Skip to main content

ما هي السُّنة؟

السّنة هي المصدر الثاني للتشريع في الإسلام، وهي التي تبيِّن كل مُبهَم في القرآن، وتوضِّح المعاملات والعبادات. والسنّة والحديث حسب الرأي السائد عند المُحَدّثين، وخاصة بين المعاصرين منهم، مترادفان متساويان، يوضع أحدهما مكان الآخر. ففي كل منهما إضافة قول أو فعل أو تقرير أو صفة إلى النبي محمد غير أن الدراسة التاريخية لجذور هذين اللفظين تثبت أن السنة كانت تُطلق على الطريقة الدينية التي كان النبي محمد يسلكها في سيرته، لأن معنى السنة لغة الطريقة.

وهي ترادف السيرة أيضاً مِما يُبين من استعمالها معها مثل: وكان من سنة عمر وسيرته أن يأخذ العمال بموافاة الحج في كل سنة, فإذا كان الحديث عاماً يشمل قول محمد وفعله، فالسنة خاصة بأعمال محمد. وفي ضوء هذا التباين في المصطلح يمكن أن ندرك قول المُحَدّثين: هذا الحديث مخالف للقياس والإجماع والسنة أو قولهم: إمام في الحديث، وإمام في السنة.

وفي أول الأمر عندما عبر الإسلام عن الطريقة بالسنة لم يفاجئ العرب، فقد عرفوها بهذا المعنى، وكان بوسعهم أن يستوعبوا هذا المعنى حتى عند إضافته لله، مثل قولهم: سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ (سورة الأحزاب 33: 62). وقد سُميت المدينة دار السنة لحرص أهلها على تقليد محمد

وتنقسم السنة إلى أنواع هي:

أ - القوليَّة: وهي ما قاله النبي وثبَت عنه، من خلال رُواةٍ موثوق بهم عند علماء المسلمين. مثل قول النبي: "أُمِرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأني رسول"

ب - الفعلية: والسنة الفعلية تشكل أهم جزء من أجزاء السنة قاطبة، إذ عليها تعتمد العبادات المفروضة في الإسلام مثل الصلاة والصيام والزكاة, وأما الصلاة على سبيل المثال فالقرآن لا يخبرنا إلا بصلاة الصبح والعشاء بينما الأوقات الأخرى للصلاة وطريقة أدائها تؤخذ من الأحاديث فقط, والسنة الفعلية هي ما رواه أصحاب محمد من أفعاله كصفة وضوئه وصلاته إلخ,

ج - التقريرية: وهي ما كان موجوداً قبل الإسلام وأقرَّه النبي كإقراره اللعب بالحِراب، وغناء الجاريتين، وأكل لحم الضبّ، أو ما فعله بعض الصحابة ورآهم النبي يفعلونه، وأقرَّه? ", أما أهم جزء في سنّة النبي فهو أقواله أو ما يُطلق عليه الأحاديث. وأحياناً يُطلق لفظ حديث على السّنة جميعاً.

  • عدد الزيارات: 5583