Skip to main content

أزواج محمد في كتب السيرة

الفصل الرابع والعشرون

أزواج محمد في كتب السيرة

 

1 - خديخة بنت خويلد: لما بلغ محمد خمساً وعشرين سنة من عمره تزوج خديجة بنت خويلد (1). كانت تاجرة وذات شرف ومال تستأجر الرجال في مالها وتضاربهم. كانت أرملة في الأربعين من عمرها (2). عرضت على محمد أن يخرج في مال لها إلى الشام تاجراً (3). لقد عُرض على محمد أن يتزوجها غير أنه لم يكن واثقاً من نفسه حيث قال: ما بيدي ما أتزوج بهذ (4). فأخذت خديجة زمام المبادرة (5) وأعربت عن رغبتها في الزواج.

إنها الوحيدة بين زوجات محمد التي لم يتزوج امرأة حتى وفاتها (6). وفي رواية أنها قالت لأختها: انطلقي إلى محمد فاذكريني له. وأن اختها جاءت فأجابها بما شاء الله، وأنهم تواطؤوا على أن يتزوجها رسول الله، وأن َأبا خديجة سُقي من الخمر حتى أخذت منه، ثم دعا محمداً فزوّجه. قال سُنت على الشيخ حُلة فلما صحا قال: ما هذه الحلة قالوا ختنك محمد، فغضب وأخذ السلاح وأخذ بنو هاشم السلاح. ثم أنهم اصطلحوا (7). إن خديجة ولدت لمحمد ولده كلهم إلا إبراهيم: القاسم وبه كان يكنى، والطيب، وزينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة (8). أما إبراهيم فأمه ماريا القبطية (9). كانت بيضاء جعدة جميلة. رُوي عن عائشة: لما وُلد إبراهيم جاء به رسول الله إليّ فقال: انظري إلى شبهه بي. فقلت: ما أرى شبهاً. فقال رسول الله أما ترين إلى بياضه ولحمه؟ فقلت: إنه من قُصر عليه اللقاح ابيضّ (10).أما القاسم والطيب والطاهر فهلكوا في الجاهلية، وأما بناته فكلهن أدركن الإسلام وهاجرن معه (11). بين أولاد محمد وردت أقوال غريبة بشأن إبراهيم عن محمد نفسه، حيث يروى عنه قوله: لو عاش إبراهيم لوضع الجزية عن كل قبطي (12). ولما مات وهو ابن ستة عشر شهراً قال محمد إن تمام رضاعه في الجنة (13). عن إسماعيل السدي قال: سألت أنس بن مالك أصلَّى النبي على ابنه إبراهيم؟ قال: لا أدري رحمة الله على إبراهيم. لو عاش كان صديقاً نبياً (14).

2 - سودة بنت زمعة: هي أول امرأة تزوجها محمد بعد وفاة خديجة، وذلك بعد وفاة زوجها، فأرسل إليها محمد فخطبها في رمضان سنة عشر من النبوة، قبل زواجه بعائشة. عن عائشة قالت: كانت سودة بنت زمعة وكان رسول الله لا يستكثر منها، وقد علمت مكاني من رسول الله فخافت أن يفارقها، فقالت: يا رسول الله يومي الذي يصيبني لعائشة، وأنت منه في حِل. فقبله النبي وفي ذلك نزلت: روإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضاً فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحاً والصلح خيرٌ (15). رُوي عن النعمان بن ثابت التيمي قال: قال رسول الله لسودة بنت زمعة: اعتدي، فقعدت له على طريقة ليلة، فقالت: يا رسول الله ما لي حب الرجال، ولكني أحب أن أُبعث في أزواجك، فأرجِعني. فرجعها رسول الله (16).

3 - عائشة بنت أبي بكر: هي الزوجة الثالثة لمحمد. رُوي عن عائشة نفسها، تزوجني رسول الله في شوال سنة عشر، من النبوة قبل الهجرة بثلاث سنين وأنا ابنة ست سنين (17) وكنت يوم دخل بي ابنة تسع سنين (17). أما عند ابن هشام فتزوجها محمد وهي ابنة سبع سنين وبنى بها بالمدينة وهي بنت تسع سنين أو عشر ولم يتزوج رسول الله بكراً غيرها(18). وعنها: تزوجني رسول الله وإني لألعب مع الجواري، فما دريت أن رسول الله تزوجني حتى أخذتني أمي فحبستني في البيت عن الخروج، فوقع في نفسي إني تزوجت (19). وفي رواية لعطية قال: خطب رسول الله عائشة بنت أبي بكر وهي صبية، فقال أبو بكر: أي رسول الله، أيتزوج الرجل ابنة أخيه؟ فقال: إنك أخي في ديني. فزوجها إياه على متاع بيت قيمته خمسون أو نحو من خمسين (20). ركنت ألعب مع البنات على عهد رسول الله. دخل عليّ رسول الله وأنا ألعب مع البنات. فقال: ما هذا يا عائشة؟ فقلت: خيل سليمان. فضحك (21).

