Skip to main content

معجزات وبركات - عجز محمد أمام الصرع والموت

الصفحة 4 من 7: عجز محمد أمام الصرع والموت

يبدو أن وضوء محمد لم يكن كافيا لشفاء مرض مستعصي كالصرع مثلما كان كافيا لشفاء حُمى جابر. لذلك خيّرَ محمد امرأة سوداء مسكينة مصروعة بين الشفاء أو دخول الجنة وهي مصروعة كما في الرواية التالية: "حدثنا عبيد الله بن عُمر القواريري، حدثنا يحيى بن سعيج وبشر بن المُفضل قال: "حدثنا عمران أبو بكر، حدثني عطاء بن أبي رباح قال: قال لي إبن عباس: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلى قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم قالت: إني أُصرع وإني أتكشف (تنكشف عورتها) فادع الله لي. قال: إن شئت صبرت ولكِ الجنة وإن شئت دعوت الله أن يعافيكِ. قالت: أصبر. قالت: فإني أتكشف، فادع الله أن لا أتكشف. فدعا لها." (مسلم ج 16 ص 131 رواه البخاري أيضا). ما هذا الخيار النبوي؟ ألم يكن بالمستطاع أن تُشفى هذه المرأة وتحيا حياة كريمة ثم تدخل الجنة؟ أم هل لم يكن في ماء وضوء محمد القوة الكافية لشفاء الصرع؟
وبعد أن خير محمد المرأة بين الشفاء من الصرع والجنة نجده يقف عاجزا كل العجز أمام الموت كما في الرواية التالية: "حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا شُعبة قال: أخبرني عاصم قال: سمعت أبا عثمان بن أُسامة بن يزيد رضي الله عنهما أن ابنة للنبي صلى الله عليه وسلم أرسلت إليه وهو مع النبي صلى الله عليه وسلم وسعد وأبي بن كعب نحسب أن إبنتي قد حُضرت فأشهدنا فأرسل إليها السلام يقول: إن لله ما أخذ وما أعطى وكل شيء عنده مسمى فلتحتسبْ ولتصبر. فأرسلت تُقسم عليه، فقام النبي صلى الله عليه وسلم وقمنا فرُفِعَ الصبي في حجر النبي صلى الله عليه وسلم ونفسه تُقعقع (تضطرب) ففاضت عينا النبي صلى الله عليه وسلم. فقال له سعد: ما هذا يا رسول الله؟ قال: "هذه رحمة وضعها الله في قلوب من شاء من عباده ولا يرحم الله من عباده إلا الرحماء." (البخاري ج 7 ص 7. رواه مسلم أيضا).
وهناك رواية مشابهة ذكرها كل من البخاري ومسلم في موت إبراهيم بن محمد من جاريته مارية القبطية.
ألم يكن بمقدور من يقول عنه المسلمون ويقول عن نفسه أنه "خير ولد آدم وأشرف من على الأرض وخاتم الأنبياء والمرسلين " أن يدعو لإبن إبنته وهو في النزاع فيحيا ولا يموت؟ لا عجب إن كانت إبنة محمد هذه لم تؤمن بأبيها ولا برسالته.
على الرغم مما يظهر من عجز محمد أمام الصرع والموت فيبدو أن قدرته المعجزية كانت كافية لإنزال الضرر والأذى وحتى الموت بأعدائه. فهو يدعو على قريش فيصيبهم القحط والجوع إلى درجة أكل الحيوانات الميتة كما قال الراوي: "حدثنا إسحق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن منصور عن أبي الضّمي عن مسروق قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى من الناس إدبارا فقال: "اللهم سبعٌ كسبع يوسف". قال فأخذتهم سنة (قحط و مجاعة) حصت (أتت على) كل شيء حتى أكلوا الجلود والميتة من الجوع، ونظر أحدهم إلى السماء فيرى كهيئة الدخان. فأتاه أبو سفيان فقال: "يا محمد إنك جئت تأمر بطاعة الله وبصلة الرحم وإن قومك قد هلكوا فادع الله لهم." (مسلم ج 17 ص 141).
في رواية وردت في السيرة كانت الإشارة بالأصبع كافية للفتك بالذين كانوا يهزأون بمحمد دون أن يتحرك من مكانه: قال ابن إسحق: "... فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمر الله تعالى صابرا محتسبا، مؤديا النصيحة على ما يلقى منهم من التكذيب والأذى. وكان عظماء المستهزئين كما حدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير خمسة نفر (أفراد) من قومهم وكانوا ذوي أسنان (حسب) وشرف في قومهم. من بني أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب الأسود بن أسد أبو زمعة... ومن بني زهرة بن كلاب الأسود بن عبد يغوث... ومن بني مخزوم بن يقظة بن مُرة الوليد بن المغيرة... ومن بني سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب العاص بن وائل بن هاشم... ومن بني خزاعة الحارث بن الطلاطلة بن عمرو بن الحارث. فلما تمادوا في الشر وأكثروا الاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم، أنزل الله تعالى عليه "فاصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين، إنا كفيناك المستهزئين الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعلمون".
قال إبن إسحق: "فحدثني يزيد بن رومان عُروة بن الزبير أو غيره من العلماء أن جبريل أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنبه فمرّ به الأسود بن المطلب فرمى في وجهه بورقة خضراء فعمي، ومرّ الأسود بن عبد يغوث فأشار إلى بطنه فاستسقى فمات ومر به الوليد بن المغيرة فأشار إلى أثر جرح بأسفل كعب رجله، فانتقض به فقتله، ومرّ به العاص بن وائل فاشار إلى أخمص رجله وخرج على حمار له يريد الطائف فربض على شبارقه فدخلت في أخمص رجله شوكة فقتلته، ومرّ به الحارث بن الطلاطلة فأشار إلى رأسه فامتخض قيحا فقتله." (إبن هشام ج 2 ص 40).

قوى محمد الخارقة
الصفحة
  • عدد الزيارات: 16461