Skip to main content

تعريف بأهم المصطلحات

مسرد

تعريف بأهم المصطلحات

الآب: هو لفظ الوحي الإلهي الذي يشير إلى الله (جل جلاله) في أبوّته الأزلية. إنه المصدر لكل نوع من الأبوة الحقيقية. ويقول الرسول بولس: 'أحني ركبتيّ لدى أبي ربنا يسوع المسيح الذي منه تسمّى كل عشيرة (أو بالأحرى: أبوّة) في السموات وعلى الأرض' (أفسس 14:3-15).

وأبوّة الله، كما أُعلنت في الكتاب المقدس، هي بعيدة كل البعد عن العلاقة التناسلية التي تقوم عليها الأبوة في الجسد. ومجرد الفكر بخلاف ذلك هو تجديف. وإن ادّعى أحد بأن المراد من 'أبوّة الله' في تعليم الإنجيل هو أنه (عزّ وعلا) يمارس عملية تناسلية، فلا يبرهن ذلك المدّعي على عدم وعيه الروحي فحسب، بل يبرهن أيضاً على أنه مرفوض الذهن. الله روح! وإنه أبو الأرواح (عبرانيين 9:12).

كثيراً ما تُذكر أبوّة الله في العهد القديم من الكتاب المقدس بالنسبة لكونه (تبارك اسمه) خالقاً للملائكة والناس (أيوب 6:1، ملاخي 10:2)؛ وأيضاً بالنسبة لشفقته شفقةالأب المحب على الناس، سيما أناس الله (مزمور 13:103، إشعياء 2:1، 2صموئيل 14:7).

ويرجع استخدام اسم 'الآب' في أصله إلى العلاقة القائمة في الطبيعة الإلهية بين الله الآب والمسيح يسوع، الابن الذي هو (أزلاً) في حضنه. وعلى أساس هذه العلاقة الأزلية القائمة في الطبيعة الإلهية بين الله الآب، والله الابن، تقوم علاقة الله مع جميع أبنائه.

ونرى امتداد هذه العلاقة عند 'تجسد الكلمة'، عندما 'أرسل الله ابنه الوحيد إلى العالم لكي نحيا به' (1يوحنا 9:4). وعندما يقبل إنسان المسيح بالإيمان به، يخلق الله في ذلك الإنسان طبيعة جديدة فيها يكون له الله أباً وهو يكون ابنه، محفوظاً تحت عنايته الأبوية إلى أبـد الآبدين (يوحنا 12:1-23، 27:10-30؛ غلاطية 6:4؛ 1يوحنا 3:1، 1:3؛ عبرانيين 7:13-10).

التأليه: هو اتخاذ إنسان إلهاً، أو عبادة المخلوق دون الخالق. وليس التأليه مخالفاً للفكر السليم في ذات الله، الإله الأزلي، الواجب الوجود والمعبود المطلق فحسب، بل إنه مخالف لكل تعليم كلمة الله، وتجديف فادح مؤسس على مبدأ عبادة الأوثان ذاتها.

أما ألوهية المسيح، فترجع إلى كونه 'الكلمة' الذي 'في البدء... كان عند الله، وكان ... الله'، أو بالأحرى، إلى كونه الابن الوحيد الذي هو (أزلاً) في حضن الآب (السماوي)، وهو واحد منذ الأزل وإلى الأبد، في الجوهر الإلهي مع الله الآب، والله الروح القدس (يوحنا 1:1، 14:1، 18:1). وحتى في أيام تجسده وسط غمرات الموت الذي ماته على خشبة الصليب كفارة لخطايا العالم ليصنع الفداء الأبدي العظيم، لم يتخلّ لحظة عن ألوهيته. قال مرة، خلال المدة التي صرفها في حيّز الوجود الزمني، حيث حاصر نفسه ثلاثاً وثلاثين سنة لأجل عمل الفداء. قال: 'خرجت من عند الآب، وقد أتيت إلى العالم، وأيضاً أترك العالم وأذهب إلى الآب'. وقال أيضاً: ' ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء' (يوحنا 28:16، 13:3).

والطريق الوحيد لاشتراك المخلوق في الطبيعة الإلهية هو عبر 'الولادة الجديدة' بالروح القدس من فوق، على أساس الإيمان بفعالية العمل الذي عمله الله بالمسيح بقوة دمه.


الإنجيل: كثيراً ما يُظنّ خطأ بأن هذه الكلمة هي اسم كتاب أُنزل على يسوع بالكيفية التي بها يدّعي المسلمون أن القرآن أُنزل على محمد. بيد أنه لا يوجد شيء في حياة يسوع المسيح يدل على وجود أمر كهذا. ولدى الفحص الدقيق لما دُوِّن في الكتاب المقدس، وفي الكتب الأخرى عن حوادث حياة المسيح، ينجلي بكل وضوح بأنه لم يوحَ إلى يسوع أي كتاب، كما وأنه لم يكن لديه كتاب عدا أسفار كلمة الله الموحى بها منذ الدهر.

ليست عبارة 'الإنجيل' سوى نقل حرفي عن كلمة يونانية 'يوّنجيليون' التي معناها 'الخبر السار'. والكتاب المقدس، في العهد الجديد، يقدم هذا الخبر السار بأنه يتوقّف على حقيقة شخص المسيح، وكونه قد جاء في الجسد ومات موتاً فدائياً على خشبة الصليب، كفارة لخطايا كل العالم، وعلى انه دُفن وقام في اليوم الثالث لأجل تبريرنا ومصالحتنا مع الله. كما أن الإنجيل يقدّم نفسه بأنه 'قوة الله للخلاص لكل من يؤمن' (رومية 16:1).

تعوّد بعض المسيحيين أن يسمّوا أسفار العهد الجديد الأربعة الأولى 'بأناجيل'. والحقيقة انها أربعة أناجيل 'تقارير' أو 'روايات' لحوادث الإنجيل الواحد، ألا وهو 'إنجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله' (2كورنثوس 4:4)، وهذه التقارير أو الروايات الأربع، أو بالأحرى هذه 'البشائر' دوّنها البشيرون، متى، ومرقس، ولوقا، ويوحنا، مستندين إلى ما شاهدوه بأنفسهم، أو إلى ما شاهده غيرهم من شهود عيان. وكما يُذكَر في الرسالة الأولى إلى كورنثوس 6:15، فإنها دُوّنت خلال حياة الذين كانوا أتباع يسوع.