عن عائشة قالت: فُضلت على نساء النبي، ص بعشر. قيل: ما هنّ يا أم المؤمنين؟ قالت: رلم ينكح بكراً قط غيري، ولم ينكح امرأة أبواها مهاجران غيري، وأنزل الله، عز وجل، براءتي من السماء، وجاءه جبريل بصورتي من السماء في حريرة وقال: تزوجها فإنها امرأتك، فكنت أغتسل أنا وهو من إناء واحد. ولم يكن يصنع ذلك بأحد غيري، وكان يصلي وأنا معترضة بين يديه ولم يكن يفعل ذلك بأي نسائه غيري، وكان ينزل عليه الوحي وهو معي، ولم يكن ينزل عليه مع أحد من نسائه غيري، وقبض الله نفسه وهو بين سحري ونحري في الليلة التي كان يدور عليّ فيها ودُفن في بيتي (22).

وسألت عائشة النبي: من أزواجك في الجنة؟ قال: أنت منهن (23). نعرف من الأخبار أن عائشة كانت أحب زوجة لمحمد بين أزواجه. سأله عمرو بن العاص: ريا رسول الله من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة. قال: إنما أقول من الرجال. قال أبوها (24). وأخيراً رفضل عائشة على سائر النساء كفضل الثريد على سائر الطعام (25). وفي رواية أن محمداً توفي دون أن يشبع منه (26). وكانت عائشة بنت ثماني عشرة سنة عندما توفي النبي (27).


4 - حفصة بنت عمر: تزوج محمد حفصة بنت عمر بن الخطاب. زوَّجه إياها أبوها عمر بن الخطاب وأصدقها رسول الله أربعمائة درهم، وكانت قبله عند خنيس بن حذاقة السهمي (28). روى سالم عن ابن عمر: لما تأيمت حفصة لقي عمر عثمان فعرضها عليه فقال عثمان: مالي في النساء حاجة، فلقي أبا بكر فعرضها عليه فسكت، فغضب على أبي بكر، فإذا رسول الله قد خطبها فتزوجها. فلقي عمر أبا بكر فقال: إني عرضت على عثمان ابنتي فردَّني، وعرضت عليك فسكتّ. فقال أبو بكر: إنه قد كان النبي، ذكر منها شيئاً وكان سراً فكرهت أن أفشي السر (29).

عندما طلق محمد حفصة، أتاها خالاها عثمان وقدامة بن مظعون، فبكت وقالت: والله ما طلقني رسول الله عن شبع. فجاء رسول الله فدخل عليها فتجلببت، فقال رسول الله: إن جبريل أتاني فقال: يا محمد، أما قال راجع حفصة أو قال لا تطلق حفصة فإنها صوامة قوامة وهي زوجتك في الجنة؟ (30). لم تكن حفصة على ما يبدو تحظى بصداقة عائشة.

عن عائشة قالت: كان رسول الله ص يحب الحلواء والعسل، فكان إذا صلى العصر دار على نسائه فيدنو منهن، فدخل على حفصة فاحتبس عندها أكثر مما كان يحتبس، فسألتُ عن ذلك فقيل لي أهدت لها امرأة من قومها عُكة من عسل فسقت رسول الله منه شربة. فقلت: أما والله لأحتالن له، فذكرت ذلك لسودة، وقلت: إذا دخل عليك فإنه سيدنو منك، فقولي له: يا رسول الله أكلت مغافير؟ فإنه سيقول لك: لا، فقولي له: ما هذا الريح؟ وكان رسول الله يشتد عليه أن يُوجد منه الريح، فإنه سيقول لك سقتني حفصة شربة عسل، فقولي جرست نحله العُرفط، وسأقول ذلك، وقوليه أنت يا صفية. فلما دخل على سودة، قال تقول سودة: والله الذي لا إله إلا هو لقد كدت أن أباديه بالذي قلت لي وإنه لعلى الباب فرقاً منك، فلما دنا رسول الله قلت يا رسول الله أكلت مغافير؟ قال: لا. قلت: فما هذا الريح؟ قال: سقتني حفصة شربة عسل، قالت جرست نحله العرفط. فلما دخل عليّ قلت له مثل ذلك، ثم دخل على صفية فقالت له مثل ذلك، فلما دخل على حفصة قالت له: يا رسول الله ألا أسقيك منه؟ قال: لا حاجة لي به، قالت تقول سودة: سبحان الله، والله لقد حرمناه. قالت: قلت لها اسكتي (31).

