Skip to main content

معجزات وبركات - معجزات المسيح وبركاته

الصفحة 7 من 7: معجزات المسيح وبركاته

المسيح:
والآن تعالوا معنا نتأمل في معجزات المسيح وبركاته ولنقارنها بما سبق وعلمنا من معجزات محمد وبركاته ولنحكم أيهما أسمى وأجل وأرفع من الأخرى.
إن الإنجيل حافل بمعجزات المسيح وعجائبه، وقيل عنه أنه جال يصنع خيرا ويشفي كل المتسلط عليهم إبليس، وهو في ذلك كله لم يسقِ أحدا من ماء غسوله وبصاقه.
جاء في إنجيل متى عن أعمال المسيح أنه: "ذاع خبره في جميع سورية فأحضروا إليه جميع السقماء المصابين بأمراض وأوجاع مختلفة والمجانين والمصروعين والمفلوجين فشفاهم." (متى 4: 23-24). ويؤيد إنجيل لوقا ما سبق إذ ذكر: "ونزل (المسيح) معهم ووقف في موضع سهل هو جميع تلاميذه وجمهور كثير من الشعب من جميع اليهودية وأورشليم وساحل صور وصيداء الذين جاءوا ليسمعوه ويشفوا من أمراضهم. والمعذبون من أرواح نجسة. كانوا يبرأون. وكل الجمع طلبوا أن يلمسوه لأن قوة كانت تخرج منه وتشفي الجميع." (لوقا 6: 17-19). بينما كانت قوة المسيح تشفي الجماهير الغفيرة كان سيف محمد يحصد الرؤوس الكثيرة وينثرها على كل أرض وطئها.
كانت معجزات المسيح كلها لخير الناس عامة سواء آمنوا به أو لم يؤمنوا كما تبين من القصة التالية: "و في ذهابه إلى أورشليم اجتاز وسط السامرة والجليل. وفيما هو داخل إلى قرية استقبله عشرة رجال برص فوقفوا من بعيد. ورفعوا صوتا قائلين يا يسوع يا معلم ارحمنا. فنظر وقال لهم اذهبوا وأروا أنفسكم للكهنة وفيما هم منطلقون طهروا. فواحد منهم لما رأى أنه شفي رجع يمجد الله بصوت عظيم. وخرّ على وجهه عند رجليه شاكرا له وكان سامريا. فأجاب يسوع وقال أليس العشرةُ قد طهروا فأين التسعة. ألم يوجد من يرجع ليعطي مجدا لله غير هذا الغريب الجنس؟" (لوقا 17: 11-18) هل رحم محمدا أحدا من الذين لم يؤمنوا به كما فعل المسيح؟
مما ذكرنا سابقا ومما سنذكر لاحقا نجد أن معجزات المسيح لم يكن لها علاقة بالشجر والحجر. لقد كانت معجزات المسيح نابعة من عطفه ورحمته ومحبته للناس عامة. كانت معجزات المسيح وما تزال ترد للمتألمين والحزانى الأمل والرجاء والبسمة والفرحة سواء كان ذلك الشخص أبرصا يطهر من برصه أو أعمى لمسه المسيح فرأى النور لأول مرة أو ثكلى أعاد المسيح الحياة إلى ابنتها الغالية. وهناك الكثير من المعجزات التي ورد ذكرها في الإنجيل، وما على الراغب في الإطلاع عليها إلا الرجوع إلى الإنجيل.