ظهرت حكمة الله في إقامة أربعة شهود لحوادث إنجيله المبارك، إذ أنه بذلك يتمّ ناموسه القائل: 'على فم شاهدين أو ثلاثة تقوم كل كلمة' (2كورنثوس 1:13). ثم أن كلاً من هؤلاء الشهود الأربعة استخدم الطريقة المرعية عند التعبير. وبالنتيجة أصبحت بشارة البشير متى مثلاً، توافق بصورة خاصة، الشعب العبراني، بينما كانت بشارة البشير مرقس توافق التبشير بين الشعب الروماني، وهلمّ جرّا.

البرّ: بلوغ مستوى قداسة الطبيعة الإلهية بذاتها، كما جاء في الكتاب المقدّس، وبدون هذا البر، لا يمكن أن يكون أحد مقبولاً عند الله.

بيد أنه ينجلي لنا بقراءة كلمة الله، وخاصة الرسالة إلى رومية 10:3-23، بأن أحداً لا يستطيع بلوغ مستوى برّ الله هذا، وإذ أن الإنسان لا يفهم بأن هذا المستوى بشكل مطلق، وأن بلوغه (الإيفاء بمطاليب بر الله) أمر محتّم عليه، فنراه يسعى بنفسه ليجد مستوى آخر من إبداعه يحاول بلوغه ليتبرّر بموجبه (رومية 3:10)؛ وبذلك يزيد على خطيته إثماً، وعلى عدم برّه تعدّياً ضدّ حقّ الله العظيم.

الطريق الوحيد لبلوغ مستوى برّ الله هو من خلال 'عطية البر' التي تأتينا فقط بقبول المسيح بالإيمان في قلوبنا (رومية 21:3 و22؛ 2كورنثوس 21:5)؛ وقبول المسيح في قلوبنا يقتضي أن يتطهّر القلب بالإيمان، كما جاء في سفر أعمال الرسل 9:15، وحال قبول المسيح وعطية برّه، يتغيّر المؤمن ويتبرّر (1كورنثوس 9:6-11).

لا يرث الشرير ملكوت الله، إذ بممارسته الشر يبرهن على كونه لا يعتمد بالإيمان على المسيح والعمل الذي عمله لأجله – هذا بالرغم مما قد يدّعي به البعض بخلاف ذلك (متى 21:7-23؛ رؤيا 8:21). لا نقول بأن الإنسان مخلّص لأنه تخلّىِ عن تصرفاته الرديئة. نقول بالحري أن التصرفات الرديئة تدلّ على أن المسيح لا يسكن في قلب من يقوم بها (يعقوب 18:2-20؛ 1يوحنا 14:-15) – فتصرفات الإنسان هي التي تدلّ على حال قلبه الحقيقي بالرغم من الاعتراف الذي يعترفه.


التبرير وعطية البر: هو إعفاء شخص مذنب والتصريح بأنه بار.

يعلّمنا الكتاب المقدس بأن الناس أجمعين مذنبون أمام الله. كلنا تمرّدنا عليه، وتعدّينا شريعته، وبذلك صرنا تحت قصاص منه (رومية 10:3-19؛ أفسس 3:2).

ولكن عندما يؤمن إنسان بالمسيح، ويعتمد على العمل الذي عمله الله بدم المسيح لأجل تطهيره وغفرانه، حينئذ يصرّح الله بأنه بارّ؛ فينتقل ذلك الإنسان من حال كونه محكوماً عليه تحت دينونة الله، إلى حال كونه مقبولاً عند الله، ومبرّراً على حساب برّ المسيح؛ ومن حال كونه ميتاً، إلى حال كونه حياً إلى أبد الآبدين (يوحنا 24:5؛ رومية 8:5 و9).

لا يُعطى برّ المسيح هذا للمؤمن به عن طريق الأعمال، بل عن طريق الإيمان الصرف. إننا نتبرّر 'مجاناً بنعمة الله' عبر الفداء الذي بيسوع المسيح الذي قدّمه الله كفارة بالإيمان بدمه (رومية 24:3-25). وهكذا يكون لنا سلام مع الله بيسوع المسيح ونصبح مقبولين، وأبراراً أمامه (رومية 1:5-2؛ 5:4).

فلا يبرِّر الله الخطاة على أساس عدالته الإلهية في المسيح الذي حمل في جسده على خشبة الصليب دينونة خطية العالم، وتعدّيه على ناموس الله وحقّه العظيم (غلاطية 13:3؛ 2كورنثوس 21:5). وهكذا يكون الله باراً ومبرِّراً لكل مَن هو مِن الإيمان بيسوع (رومية 26:3).

وقيامة المسيح من الأموات تبرهن على قوة موته ليقرّبنا إلى الله (رومية 25:4؛ 1بطرس 18:3). فيستطيع المؤمن بالمسيح أن يعرف منذ الآن أن 'لا شيء من الدينونة' عليه، لا في الوقت الحاضر، ولا في المستقبل الأبدي (رومية 1:8).

والسؤال الذي يواجهه كل فرد من أفراد الجنس البشري هو: 'كيف أتبرّر أمام الله؟' هل أظل متمسكاً ببرّي الذاتي الذي ينعته الله في نبوّة إشعياء بأنه 'كثوب عدة' (إشعياء6:64)؛ أو، هل أعدل عن بري الذاتي وكبريائي وأقبل 'عطية بر الله' المعدّ لي في المسيح يسوع؟ (فيلبي 9:3؛ رومية 3:10، 4، 9، 10؛ 1كورنثوس 30:1و31).

التبشير والمبشّر والرحلة التبشيرية: تُستخدم هذه الكلمات في التعبير عن الكرازة بالإنجيل أو التبشير به، بمعنى الإعلان عن الفداء العظيم الذي صنعه المسيح بموته الكفاري على خشبة الصليب لأجل خطية العالم، والتبرير الأبدي الذي يؤمّنه للمؤمن به، بفضل قوة قيامته من بين الأموات.