5 - أم سلمة: واسمها هند بنت أبي أمية. زارها محمد بعد وفاة زوجها وانتهاء عدّتها منه وخطب إليها نفسها (32). وكان قد سمع إنها ترفض الرجال وليست لها رغبة فيهم. فسألها: فما يمنعك يا أم سلمة؟ قالت: فيّ خصال ثلاث، أما أنا فكبيرة وأنا مطفل وأنا غيور، فقال: أما ما ذكرت من الغيرة فندعو الله حتى يُذهبه عنك، وأما ما ذكرت من الكبر فأنا أكبر منك، والطفل إلى الله ورسوله (33).

عن عائشة قالت: لما تزوج رسول الله، ص أم سلمة حزنت حزناً شديداً لما ذكروا لنا من جمالها، فتلطفت لها حتى رأيتها، فرأيتها والله أضعاف ما وُصفت لي في الحسن والجمال. فذكرت ذلك لحفصة، وكانتا يداً واحدةً، فقالت: لا والله إن هذا إلا الغيرة، ما هي كما يقولون. فتلطفت لها حفصة حتى رأتها فقالت: قد رأيتها ولا والله ما هي كما تقولين ولا قريب، وإنها لجميلة. قالت فرأيتها بَعْدُ فكانت لعمري كما قالت حفصة، ولكني كنت غَيْرَى (34).

إن عبد الرحمن بن الحارث قال: كان رسول الله ص في بعض أسفاره، ومعه في ذلك السفر صفية بنت حُيي وأم سلمة، فأقبل رسول الله، ص إلى هودج صفية وهو يظن أنه هودج أم سلمة، وكان ذلك اليوم يوم أم سلمة، فجعل رسول الله يتحدث مع صفية فغارت أم سلمة، وعلم رسول الله بعد أنها صفية فجاء إلى أم سلمة فقالت: تتحدث مع ابنة اليهودي في يومي وأنت رسول الله؟ قالت ثم ندمت على المقالة، فكانت تستغفر منها، قالت: يا رسول الله استغفر لي فإنما حملني على هذا الغيرة (35).


6 - أم حبيبة (رملة بنت أبي سفيان): كانت زوجة عبيد الله بن جحش... لقد هاجر إلى أرض الحبشة حيث تنصر زوجها وتوفي هناك، وأما أم حبيبة فقد ثبتت على دينها (36). قالت أم حبيبة: رأيت في النوم عبيد الله بن جحش زوجي بأسوأ صورة وأشوهه ففزعت، فقلت تغيرت والله حاله، فإذا هو يقول حيث أصبح: يا أم حبيبة إني نظرت في الدين فلم أر ديناً خيراً من النصرانية، فقلت: والله ما خير لك. وأخبرته بالرؤيا التي رأيت له فلم يحفل بها وأكبَّ على الخمر حتى مات، فأرى في النوم كأن آتياً يقول يا أم المؤمنين، ففزعت فأولتها أن رسول الله يتزوجني. قالت فما هو إلا أن انقضت عدتي، فما شعرت إلا رسول النجاشي على بابي يستأذن، فإذا جارية له يُقال لها أبرهة كانت تقوم على ثيابه ودهنه فدخلت عليّ فقالت: إن الملك يقول لك إن رسول الله، ص كتب إليّ أن أزوجكه. فقالت: بشرك الله بخير. قالت: يقول لك الملك وكّلي من يزوجك. فأرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاص فوكلته، وأعطت أبرهة سوراين من فضة وخدمتين كانتا في رجليها وخواتيم فضة كانت في أصبع رجليها سروراً بما بشرتها. فلما كان العشي أمر النجاشي جعفر بن أبي طالب ومن هناك من المسلمين فحضروا فخطب النجاشي فقال: الحمد لله الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله وأنه الذي بشر به عيسى بن مريم، ص أما بعد فإن رسول الله كتب إليّ أن أزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان، فأجبت إلى ما دعا إليه رسول الله وقد أصدقتها أربع مائة دينار. ثم سكب الدنانير بين يدي القوم. فتكلم خالد بن سعيد فقال: الحمد لله أحمده وأستعينه وأستنصره، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون. أما بعد فقد أجبت إلى ما دعا إليه رسول الله، وزوجته أم حبيبة بنت أبي سفيان، فبارك رسول الله. ودفع الدنانير إلى خالد بن سعيد بن العاص فقبضها، ثم أرادوا أن يقوموا فقال: اجلسوا فإن سنة الأنبياء إذا تزوجوا ْأن يؤكل طعام على التزويج. فدعا بطعام فأكلوا ثم تفرقوا. قالت أم حبيبة: فلما وصل إليّ المال أرسلت إلى أبرهة التي بشرتني فقلت لها: إني كنت أعطيتك ما أعطيتك يومئذ ولا مال بيدي، فهذه خمسون أعطيتها فاستعيني بها. فأبت، فاخرجت حقاً فيه كل ما كنت أعطيتها فردته عليّ وقالت: عزم عليّ الملك أن لا أرزأك شيئاً، وأنا التي أقوم على ثيابه ودهنه، وقد اتبعت دين محمد رسول الله، ص وأسلمت لله، وقد أمر الملك نساءه أن يبعثن إليك بكل ما عندهن من العطر. قالت فلما كان الغد جاءتني بعود وورس وعنبر وزباد كثير، فقدمت بذلك كله على النبي، ص فكان يراه عليّ وعندي فلا ينكره، ثم قالت أبرهة: فحاجتي إليك أن تقرئي رسول الله مني السلام، وتعلميه أني قد اتّبعت دينه. قالت ثم لطفت بي وكانت التي جهزتني، فكانت كلما دخلت عليّ تقول: لا تنسي حاجتي إليك. قالت فلما قدمت على رسول الله أخبرته كيف كانت الخطبة وما فعلت بي أبرهة، فتبسم رسول الله، وأقرأته منها السلام فقال: وعليها السلام ورحمة الله وبركاته (37).


