أزواج محمد في كتب السيرة
الفصل الرابع والعشرون
أزواج محمد في كتب السيرة
1 - خديخة بنت خويلد: لما بلغ محمد خمساً وعشرين سنة من عمره تزوج خديجة بنت خويلد (1). كانت تاجرة وذات شرف ومال تستأجر الرجال في مالها وتضاربهم. كانت أرملة في الأربعين من عمرها (2). عرضت على محمد أن يخرج في مال لها إلى الشام تاجراً (3). لقد عُرض على محمد أن يتزوجها غير أنه لم يكن واثقاً من نفسه حيث قال: ما بيدي ما أتزوج بهذ (4). فأخذت خديجة زمام المبادرة (5) وأعربت عن رغبتها في الزواج.
إنها الوحيدة بين زوجات محمد التي لم يتزوج امرأة حتى وفاتها (6). وفي رواية أنها قالت لأختها: انطلقي إلى محمد فاذكريني له. وأن اختها جاءت فأجابها بما شاء الله، وأنهم تواطؤوا على أن يتزوجها رسول الله، وأن َأبا خديجة سُقي من الخمر حتى أخذت منه، ثم دعا محمداً فزوّجه. قال سُنت على الشيخ حُلة فلما صحا قال: ما هذه الحلة قالوا ختنك محمد، فغضب وأخذ السلاح وأخذ بنو هاشم السلاح. ثم أنهم اصطلحوا (7). إن خديجة ولدت لمحمد ولده كلهم إلا إبراهيم: القاسم وبه كان يكنى، والطيب، وزينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة (8). أما إبراهيم فأمه ماريا القبطية (9). كانت بيضاء جعدة جميلة. رُوي عن عائشة: لما وُلد إبراهيم جاء به رسول الله إليّ فقال: انظري إلى شبهه بي. فقلت: ما أرى شبهاً. فقال رسول الله أما ترين إلى بياضه ولحمه؟ فقلت: إنه من قُصر عليه اللقاح ابيضّ (10).أما القاسم والطيب والطاهر فهلكوا في الجاهلية، وأما بناته فكلهن أدركن الإسلام وهاجرن معه (11). بين أولاد محمد وردت أقوال غريبة بشأن إبراهيم عن محمد نفسه، حيث يروى عنه قوله: لو عاش إبراهيم لوضع الجزية عن كل قبطي (12). ولما مات وهو ابن ستة عشر شهراً قال محمد إن تمام رضاعه في الجنة (13). عن إسماعيل السدي قال: سألت أنس بن مالك أصلَّى النبي على ابنه إبراهيم؟ قال: لا أدري رحمة الله على إبراهيم. لو عاش كان صديقاً نبياً (14).
2 - سودة بنت زمعة: هي أول امرأة تزوجها محمد بعد وفاة خديجة، وذلك بعد وفاة زوجها، فأرسل إليها محمد فخطبها في رمضان سنة عشر من النبوة، قبل زواجه بعائشة. عن عائشة قالت: كانت سودة بنت زمعة وكان رسول الله لا يستكثر منها، وقد علمت مكاني من رسول الله فخافت أن يفارقها، فقالت: يا رسول الله يومي الذي يصيبني لعائشة، وأنت منه في حِل. فقبله النبي وفي ذلك نزلت: روإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضاً فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحاً والصلح خيرٌ (15). رُوي عن النعمان بن ثابت التيمي قال: قال رسول الله لسودة بنت زمعة: اعتدي، فقعدت له على طريقة ليلة، فقالت: يا رسول الله ما لي حب الرجال، ولكني أحب أن أُبعث في أزواجك، فأرجِعني. فرجعها رسول الله (16).
3 - عائشة بنت أبي بكر: هي الزوجة الثالثة لمحمد. رُوي عن عائشة نفسها، تزوجني رسول الله في شوال سنة عشر، من النبوة قبل الهجرة بثلاث سنين وأنا ابنة ست سنين (17) وكنت يوم دخل بي ابنة تسع سنين (17). أما عند ابن هشام فتزوجها محمد وهي ابنة سبع سنين وبنى بها بالمدينة وهي بنت تسع سنين أو عشر ولم يتزوج رسول الله بكراً غيرها(18). وعنها: تزوجني رسول الله وإني لألعب مع الجواري، فما دريت أن رسول الله تزوجني حتى أخذتني أمي فحبستني في البيت عن الخروج، فوقع في نفسي إني تزوجت (19). وفي رواية لعطية قال: خطب رسول الله عائشة بنت أبي بكر وهي صبية، فقال أبو بكر: أي رسول الله، أيتزوج الرجل ابنة أخيه؟ فقال: إنك أخي في ديني. فزوجها إياه على متاع بيت قيمته خمسون أو نحو من خمسين (20). ركنت ألعب مع البنات على عهد رسول الله. دخل عليّ رسول الله وأنا ألعب مع البنات. فقال: ما هذا يا عائشة؟ فقلت: خيل سليمان. فضحك (21).
عن عائشة قالت: فُضلت على نساء النبي، ص بعشر. قيل: ما هنّ يا أم المؤمنين؟ قالت: رلم ينكح بكراً قط غيري، ولم ينكح امرأة أبواها مهاجران غيري، وأنزل الله، عز وجل، براءتي من السماء، وجاءه جبريل بصورتي من السماء في حريرة وقال: تزوجها فإنها امرأتك، فكنت أغتسل أنا وهو من إناء واحد. ولم يكن يصنع ذلك بأحد غيري، وكان يصلي وأنا معترضة بين يديه ولم يكن يفعل ذلك بأي نسائه غيري، وكان ينزل عليه الوحي وهو معي، ولم يكن ينزل عليه مع أحد من نسائه غيري، وقبض الله نفسه وهو بين سحري ونحري في الليلة التي كان يدور عليّ فيها ودُفن في بيتي (22).
وسألت عائشة النبي: من أزواجك في الجنة؟ قال: أنت منهن (23). نعرف من الأخبار أن عائشة كانت أحب زوجة لمحمد بين أزواجه. سأله عمرو بن العاص: ريا رسول الله من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة. قال: إنما أقول من الرجال. قال أبوها (24). وأخيراً رفضل عائشة على سائر النساء كفضل الثريد على سائر الطعام (25). وفي رواية أن محمداً توفي دون أن يشبع منه (26). وكانت عائشة بنت ثماني عشرة سنة عندما توفي النبي (27).
- عدد الزيارات: 16339