والمبشّر هو الذي يعلن الخبر للذين لم يؤمنوا حتى الآن، ليفهموا رسالة محبة الله في ابنه، ويتوبوا إلى الله، ويرجعوا عن خطاياهم وعدم إيمانهم إلى المسيح ويحيوا (أفسس 11:4؛ 2تيموثاوس 5:4).


ابن الله: هو الاسم الرئيسي ليسوع المسيح، ابن الله. ويعبّر عن:

أولاً: ألوهيته، أو بالأحرى، عن كونه جوهراً من الجوهر الإلهي مع الله الآب والله الروح القدس، اله واحد إلى ابد الآبدين. راجع في هذا الصدد شهادة المسيح نفسه المدوّنةفي بشارة يوحنا 30:10 'أنا والآب واحد'. وكلمة 'واحد' في هذه الآية في اللغة الأصلية تعني 'شيء واحد' أو بالأحرى 'واحد في الجوهر' (يوحنا 21:17 و22).

ثانياً: اتحاده الأزلي مع الآب. لاحظ في هذا الصدد قول الوحي الإلهي المدوّن في بشارة يوحنا 18:1 'الله لم يره أحد قط. الابن الوحيد الذي هو (أزلاً) في حضن الآب هو خبّر'. إن كلمة 'الوحيد' في اللغة الأصلية، هي: 'منجنيس' التي معناها 'الوحيد من نوعه'، إنما تستخدم للإشارة على تفرّد الابن 'الذي هو في حضن الآب' عن كل من سواه.

لقد أتى عالمنا من أعلى ذرى المجد والسؤدد لأجل عمل الفداء الأبدي.. أخذ الطبيعة البشرية ودخل حيّز الوجود الزمني عن طريق الحبل به في بطن مريم العذراء المباركة بالروح القدس – وهنا لا نشاء أن نذكر الانتقاد الغبي والدنيء، الذي يدّعي بأن شهادة الإنجيل لابن الله تقتضي بأن الله (جلّ جلاله) كان له اتصال تناسلي مع العذراء المباركة...!

ويشهد الوحي الإلهي في العهد القديم من الكتاب المقدس لابن الله الأزلي، قبل 'تجسّد الكلمة' بمئات السنين (إشعياء 6:9؛ ميخا 2:5). ومن ينكر بأن يسوع هو ابن الله بمفهوم الكتاب المقدس، ينكر أيضاً الله الآب (1يوحنا 22:2-23).

إذا، قيامة يسوع من الأموات تقدّم البرهان القاطع على كونه ابن الله (رومية 3:1-4).


الثالوث الأقدس والطبيعة الإلهية: تستخدم هذه العبارة للإشارة إلى ما يعلنه الله في كلمته عن نوع الوحدة التي فيها تقوم الطبيعة الإلهية.

يصرح الوحي الإلهي في الكتاب المقدس بأن الله واحد، لا ثاني له (تثنية 4:6؛1كورنثوس 6:8)، وبأن وحدانيته، 'وحدانية جامعة' قائمة في الأقانيم الثلاثة المميّزين في الطبيعة الإلهية (يوحنا 1:1؛ 1يوحنا 7:5-8). ولدينا في الكتاب المقدس صورة رائعة لأقانيم الثالوث الأقدس أثناء عمل الخلق؛ فهناك يُذكر الله، الإله السرمدي في كل سموه وتنزّهه: 'في البدء خلق الله...'؛ وهناك يُذكر الابن، الكلمة الذي به يعمل الله كل ما يعمله: '... وقال الله ليكن نور فكان نور...'؛ وهناك يُذكر الروح القدس في وظيفته المنفّذة : '... وروح الله يرفّ على وجه المياه' (التكوين 1:1-3؛ يوحنا 1:1-3).

فيقدّم لنا الكتاب المقدس:

أولاً: الله، الآب (يوحنا 18:5؛ 1يوحنا 23:2؛ غلاطية 1:1).

ثانياً: الله، الابن (يوحنا 1:1و18؛ 18:5؛ رومية 5:9؛ عبرانيين 8:1).

ثالثاً: الله، الروح القدس (2كورنثوس 17:3-18؛ أعمال 3:5-4).

علاوة على ذلك، ففي أمكنة مختلفة من الكتاب المقدس، يُذكر الله الآب، والله الابن، والله الروح القدس في المناسبة ذاتها وفي طريقة تدلّ إلى أن كلا من الثلاثة يعادل الآخرين في الجوهر والقوة والصفات، وأن الثلاثة هم على حدّ سواء ذوو شخصيات مميّزة (متى 19:28؛ 1كورنثوس 3:12-6؛ 2كورنثوس 14:13). ثمة غلطتان رئيسيتان يجب تفاديهما:

أولاً: أن نذهب إلى أن هناك ثلاثة آلهة، ثلاثة كائنات منفصلة – وفي ذلك تجديف وإنكار للثالوث الأقدس.

ثانياً: أن نذهب إلى أنه لا يوجد أقانيم ذوو شخصيات مميّزة داخل الطبيعة الإلهية – وذلك أيضاً إنكار للثالوث الأقدس وعميٌ روحي.

إن تعليم الثالوث الأقدس هو تعليم فريد في كل الكون: إنه يحمل فكرة لا يمكن للعقل البشري أن يتخيّلها. وهو سرّ يتوصّل إلى معرفته عن طريق الإعلان المحض (متى 27:11) – ليس الله ثلاثة جواهر، بل جوهر واحد. وليست وحدانيته بلا أقانيم، بل هي وحدانية قائمة للثلاثة أقانيم في الطبيعة الإلهية – إذا الله هو إله واحد ذو ثلاثة أقانيم مميّزين.