7 - زينب بنت جحش: زواج محمد بزينب بنت جحش هو الأكثر خطورة وغرابة، الأمر الذي لا يحتاج إلى إعمال المخيلة. نعرف من الروايات أنها كانت امرأة جميلة، زوّج محمدٌ زيداً بن حارثة ابنه بالتبني إياها على الرغم من استيائها حيث قالت: يا رسول الله لا أرضاه لنفسي وأنا أيّم قريش (38).

عن محمد بن يحيي بن حيّان قال: جاء رسول الله (ص) بيت زيد بن حارثة يطلبه، وكان زيد إنما يقال له زيد بن محمد، فربما فقده رسول الله، ص الساعة فيقول: أين زيد؟فجاء منزله يطلبه، فلم يجده وتقوم إليه زينب بنت جحش زوجته فضلاً فأعرض رسول الله (ص) عنها فقالت: ليس هو ههنا يا رسول الله فادخل بأبي أنت وأمي. فأبى رسول الله أن يدخل، وإنما عجلت زينب أن تلبس لما قيل لها رسول الله (ص) على الباب، فوثبت عجلى فأعجبت رسول الله، فولى وهو يهمهم بشيء لا يكاد يُفهم منه إلا ربما أعلن: سبحان الله العظيم سبحان مصرف القلوب. فجاء زيد إلى منزله فأخبرته امرأته أن رسول الله أتى منزله. فقال زيد: ألا قلت له أن يدخل؟ قالت: قد عرضت ذلك عليه فأبى. قال: فسمعتِ شيئاً؟ قالت: سمعته حين ولى تكلم بكلام ولا أفهمه، وسمعته يقول سبحان الله العظيم سبحان مصرف القلوب. فجاء زيد حتى أتى رسول الله فقال: يا رسول الله بلغني أنك جئت منزلي فهلا دخلت؟ بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لعل زينب أعجبتك فأفارقها. فيقول رسول الله: أمسِك عليك زوجك. فما استطاع زيد إليها سبيلاً بعد ذلك اليوم، فيأتي إلى رسول الله فيخبره، فيقول رسول الله: أمسك عليك زوجك، فيقول: يا رسول الله أفارقها. فيقول رسول الله: أحبس عليك زوجك. ففارقها زيد واعتزلها وحلت، يعني انقضت عدتها. قال فبينا رسول الله جالس يتحدث مع عائشة إلى أن أخذت رسول الله غشية فسُري عنه وهو يبتسم وهو يقول: من ذهب إلى زينب يبشرها أن الله قد زوجنيها من السماء؟ وتلا رسول الله (ص): وإذ يقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجكذ (39). القصة كلها. قالت عائشة: فأخذني ما قرُب وما بعُد لما يبلغنا من جمالها، وأخرى هي أعظم الأمور وأشرفها ما صنع لها وزوجها الله من السماء. وقلت: هي تفخر علينا بهذا. قالت عائشة: فخرجت سلمى خادم رسول الله، (ص) تشتد فتحدثها بذلك فأعطتها أوضاحاً عليها (40). عن زينب بنت أم سلمة قالت: سمعت أمّي أم سلمة تقول، وذكرت زينب بنت جحش فرحمت عليها وذكرت بعض ما كان يكون بينها وبين عائشة، فقالت زينب: إني والله ما أنا كأحد من نساء رسول الله، ص إنهن زُوجهن بالمهور وزوجهن الأولياء وزوجني الله رسوله وأنزل فيّ الكتاب يقرأ به المسلمون لا يبدل ولا يغير: وإذ تقول للذي أنعم الله عليه، الآية. قالت أم سلمة: وكانت لرسول الله معجبة وكان يستكثر منها، وكانت امرأة صالحة صوامة قوامة صنعاً تتصدق بذلك كله على المساكين (41).

