Skip to main content

معجزات وبركات

الصفحة 1 من 7

الفصل الثامن
معجزات وبركات

المعجزات و البركات تلعب دورا لا بأس به في حياة و خدمة معظم الأنبياء. كان الكثير من هذه المعجزات و البركات أعمال خير ورحمة، وقد أيد بها الله أنبياءه تأييدا للحق الذي جاءوا به. من هذا المنطلق لا بد لنا من القارنة بين محمد والمسيح وما رافق كل منهما من معجزات وبركات.
محمد:
من الواضح الجلي أن القرآن لم ينسب لمحمد ولا معجزة واحدة سوى الادعاء باعجاز القرآن. والقرآن يصرح بأن محمدا لم يُبعث بالمعجزات، وذلك بعد أن طلب منه أهل قريش أن يأتيهم بآية اسوة بالأنبياء. وكان رد القرآن عليهم: "قالوا لولا أنزل عليه آية قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين" (العنكبوت 50). وعلى النقيض من ذلك فإن القرآن ينسب المعجزات للمسيح بما في ذلك القدرة على خلق كائن حي: "ورسولا إلى بني إسرائيل إني قد جئتكم بآيات (معجزات) من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمة (الأخرس) والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وتذخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين" (آل عمران 49).
على الرغم بتصريح القرآن بأن محمدا ليس إلا نذيرا وليس بصانع معجزات فإن كتب السيرة والحديث مليئة بالمعجزات والبركات المنسوبة لمحمد. والذي يتمعن بمعجزات محمد وبركاته يجد فضلات محمد من بصاق ومخاط وعرق وشعر وماء وضوئه كانت وسائط للمعجزات والبركات. كذلك كانت الكثير من معجزاته بإيحاء من الآخرين كما سنرى في هذا الفصل.
هناك نسبة كبيرة من المعجزات المنسوبة لمحمد تتعلق بالماء والطعام، وقد يكون مرد ذلك إلى قسوة الحياة في شبه الجزيرة العربية والمعاناة من نقص الماء والغذاء. ولعل أن هذا هو السبب في تصوير الجنة بأنها مكان مليء بالحواري والحسان وأنهار اللبن والعسل والخمر وأشجار النخيل والطيور المشوية كما سنذكره في أوانه.

معجزات محمد المائية
الصفحة
  • عدد الزيارات: 16452