معجزات وبركات - قوى محمد الخارقة
هناك روايات أخرى تتحدث عن قوى محمد الخارقة والتي كان يستخدمها للإقتصاص من أعدائه، ولا مجال لذكرها جميعا هنا. ولكن بودنا القول أن رجلا كان لديه مثل هذه القوة لا بد أن قومه كانوا يهابونه ويبتعدوا عن التحرش به خوفا من أن تقع بهم الواقعة بإشارة من إصبعه أو بدعوة من لسانه.
لم تقتصر معجزات محمد على البشر فقط. ويبدو أن محمدا كان على علاقة حميمة بالأشجار، يفهم لغتها وتفهم لغته. هناك مجموعة من المعجزات التي يمكن أن نسميها المعجزات الشجرية ونذكر في ما يلي بعضا منها. يروى أن نخلة بكت بكاءً مرا على فراق محمد لها، ولم تسكت حتى احتضنها محمدا وواساها. "حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا عبد الواحد بن أيمن عن أبيه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن امرأة من الأنصار قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله ألا أجعل لك شيئا تقعد عليه فإن لي غُلاما (عبدا) نجارا. قال: "إن شئت". فعملت له المنبر فلما كان يوم الجمعة قعد الرسول صلى الله عليه وسلم على المنبر الذي صنع، فصاحت النخلة التي كان يخطب عندها حتى كادت تنشق. فنزل النبي صلى الله عليه وسلم حتى أخذها فضمها إليه فجعلت تئن أنين الصبي الذي يُسَكّت حتى استقرت (هدأت و طابت نفسها). قال: بكت على ما كانت تسمع من الذكر (القرآن)." (البخاري ج 3 ص 20).
في معجزات محمد لم يكن بمستطاع الشجرة أن تبكي وتئن وتسمع القرآن فقط، بل تؤذن وتدعو محمدا وأصحابه من الجن إلى الصلاة: "حدثني عبيد الله بن سعيد حدثنا أبو أسامة حدثنا مسعر عن مُعين بن عبد الرحمن قال: سألت مسروقا: من آذن النبي صلى الله عليه وسلم بالجنّ ليلة استمعوا القرآن؟ فقال: حدثني أبوك يعني عبد الله أنه آذنت بهم شجرة." (البخاري ج 4 ص 318).
وفي المعجزة التالية يستخدم محمد الشجرة كدليل على نبوته وقواه الخارقة بعد أن صرع أعظم مصارع في الجزيرة العربية. قال إبن إسحق: "وحدثني أبي إسحاق بن يِسار قال: كان رَكانة بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف أشد (أقوى) قريش. فخلا يوما برسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض شعاب مكة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا ركانة، ألا تتقي الله وتقبل ما أدعوك إليه؟ قال: إني لو أعلم أن الذي تقول حق لاتبعتك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فرأيت ان صرعتك أتعلم أن ما أقول حق؟ قال: نعم. قال (محمد): فقم حتى أصارعك. قال فقام إليه ركانة يصارعه. فلما بطش به (صرعه) رسول الله صلى الله عليه وسلم أضجعه وهو لا يملك من نفسه شيئا ثم قال: عُد يا محمد. فعاد. فصرعه، فقال: يا محمد والله إن هذا للعجب! أتصرعني؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وأعجب من ذلك إن شئت أريكة إن اتقيت الله واتبعت أمري". قال: ما هو؟ قال: "أدعو لك هذه الشجرة التي ترى فتأتيني. قال: أدعها فدعاها فأقبلت حتى وقفت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فقال لها: "ارجعي إلى مكانك. قال: فرجعت إلى مكانها. قال: فذهب ركانة إلى قومة فقال: يا بني عبد مناف ساحروا بصاحبكم أهل الأرض. فو الله ما رأيت أسحر منه قط، ثم أخبرهم بالذي رأى وسمع." (إبن هشام ج 2 ص 28). عجبا! هل من المعقول أن يرى ركانة ويسمع كل هذا ولا يؤمن بمحمد، ثم لا يصدقه أحد من قومه ويذهب ليرى بأم عينه أفعال محمد؟
في حديث طويل عن جابر نرى أن محمدا يمارس سلطانه على الأشجار فيقود شجرتين كما يقود البعير ويقيمهما كحجاب ليستتر بهما عند قضاء حاجته. يقول جابر: سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلنا واديا أفسح (واسع) فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته فاتبعته (تبعته) بأداوة (وعاء) من ماء فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يرَ شيئا يستتر به، فإذا شجرتان بشاطئ الوادي، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إحداهما فأخذ بغصنين من أغصانها فقال: "إنقادي علي بإذن الله فانقادت معه كالبعير المخشوش (الذي في أنفه حلقة لقيادته لصعوبته) الذي يصانع قائده حتى الشجرة الأخرى فأخذ بغصن من أغصانها فقال: إنقادي علي بإذن الله، فانقادت معه كذلك حتى كان بالمنصف مما بينهما لأم بينهما يعني جمعهما فقال: إلتئما علي بإذن الله، فالتأمتا. قال جابر: فخرجت أحضرُ (أجري جريا سريعا) مخافة أن يحسّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقُربي فيبتعد – وقال محمد بن عبّاد فيبتعد – فجلست أحدث نفسي فحانت مني لفتة فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلا وإذا الشجرتان افترقتا كل واحدة منها على ساق…"(مسل ج 18 ص 142).
السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: كيف كانت تنقاد الأشجار لمحمد؟ هل كانت تنقلع من جذورها وتسير على الأرض بجذورها، ثم تعود وتنغرس مرة ثانية؟ أم هل كانت الأشجار تسير وجذورها في باطن الأرض دون أن تُحدث الجذور شقوقا وأخاديد في باطن الأرض؟ حقا إن عجائب محمد المزعومة تبلغ في غرابتها حدا ليس له مثيل في تاريخ الأديان والأنبياء، وخاصة هذه المعجزات الشجرية.
لقد تحدثنا بما فيه الكفاية عن معجزات محمد، والآن أيها القراء الأعزاء دعونا نتأمل في بعض من بركاته. قبل كل شيء نلفت الانتباه إلى أن فضلات محمد ما عدا الغائط والبول، كانت وسائل للبركات يتبارك بها المسلمون. يروى أنه عندما تم صلح الحديبية بين قريش ومحمد، كانت قريش قد أرسلت مفاوضا عنها هو عروة بن مسعود. عندما رجع عروة إلى قريش وصف لهم تصرّف أصحاب محمد كالتالي:... لا يتوضأ إلا ابتدروا إلى وضوئه، ولا يبصق بصاقا إلا ابتدروه ولا يسقط من شعره شيء إلا أخذوه." (إبن هشام ج 3 ص 201). يا ترى حتى لو كان محمد ملاكا وليس إنسانا أعرابيا هل كان المسلمون يتسابقون حتى يتمسحوا ويتباركوا ببصاقه؟ أليس هناك إحساس بالقرف والاشمئزاز من أخذ بصاق إنسان ومسحه على اليدين والوجه والرقبة، حتى لو كان هذا الإنسان نبيا؟ هل يدل مثل هذا التصرف على السمو والنبل والجلال؟ على أي حال دعونا نتأمل في أمثلة أخرى من بركات الفضلات.
- عدد الزيارات: 16462