تحكي لنا الروايات أن محمداً أرسل إليها زيداً يخطبها له: عن أنس بن مالك قال: لما انقضت عدة زينب بنت جحش قال رسول الله ص لزيد بن حارثة: ما أجد أحداً آمن عندي أوثق في نفسي منك، ائت إلى زينب فاخطبها عليّ. قال فانطلق زيد فأتاها وهي تخمر عجينها. فلما رأيتها عظمت في صدري فلم أستطع أن أنظر إليها حين عرفت أن رسول الله قد ذكرها، فوليتها ظهري ونكصت على عقبي وقلت: يا زينب أبشري، إن رسول الله يذكرك. قالت: ما أنا بصانعة شيئاً حتى أؤامر ربي. فقامت إلى مسجدها. ونزل القرآن: رفلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها. قال فجاء رسول الله فدخل عليها بغير إذن (42).

لقد تسبب زواج محمد من زينب بنت جحش في نزول آيات عديدة من القرآن من جملتها رآية الحجاب التي من شأنها أن تساعدنا على فهم الحجاب المقصود في عُرف محمد في بداية الأمر: أخبرنا سليمان بن حرب، أخبرنا حمّاد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس بن مالك قال: أنا أعلم الناس بهذه الآية آية الحجاب. لما أهديت زينب إلى رسول الله (ص)، صنع طعاماً ودعا القوم فجاؤوا ودخلوا، وزينب مع رسول الله (ص) في البيت، فجعلوا يتحدثون. فجعل رسول الله يخرج ثم يرجع وهم قعود: قال فنزلت: يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه، ولكن إذا دعيتم فادخلوا وإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث، إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم، والله لا يستحيي من الحق، وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب (43). فقام القوم وضرب الحجاب (44).

وفي رواية عن أنس قال: أولم رسول الله ص إذ بنى بزينب فأشبع المسلمين خبزاً ولحماً، ثم خرج إلى حجر أمهات المؤمنين يسلم عليهن ويدعو لهن فيسلمن عليه ويدعون له، وكان يفعل ذلك صبيحة مبناه. فرجع وأنا معه، فلما انتهى إلى بيت زينب إذا رجلان في ناحية البيت قد جرى بهما الحديث، فلما أبصرهما رسول الله (ص) رجع عن بيته. فلما رأى الرجلان النبي، (ص) انصرف عن بيته وثبا مسرعين. قال أنس: ما أدري أنا أخبرته بخروجهما أو آخرُ، فرجع حتى دخل البيت فأرخى الستر بيني وبينه، وأنزل الله آية الحجاب (45).

رُوي عن محمد قوله: أطولكن باعاً أسرعكن لحوقاً بي (46) فكانت نساؤه يتطاولن إلى الشيء. وإنما عنى رسول الله بذلك الصدقة، وكانت زينب امرأة صفياً، فكانت تتصدق به، فكانت أسرع نسائه لحوقاً به (47).

عن عائشة قالت: يرحم الله زينب بنت جحش، لقد نالت في هذه الدنيا الشرف الذي لا يبلغه شرف، إن الله زوجها نبيه (ص) في الدنيا ونطق به القرآن، وإن رسول الله قال لنا ونحن حوله: أسرعكن بي لحوقاً أطولكن باعاً، فبشرها رسول الله بسرعة لحوقها به، وهي زوجته في الجنة (48).

عن عروة عن عائشة أم المؤمنين قالت: لما توفيت زينب بنت جحش جعلت تبكي وتذكر زينب وترحم عليها، فقيل لعائشة في بعض ذلك فقالت: كانت امرأة صالحة. قلت: يا خالة أي نساء رسول الله (ص) كانت آثر عنده؟ فقالت: ما كنت أستكثره ولقد كانت زينب بنت جحش وأم سلمة لهما عنده مكان، وكانتا أحب نسائه إليه فيما أحسب بعدي (49).


8 - زينب بنت خزيمة (أم المساكين): كانت زوجة الطفيل بن الحارث الذي طلقها. كان لقبها في الجاهلية أم المساكين. كانت تزويجه إياها في شهر رمضان على رأس أحد ثلاثين شهراً من الهجرة فمكثت عنده ثمانية أشهر وتوفيت في آخر ربيع الآخر وصلى عليها رسول الله ودفنها بالبقيع (50) رُوي عن محمد بن عمر أنه سأل عبد الله بن جعفر كم كان سنها يوم ماتت، قال ثلاثين سنة أو نحوها (51)

