Skip to main content

بحث في المعجزات المنسوبة لمحمد

الصفحة 1 من 4

الفصل الخامس

بحث في المعجزات المنسوبة لمحمد وهل هي برهان على نبوته


ليس من الضروري لإثبات نبوة شخص ما أن يعمل معجزات. فأنبياء كثيرون لم تكن لهم معجزات وأناس آخرون لم تكن لهم الرسالة الإلهية وأتوا بما يشبه المعجزات. ففي عصر موسى مثلاً فعل سحرة مصر أعمالاً ظهرت كأنها عجائب مثلأعمال موسى (خر 7: 10-13 و22 و8: 7 و18) وعلاوة على ذلك أخبرنا الكتاب عن أنبياء كذبة سيفعلون معجزات (مر 13: 22 ومت 24: 24 ورؤ 16: 13 و14 و19: 20) وخصوصاً الذي سيأتي المسمى عند المسلمين بالدجال. قليل من الأنبياء الحقيقيين من صنع المعجزات. في العهد القديم لم يعمل أحد معجزات حتى أيام موسى وحيث لم يكن موسى نبياً عظيماً فقط بل مشترعاً ومرسلاً بوحي جديد لذلك أعطيت له قوة على عمل المعجزات المذكورة في التوراة. وكان ذلك ضرورياً له ليثبت دعواه أنه أتى برسالة من الله وإنه يتكلم بسلطان من الله وإنه يعلن وحياً إلهياً. وهذه القوة على عمل المعجزات أعطيت لإيليا وأليشع أيضاً لأنهما عاشا في وقت كاد الدين يمحى فيه وكان عليهم أن يردوا الشعب إلى الله ولكن لم يخبرنا الكتاب إن داود أو إرميا أو غيرهما من الأنبياء الكبار كانت لهم قوة المعجزات. فيوحنا المعمدان الذي كان أعظم نبي إلى وقته (مت 11: 11 ولوقا 7: 28) قال عنه اليهود بحق يُوحَنَّا لَمْ يَفْعَلْ آيَةً وَاحِدَةً (يو 10: 41) فيتضح أنه في وقت الاحتياج الشديد أو عند إعلان وحي جديد كان الله يعطي قوة المعجزات دليلاً على الرسالة.

فإذا كانت دعوى محمد صحيحة ثابتة بأنه خاتم الأنبياء وآخر وأعظم المرسلين الذي أرسل للعرب الذين لم يقم منهم قبلاً نبي الخ. والذي قال إنه أتى بأعظم رسالة إلهية وبوحي أعظم من سابقيه وأن القرآن أملاه عليه جبريل الذي أنزله في ليلة القدر من السماء السابعة حيث كان مكتوباً على اللوح المحفوظ وأعلن أيضاً أن رسالته عامة لجميع الناس ولا تخلفها رسالة أخرى لأنه خاتم المرسلين كان من الضروري أن يعمل معجزات ليبرهن هذه الدعوى وإلا لا تثبت دعواه وحيث أنه لم يتنبأ كما بينا سابقاً فيجب علينا البحث في معجزاته.

القرآن يجيبنا جواباً صريحاً حاسماً أنه لم يعمل معجزة البتة
الصفحة
  • عدد الزيارات: 10714