رسول وأعظم
"روح الرب عليّ لأنه مسحني لأبشر المساكين أرسلني لأشفي المنكسري القلوب لأنادي للمأسورين بالإطلاق وللعمي بالبصر وأرسل المسنحقين في الحرية وأكرز بسنة الرب المقبولة." (لوقا 18:4). لقد انهمك الجميع عبر التاريخ في وصف هوية المسيح التي خرقت عالمنا من حوالي الفي عام، وتناقضت الأفكار فمنهم من نعته بالمعلم الصالح والعظيم، ومنهم من وصفه بأنه مصلح للدساتير والنواميس، والآخرين قالوا بأنه نبي من أنبياء الله ورسله.
ووسط كل هذه الأفكار والآراء لم يأخذوا بعين الأعتبار ما أعلنه الله عن المسيح من خلال كلمته المقدسة، إذ قدّم الرب يسوع بحقيقته الرائعة والمميزة بأنه أعظم من معلم وأسمى من مصلح وأهم من نجار، وحتى هو أعظم من رسول، هو الله المتجسد "والكلمة صار جسدا وحلّ بيننا ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من الآب مملؤا نعمة وحقا." (يوحنا 14:1).
لقد أظهر المسيح ليس فقط بالكلام بأنه عظيم جدا بل بفعل أقواله حيث منح الغفران لكثيرين من حوله بعدما آمنوا به، فقال للمفلوج "مغفورة لك خطاياك" فشفاه روحيا ومن ثم جسديا، وهو أيضا الذي لمس الأموات فأقامهم مجددا وجعلهم أحياء حيث بهت الجميع من هول الحدث، وهو الذي دعى كل صاحب مشكلة مستعصية روحيا وكل من وجد نفسه تحت ثفل الخطية الرهيب قائلا "تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا اريحكم، احملوا نيري عليكم وتعلّموا مني. لأني وديع ومتواضع القلب. فتجدوا راحة لنفوسكم" (متى 28:11).
أي معلّم أو مصلح أو حتى نبي سيكون ديان للبشر في النهاية "لأن الآب لا يدين أحدا بل أعطى كلّ الدينونة للإبن. لكي يكرم الجميع الإبن كما يكرمون الآب. من لا يكرم الإبن لا يكرم الآب الذي أرسله" (يوحنا 22:5) فالمسيح هو حقا فوق الجميع وأسمى من الكل، حتى إن الكتاب المقدس صرّح بكل وضوح أنه متقدم أيضا على كل المخلوقات الروحية وحتى على الملائكة لأنه غير مخلوق فهو صورة الله الجوهرية "لأنه لمن من الملائكة قال قط أنت ابني أنا اليوم ولدتك. وأيضا أنا أكون له أبا وهو يكون لي ابنا. وأيضا متى أدخل البكر إلى العالم يقول ولتسجد له كل ملائكة الله" (عبرانيين 1:5).
فالمسيح ذات الطبيعتين الإلهية والإنسانية هو الأعظم فمنه يخرج الغفران والسلام والمحبة والقدرة والسلطان وهو ينادي الخطاة لكي يتوبوا ويؤمنوا بعمله الكفاري على الصليب لنوال الحياة الأبدية فهل تلبي النداء؟
- عدد الزيارات: 17184