستخلص من ذلك فيما إذا كان الإسلام قد رفع شأن المرأة وقدس الحياة الزوجية أم لا.
في الواقع وكما سوف نرى، لقد حط الإسلام ومحمد من شأن المرأة والحياة الزوجية. ولمحمد بالذات موقف متناقض من جهة المرأة، فهو من جهة يحب معاشرة النساء والتمتع بهن، ومن جهة ثانية يحط ويطعن في شخصية المرأة. ويذكر القرآن في آية واحدة أن للرجل الحق في التسلط على المرأة، كما له الحق في ضربها وحرمانها من العلاقة الجنسية كعقاب لها إذا ما بدر منها مخالفة له: "الرجال قوام (أعلى مقاما) على النساء بما فضّل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات (قانعات) حافظات للغيب بما حفظ الله. واللاتي تخافون نشوزهن (مخالفتهن) فعظوهن واهجروهن في المضاجع (عدم المضاجعة) واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبتغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليما كبيرا" (النساء: 34). من الغريب أن الإسلام ينهي عن ضرب العبيد ولكنه يبيح ضرب الزوجات. هل المرأة هي دابة لا بأس من ضربها؟ لإلقاء الضوء على الآية السابقة الذكر نرجع إلى سبب نزولها، والذي كان يبدو أنه أخرج محمدا من مأزق عندما اشتكت إليه امرأة قسوة زوجها عليها، والذي هو من أصحابه. جاء في التفسير: "عن بن درية عن علي قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من الأنصار بامرأة له. فقالت: يا رسول الله إن زوجها فلان بن فلان الأنصاري وأنه ضربها فأثّر في وجهها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس به ذلك" (أي يجب أن لا يفعل ذلك). فأنزل الله الآية "الرجال قوامون على النساء". (إبن كثير ج 1 ص 385).
لقد جاءت المرأة إلى محمد وآثار الضرب بادية على وجهها. ويبدو أن محمدا لم يرضَ عن هذا الفعل في البداية، ولكن لم يطُل الوقت حتى أنزل ربه عليه وحيا مبررا ضرب المرأة ولطمها وتشويه وجهها بالكدمات. هل كان محمد في البداية أحكم وأعدل من الله؟ أم أنه كان يجهل الحكمة الإلهية من ضرب النساء وهجرهن في المضاجع؟
من أحكام القرآن الأخرى أن نصيب المرأة في الميراث هو نصف نصيب الرجل، كما جاء في الآية: "يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين" (النساء: 11). كذلك في الشهادة حيث جاء في القرآن أن شهادة امرأتين تعادل شهادة رجل واحد كما في الآية التالية: "يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مُسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله فليكتب وليملل الذي عليه الحق وليتق الله ربه ولا يبخسَ منه شيئا فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يُملّ (يفي) هو فليملل وليه (كفيله) بالعدل واستشهدوا شاهدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء إن تضلّ إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى" (البقرة: 282). والقرآن يحذر المؤمنين (المسلمين) بأن نساءهم وأولادهم هم أعداء لهم كما جاء في الآية "يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدو لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم" (التغابن: 14). هذه بعض أقوال القرآن في النساء والآن لننظر في ما قاله محمد في هذا الشأن.
يروى عن محمد أقوال كثيرة في النساء وهي في مجملها تتفق مع ذكره القرآن. يشمل محمد في حديث واحد عدة نقائص تتصف بها المرأة. جاء في الحديث المشهور: "حدثنا سعيد بن أبي مريم قال: أخبرنا محمد بن جعفر قال: أخبرني زيد هو إبن أسلم عن عيّاض بن عبد الله عن أبي سعيد الخدري قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى – أو فطر – إلى المصلى فمرّ على النساء فقال: "يا معشر النساء تصدقن فإني أريكن أكثر أهل النار"، فقلن وبم يا رسول الله؟ قال: "تُكثرن اللعن وتكفّرن العشير ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للُب (عقل) الرجل من إحدكن". قلن: وما نُقصان عقلنا وديننا يا رسول الله؟ قال: "أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل؟" قلن: بلى، قال: "فلذلك من نقصان عقلها، أليس إذا حاضت لم تصلّ ولم تصُم؟ قلن: بلى، قال: "فذلك من نقصان عقلها." (البخاري ج 1 ص 69، مكرر، رواه مسلم أيضا).
يقرر محمد أن النساء ناقصات عقل ودين، وأنهن أكثر أهل النار. والأغرب من ذلك أن محمدا يحث النساء على تقديم الصدقات (في بعض الأحاديث طرحت النساء خواتمهن وأحلاقهن في حُجر بلال) للتكفير عن نقص عقولهن ودينهن. ونحن هنا نتساءل لماذ تُعامل المرأة هذه المعاملة الجافية؟ لماذا تُعاقب المرأة على ما ليس لديها في حيلة؟ هل يعاقب الله المرأة على حيضها وهو قد صنعها وخلقها امرأة تحيض وتُنجب الأولاد؟ لما يعاقب الله المرأة فلا يقبل منها صلاة أو صوما؟ هل هذا من عدل رب محمد؟ لما يفوق الرجل المرأة دينا وهو لا يمنعه حيض ولا غيره عن الصلاة والصوم؟ هل عند الله محاباة في خليقته؟ إن واقع الحياة يثبت عكس ذلك. إن الكثيرات من النساء هن أكثر تدينا وأرجح عقلا من الكثير من الرجال. ولو بحثنا عن تكفير العشير والخيانة الزوجية، لوجدنا أن نسبة الرجال الذين يكفرون العشير ويخونون زوجاتهم سواء كان ذلك في المجتمعات الإسلامية أو غيرها لهي أكثر بكثير من نسبة النساء. إذا كان هذا هو الأساس لطرح الناس في النار فإن أكثر أهل النار سوف يكونون من الرجال وليس من النساء كما قال محمد.

النساء ناقصات عقل ودين في شريعة محمد
الصفحة
  • عدد الزيارات: 52463