بحث في المعجزات المنسوبة لمحمد - القرآن يجيبنا جواباً صريحاً حاسماً أنه لم يعمل معجزة البتة
أما القرآن فيجيبنا جواباً صريحاً حاسماً أنه لم يعمل معجزة البتة. وهذا وارد في كثير من الآيات منها وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِا لْآيَاتِ إِلاَّ أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَّوَلُونَ (سورة الإسراء 17: 59). وقد فسرها البيضاوي بقوله. وما صرفناه عن إرسال الآيات التي اقترحها قريش (إلا أن كذب بها الاولون) إلا تكذيب الأولين الذين هم أمثالهم في الطبع كعاد وثمود وأنها لو أرسلت لكذبوها تكذيب أولئك واستوجبوا الاستئصال على ما قضت به سنتنا وقد قضينا أن لا نستأصلهم لأن فيهم من يؤمن أو يلد من يؤمن وابن عباس يذكر مثل ذلك المعنى. ولا شك في معناها فهي واضحة بأن الله لم يعط محمداً قوة المعجزات التي طلبها منه قريش لأنه علم أنهم سيرفضونه حتى ولو صحت دعواه.
وتوجد آيات أخرى غير هذه فيها هذا المعنى في سورة البقرة 2: 118 و119 وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِم مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِا لْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً ويقول البيضاوي أن قريشاً هم الذين طلبوا منه الآيات. فبدلاً من الآيات (المعجزات) التي طلبوها فدم لهم آيات (أعداد) من القرآن كدليل على أرساليته. ومما يظهر أن الآيات هنا معناها أعداد من القرآن ما جاء في سورة البقرة 2: 151 كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا فهذه الآيات ليست معجزات كما يدعي البعض بل هي أعداد من القرآن وإلا فما هو معنى الفعل يتلو. وفي سورة البقرة 2: 252 تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِا لْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ وفي سورة البقرة 2: 99 وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ فالفعل أنزلنا يبين أن الآيات إنما هي أعداد قرآنية وهي التي يتكلم عنها القرآن دائماً بقوله أنزلنا كما في سورة الأعراف 7: 202). ومن معنى الآية وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ (سورة الأنعام 6: 124) نرى أن قريشاً طلبت بدلاً من الآيات القرآنية معجزات كالتي عملها رسل الله وقد طلبوا منه ذلك في سورة الأنعام 6: 37 وسورة يونس 10: 21 وسورة الرعد 13: 29 وأيضاً في سورة الأنعام 6: 109 وَأَقْسَمُوا بِا للَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ وهذا يصرح أن محمداً لم يعط قوة المعجزات. ونوع الآية التي طلبتها قريش واضحة في سورة الرعد 13: 31 وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً والبيضاوي في تفسيره هذه الآية يظهر طلب قريش الذي لأجله نزلت هذه الآية وفي سورة الإسراء 17: 90-93 نرى ما يشابه ذلك وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلاَلَهَا تَفْجِيراً أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِا للَّهِ وَا لْمَلاَئِكَةِ قَبِيلاً أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَّزِلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلاَّ بَشَراً رَسُولاً.
ومن هذه العبارة يتضح أن قريشاً لم ترض بالقرآن كدليل على إرسالية محمد فطلبوا منه عمل المعجزات المذكورة. فجاوبهم محمد بأنه بشر ولا يمكنه عمل مثل هاتيك المعجزات. وعليه فقصة المعراج وتدفق المياه من الأرض أو من بين أصابعه (ما سنرويه بعد) لا يعول عليه لأنها لو كانت حقيقة تاريخية لما جاوبهم بمثل ذلك بل كان بالحري يثبت لهم قدرته على فعل المعجزات. وفي سورة العنكبوت نراهم أيضاً يطلبون نفس الطلب وكان الجواب الرفض كالأول. وَقَالُوا لَوْلاَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ أَوَ لَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (سورة العنكبوت 29: 50 و51).
