أحاديث الإمارة الخلافة
الخلافة (الإمارة) من الموضوعات الهامة لكل من أراد أن يعرف حال المنطقة العربية طوال 14 سنة هي تاريخ الإسلام، فبناءً على فهم المسلمين للخلافة كان تاريخهم. ولنبدأ من يوم وفاة محمد. يروي الشيخان (البخاري والمسلم) أن عمر خطب الناس عند عودته من الحجّ، فقال: قد بلغني أن فلاناً منكم يقول: لو مات عمر بايعتُ فلاناً. فلا يغترن امرؤ أن يقول: إن بيعة أبي بكر كانت فلتة وتمَّت. ألا وإنها قد كانت كذلك.
ألا إن الله وقى شرها، وليس فيكم اليوم من تُقطع إليه الأعناق مثل أبي بكر ، وإنه كان من خيرنا حين تُوفي الرسول، وإن علياً والزبير بن العوام ومَنْ معهما تخلَّفوا في بيت فاطمة، وتخلّفت الأنصار عنّا بأجمعها في سقيفة بني ساعدة، واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر، أبي بكر فقلت له: يا أبا بكر أبي بكر ، انطلق بنا إلى إخواننا من الأنصار. فانطلقنا نؤمّهم حين لقينا رجلين صالحين، فذكرا لنا الذي صنع القوم، فقالا: أين تريدون يا معشر المهاجرين؟ قلت: نريد إخواننا من الأنصار فقالا: عليكم ألّا تقربوهم، واقضوا أمركم يا معشر المهاجرين. فقلت: والله لنأتينَّهم. فانطلقنا حتى جئناهم في سقيفة بني ساعدة، فإذا هم مجتمعون، وإذا بين ظهرانيهم رجل مُزمَّل، فقلت: من هذا؟ قالوا: سعد بن عبادة ، فقلت: ما له؟ قالوا: وَجِع. فلما جلسنا قام خطيبهم فأثنى على الله بما هو أهله، وقال: أما بعد، فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام، وأنتم يا معشر المهاجرين رهط منّا، وقد دفَّت دافة منكم (أي المهاجرون) تريدون أن تختزلونا (أي الأنصار) من أصلنا وتحضنونا من الأمر (أي الخلافة). فلما سكت أردت أن أتكلم وقد كنت زوَّرت مقالة أعجبتني أردت أن أقولها بين يدي أبي بكر، وقد كنت أداري منه بعض الحد، وهو كان أحلم مني وأوقر. فقال أبو بكر : على رِسْلِكَ فكرهت أن أغضبه، وكان أعلم مني، والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلا قال في بداهته مثلها وأفضل منها، حتى سكت، فقال: أما بعد فما ذكرتم فيكم من خير فأنتم أهله، ولم تعرفوا هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش، هم أوسط العرب نسباً وداراً، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين، فبايِعوا أيَّهما شئتُم. فأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح أبو عبيدة بن الجراح وهو جالس بيننا، فلم أكره مما قال غيرها، وكان والله أُقَدَّم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك من إثم أحبُّ إليَّ من أن أتأمَّر على قوم فيهم أبو بكر. أبو بكر فقال قائل من الأنصار: أنا جزيلها المحكَّكُ، وعُذَيقها المرجب (أي أنه الجمل الذي يحتك لجربه) والغصن المتشعّب، (أي الذي يخالف الناس ولا يوافق على ما قيل)، مِنّا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش. وكثر اللغط، وارتفعت الأصوات حتى خشيت الاختلاف، فقلت: ابسط يدك يا أبا بكر فبسط يده، فبايعتُه وبايعه المهاجرون، ثم بايعه الأنصار. أما والله ما وجدنا فيما حضرنا أمراً هو أوفق من مبايعة أبي بكر أبو بكر ، خشينا إن فارقنا القوم، ولم تكن بيعة أن يحدثوا بعدنا بيعة، فإما أن نبايعهم على مالا نرضى، وإما أن نخالفهم فيكون فيه فساد هذا الحديث من أطول وأوضح الأحاديث عن الخلافة، وقد رويناه كاملاً لعدة أسباب منها:
1 - الراوي: الشيخان، البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهما أصح كتب الحديث عند المسلمين.
2 - المروي عنه: عمر بن الخطاب ، ثاني الخلفاء، وهو الذي قال فيه محمد : بينما أنا نائم أُتيت بقدح لبن، فشربت حتى أنِّي لأرى الرّيَّ يخرج في أظفاري. ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب بن الخطاب. قالوا: فما أوَّلته يا رسول الله؟ فقال: العلم.
3 - وقت الرواية: يوم موت النبي وهو مُسجى في البيت لم يُدفن بعد.
4 - موضوعها: الخلافة وهي من المسائل الهامة للدولة الوليدة.
5 - الحاضرون: أبو بكر وعمر وغيرهما من كبار المهاجرين، وسعد بن عبادة وغيره من كبار الأنصار.
6 - الغائبون: علي بن أبي طالب ، وهو من محمد بمنزلة هارون من موسى والزبير بن العوام ، وهو حواريّ النبي
7 - النتيجة: مبايعة أبي بكر الصديق. أبي بكر الصديق
- عدد الزيارات: 22988