إن المسيح لم يستخدم قط قدرته المعجزية لايقاع الأذى بأي إنسان مهما بلغ ذلك الإنسان من العداء للمسيح حدا أقصى، وسواء كان ذلك باليد أو بالكلمة. لقد سما المسيح عن العواطف والمشاعر البشرية الخامة فلم يكن يسارع إلى الغضب والتآمر والإنتقام والثأر كما يفعل باقي الناس. لقد جاء المسيح مخلصا للبشر وليس قتالا لهم مع أنه كان عنده القدرة على فعل ذلك كما توضح الحادثة التالية: " وحين تمت الأيام لارتفاعه ثبت وجهه لينطلق إلى إورشليم. وأرسل أمام وجهه رسلا. فذهبوا ودخلوا قرية للسامريين حتى يُعدوا له. فلم يقبلوه لأن وجهه كان متجها نحو أورشليم. فلما رأى ذلك تلميذاه يعقوب ويوحنا قالا يا رب أتريد أن تقول أن تنزل نار من السماء فتفنيهم كما فعل إيليا أيضا. فالتفت وانتهرهما وقال لستما تعلمان من أي روح أنتما. لأن ابن الإنسان (المسيح) لم يأت ليهلك أنفس الناس بل ليُخلص. فمضوا إلى قرية أخرى" (لوقا 9: 51-56).
لقد كانت كلمة من المسيح أو لمسة هدب ثوبه كافية لإتمام المعجزات كما يخبرنا مرقس في إنجيله: "وحيثما دخل إلى قرى أو مدن أو ضياع وضعوا المرضى في الأسواق وطلبوا إليه أن يلمسوا ولو هدب ثوبه وكل من لمسه شُفي." (مرقس 6: 56). و نجد تطبيقا لما سبق في حادثة شفاء المرأة النازفة دما. "وامرأة تنزف دما منذ إثنتي عشرة سنة. وقد تألمت من أطباء كثيرين وأنفقت كل ما عندها ولم تنتفع شيئا بل صارت إلى حال أردأ. لما سمعت بيسوع جاءت في الجمع من وراء ومست ثوبه. لأنها قالت إن مسست ولو ثيابه شفيت. فللوقت جف ينبوع دمها وعلمت في جسمها أنها قد برئت من الداء. فللوقت إلتفت يسوع بين الجمع شاعرا في نفسه بالقوة التي خرجت منه وقال من لمس ثيابي. فقال له تلاميذه أنت تنظر الجمع يزحمك وتقول من لمسني. وكان ينظر حوله ليرى التي فعلت هذا وأما المرأة فجاءت وهي خائفة ومرتعدة عالمة بما حصل فخرّت ساجدة وقالت له الحق كله. فقال لها يا إبنة إيمانك شفاك. اذهبي بسلام وكوني صحيحة من دائك" (مرقس 5: 25-34).
لقد أعاد المسيح نعمة البصر إلى الكثيرين ممن فقدوها وصاروا عالة على المجتمع. من بين هذه المعجزات نذكر الحادثة التالية: "ولما اقترب من أريحا كان أعمى جالسا على الطريق يستعطي. فلما سمع الجمع مجتازا سألهم ما عسى أن يكون هذا فأخبروه أن يسوع الناصري مُجتاز. فصرخ قائلا يا يسوع ابن داود ارحمني. فانتهره المتقدمون ليسكت. أما هذا فصرخ أكثر كثيرا يا ابن داود ارحمني. فوقف يسوع وأمر أن يقدّ‍م إليه. ولما اقترب سأله قائلا ماذا تريد أن أفعل بك. فقال يا سيد أن أبصر. فقال له يسوع أبصر. إيمانك قد شفاك. وفي الحال أبصر وتبعه وهو يمجد الله. وجمع الشعب إذ رأوا سبحوا الله" (لوقا 18: 35-42).