لذلك، من الضلال أن نقول بأن ثمة تناقضاً في تعليم الثالوث الأقدس، وأن المراد منه هو أن واحداً هو ثلاثة بطريقة غير منطقية. يتكون 'تناقض منطقي' من إنكار وتوكيد لمسألة واحدة ذات معنى واحد. وتعليم الثالوث الأقدس لا يقول أبداً بأن جوهراً واحداً هو ثلاثة جواهر، أو أن ثلاثة أقانيم هم أقنوم واحد. إنما يؤكد أنه لجوهر واحد طبيعة ذات ثلاثة أقانيم. وهناك بون شاسع بين معنى الجوهر ومعنى الأقانيم. ولذلك، فتعليم الثالوث الأقدس لا يؤكد مسألة واحدة وينكرها في الوقت عينه.

ولفهم الثالوث الأقدس، علينا أن نعرّف كلمة 'الأقنوم' تعريفاً دقيقاً: إنها كلمة سريانية يطلقها السريان على كل من يتميّز عن سواه، شرط ألا يكون مما شُخِّص أو له ظلّ، وتناسبها كلمة 'التعيّن' في اللغة العربية، والمراد منها: 'الوجود الواقعي الذي تميّز بميزات تدل على أن له مثل هذا الوجود، ولا يشترط فيه أن يكون محدوداً أو مجسماً، بل أن يكون فقط موجوداً وجوداً حقيقياً. ولذلك، فكل موجود له تعيّن بأي وجه من الوجوه، وليس بلا تعيّن إلا غير الموجود.

فهنا سرّ، ولا نستغرب إن واجهنا سراً في تأملاتنا في طبيعة الله، الإله السرمدي، الكائن الأسمى. وكل نظرة أخرى إلى الحقيقة المطلقة، لا بد من أن تواجه أسراراً.

'أمور الله لا يعرفها أحد إلا روح الله. ونحن لم نأخذ روح العالم، بل الروح الذي من الله لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله' (1كورنثوس 11:2-12).


التجسّد: كناية عن مجيء المسيح في الجسد، إنساناً حقاً (يوحنا 1:1و14؛ 2:4؛ لوقا 11:2-16). وبتجسّد المسيح يُفهم ضمناً بأن وجوده لم يبتدئ عند ولادته قبل ألفَي عام تقريباً. دُوِّن في بشارة يوحنا 1:1 التصريح عن وجوده الأزلي. ولنا في بشارة يوحنا 58:8 تصريحه الخاص بهذا الصدد. إنه الوحيد من المولودين من النساء، الذي له وجود قبل ولادته.

تمّت ولادته في وقت معيّن وفي مكان معيّن على وجه هذه البسيطة. وكان حدثاً تاريخياً صرفاً (متى 18:1-25؛ غلاطية 4:4). فلم يدخل العالم ملاكاً أو خيالاً.. إنه دخل عن طريق ولادة جسدية.

كان يسوع المسيح إنساناً حقاً، ولكن بلا خطية (2كورنثوس 21:5). وطوال وجوده في الجسد ، داخل الحيّز البشري، لم يكفّ عن كونه 'الابن الوحيد الذي هو (أزلاً) في حضن الآب (يوحنا 18:1)، ولم يتخلّ، ولو للحظة عن ألوهيته. ولذلك، كان له طبيعتان: طبيعة لاهوته ويُدعى إلهاً (متى 23:1؛ 2بطرس 1:1)، وطبيعة ناسوته ويُدعى إنساناً (1تيموثاوس 5:2).

الخدمة: هي مساعدة الآخرين أو تعليمهم. وقد سلّمها الله للمؤمنين بالمسيح بحسب الموهبة الخاصة التي أعطاها لكل واحد.

ولا يقام بخدمة المسيح رغبة في الحصول على الثواب أو ظناً بأنها واجب ديني؛ بل إنما يقام بخدمة المسيح حباً بالله ذاته واعترافاً بما عمله لأجلنا في المسيح (رومية 1:12؛ يوحنا 15:20-16؛ 2كورنثوس 7:3-17).

الخطاة: يعلمنا الكتاب المقدس بأن كل واحد، ما عدا يسوع المسيح، متمرّد على الله: كلنا حدنا في الفكر والكلام والعمل عن طريق الله ومشيئته (رومية 23:3؛ يوحنا 34:8).

أننا خطاة، فهذا واضح من حالة الكبرياء وعدم الإيمان التي نبديها. وحالة التمرّد هذه نحو الله تظهر ذاتها في أفعال شريرة (يعقوب 3:1-15). وهي تفسد علاقتنا مع الله (إشعياء 2:59؛ 1يوحنا 5:1و6). إننا نمارس الخطية بمحض إرادتنا، لأنها تسكن فينا (رومية 12:5؛ 20:7و23)، بالرغم من أن الله خلق الإنسان في البدء في حالة البراءة.

إن معضلة الخطية هي مشكلة المشاكل لدى الإنسان، وهي لا تُزاح ولا تُغفر، إلا بموت المسيح الكفاري (عبرانيين 22:9؛ 1يوحنا 7:1؛ 1تيموثاوس 15:1؛ يوحنا 29:1). ليس من شيء في وسعنا قوله أو فعله يمكنه أن يحقق لنا الغفران الذي يقدمه لنا المسيح وحده (أعمال 12:4). والله يأمرنا جميعاً أن نعدل عن كل ضلال وكل اتكال على ذواتنا، ونرجع إليه بالاعتماد الكلي عليه في إتيانه إلينا في يسوع المسيح لخلاصنا (أمال 30:17-31؛ 1يوحنا 23:2).


الخلاص: تترجم هذه الكلمة في العهد الجديد عن كلمة تستخدم في معناها الروحي الأصلي للتعبير عن كل من:

1- إنقاذ الله للمؤمن بالمسيح من الخطية وعاقبتها الوخيمة.

2- إدخاله إياه إلى الحياة الأبدية والمجد الذي يتبعها بموت المسيح وقيامته من بين الأموات، فهو يخلصنا،

أولاً: من حال الإثم والموت الروحي الذي يشد الخناق على الناس جميعاً (أفسس 1:2-9).

ثانياً: من سيطرة الخطية على حياتنا اليومية في الوقت الحاضر (يوحنا 34:8و36؛ 10:10؛ رومية 14:6-23).

