الطبيعة تخضع لسلطان المسيح
من يستطيع أن يقف بوجه الطبيعة الصارخة كجبار وكمارد صلب ثابت وراسخ في مكانه؟ ومن يستطيع أن ينقل الجبال الشاهقة حيث تلامس الغيوم احيانا، أو أن يجعل الوقت يقف بلا حراك، أو أن يجعل المطر يغمر الأرض أو يشفي الأعمى ويقيم الموتى؟
من يستطيع أن يخرق الزمن بكلمة من فمه ومن يستطيع أن يصرخ على البحر الهائج فيسكته؟ وحده المسيح له السلطان على قوّة الطبيعة فهو رئيس الحياة وماسك الكون بقبضته القوية، وهكذا تعبر كلمة الله عن هوية المسيح التي لا حدود لها "لأنه أخضع كل شيء تحت قدميه" 1 كورنثوس 27:15.
"وفي أحد الأيام دخل سفينة هو وتلاميذه. فقال لهم لنعبر إلى عبر البحيرة فأقلعوا " لوقا 22:8. كان التلاميذ جميعهم يتمشون في السفينة وبنظرون إلى الطبيعة بروح الإضطراب والخوف والترقب لأنها بدأت تهاجمهم بعواصفها التي لا تجابه، وكأنها جيش جرار لا يعد من الكثرة يريد أن يقتحم العدو بأغلى الأثمان، والمسيح نائم بسلام كبير "وفيما هم سائرون نام. فنزل نؤ ريح في البحيرة. وكانوا يمتلئون ماء وصارو في خطر" لوقا 23:8.
هذا المشهد هزّ قلوب التلاميذ وجعلهم يركضون من ناحية إلى أخرى طالبين العون لأنهم ظنوا بأن الموت الحتمي قد جاء عليهم من خلف قوة هذه العواصف الهوجاء التي جعلت السفينة تتمايل حتى كادت تغرق من شدة الرياح" فتقدموا وأيقظوه قائلين يا معلم يا معلم إننا نهلك. فقام وانتهر الريح وتموج الماء فانتهيا وصار هدوء" لوقا 24: 8.
من يستطيع أن يفعل هذا؟ المسيح صرخ على الطبيعة فأسكتها، هذا الرجل الذي كان بالأمس يأكل مع التلاميذ وينام حتى يرتاح هو نفسه كان يتعب حين يمشي لمسافة طويلة، شاهدوه التلاميذ في هذه الواقعة يصرخ على البحر فيطيعه، مما جعل الجميع ينظر إلى بعضهم البعض بخوف ممزوج بالفرح لأنهم أنقذوا من براثم هذه العاصفة التي حطت عليهم بظلالها الشديد وكادت تغرق السفينة بمن فيها "ثم قال لهم أين إيمانكم. فخافوا وتعجبوا قائلين فيما بينهم من هو هذا. فإنه يأمر الرياح أيضا والماء فتطيعه " لوقا 25:8.
عزيزي القارىء: الطبيعة تخضع لسطان المسيح، وأيضا نحن علينا أن نخضع بمحبة وتوبة لسطانه العزيز والجبار فهدفه الوحيد هو أن يرفعك من جهلك الروحي وأن يذهب بك ويشدك إلى فوق حيث هناك نحيا معه بفرح وسرور إلى الأبد.
- عدد الزيارات: 8051