فيتضح من هذه العبارات أن القرآن يصرح بعدم إتيان محمد بالمعجزات بل قال إن الآيات القرآنية هي دليل كاف على إرساليته ونبوته (كما في سورة الإسراء) وقد رأينا في الباب الثالث والفصل الثالث من هذا الكتاب أن البلاغة والفصاحة لا تكفيان لأن تكونا حجة على إنزال كتاب من الله.
غير أن بعض المسلمين يقولون أن في القرآن نفسه توجد معجزتان لمحمد أولهما انشقاق القمر في سورة القمر 54: 1 يقول اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَا نْشَقَّ الْقَمَرُ ولكن هذا القول لا يثبت أنها معجزة أتاها محمد لأسباب عديدة منها:
1 - إذا كان المقصود منها معجزة فهي تناقض ما جاء في سورة الإسراء والمسلمون يقولون بعدم تناقض القرآن لنفسه.
2 - إن محمداً لم يذكر هنا أو في أي محل آخر من القرآن أن له علاقة بهذه المسألة. ولا يدعوها القرآن معجزة ولا يقول أن انشقاق القمر دليل على إرسالية محمد. ولو كان القرآن قصد أن محمداً عمل مثل هذه المعجزة الباهرة لصرح بذلك كما صرح العهد القديم والعهد الجديد عن معجزات موسى والمسيح وتلامذته بكل وضوح.
3 - إذا كان محمد أتى بهذه المعجزة وشق القمر لكان يجيب بها طلبات قريش الواردة في سورة الرعد والإسراء وغيرهما مع العلم أن جميع المفسرين متفقون على أن سورة القمر نزلت قبل تينك السورتين.
4 - إن تلفاً أو ضرراً يعمل بإحدى مخلوقات الله كالقمر يكون علامة على قوة عظيمة ولكنه لا يثبت إن عاملها مرسل من الله.
5 - لو كان قد حصل أمراً مثل ذلك يختص بالطبيعة لكان قد علم في جميع الأرض وسجل في تواريخ أمم كثيرة كحادثة خارفة للعادة ومدهشة. والذين لهم معرفة ببعض علم الفلك ومقدار حجم القمر وماذا ينتج لو انشق إلى اثنين وانفلتا على الأرض لا يصدقون ذلك.
6 - ولا يوجد تاريخ يذكر مثل هذه الحادثة ولا حتى ظهور انشقاقه بل وبعض أكابر المفسرين ينكرون الزعم بأن سورة القمر تشير إلى مثل ذلك فمنها قول البيضاوي والزمخشري قيل معناه سينشق يوم القيامة فلو كان الأمر صحيحاً لما كان للشك مجال ولا قيل ولا قال أو لو كانت الأحاديث القائلة أن محمداً ظهر لأهل مكة انشقاق القمر إلى قسمين أو إلى فلقتين فلقة ذهبت وفلقة بقيت كما قال ابن عباس أو كما قال ابن مسعود رأيت حراء بين فلقتي القمر (الزمخشري) أو كما قال آخرون فلقة صارت دون الجبل والأخرى فوقه وعلى هامش المشكاة اجتهد الشارح على الهامش في أن يبين كيف لم ير الناس الحادثة فقال كان بالليل وقت نيام الناس في لحظة فلا يلزم شعور الناس في جميع الآفاق بذلك حتى يجب اشتهاره بين جميع الأمم التي كان القمر طالعاً عليهم في ذلك الوقت.