ثالثاً: من كل ما قد نواجهه في حياتنا في المستقبل من عاقبة الخطية (رومية 11:13).

بخلاص المسيح، يُدخل الله المؤمن به إلى ملكوته، وينزله أرفع المنزلة بين أبنائه وورثته الوارثين مع المسيح (رومية 16:8-17). وبالتالي يدخله إلى مجده الأبدي حيث يصير مثل المسيح (1يوحنا 2:3).

الرب: يترجم هذا اللقب من كلمة 'كوريوس' في اللغة اليونانية، التي معناها الأساسي هو 'صاحب السلطان'.

ويُستخدم هذا اللقب في العهد الجديد لغايات مختلفة، منها مجرّد الاحترام لصاحب اللقب، وفي استخدمه إشارة فعلية إلى سلطان من لُقّب به. لنا مثال على ذلك: 'رب العبيد' (الذين كانوا تحت سلطانه)؛ 'رب البيت'، 'أرباب الحكم' (في السلطات الحاكمة)، وهلمّ جرّا. ومن ثم لنا: 'الرب الإله' (الله، صاحب السلطان المطلق) (متى 38:9؛ 25:11؛ أعمال 24:17؛ لوقا 1:11؛ أعمال 6:1؛ 36:2؛ رومية 4:1؛ فيلبي 5:2-11).

وكثر استخدام هذا اللقب في العهد الجديد للإشارة إلى المسيح. بيد أن ذلك لا يعني أن كل الذين خاطبوا المسيح بهذا اللقب أثناء خدمته على الأرض قصدوا به أكثر من الاحترام، وحتى تلاميذه في بادئ الأمر، كثيراً ما استخدموه في مخاطبة المسيح دون أن يقصدوا بذلك نعت المسيح بالألوهية، ودون أن يفهموا كل ما تنطوي عليه الكلمة من معنى. وكان ذلك وفقاً للطريقة التي اتبعها المسيح في تعليمه إياهم حق الله العظيم شيئاً فشياً (يوحنا 12:16). ولكن بعد قيامته من بين الأموات، وحلول الروح القدس بالقوة على التلاميذ، فهموا بأن كل السلطان كان له بالفعل والواقع (متى 18:28) – كان ذلك بالدلائل لسلطانه على الطبيعة، والناس، والشياطين التي كانت ظاهرة في العجائب والقوات والآيات التي كان يصنعها خلال خدمته.

وهكذا اليوم: إذا ما ابتدأ الإنسان بإدراك ربوبية المسيح في سلطانه، ونبوته، وتعليمه، وواصل الدرس بذهن مفتوح وقلب مخلص، في كلماته وأعماله، قد ينتهي إلى إدراك سلطان 'مسيح الله' المتسامي في ربوبيته، وبالتالي، بأنه 'رب الكل' في ألوهيته المجيدة ( أعمال 36:10؛ رؤيا 14:17؛ يوحنا 28:20).

إن الاعتراف بالمسيح أنه 'ربّ' بكل ما في الكلمة من معنى هو المطلوب للقبول عند الله (رومية 9:10-13).

الرسل: كناية عن الاثني عشر تلميذاً الذين دعاهم المسيح وأرسلهم ليعلّموا باسمه (لوقا 13:6). كان هؤلاء الاثنا عشر رسولاً شهوداً خاصين للمسيح بعد قيامته. وكان مرتباً لهم أن يكونوا قد رافقوا يسوع المسيح من أول خدمته على الأرض إلى وقت صعوده إلى السماء؛ حتى يكون بإمكانهم تقديم شهادة شهود عيان لما قال وعمل، وخاصة لصلبه وقيامته (أعمال 21:1-26).

علاوة على تعيين المسيح الاثني عشر رسولاً، ظهر بكيفية خاصة لبولس الرسول وهو في طريقه إلى دمشق وعيّنه 'رسول الأمم' (أعمال 9؛ 1كورنثوس 1:15-10).

وكان نتيجة لجهود الرسل، أن انتشر خبر المسيح في عالم القرن الأول للميلاد. واستخدم الله البعض منهم في تتميم كتابة إعلانه عن ذاته في 'العهد الجديد' من الكتاب المقدس (يوحنا 12:16 –15؛ 14:17-20).


الصليب والصلب: هو الخشبة التي كان يسمّر أو يعلّق عليها المحكوم بالموت في العالم القديم، وخاصة في البلدان التي حكمها الرومان، وعلى خشبة كهذه نفذوا حكم الموت بيسوع.

تجيء كلمة 'الصليب' أحياناً للإشارة إلى ما عمله المسيح على الصليب بتقديمه نفسه لأجلنا طوعاً ومحبة ليفتدينا من العقاب الأبدي ويصالحنا مع الله. ولنا في الرسالة الأولى إلى كورنثوس 18:1 'كلمة الصليب' بمعنى 'الموضوع الذي يتعلّق بصلب المسيح'. يشغل موضوع صلب المسيح قسماً كبيراً من بشارة الإنجيل، وهذا الموضوع والحوادث المتعلّقة به، يقدم في الرسالة الأولى إلى كورنثوس 1:15-4 بأنه محور الإنجيل كله.

كانت السلطات في الزمن القديم لا تستخدم الصلب كوسيلة للإعدام إلا لأشرّ المجرمين. وأن يرضى المسيح بأن يموت مصلوباً ليكفّر عن خطايا العالم، يقدّم لنا صورة تنازُل ومحبة بالكاد نبتدئ نفهم معناها. ليس من شك في ان الله قويّ لا يفوقه في ذلك أحد، لكن المسألة مسألة مشيئته: الله يحبنا، ومن أجلنا قدّم المسيح ذاته على الصليب؛ وهكذا بالصليب بدت لنا قوّته.. إن بذل الإنسان نفسه من أجل الآخرين يتطلب الكثير من القوة – 'المحبة قوية كالموت' (نشيد الأنشاد 6:8). وليس حبّ أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل الذين يحبهم (يوحنا 13:15).