لم يقف المسيح عاجزا أمام أي علة أو داء من علل الإنسان وأدوائه، لا ولا حتى الموت. نذكر كيف وقف محمد عاجزا أمام ابن إبنته لما كان يحتضر بين يديه. لكن المسيح كان له سلطان على الموت كما في الحادثة التاليه: "وفي اليوم التالي ذهب (يسوع) إلى مدينة نايين وذهب معه كثيرون من تلاميذه وجمع كثير. فلما اقترب إلى باب المدينة إذا ميت محمول إبن وحيد لأمه وهي أرملة ومعها جمع كثير من المدينة. فلما رآها الرب تحنن عليها وقال لها لا تبكي. ثم تقدم ولمس النعش فوقف الحاملون. فقال أيها الشاب لك أقول قم. فجلس الميت وابتدأ يتكلم فدفعه إلى أمه." (لوقا 7: 10-15). أين حنان المسيح من حنان محمد وأين معجزات المسيح وسلطانه من معجزات محمد؟
أما الذين كان بهم شياطين والمصروعين فلم يخيرهم المسيح بين الشفاء أو دخول الجنة وهم مصروعين كما فعل محمد مع المرأة المصروعة، بل كان يشفيهم ويعيد إليهم رزانة العقل والحياة الطبيعية كما في الحادثة التالية: "ولما جاءوا إلى الجمع تقدم إليه رجل جاثيا له وقائلا يا سيد ارحم ابني فإنه يُصرع ويتألم شديدا. ويقع في النار وكثيرا في الماء. وأحضرته إلى تلاميذك فلم يقدروا أن يشفوه. فأجاب يسوع وقال أيها الجيل غير المؤمن الملتوي. إلى متى أكون معكم. إلى متى أحتملكم. قدموه إلى هنا. فانتهره يسوع فخرج منه الشيطان فشُفيَ الغلام في تلك الساعة" (متى 17: 14-18).
من بين معجزات المسيح المشهورة معجزة إطعام الجموع. في هذه المعجزة نجد الفرق الشاسع بين ما فعله المسيح وبين ما فعله محمد عندما بصق في طعام جابر وعجينه. لقد أشبع المسيح الناس خبزا وسمكا دون أن يبصق على الخبز والسمك. وهو لو فعل ذلك لما بقي أحد حوله، ولكنه بارك الخبز والسمك فشبع الجميع. "فلما خرج يسوع أبصر جمعا كثيرا فتحنن عليهم وشفى مرضاهم. ولما صار المساء تقدم إليه تلاميذه قائلين الموضع خلاء والوقت قد مضى. اصرف الجموع كي يمضوا إلى القرى ويبتاعوا لهم طعاما. فقال لهم لا حاجة لهم أن يمضوا. اعطوهم أنتم ليأكلوا. فقالوا له ليس عندنا هنا إلا خمسة أرغفة وسمكتان. فقال لهم إئتوني بها إلى هنا. فأمر الجموع أن يتكئوا على العشب. ثم أخذ الأرغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره إلى السماء وبارك وكسر وأعطى الأرغفة للتلاميذ. فأكل الجميع وشبعوا. ثم رفعوا ما فضل من الكسر إثنتي عشرة قفة مملوءة. والآكلون كانوا خمسة آلاف رجل ما عدا النساء والأولاد." (متى 14: 14-21).
نكتفي بهذا المقدار من معجزات المسيح وهي مجرد عينات من الكثير الكثير مما فعله المسيح والمدون في الإنجيل وليس في كتب الأساطير. أما من جهة بشارة المسيح وبركاته فهي أيضا تختلف اختلافا كليا عن بشارة محمد وبركاته.
إن بشارة المسيح مليئة بالمواعيد السامية والجليلة وليس بالبصاق وماء الوضوء. فعلى سبيل المثال لا الحصر قال يسوع: "وأقول لكم أيضا إن اتفق إثنان منكم على الأرض في أي شيء يطلبانه فإنه يكون لهما من قبل أبي الذي في السموات. لأنه حيثما اجتمع إثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم" (متى 18: 19-20) لقد بشر المسيح الذين يؤمنون به بالراحة إذ وعد: "تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم" (متى 11: 28) كذلك وعد بالحياة الأبدية لكل من يؤمن به: "أنا هو القيامة والحياة من آمن بي وإن مات فسيحيا. وكل من كان حيا وآمن بي فلن يموت إلى الأبد" (يوحنا 11: 25-26). لقد وعد المسيح بالسلام أي سلام النفس، السلام الباطني في حياة المؤمن: "سلام أترك لكم. سلامي أعطيكم إلى الأبد" (يوحنا 27:14).