7 - كلمة الساعة معرفة بال لها معنى خاص في القرآن كما في سورة طه وسورة الحج وسورة الشورى وفي مشكاةالمصابيح باب إشراط الساعة وهو يوم القيامة كما يقول البيضاوي فواضح أن يوم القيامة لم يكن قريباً عندما كتبت سورة القمر لأنها كتبت قبل الهجرة بزمن طويل وحيث أنهم يقولون أن انشقاق القمر علامة من علامات الساعة وقريب منها فيكون المعنى عندما تقوم الساعة ينشق القمر. ومعلوم أنه يمكن في العربية استعمال الأفعال الماضية بمعنى المستقبل. وقد رأينا أنه حتى في وقت البيضاوي فسر بعضهم الآية بهذا المعنى وها نحن اليوم بعد ذلك بمئات من السنين ولم تأت الساعة فلا شك إذا أن المقصود بانشقاق القمر أنه سيكون حين قيام الساعة وابن عباس يقول أن انشقاق القمر وظهور الدجال علامات أخر تحصل قبل يوم القيامة.
ومن كل ما مضى نرى أن القرآن لم ينسب لمحمد عمل هذه المعجزة فلا يصح إذاً أن نقتبس هذه الآية دليلاً على ذلك وكذلك لا يمكن التمسك بمعجزة لم تحدث إلى الآن دليلاً على نبوة محمد.
وقد جاء في المعلقات السبع لامرء القيس قصيدة فيها ست فقرات واردة في القرآن في سورة القمر إحداها دنت الساعة وانشق القمر وقد مات هذا سنة 540 م أي قبل ولادة محمد فتأمل!
والمعجزة الثانية التي ينسبها البعض لمحمد هي حادثة غزوة بدر مع أن البعض يقولون بل كانت في غزوة حنين وآخرون أحد وآخرون خيبر وقد جاءت في سورة الأنفال 8: 17 وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى.
وقال البيضاوي لما طلعت قريش أتاه جبرائيل وقال خذ قبضة من تراب فارمهم بها فلما التقى الجمعان تناول كفاً من الحصاء فرمى بها وجوههم وقال شاهت الوجوه فلم يبق مشرك إلا شغل بعينية فانزموا وردفهم المؤمنون يقتلونهم ويأسرونهم ثم لما انصرفوا أقبلوا على التفاخر فيقول الرجل قتلت وأسرت فنزلت: (وما رميت) يا محمد رمياً توصلها إلى أعينهم ولم تقدر عليه (إذ رميت) أي أتيت بصورة الرمي (ولكن الله رمى) أتى بما هو غاية الرمي فأوصلها إلى أعينهم جميعاً حتى انهزموا. وقيل ما معناه ما رميت بالرعب إذ رميت بالحصباء ولكن الله رمى بالرعب في قلوبهم وقيل إنه نزل في طعنة طعن (محمد) بل ربما إلى طعنة طعنها أو سهم رماه. وعلى كل حال لا تثبت أنها معجزة عملها محمد. بل بالعكس تظهر الآية أن محمداً لم يقدر على رمي الحصباء في أعين أعدائه أو على قتل أحد فإن الفاعل بالحقيقة لم يكن محمد بل الله. فإذا سلمنا أن الآية تشير إلى بدر فليس من الغريب أن يفعل مثل ذلك قائد لكي يشجع جنوده ويثبط أعداءه فإذا كانت النتيجة الفوز لا يتصور أحد بشيء خارق في المسألة. ولا يمكن أن تكون كطعنة إنسان معجزة إذا كانت هي المشار إليها.
وعدا هاتين الآيتين يزعم بعض المسلمين وجود آيات بينات في أماكن أخرى من القرآن تنسب لمحمد عمل المعجزات. فإذا كان ذلك صحيح نستغرب جداً كيف لم يصف القرآن معجزة واحدة منها مع أنه يخبر نوعاً من المعجزات التي فعلها يسوع (سورة آل عمران 3: 43) فلنفحص تلك العبارات ونرى إذا كانت تشير إلى آيات بينات أتى بها محمد.