الصليب يكشف لنا عن عظم محبة الله لنا (1يوحنا16:3؛ 9:4و10). أما قيامة المسيح بعد موته، فكانت الدليل على أنه أقوى من الموت، وأنه إذ مات، فإنه فعل ذلك طوعاً لا مرغماً (يوحنا 18:10؛ رومية 3:1-4).

المصالحة: هي الحال التي يصير إليها الإنسان بعد أن تتغير علاقته بالله، إذ ينتقل من حال عدم الرضى والعداوة إلى حال القبول والسلام بواسطة موت المسيح على الصليب (2كورنثوس 19:5). ويصرح الوحي الإلهي في الرسالة إلى رومية 7:8 بأن كل البشر يعيشون بعيدين عن الله، يقاومونه ويعادونه، وهكذا كلنا في حاجة إلى التصالح معه. لقد أحبنا، فقد أرسل من يقوم بعمل المصالحة، أي، يسوع المسيح الذي به 'يصالح.. الكل لنفسه، عاملاً الصلح بدم صليبه' (كولوسي 20:1).

لم يكن أحد غير يسوع المسيح يستطيع أن يصالحنا مع الله، لأنه وحده حمل خطايانا في جسده على خشبة الصليب وبذل نفسه من أجلنا (يوحنا 6:14؛ 1بطرس 18:3؛ رومية 1:5و8).

الطقسية والعبادة الطقسية: هي تعبير يشير إلى ممارسة فرائض كنسية مقدّسة على أساس أن تلك الممارسة تجلب نعمة الله، ويحصل من يمارسها على خلاص نفسه، ومن ذلك، 'ممارسة المعمودية بالماء' وتناول 'العشاء الرباني'.. فإذا اعتقد البعض أن المعمودية بالماء تطهر الإنسان من الخطية أو أنها ضرورية لنوال الخلاص والقبول عند الله، فالمعمودية في هذه الحالات تصبح عبادة طقسية، وبهذا المعنى، فالعبادة الطقسية هي كل عمل يمارسه إنسان على أمل ان ينال بواسطته غفران الخطايا أو القبول لدى الله، وهي (أي، العبادة الطقسية) على هذا الأساس مغايرة للنعمة المجانية التي منحها لنا الله في المسيح (غلاطية 6:1-9؛ 21:2)، وتحكم كلمة الله بضلالها.

'المعمودية بالماء' علامة أو تصريح يعبّر عن ثقة المرء بالمسيح، وولائه له مسيحاً ورباً، وليست هي ضرورية، في ذاتها، لنوال الخلاص. والفريضة الثانية الوحيدة، بعد المعمودية 'العشاء الرباني' أو 'كسر الخبز'. إنها الطريقة الخاصة التي بها يتذكّر المؤمنون بالمسيح موته عنهم، ويعلنون ذلك الموت حتى يجيء، في مجيئه الثاني (1كورنثوس 23:11-26). لكن إذ أن البعض من التنظيمات المسيحية تحتفظ بتقاليد بشرية، فنراها إما أن تمارس فريضتي المعمودية والعشاء الرباني في الطريقة الطقسية بالمفهوم المغلوط، السالف الذكر، الذي لا يتفق مع تعليم الكتاب المقدس، أو أن تُضاف إليهما فرائض ومراسم أخرى تعتبرها لازمة للحصول على الخلاص. ولقد أدى ذلك إلى فوضى وضلال بشكل مفجع حمل الناس إلى الاعتماد على 'الأشياء' والممارسات بدلاً من الاعتماد على المسيح المخلّص (يوحنا 27:6-29).


عمد، اعتمد، المعمودية: أن يعتمد الإنسان إلى المسيح يعني أن يعترف علناً بإيمانه به مخلصاً ورباً. وغالباً يكون ذلك الاعتراف أثناء تغطيس المعتمد في الماء.

وما دام الخلاص هو بالإيمان بالمسيح الذي مات من أجل خطايانا وقام من بين الأموات لأجل تبريرنا، فالمعمودية علامة خارجية تتكلم عن إيمان المعتمد القلبي. وواضح أن المعمودية ليس ضرورية للخلاص (1كورنثوس 10:1-18؛ 1:15-4).

وثمة نوع آخر للمعمودية إلى المسيح، يتم بالروح القدس لضمّ المؤمنين الذين آمنوا بالمسيح في كل مكان وزمان إلى جسد واحد روحي (أفسس 5:4؛ 1كورنثوس 12:12و13؛ رومية 9:8). ولا علاقة لهذه المعمودية الروحية بمعمودية الماء، إذ هي عمل الروح القدس وحده في اللحظة التي يؤمن بها الإنسان بالمسيح.

الإعلان: تعني هذه الكلمة 'الكشف عمّا هو مخبوء أو مجهول'. لا يتمكن الإنسان، لمحدوديته وخطيته، أن يتوصل إلى منتهى الحق في أمور أرضية، فكم بالحري منتهى الحق في أمور الله، الإله الأزلي القدوس، المنزّه عن كل ما أدركه البصر والبصير.. لا يستطيع الإنسان أن يتوصل إليه، إلا عن طريق الإعلان (لاحظ قول الوحي الإلهي المدوّن في رومية 18:1-20).

الطبيعة والتاريخ والضمير كلها تشهد لقدرة الله السرمدية وحقيقة ألوهيته، غير أن الإنسان، بسبب تعلّقه بالخطية، يتغاضى عن شهادة الله الظاهرة في الطبيعة والتاريخ، كما وأنه يتغاضى عن الشهادة لوجود الله، التي ينطق بها وجدان الإنسان في داخله. ولذلك، فإذا ما كان للإنسان أن يتوصل على شيء من المعرفة بذات الله ومشيئته، فلا بد من أن يعرّف الله نفسه له عن طريق الإعلان المباشر. وهذا تماماً ما عمله الله في الابن 'الذي هو (أزلاً) في حضنه'، دائماً وأبداً الإعلان المباشر الكامل للذات الإلهية (يوحنا 18:1؛ عبرانيين 1:1-3).