هذه عينة بسيطة مما بشر به المسيح ووعد تلاميذه به، ولكن في هذه جميعها لم يُروَ عن المسيح قط أنه غسل يديه ووجهه وبصق في الماء وأمر أصحابه أن يشربوا من هذا الماء القذر ويصبوه على وجوههم ونحورهم حتى يقبلوا بشارته.
لقد بارك المسيح الأطفال بطريقة تختلف عن مباركة محمد لهم. لم يبارك المسيح الصبيان فقط بل بارك الأطفال جميعا صبيان وبنات ولم يفرق بينهما. وهو لم يلوك التمر ويبصق من ريقه في أفواههم حتى يذوقوا حلاوة ريقه ويباركهم. وإنما باركهم بوضع اليد عليهم والصلاة كما ذكر في الإنجيل: "حينئذ قدم إليه الأطفال كي يضع يديه عليهم ويصلي فانتهرهم التلاميذ. أما يسوع فقال دعوا الأولاد يأتون إلي ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات. فوضع يديه عليهم ومضى من هناك." (متى 19: 13-15، لوقا 18: 15-17). نلاحظ هنا أن كلمة أولاد في أصلها اليوناني تعني الذكور والإناث على السواء. وأخيرا وليس بآخر، لقد سبق ورأينا كيف كان المسلمون يتسابقون ليتباركوا من بصاق محمد وعرقه وماء وضوئه. الشيء الذي لم يذكر قط عن المسيح وتلاميذه.
لقد كان المسيح أجل وأسمى من أن يستعمل فضلاته وإفرازاته البشرية من أجل البركات الروحية والدينية. كذلك لم يذكر قط أن المسيحيين الذين عاصروا المسيح تنازلوا لألتقاط هذه الأقذار والتبرك بها. لكن المسيح فعل أمرا لم يفعله محمد ولم ولن يفعله أحد غيره….
فالمسيح وهو السيد والمعلم قد علّم أتباعه درسا لا مثيل له. فبدلا من أن يتسابق الناس كي يتباركوا بفضلاته وأوساخ جسده، قام هو وغسل بيديه الطاهرتين أوساخ أجسادهم كما ذكر الإنجيل: "أما يسوع قبل عيد الفصح وهو عالم أن ساعته قد جاءت لينتقل من هذا العالم إلى الآب إذ كان قد أحب خاصته الذين في العالم إلى المنتهى. فحين كان العشاء وقد ألقى الشيطان في قلب يهوذا الإسخريوطي أن يسلمه. يسوع وهو عالم أن الآب قد دفع كل شيء إلى يديه وأنه من عند الله خرج وإلى الله يمضي. قام عن العشاء وخلعَ ثيابه وأخذَ منشفة واتزر بها. ثم صب ماء في مغسل وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي كان متزرا بها. فجاء إلى سمعان بطرس فقال له ذاك يا سيد أنت تغسل رجليّ. أجاب يسوع وقال له لستَ تعلم الآن ما أنا أصنع ولكنك ستفهم فيما بعد. قال له بطرس لن تغسل رجليّ أبدا. أجابه يسوع إن كنت لا أغسلك فليس لك معي نصيب. قال له سمعان بطرس يا سيد ليس رجليّ فقط بل أيضا يديّ ورأسي... فلما كان قد غسل أرجلهم وأخذ ثيابه واتكأ أيضا قال لهم أتفهمون ما قد صنعت بكم. أنتم تدعوني معلما وسيدا وحسنا تقولون لأني كذلك. فإن كنت وأنا السيد والمعلم قد غسلت أرجلكم فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض. لأني أعطيتكم مثالا حتى كما صنعت أنا بكم تصنعون أنتم أيضا." (يوحنا 13: 1-16).
هل فعل محمدا أمرا كهذا؟ لا يمكن أن يفعل أمرا مثل هذا أحد غير المسيح. المسيح وحده هو مثال التواضع والسلام والمحبة.

الصفحة
  • عدد الزيارات: 15989