9 - جويرية بنت الحارث: عن عائشة قالت: أصاب رسول الله نساء بني المصطلق فأخرج الخُمس منه ثم قسمه بين الناس، فأعطى الفرس سهمين والرجل سهماً، فوقعت جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار في سهم ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري، وكانت تحت ابن عم لها يقال له صفوان بن مالك بن جذيمة ذو الشفر فقتل عنها، فكاتبها ثابت بن قيس على نفسها على تسع أواق، وكانت امرأة حلوة لا يكاد يراها أحد إلا أخذت بنفسه. فبينا النبي (ص) عندي إذ دخلت عليه جويرية تسأله في كتابتها، فوالله ما هو إلا أن رأيتها فكرهت دخولها على النبي (ص) وعرفت أنه سيرى منها مثل الذي رأيت. فقالت: يا رسول الله أنا جويرية بنت الحارث سيد قومه، وقد أصابني من الأمر ما قد علمت فوقعت في سهم ثابت بن قيس فكاتبني على تسع أواق، فأعنّي في فكاكي. فقال: أوخير من ذلك؟ فقالت: ما هو؟ فقال: أؤدي عنك كتابتك وأتزوجك. قالت: نعم يا رسول الله. فقال رسول الله: قد فعلت. وخرج الخبر إلى الناس فقالوا: أصهار رسول الله ص يسترقون! فأعتقوا ما كان في أيديهم من سبي بني المصطلق، فبلغ عتقهم مائة أهل بيت بتزويجه إياها، فلا أعلم امرأة أعظم بركة على قومها منها، وذلك منصرفه من غزوة المريسيع (52).

ويتبين من الروايات أن نساء محمد استهزأن بها، فقلن إن محمداً إنما تزوجها إشفاقاً لها وتكرماً. فقالت جويرية: يا رسول الله أن نساءك يفخرن عليّ. يقلن لم يتزوجك رسول الله. فقال: ألم أعظم صداقك؟ ألم أعتق أربعين من قومك؟ (53).

عن أبي قلابة أن النبي (ص) سبى جويرية بنت الحارث فجاء أبوها إلى النبي (ص) فقال: إن ابنتي لا يسبى مثلها فأنا أكرم من ذاك فخلّ سبيلها. قال: أرأيت إن خيرناها أليس قد أحسنا؟ قال: بلى وأديت ما عليك قال: فأتاها أبوها فقال: إن هذا الرجل قد خيرك فلا تفضحينا. فقالت: فإني قد اخترت رسول الله ص قال: قد والله فضحتنا (54).

تدل الروايات أنه حظيت لدى محمد بمعاملة الزوجة حيث ضرب عليها الحجاب وكان يقسم لها كما يقسم لنسائه (55).

10 - صفية بنت حيي بن الأخطب: ولما غزا رسول الله ص خيبر وغنمه الله أموالهم سبى صفية بنت حيي وبنت عم لها من القموص، فأمر بلالاً يذهب بهما إلى رحلة، فكان لرسول الله (ص) صفي من كل غنيمة، فكانت صفية مما اصطفى يوم خيبر. وعرض عليها النبي ص أن يعتقها إن اختارت الله ورسوله. فقالت: أختار الله ورسوله. وأسلمت فأعتقها وتزوجها وجعل عتقها مهرها، ورأى بوجهها أثر خضرة قريباً من عينها فقال: ما هذا؟ قالت: يا رسول الله رأيت في المنام قمراً من يثرب حتى وقع في حجري، فذكرت ذلك لزوجي كنانة فقال: تحبين أن تكوني تحت هذا الملك الذي يأتي إلى المدينة؟ فضرب وجهي واعتدت حيضة. ولم يخرج رسول الله من خيبر حتى طهرت من حيضتها، فخرج رسول الله من خيبر ولم يعرس بها، فلما قرب البعير لرسول الله ليخرج، وضع رسول الله رجله لصفية لتضع قدمها على فخذه فأبت ووضعت ركبتها على فخذه وسترها رسول الله وحملها وراءه، وجعل رداءه على ظهرها ووجهها ثم شده من تحت رجلها وتحمل لها وجعلها بمنزلة نسائه. فلما صار إلى منزل يقال له تبار على ستة أميال من خيبر مال يريد أن يعرس بها، فأبت عليه فوجد النبي (ص) في نفسه من ذلك. فلما كان بالصهباء وهي على بريد من خيبر قال رسول الله ص لأم سليم: عليكن صاحبتكن فامشطنها. وأراد رسول الله أن يعرس بها هناك. قالت أم سليم: وليس معنا فسطاط ولا سرادقات، فأخذت كسائين أو عباءتين فسترت بينهما إلى شجرة فمشطتها وعطرتها. قالت أم سنان الأسلمية: وكنت فيمن حضر عرس رسول الله (ص) بصفية مشَّطناها وعطرناها، وكانت جارية تأخذ الزينة من أوضأ ما يكون من النساء وما وجدت رائحة طيب كان أطيب من ليلتئذ، وما شعرنا حتى قيل رسول الله يدخل على أهله وقد نمصناها ونحن تحت دومة. وأقبل رسول الله (ص) يمشي إليها فقامت إليه، وبذلك أمرناها، فخرجنا من عندهما وأعرس بها رسول الله هناك وبات عندها، وغدونا عليها وهي ترى أن تغتسل، فذهبنا بها حتى توارينا من العسكر، فقضت حاجتها واغتسلت، فسألتها عما رأت من رسول الله (ص)، فذكرت أنه سر بها ولم ينم تلك الليلة ولم يزل يتحدث معها، وقال لها: ما حملك على الذي صنعت حين أردت أن أنزل المنزل الأول فأدخل بك؟ فقالت: خشيت عليك قرب يهود. فزادها ذلك عند رسول الله، وأصبح رسول الله فأولم عليها هناك وما كانت وليمته إلا الحيس، وما كانت قصاعهم إلا الأنطاع، فتغدى القوم يومئذ، ثم راح رسول الله فنزل بالقصيبة وهي على ستة عشر ميلاً (56).

