Skip to main content

أحاديث الإمارة الخلافة - قريش و السقيفة

الصفحة 2 من 4: قريش و السقيفة

 

قريش و السقيفة :

من الغريب وجود عدّة أحاديث صحيحة مع وجود الحديث السابق، أو مع حدوث حادث السقيفة، فقد طلب الأنصار أمر الخلافة لأنفسهم رغم وجود حديث يقول: لا يزال هذا الأمر (الخلافة) في قريش ما بقي منهم اثنان ألم يكن أبو بكر وعمر وسعد بن عبادة وجميع من في السقيفة يعلمون بهذا الحديث، وهم من كبار أصحاب محمد ؟ أم أن هذا الحديث مُختلَقٌ رغم وجوده في صحيح البخاري؟

ثم كيف يتفق موقف أبي بكر في محاولته أخذ البيعة لعمر أو لأبي عبيدة مع وجود حديث في صحيح مسلم عن عائشة قالت: قال لي رسول الله في مرضه: ادعي لي أبا بكر أباك، وأخاك، حتى أكتب كتاباً، فإني أخاف أن يتمنَّى مُتمنٍّ ويقول قائل: أنا أولى. ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر

فهل كان أبو بكر يجهل هذا الحديث وهو من هو؟ أم أنه كان يعلمه ويخالفه؟

ثم إذا كان هذا الحديث صحيحاً، لأنه ورد في صحيح مسلم، وحديث السقيفة صحيح لأنه ورد في البخاري ومسلم، فما هو موقف الحديث الصحيح الذي يرويه ابن سعد في طبقاته في باب ذكر ما قال العباس لعلي ج 2 ، حيث يقول عن فاطمة بنت محمد إنها قالت: لما توفي رسول الله قال العباس : يا علي ، قم حتى أُبايعك ومن حضر، فإن هذا الأمر، إذا كان، لم يرد مثله. والأمر في أيدينا. فقال عليّ : وأحدُ؟ (يعني يطمع فيه غيرنا). فقال العباس : أظن والله سيكون! فلما بويع لأبي بكر رجعوا إلى المسجد فسمع علي التكبير، فسأل: ما هذا؟ فقال العباس : هذا ما دعوتُك إليه فأبيتَ عليَّ! فقال عليّ : أيكون هذا؟ فقال العباس : ما رُدّ مثلهذا قط! فقال عمر : قد خرج أبو بكر من عند النبي، حين توفّي وتخلّف عنده عليّ وعبّاس والزُّبير ، فذلك حين قال عبّاس هذه المقالة,

فهذا الحديث يؤكد أن عليّاً حاول أن يكون الخليفة. فهل يجهل علي حديث خلافة أبي بكر وهو باب مدينة العلم؟ ثم كيف سلّم عليٌّ بالخلافة لأبي بكر ، رغم عدم مبايعة علي لأبي بكر ؟ وهناك عشرات الأحاديث الصحيحة التي تؤكد أن الخلافة من حق علي دون غيره، كما نذكر مثلاً لا حصراً:

1 - عن جابر، قال النبي وهو أخذ بضبع علي (ما بين الإبط إلى نصف العضد): هذا إمام البرَرة، قاتل الفجَرة، منصورٌ من نصَرَه، مخذولٌ من خَذَله,

2 - روى الحاكم عن محمد قوله: أُوحي إليَّ في علي ثلاث: أنه سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغرّ المحجلين,

3 - قول النبي لعلي : مرحباً بسيد المسلمين، وإمام المتقين,

حديث غدير خم:

عن زيد بن أرقم، قال: لما دفع النبي من حجة الوداع ونزل غدير خم، أمر بدوحات فقام فينا خطيباً فقال: كأني دُعيت فأجبت، وإني تارك فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفونني فيهما، فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض. ثم قال: إن الله مولاي، وأنا وليُّ كل مؤمن ثم إنه أخذ بيد علي، فقال: من كنت وليُّه فهذا وليه. اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه

فكيف يترك علي الخلافة وهناك كل هذه الأحاديث التي تكاد تصل من صحتها (حسب رأي علماء الحديث) حد التواتر، وقد يقول قائل: إن علياً ترك الخلافة تواضعاً. فنجيبه بقول علي نفسه في نهج البلاغة مُعرِّضاً بأبي بكر وعمر : أما والله لقد تقمَّصها (لبسها كالقميص) فلان (يقصد أبا بكر) وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرَّحا. ينحدر عني السيل، ولا يرقى إليَّ الطَّير، فسدَّلتُ (أرخيت) دونها (أي الخلافة) ثوباً، وطويتُ عنها كشحاً (مِلتُ عنها) وطفقتُ أرتئي بين أن أحول بيد جذَّاء (مقطوعة)، وأصبر على طخية (ظلمة) عمياء، يهرم فيها الكبير، ويشيب فيها الصغير، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه! فرأيت أن الصبر على هاتي أحجى (ألزم). فصبرت وفي العين قذى، وفي الحلق شجى (جرحاً). أرى تراثي نهباً، حتى مضى الأوَّل لسبيله (أبو بكر )، فأدلى بها إلى فلان (عمر) بعده، فيا عجباً!! بينما هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر (يعني عثمان) بن عفان بعد وفاته - لشدَّ ما تشطّرا ضرعيها (أي اقتسمها أبو بكر وعمر) (نهج البلاغة - الخطبة الشقشقية). فهذا علي لا يرغب عن الخلافة بل يرغب فيها.

فهل كان عليٌّ يجهل كل هذه الأحاديث في حقه، ومنها حديث غدير خم الذي كان هو حاضرهُ، فيحتج بها عليهم؟ أم أن كل هذه الأحاديث موضوعة؟.. وإن كانت موضوعةً، فما هو موقف الكتب التي تروي هذه الأحاديث، وهي كل كتب الحديث عند المسلمين تقريباً؟

معاوية والسفاح
الصفحة
  • عدد الزيارات: 22991