معجزات وبركات - بركات الفضلات
روى البخاري الحديث التالي: "حدثنا محمد بن عرعرة قال: حدثني عمرو بن زائدة عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في قبة حمراء من أدم ورأيت بلالا أخذ من وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، والناس يبتدرون الوضوء، فمن أصاب شيئا تمسّح به، ومن لم يُصب منه شيئا أخذ من بلل يد صاحبه." (البخاري ج 7 ص 65). ويروى عن أم سليم أنها كانت تجمع عرق محمد وشعره كي تبارك به الصبيان وتضع العرق والشعر في العطور حتى تتعطر به هي ونساء المسلمين. ولم تضيع بركات شعر محمد وعرقه وفائدتهما العطرية على إنس بن مالك فطلب أن يوضعا في حنوطه عند موته. حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: "حدثني أبي عن تمامة عن أنس أن أم سليم كانت تبسط للنبي صلى الله عليه وسلم نطعا (بساطا) فيُقبل عندها على ذلك النطع، قال: فإذا نام النبي صلى الله عليه وسلم أخذت من عرقه وشعره فجمعته في قارورة ثم جمعته في سك (وعاء)، قال: فلما حضر أنس بن مالك الوفاة أوصى أن يجعل في حنوطه من ذلك السك، قال: فجُعِل في حنوطه." (البخاري ج 7 ص 181).
وعلى ذكر الصبيان ، كان محمد يبارك الصبيان دون البنات وكانت له طريقة خاصة في مباركة الصبيان حيث يلعب بصاقه دورا رئيسيا في تلك المباركة، والتي ليس لها مثيل إلا في الجزيرة العربية. يقول الراوي: "حدثنا عبد الأعلى بن حماد، حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البُناني عن أنس بن مالك قال: ذهبت بعبد الله بن أبي طلحة الأنصاري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وُلِد ورسول الله صلى الله عليه وسلم في عباءة يهنأ (يطلي بالقطران) بعيرا له، فقال: "هل معك تمر" فقلت: نعم، فناولته تمرات، فألقاهن في فيه فلاكهن ثم فَغرَ (فتح) فاه الصبي فمجه (بصقه) فيه فجعل الصبي يتلمظه. فقال صلى الله عليه وسلم: "حَبَ الأنصارُ التمر" وسماه عبد الله." (مسلم 14 ص 123 رواه البخاري أيضا). وروي عن عائشة في هذا الأمر: "حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبد الله بن نُمير، حدثنا هشام "يعني إبن عروة" عن أبيه عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤتى بالصبيان فيَبرك (يبارك) عليهم ويحنّكهم." (مسلم 14 ص 127).
لماذا لم يكن يبارك محمد البنات مثلما كان يبارك الصبيان؟ ألسن بنات المسلمين بحاجة إلى بركاته وريقه المُحلى بالتمر مثل الصبيان؟ على أي حال، لو أن أحدا اليوم يفعل ما كان يفعله محمد بالصبيان وعلمت دوائر الصحة بذلك لوضعته في السجن.
كان الوقت الذي يحلق فيه محمد شعر رأسه مناسبة خاصة يتبارك بها أتباعه بشعره كما جاء في الحديث: "حدثنا محمد بن رافع، حدثنا أبو النضر حدثنا سليمان عن ثابت عن أنس قال: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحلاق يحلقه، وأطاف به (تجمع حوله) أصحابه فما يريدون أن يقع شعره إلا في يد رجل." (مسلم ج 15 ص 82). يا ترى هل كان رجال محمد يعطون من شعر محمد لنسائهم حتى يتباركن به كما تبار رجالهن به؟
وأخيرا نختم هذه الباقة العطرة من بركات محمد ببشارته الخاصة لأعرابي، والتي تبين بعد طول الزمن وإلحاح الأعرابي أنها ليست أكثر من بصاقه وماء وضوئه: "حدثنا أبو عامر الأشعري وأبو كُريب جميعا عن أبي أسامة، قال أبو عامر: حدثنا أيو أسامة حدثنا يزيد عن جد أبي بردة عن أبي موسى قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وهو نازل بالجعرانة بين مكة والمدينة ومعه بلال. فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل أعرابي فقال: ألا تنجزَ لي (تعطيني) يا محمد ما وعدتني؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أبشر". فقال الأعرابي: أكثرت علي من أبشر. فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي موسى وبلال كهيئة الغضبان، فقال: "إن هذا ردّ البشرى فأقبلا أنتما". قالا: قبلنا يا رسول الله. ثم دعى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدح فيه ماء. فغسل يديه ووجهه ومجّ (بصق) فيه ثم قال: "إشربا منه وأفرغا على وجوهكما ونحوركما وأبشرا". فأخذا القدح ففعلا ما أمرهما به رسول الله صلى الله عليه وسلم. فنادتهما أم سَلمة من وراء الستر أفضلا (أبقيا) لأمكما مما في إنائكما، فأفضلا لها منه طائفة (بعضا)." (مسلم ج 16 ص 58، رواه البخاري أيضا). ألم يستطع محمد أن يبارك أصحابه إلا بالماء الذي يغسل به يديه ووجهه ويطلب منهم أن يشربوا منه ويصبوا على وجوههم ورقابهم منه. ألا يكتفي محمد بغسل يديه ووجهه في الماء فيبصق فيه إمعانا في القرف؟ أي نبي من الأنبياء المعروفين، رجال الله الأفاضل ، فعل مثل أفعال محمد هذه؟ هل هذا ما يبعث به الله أنبياءه، شعر وماء وضوء وعرق وبصاق؟ عزيزي القارئ، لو كان محمد حيا اليوم، فهل ستشرب من ماء غسوله وبصاقه وتصب منهما على وجهك ورقبتك حتى لو أوصلك ذلك على جنة الجنات و ملايين الحوريات؟
- عدد الزيارات: 16458