Skip to main content

أحاديث الإمارة الخلافة - معاوية والسفاح

الصفحة 3 من 4: معاوية والسفاح

معاوية والسفاح:

القارئ لأحاديث الخلافة ولأحاديث فضائل الصحابة يتعجب أشد العجب حين يجد أن النبي أوصى بالخلافة بعده لكلٍ من عمر وأبي بكر وعثمان بن عفان وعلي, ليس هذا فقط، بل هناك حديث عن عبد الملك بن عمير قال: قال معاوية: ما زلتُ أطمع في الخلافة منذ قال لي رسول الله: يا معاوية، إذا ملكتَ فأحسِن, رواه الطبراني وابن أبي شيبه وهناك حديث آخر عن أبي سعيد الخدري أبي سعيد الخدري قال: إن رسول الله قال: يخرج رجل من أهل بيتي، عند انقطاعٍ من الزمان وظهورٍ من الفتن، يُقال له السفاح، فيكون إعطاؤه المال حثياً

وهكذا لو شاء القارئ لوجد أحاديث في خلافة أي شخصٍ ممن حكموا طوال فترة الحكم الإسلامي للمنطقة العربية. والأعجب أنه سيجد أن معظم هذه الأحاديث، إن لم يكن كلها، مطعون في صحتها، إما من حيث السند أو المتن أو كليهما، رغم ورودها في كتب الأحاديث الصحيحة.

وللتعليق نقول:

بُدئ في جمع الأحاديث عام 25 هـ تقريباً، أي بعد موت محمد بنحو 24 سنة، فكان كل خليفة يأمر بأن توضع له الأحاديث في أحقيته بالخلافة، أو كان يضعها المنافقون ليتكسَّبوا بها أقواتهم. فهؤلاء لم يكن يعنيهم مَنْ هو الخليفة بقدر ما كان يعنيهم مَنْ الذي سيدفع أكثر، حتى وصل الأمر بشخصٍ كأبي هريرة الذي كان يُلقَّب بشيخ المضيرة (وهي نوع من الحلوى) أنه كان يأكل مع معاوية، فإذا حضرت الصلاة صلى خلف علي. فإذا سُئل في ذلك قال: مضيرة معاوية أدسم وأطيب، والصلاة خلف علي أفضل

ولم يتوقف الأمر عند هذا، بل ظهر من العلماء مَن ينكر مفهوم الخلافة جملة وتفصيلاً، ومنهم الشيخ علي عبد الرازق في كتابه الإسلام وأصول الحكم والعشماوي في الخلافة الإسلامية وفرج فودة في الحقيقة الغائبة. وهؤلاء مفكرون مسلمون لهم شأن! لكن الأمر لم يستمر، فقد كان هناك الإسلام الآخَر أو الإسلام السياسي الذي قام بتكفير هؤلاء، فصدرت كتب تكفّر مَنْ ينكر الخلافة مثل كتاب الخلافة لعبد الرازق السنهوري وكتاب كلمة حق للدكتور عمر عبد الرحمن وكتاب الشهادة للشيخ صلاح أبو إسماعيل وكتاب الحكومة الإسلامية لأبي الأعلى المودودي، وكتاب آخر بنفس العنوان لآية الله الخميني,

لهم جميعاً ولأتباعهم نقول: أعطونا ما اتفقتم عليه لنناقشه معكم. أرونا مصدراً واحداً في الحديث تتَّفقون على صحته، لنناقشه معكم.

1 -أحاديث الأطعمة والأشربة

مَن أراد أن يرى أوضح الأمثلة للتناقض، أو ما يسمّيه علماء الفقه الإسلامي الناسخ والمنسوخ فليقرأ الأحاديث في موضوع الأطعمة والأشربة. وسنورد كل حديث فيها متبوعاً بحديث آخر يعارضه! ثم نورد بعض الطرائف والغرائب، بعدها نورد تعليقنا.

نَهَى أم أباح؟

هناك أطعمة كثيرة لا يمكنك أن تعرف هل نَهَى عنها النبي أم أباحها.

1 - عن جابر بن عبد الله قال: ذبحنا يوم خيبر الخيل والبغال والحمير، فنهانا رسول الله عن البغال والحمير، ولم ينهنا عن الخيل.

2 - عن خالد بن الوليد قال: نهَى رسول الله عن أكل لحوم الخيل والبغال والحمير ويعتذر أبو داود عن تناقض الحديثين بقوله: لا بأس بلحوم الخيل، وليس العمل عليه. وهذا منسوخ.

3 - عن أبي قتادة، أنه رأى حماراً وحشياً فعقره (ذبحه)، فقال النبي: هل معك من لحمه شيء؟ قال: معنا رجله، فأخذها فأكلها

أكل الجراد:

1 - عن أبي أوفى، قال: غزونا مع رسول الله سبع غزوات، كنا نأكل معه الجراد

2 - عن سلمان، قال: سُئل النبي عن الجراد فقال: أكثر جنود الله، لا آكُله ولا أحرِّمه.

الخليطان:

1 - عن جابر بن عبد الله قال: نهَى رسول الله أن ينتبذ الزبيب والتمر جميعاً، ونَهَى أن ينتبذ البُسْرُ جميعاً,(والبُسْرُ: خليط البلح والتمر).

2 - عن عائشة: أن رسول الله كان يُنبذ له زبيب فيلقي فيه تمراً، وتمر فيلقي فيه زبيباً

حلال أم حرام
الصفحة
  • عدد الزيارات: 22528