عن أبي هريرة قال: لما دخل رسول الله (ص) بصفية بات أبو أيوب على باب النبي (ص) فلما أصبح رسول الله كبر ومع أبي أيوب السيف، فقال: يا رسول الله كانت جارية حديثة عهد بعرس، وكنت قتلت أباها وأخاها وزوجها فلم آمنها عليك. فضحك رسول الله وقال له خيراً (57).


11 - ريحانة بنت زيد: عن عمر بن الحكم قال: أعتق رسول الله ريحانة بنت زيد بن عمرو بن خناقة، وكانت عند زوج لها محب لها مكرم، فقالت: لا أستخلف بعده أبداً، وكانت ذات جمال، فلما سُبيت بنو قريظة عُرض السبي على رسول الله، فكنت فيمن عرض عليه فأمر بي فعزلت، وكان يكون له صفي من كل غنمية، فلما عزلت خار الله لي فأرسل بي إلى منزل أم المنذر بنت قيس أياماً حتى قتل الأسرى وفرق السبي، ثم دخل عليّ رسول الله فتحييت منه حياء، فدعاني فأجلسني بين يديه فقال: إن اخترت الله ورسوله اختارك رسول الله لنفسه. فقلت: إني أختار الله ورسوله. فلما أسلمت أعتقني رسول الله وتزوجني وأصدقني اثنتي عشرة أوقية ونشاً كما كان يصدق نساءه، وأعرس بي في بيت أم المنذر، وكان يقسم لي كما كان يقسم لنسائه، وضرب عليّ الحجاب. وكان رسول الله معجباً بها، وكانت لا تسأله إلا أعطاها ذلك، ولقد قيل لها: لو كنت سألت رسول الله بني قريظة لأعتقهم، وكانت تقول: لم يخل بي حتى فرق السبي. ولقد كان يخلو بها ويستكثر منها، فلم تزل عنده حتى ماتت مرجعه من حجة الوداع فدفنها بالبقيع، وكان تزويجه إياها في المحرم سنة ست من الهجرة (58).

عن محمد بن كعب قال: كانت ريحانة مما أفاء الله عليه، فكانت امرأة جميلة وسيمة، فلما قتل زوجها وقعت في السبي فكانت صفي رسول الله (ص)، يوم بني قريظة، فخيرها رسول الله بين الإسلام وبين دينها فاختارت الإسلام، فأعتقها رسول الله وتزوجها وضرب عليها الحجاب، فغارت عليه غيرة شديدة فطلقها تطليقة وهي في موضعها لم تبرح فشق عليها وأكثرت البكاء، فدخل عليها رسول الله (ص)، وهي على تلك الحال فراجعها، فكانت عنده حتى ماتت عنده قبل أن توفي (ص) (59).

21 - ميمونة بنت الحارث: كانت آخر امرأة تزوجها رسول الله، وذلك سنة سبع في عمرة القضية. عن علي بن عبد الله بن عباس قال: لما أراد رسول الله (ص)، الخروج إلى مكة عام القضية بعث أوس بن خولي وأبا رافع إلى العباس فزوجه ميمونة، فأضلا بعيريهما فأقاما أياماً ببطن زابغ حتى أدركهما رسول الله بقديد وقد ضما بعيريهما، فسارا معه حتى قدم مكة فأرسل إلى العباس فذكر ذلك له، وجعلت ميمونة أمرها إلى رسول الله (ص)، فجاء رسول الله منزل العباس فخطبها إلى العباس فزوجها إياه (60). أهمية هذا الزواج تكمن في السؤال عما إذا كان يجوز للمحرم في الحج أن يتزوج، إذ تقول الروايات إن محمداً تزوج ميمونة وهو محرم (61).