وجميع الإعلانات التي أعطاها الله للإنسان عن ذاته وطبيعته عبر العصور، سواء كانت في ظهورات خاصة ظهر بها (تكوين 10:28-15؛ خروج 1:-8)، أم أعمال عظيمة عملها(1ملوك 22:18-39)، أم كلمات عجيبة، بها 'كلم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة' (1ملوك 11:19018) – إن هي جميعها، إلا أشعة أشعها نور ذلك الإعلان المباشر الكامل للذات الإلهية في ابن الله الأزلي، الرب يسوع المسيح، 'النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آتياً إلى العالم (يوحنا 4:1-9). وباستعلان المسيح من السماء يتحقق المعنى الكامل لكل تلك الإعلانات الغبرة، كما وأن روح المسيح هو الذي كان يشهد قديماً في أنبياء الكتاب المقدس، الذين تنبأوا عن نعمة الله العتيدة أن يؤتى بها عند استعلان يسوع المسيح، وعن آلامه والأمجاد التي بعدها (1بطرس 10:1-11).

والكتاب المقدس هو 'السجلّ' الفريد الموحى به عن إعلان الله لذاته وطبيعته ومقاصده. ونقول: 'الموحى به' بمعنى أن الله استخدم عقول بعض البشر وإرادتهم، أو بالأحرىالأنبياء، فوجّههم ليدوّنوا كلمته (2بطرس 21:1؛ 2تيموثاوس 16:3-17؛ إرميا 27:36-32). ولذلك، فالكتاب المقدس هو الكشف التاريخي العلمي الشخصي الوحيد لذات الله 'عزّ وعلا' ولمشيئته، علماً بأن الغاية العظمى من إعلان الله لذاته في الكتاب المقدس هي فداء الإنسان وخلاصه، ومجد الله أولاً وآخراً. وقد أعطي إعلان الله كي يؤمن الإنسان به (عبرانيين 6:11).

العهد الجديد: هو القسم الثاني من الكتاب المقدس، ويحتوي على 27 سفراً. وتسمّى هذه الأسفار 'العهد الجديد لأنها تركّز الأنظار على الميثاق الجديد الذي أبرم نتيجة لموت المسيح وقيامته من بين الأموات (لوقا 20:22).

العهد الجديد يتمم العهد القديم وفي الوقت ذاته متباين معه (خروج 1:24-8؛ 1كورنثوس 23:11-26؛ 2كورنثوس 7:3-17).


القيامة: هي أن يعود إنسان ميت إلى الحياة بعد موته. وقيامة المسيح من بين الأموات بعد أن وُضع ثلاثة أيام في القبر، هي جزء لا يتجزّأ من الإنجيل، وحادثة ذات أهمية عظمى (1كورنثوس 15).

لقـد قـام المسـيح في جسد ممجّد. وكان بإمكان غيره أن يروه ويلمسوه (لوقا 36:24-43). وأظهر نفسه حياً بعد قيامته طوال أربعين يوماً وهو يظهر لهم، مقدماً لهم ببراهين كثيرة على حقيقة قيامته (أعمال 1:1-3؛ 1يوحنا 1:1-2).

وبعد مضي فترة الأربعين يوماً، فترة ظهورات ما بعد القيامة، صعد إلى السماء (أعمال 9:1-11). وسوف يجيء ثانية ويقيم من الأموات كل المؤمنين الحقيقيين به. أما المؤمنون الأحياء، فسيخطفون من قِبَله في الهواء ليكونوا كل حين مع الرب (1كورنثوس 51:15-57؛ 1تسالونيكي 13:4-18).

المسيح: تعني هذه الكلمة 'الممسوح'. والمسيح هو الذي سبقت النبوات في العهد القديم فأنبأت عن مجيئه. وعندما ظهر يسوع، تمت فيه المواصفات التي تنطبق على المسيح المنتظر والمشار إليه في نبوات العهد القديم. وأعلنه تلاميذه على الملأ (متى 13:16-17؛ أعمال 36:2).

المسيحيون: يعني هذا اللقب 'المؤمنون بالمسيح'، كما جاء في سفر أعمال الرسل 26:11 'ودُعي التلاميذ مسيحيين في أنطاكية أولاً.' وهذا الاسم يُساء فهمه واستخدامه في هذه الأيام، لأنه كثيراً ما يُطلق على سكان بلدان الغرب لمجرد أنهم ليسوا بمسلمين أو هندوس، أو غير ذلك؛ لما كان واقع الحال أن الأكثرية الساحقة من الثلاثة بليون إنسان في العالم التي يُطلق عليها الاسم 'مسيحيون' هم كذلك بالاسم فقط، ولم يحدث لهم قط أن وضعوا ثقتهم في المسيح والعمل الفدائي العظيم الذي عمله الله لأجلهم بدم المسيح، حتى يولدوا ولادة ثانية بالروح القدس من فوق فيصيروا مسيحيين حقيقيين. ولا يزال هؤلاء بحاجة إلى الرجوع عن خطيتهم وأنانيتهم بالتوبة إلى الله والإيمان الذي بالرب يسوع المسيح – ذلك، مهما كان الاسم الذي أُطلق عليه، أمسيحياً كان، أم مسلماً، أم غير ذلك.

وكما لا يمكن أن يطلق الاسم 'مسيحي' على جميع الغربيين، كذلك ليس فقط الغربيون هم الذين يمكن إطلاق ذلك الاسم الكريم عليهم. إنك لتجد مسيحيين حقيقيين في كل بلد تقريباً من بلدان العالم، وإن كثيرين من هؤلاء المسيحيين الحقيقيين، وإن لم تقل أكثرهم، ليسوا غربيين.

الموعظة على الجبل: هذا الاسم يطلق على خطبة ألقاها المسيح ودُوّنت في بشارة متى 1:5 إلى 29:7.

في هذه الخطبة يتكلم المسيح بسلطانه الإلهي ويقول بأنه جاء يتمّم العهد القديم، بينما يعظّم مطالب الناموس الأدبي، ويضع أسمى المبادئ الخلقية.

لهذه 'الموعظة على الجبل' تأثير كبير في إحياء الوعي بحقيقية الخطية وفشل الإنسان، وحاجته الماسة إلى المخلّص الذي بموته وقيامته قدم لنا البرّ الذي لم يكن بإمكاننا تحصيله بمجهوداتنا البشرية (غلاطية 24:3).