ففي سورة (الصف 61: 6) فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِا لْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ وهذا أما يشير إلى الوعد بمجيء شخص يُدعى أحمد ولا وعد مثل ذلك في الإنجيل وأما أن يشير إلى المسيح المذكور في الآية نفسها والبيضاوي يؤيد هذا الرأي الأخير بقوله فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِا لْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ الإشارة إلى ما جاء به أو إليه وتسميته سحراً للمبالغة ويؤيده قراءة حمزة والكسائي هذا ساحر على أن الإشارة إلى عيسى عليه السلام فإذا صح تفسير البيضاوي فلا دليل في العبارة لإتيان محمد بمعجزة. أو بعبارة أخرى نرى أن آيات بينات الواردة هنا أو في أي مكان آخر تشير إلى آيات قرآنية كما بينا سالفاً ليس إلا.
وإذا قال احد أن قوله سحر مبين أو ساحر يؤيد علم أشياء خارقة للطبيعة ولا يمكن أن تشير إلى الفصاحة نجيبه من القرآن نفسه ففي سورة ص 38: 4 وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ وفي سورة الزخرف 43: 30 وَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ قال البيضاوي سموا القرآن سحراً وفي سورة الأحقاف 46: 7 وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ فنرى في هذه الآية نفس ما رأينا في سابقتها والبيضاوي يقول أن المراد بالحق الآيات (الأعداد).
ويحتج كثير من المسلمين بأن في الأحاديث معجزات كثيرة منسوبة لمحمد وإننا لا ننكر ذلك كما سترى ولكن علينا أن نفحص صحة الأحاديث الدالة على هذا الأمر قبل أن نقبلها كبرهان أو دليل فنلاحظ أولاً أن القرآن لم يذكر معجزة لمحمد بل وبين سبب عدم إعطائه قوة المعجزات. فكل مفكر سواء من المسلمين أو المسيحيين يرى أن الآية القرآنية أهم بكثير من عدة أحاديث ثم أنه من السهل جداً أن نفهم لماذا في الأزمنة المتأخرة وضعت أحاديث تنسب المعجزات لمحمد ومحال أن نتصور أن الآيات القرآنية غيرت أو بدلت لإنكار معجزاته إن كان عمل عجزات. ثانياً نرى الذين جمعوا الأحاديث لم تكن لهم معرفة ذاتية عن الحوادث التي جمعوها فكلهم عاشوا بعد محمد بكثير من السنين فكان تعويلهم على أقوال متداولة وقالوا أنها مسندة بأسانيد موثوق بها. ويرى القارئ في كشف الظنون الجزء الثاني وجه 34-37 أن جامعي كتب الصحاح الستة ماتوا بحسب ما يأتي:
البخاري سنة 256 ه ومسلم 261 ه والترمذي 279 ه وأبو داود 275 ه والنسائي 303 ه وابن ماجة 273 ه أما كتب الشيعة فبعد ذلك أيضاً الكافي سنة 329 ه وما لا يستحضره الفقيه 381 ه والتهذيب 466 ه والاستبصار 406ه ونهج البلاغة 406 ه. وأن اختلاف أهل الشيعة وأهل السنة في الأحاديث مع اتفاقهم في القرآن يدل على عدم الثقة بالأحاديث سيما ما خالف منها نص القرآن. وأكثر الأحاديث ثقة هو حديث البخاري في صحيحه ويليه مسلم والترمذي. ولكي يظهر للقارئ الكريم كثرة الأحاديث المكذوبة في أيام البخاري نفسه وكم من الموضوعات كانت شائعة إذ ذاك يكفي أن نذكر أن البخاري نفسه يقول أنه جمع 100000 حديث ظنه هو صحيح و200000 لم يثق بصحته وبعد الفحص والتنقيب حكم بصحة 7275 حديثاً ولما حذف منها المكرر بقي 4000 فقط وحتى ما بقي ليس كله صحيحاً فكثير منها ما يناقض الواحد الآخر كما في هذه المسألة عن معجزات محمد. وجمع أبو داود 500000 حديثاً وقبل منها 4000 فقط.
- عدد الزيارات: 10717