Skip to main content

معجزات وبركات - معجزات الطعام

الصفحة 3 من 7: معجزات الطعام

نبدأ الحديث عن معجزات الطعام التي صنعها محمد بمعجزة أوحى بها عمر بن الخطاب إلى محمد: "حدثنا بشر بن مرحوم حدثنا حاتم بن اسماعيل عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة رضي الله عنه قال: خفت أزواد القوم وأملقوا، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم في نحر إبلهم فأذن لهم، فلقيهم عمر فأخبروه فقال: ما بقاؤكم بعد إبلكم؟ فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ما بقاؤهم بعد إبلهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ناد في الناس يأتون بفضل أزوادهم. فبُسط لذلك نطع (بساط) وجعلوه على النطع. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا وبرّك (بارك) عليه ثم دعاهم بأوعيتهم فاحتثت (غرفت) الناس حتى فرغوا ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أني رسول الله" (البخاري ج 3 ص 153). يبدو أن عمر بن الخطاب كان عنده إيمان بقدرة محمد أكثر من إيمان محمد نفسه، فلولا عمر لذبح الناس إبلهم وأكلوها، ولكن يعود الفضل لعمر الذي أوقفهم عن ذلك بعد أن سمح لهم محمد به. "رحم الله عمر."
المعجزة التالية حدثت أثناء غزوة الخندق، ويذكر الرواة الكثير من المعجزات التي حدثت أثناء تلك الغزوة. في هذه الغزوة أطعم محمد جيشا من حفنة تمر. قال إبن إسحق: "وحدثني سعيد بن مينا أنه حدث أن إبنه لبشير بن سعد أخت النعمان بن بشير قالت: دعتني أمي عمرة بنت رواحة فأعطتني حفنة من تمر في ثوبي ثم قالت: أي بُنية اذهبي إلى أبيك وخالك عبد الله بن رواحة بغدائهما. قالت: فأخذتها فانطلقت بها. فمررت برسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ألتمس (أبحث عن) ابي وخالي. فقال: تعالي يا بنية، ما هذا معك؟ قالت: فقلت: يا رسول الله هذا تمر بعثتني به أمي إلى أبي بشير بن سعد وخالي عبد الله بن رواحة يتغديانه، قال: هاتيه، قالت: فصببته في كفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ملأتهما، ثم أمر بثوب فبسط له ثم دحَا (طرح) التمر عليه فتبدّد (انتثر) فوق الثوب ، ثم قال لإنسان عنده: أصرخ إلى أهل الخندق أن هلم إلى الغداء. فاجتمع أهل الخندق عليه فجعلوا يأكلون منه وجعل يزيد حتى صدر أهل الخندق عنه وإنه ليسقط من أطراف الثوب." (إبن هشام ج 3 ص 130، رواه مسلم أيضا).
لقد سبق وذكرنا كيف تحول بصاق محمد إلى ماء وشرب منه الناس وارتوا، وأما في المعجزة التالية فقد تحول بصاق محمد إلى طعام فصار لحما ومرقا وخبزا أكل الناس منه وشبعوا كما قال الراوي: حدثني عمرو بن علي حدثنا أبو عاصم أخبرنا حنظلة بن أبي سفيان أخبرنا سعيد بن مينا قال: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: لما حُفِرَ الخندق رأيت بالنبي صلى الله عليه وسلم خَمصا (جوعا) شديدا. فانكفأت (رجعت) إلى امرأتي فقلت: هل عندك شيئا فإني رأيت برسول الله صلى الله عليه وسلم خَمَصا شديدا. فأخرجت إلي جرابا فيه صاع من شعير ولنا بُهيمة (الصغير من الغنم)، داجن فذبحتها وطحنت الشعير ففرغت إلى فراغي وقطعتها في بُرمتها (القدر) ثم وليت (عدت) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: لا تفضحني برسول الله صلى الله عليه وسلم وبمن معه. فجئته فساررته (كلمته سرا) فقلت: يا رسول الله ذبحنا بُهيمة لنا وطحنا صاعا من شعير كان عندنا فتعال أنت ونفر معك، فصاحَ النبي صلى الله عليه وسلم: "يا أهل الخندق إن جابر قد صنع لنا سُؤرا (طعاما) فحي هل بكم". فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، "لا تنزلن برمتكم ولا تخبزنّ عجينكم حتى أجيء". فجئت وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقدم (يتقدم) الناس حتى جاءت امرأتي فقالت: بكَ وبلا (ويل لك). فقلت: قد فعلت الذي قلت. فأخرجت له عجينا فبصق فيه وبارك ثم عمد إلى بُرمتنا فبصق وبارك ثم قال: "أدع خابزه تخبزم معك واقدحي (اغرقي) من برمتكم ولا تنزلوها"، وهم ألف فأقسم بالله لقد أكلوا حتى تركوه وانحرفوا وإن بُرمتنا لتغط (ملآنة) كما هي وإن عجينا ليُخبز كما هو." (البخاري ج 5 ص 56، رواه مسلم).
أما كان بإمكان محمد أن يبارك الطعام كما باركه المسيح مثلا ، دون أن يبصق فيه؟ أم هل كان مقصد محمد المبالغة في المعجزة والتفوق على الأنبياء وأراد أن يشبع الناس من بصاقه كما أرواهم من بصاقه؟ ألا توافق معي بأن هذه هي هذه فصص تشمئز لها النفس ؟ في هذا حقا قد فاق محمد على المسيح فما أعظم وما ألذّ بصاق محمد!
يُروى عن محمد بعض معجزات الشفاء أيضا، لكن سيجد القارئ أنها كانت حالات شفاء من أمراض خفيفة غالبا ما تكون حُمى. ولا يروى أن محمدا قد قام بمعجزات شفاء من أمراض مستعصية وحالات صعبة. ومن الجدير بالذكر أن ماء محمد ووُضوءه الدواء كما كان بصاقه الماء والغذاء. يقول الراوي: "حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن المنذر سمع جابر بن عبد الله (الذي بصق محمد في طعامه) رضي الله عنهما يقول: مرضت مرضا فأتاني النبي صلى الله عليه وسلم يعودني (يزورني) وأبو بكر وهما ماشيان فوجداني أغمي علي. فتوضأ النبي صلى الله عليه وسلم ثم صبّ وضوءه علي فأفقت فإذا النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، كيف أصنع في مالي؟ كيف أقضي في مالي؟ فلم يجبني بشيء حتى نزلت آية الميراث." (البخاري ج 7 ص 5).

عجز محمد أمام الصرع والموت
الصفحة
  • عدد الزيارات: 16459