الكتاب المقدس: هو الكتاب الذي محتوي على أسفار العهد القديم (وهي تسعة وثلاثون سفراً) وأسفار العهد الجديد (وهي سبعة وعشرون سفراً). وتختلف أسفار الكتاب المقدس الستة والستون من حيث الحجم. فبينما بعض هذه الأسفار لا يزيد أحدها عن صفحة واحدة، نجد البعض الآخر يبلغ المئة صفحة.

والكتاب المقدس هو 'السجلّ' لإعلان الله الموحى به. ولذلك، فهو الكتاب ذو السلطان النهائي في أمر إيمان الإنسان وتصرفه.

وفي الكتاب المقدس ذاته الشهادة لكل من كماله وكفايته (رؤيا 19:18:22). وقد ترجمت أجزاء من الكتاب المقدس حتى الآن إلى 2480 لغة ولهجة، وكثير من هذه الترجمات تشمل الكتاب المقدس بأكمله.


الكنيسة: تعبير يعني 'المؤمنون بالمسيح'، سواء كان المراد به التعبير عن:

(أ‌) الكنيسة الكونية بمعنى 'كل المؤمنين بالمسيح من بداية الكنيسة حتى اليوم وإلى المستقبل الذي فيه يعود المسيح في مجيئه الثاني ليأخذ المؤمنين إليه' (أعمال 2؛ يوحنا 2:14-3؛ أعمال 1:10-11؛ أفسس 25:5-27).

(ب‌) الكنيسة المحلية بمعنى 'مؤمنون بالمسيح'، مجتمعون في مكان واحد، سواء كان ذلك المكان مسكناً أم مبنى أم في الهواء الطلق' (1تسالونيكي 1:1؛ فيلمون 2:1).

إن كلمة 'كنيسة' في أسفار العهد الجديد قد ترجمت من كلمة 'إكليسيا' في النص اليوناني، وتعني 'جماعة'. ولم تُستخدم الكلمة في العهد الجديد بمعنى مبنى أو مؤسسة ذات طابع سياسي قط. إن الكنيسة في العهد الجديد هي رابطة حية بين المؤمنين بالمسيح الذين يسعون لخدمته وخدمة بني الإنسان بدافع المحبة الخالصة. وعلى كل مؤمن بالمسيح أن يجتمع بالمؤمنين الآخرين بقصد التشجيع المتبادل والنمو والتقدم في نعمة الله (عبرانيين 25:10).

ولا بد من أن نلاحظ أن الكثير مما يسمى اليوم بالكنائس قد ضلّت الطريق وابتعدت عن العمل بتعليم الكتاب المقدس، إذ أن عقائدها وممارساتها ليست سوى تقاليدبشرية ووصايا الناس بدلا من أن تكون كلمة الله (2تيموثاوس 1:3-5؛ 3:4و4؛ رؤيا 14:3-21).

النعمة: هذه هي الكلمة الهامة التي ترد في العهد الجديد بالإشارة إلى محبة الله في المسيح، المعطية لنا عكس ما نستحقه. إن خطيتنا وعصياننا يستحقان حلول دينونة الله وغضبه علينا، لكن الله أتى إلينا في المسيح لأنه يحبنا ويريد أن نتصالح معه، وتكون لنا شركة أبدية معه لا تنقطع. وتعبر كلمة 'النعمة' عن ذلك العمل الذي عمله المسيح مجاناً من أجلنا عندما جاء إلى العالم مولوداً من امرأة ليموت على الصليب لأجلنا ويقوم من بين الأموات منتصراً، ليهبنا غفراناً وقبولاً لدى الله (يوحنا 14:1،17؛ 2كورنثوس 9:8).

ويشدد تعليم 'النعمة' على حقيقة أخرى هامة وهي أن الغفران والقبول لدى الله أمران لا يمكن تحصيلهما بعمل الإنسان، لكنهما أعطيا مجاناً على أساس موت المسيح النيابي عنا (رومية 23:3 ،24). لا يمكن أن نحصّل قبولاً لدى الله وندخل في شركة معه بواسطة أعمالنا مهما كانت، ولكن ذلك يتم بفضل محبة لا نستحقها، عرفناها وتحققنا عملها في المسيح (أفسس 8:2 ،9).

النعمة إذاً، لها 'وجه حصر' أيضاً، إذ أن أية محاولة من جانبنا لتقديم أعمالنا لله على أمل أنها تساعدنا في الحصول على الخلاص، هي محاولة تتناقض مع عمل النعمة.

لا يقدر أحد أن يصبح مقبولاً لدى الله على أساس ما يقوم به من جهود، أو على أساس سموّ أخلاقه وشدة تديّنه. فإن قدم أحد أي شيء من جهوده أو مؤهلاته المزعومةعلى أمل أنها تساعده للحصول على خلاص نفسه والقبول لدى الله، هذا معناه أنه يعتمد على أعماله، وبذلك يخالف مبدأ نعمة الله كل المخالفة (رومية 3:10-4؛ 6:11؛ تيطس 5:3).

يسوع: هو الاسم الذي أُطلق على المسيح قبيل ولادته (متى 21:1) وهو مأخوذ من الاسم 'يشوع' في اللغة العبرية، ومعناه: 'الرب يخلّص'؛ فهو كناية عن القصد الذي لأجله جاء المسيح إلى العالم.

أما 'عيسى' الوارد ذكره في القرآن، فمختلف كل الاختلاف عن يسوع الكتاب المقدس. وبطبيعة الحال لا يقدر 'عيسى' القرآن أن يخلّص الإنسان من الخطية؛ لأن 'عيسى' غير إلهيّ، فلم يمت ولم يقم من بين الأموات.

أما 'يسوع' الكتاب المقدس فيستطيع فعلاً أن يخلّص الإنسان من خطيته، وهو يخلّص كل من يؤمن به (رومية 8:5-10؛ عبرانيين 25:7؛ 1يوحنا 1:14-13).

  • أنشأ بتاريخ .
  • عدد الزيارات: 15589