 

1-السيرة النبوية (السيرة) 1:891

2-طبقات ابن سعد (طبقات) 1:231. يرى المستشرق السويدي فرانتز بوهل Frants Buhl من المبالغ فيه أن تكون خديجة في سن الأربعين نظراً لأولادها الخمس التي ولدتها مع العلم بالشيخوخة المبكرة عند العربيات EI, II, 922 Khadidja

3-السيرة، 1:991

4-طبقات، 1:131

5-السيرة، 1:002 ، طبقات 8:15

6-السيرة، 1:102 ، طبقات 8:25

7-طبقات، 1:231 وما يليها

8-السيرة، 1:202

9-نفس المصدر طبقات 1:231

10-طبقات، 1:731 ، انظر أيضاً السيرة، 3:391 ، وما يليها، السمط الثمين، ص 31 ، الاستيعاب، 4:7181 ، وما يليها

11-السيرة، 1:202

12-طبقات، 1:441

13-طبقات، 1:441

14-نفس المصدر

15-النساء، 4:821 ، طبقات، 8:25 وجاء في تفسير الطبري: إن خافت امرأة من زوجها الاستعلاء بنفسه عنها إلى غيرها، إما لبغضة وإما لكراهة منه بعض أشياء بها، أما دمامتها أو سنّها أو كبرها فلا جناح على المرأة الخائفة نشوز بعلها أن تترك له يومها تستعطفه بذلك (تفسير الطبري، 5:503-603). ولكن إذا خاف الرجال من نشوز زوجاتهم فالأمر غير هذا: والتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهنذ (النساء 4:43).

16-طبقات، 8:35 ، تقول عائشة عبد الرحمن بشأن طرد محمد سودة وقبوله إياها من جديد بين أزواجه: لكنه ص أشفق عليها من الحرمان العاطفي وكره لها قسوة الشعور بأنها ليست مثل الأخريات، وحاول جهد طاقته أن يفتح لها قلبه، لكن بشريته لم تطاوعه. فكان أقصى ما استطاعه لسودة أن يعدل بينها وبين نسائه فيما يملك من مبيت ونفقة، أما عواطفه فأنَّى له وهو بشر أن يقسوها على غير ما تهوى، أو يخضعها بإرادته لموازين العدل وضوابط القسمة! (نساء النبي، ص 66) انظر لسودة أيضاً أنساب الأشراف، 1:704 ، أسد الغابة، 5 و485 ، الطبري، 3:161

17-طبقات، 8:85 ، أبو داود، نكاح 43 ، أنساب الأشراف، 1:014 ، أسد الغابة، 5:105

18-السيرة، 4:392

19-طبقات، 8:85

20-نفس المصدر

21-طبقات، 8:06

22-نفس المصدر، 8:46

23-نفس المصدر، 8:56

24-نفس المصدر، 8:76

25-نفس المصدر، 8:813 ، البخاري، أطعمة ،52 ،03 فضائل الصحابة 03

26-طبقات، 1:813

27-نفس المصدر، 8:26

28-نفس المصدر، 8:08-28 السيرة، 4:492

29-طبقات 8:48 ، أنساب الأشراف، 1:،204 أسد الغابة، 5:664

30-نفس المصدر، 8:58

31-نفس المصدر، 8:09 وما يليها السيرة، 4:492

32-طبقات، 8-19 وما يليها

33-نفس المصدر، 8:49

34-نفس المصدر، 8:59-69 ، بينما يخبرنا شهود العيان من أهل بيت محمد وعلى مقدمتهم عائشة، منافسة أم سلمة بجمال هذه الأخيرة وغيرتهن من أجلها، فقد اعتاد المسلمون في القرن العشرين على الزعم أنها كانت كهلة مسنة، فلم يتزوجها محمد إلا إشفاقاً عليها (حسن كامل الملطاوي، رسول الله في القرآن الكريم، ص 933 ، القاهرة 9791 ، المنار، 5:503 فتاوى الإمام، 5:1191)

35-طبقات، 8:69 ، الطبري، 3:461 ، أنساب الأشراف، 1:924 ، أسد الغابة، 5:065

37-طبقات، 8:101

38-القرآن 33:73

39-طبقات، 8:101-201

40-نفس المصدر

41-نفس المصدر 8:401

42-القرآن 33:35

43-طبقات، 8:501-601

44-نفس المصدر

45-نفس المصدر، 8:801 ، السمط الثمين ص 011 ، الاستيعاب 04:1581 ، الاصابة 9:38

46-طبقات، 8:801

47-نفس المصدر

48-نفس المصدر، 8:411

49-نفس المصدر، 8:011-611 ، أسد الغابة 5:664

50-طبقات، 8:611

51-نفس المصدر، 8:611-711 ، أنساب الأشراف، 1:334 ، أسد الغابة، 5:264

52-طبقات، 8:711 ، السيرة، 4:692 ، أسد الغابة، 5:024

53-طبقات، 8:811

54-نفس المصدر

55-نفس المصدر، 8:121-221

56-نفس المصدر، 8:621 ، أنساب الأشراف، 1:224 ، أسد الغابة، 5:094 وما يليها

57-طبقات، 8:124-031

58-نفس المصدر

59-نفس المصدر، 8:231 ، أنساب الأشراف، 1:354 ، أسد الغابة، 5:064 ، الطبري، 3:761

60-طبقات، 8:331 راجع الروايات المنقولة هنا (8:331 وما يليها)

  • عدد الزيارات: 16393