Skip to main content

النصرانية والإسلام دين على دين

النصرانية والإسلام دين على دين

أولا : النصرانية في بيت محمد

لم تبق النصرانية وقفا على الرهبان السائحين المبشرين بها في مكة والحجاز دون سواهم بل اعتنقها قوم كثير من قريش على حد شهادة اليعقوبي في تاريخه وغزت الكعبة نفسها كما يشهد الأزرقي في

كتابه آثار مكة وقام عليها قس يدير شئونها وهو القس ورقة وكتاب منزل تعتمد عليه وهو الانجيل بحسب العبرانيين وتشهد كتب الأخبار على وجود مناخ نصراني عام طغى على بيت محمد

فلم يكن جده ووالده وأعمامه وأقرباؤه ومعارفه بعيدين عن النصرانية وعن تعاليمها كما لم يكن الرهبان السائحون والقسيسون العابدون

والحنفاء المتحنثون بدون أثر أو فاعلية على النبي وتعاليمه ولننظر في أهم من كان له علاقة مع محمد ومع من كان لهم أثر في حياة محمد


عبد المطلب الأبيوني

لقد عد عبد المطلب بين الذين رفضوا عبادة الأصنام في الجاهلية كأبي بكر الصديق وزيد ابن عمرو نفيل وعبيد الله بن جحش وعثمان بن الحويرث وورقة بن نوفل ورباب البراء وأسعد بن كريب الحميري وقس بن ساعدة الأيادي وأبي قبيس بن صرمة اقرأ ابن الجوزي في كتاب الأمتاع

وغيرهم هؤلاء جميعهم ذكرتهم كتب السير دالة على هدايتهم وايمانهم وتوحيدهم

وقيل عن عبد المطلب أنه كان على ملة ابراهيم أى لم يعبد الأصنام الحلبية 1 : 48 المكية 1 : 37 وفي اليعقوبي 2 : 10 رفض عبادة الأصنام ووحد الله ووفى بالنذر وسنن سننا نزل القرآن بأكثرها وجاءت السنة من رسول الله بها

ودين ابراهيم هو الدين الحنيف القائل بالتوحيد والقائم على رفض الشرك والموصوف في القرآن بالدين القيم 9 : 36 12 : 40

وجاءت أدلة كثيرة تشهد على توحيد عبد المطلب وحنيفيته المكية 1 : 72 أى كان يتأله طبقات ابن سعد 1 : 85

تلك كانت صفة النصارى في بلاد العرب وليس أدل على ذلك من استخلاص العبر من سيرته وأوصافه وتعاليمه ووصاياه لبنيه وقيل عنه أنه كان من حلماء قريش وحكماءها وكان محرما الخمر على نفسه وهو أول من تحنث في غار حراء وكان إذا دخل شهر رمضان صعد وأطعم المساكين وكان صعوده للتخلي عن الناس يتفكر في جلال الله وعظمته تعالي وكان يرفع من مائدته للطير والوحوش في رؤوس الجبال وقيل عنه مطعم الطير ويقال له الفياض ورواية آخرى تقول من مناقب عبد المطلب وفيها ما يدل على توحيده منها أمره لبنيه بمكارم الأخلاق وتحنثه واطعامه للمساكين ورفع مائدته للطير والوحوش وقطعه يد السارق ووفاؤه بالنذر وتحريمه الخمر ومنعه الزنا ونكاح المحارم وقتل المؤودة وألا يطوف البيت عريان ومن ذلك أيضا قوله والله ان وراء هذا الدار دارا يجزى فيها المحسن عن احسانه والمسئ عن اساءته المكية 1 : 73 اليعقوبي 2 : 10

هذه المناقب والصفات تشير دون شك لهداية عبد المطلب وايمانه بالتوحيد وتحنثه وسخاؤه على المساكين وتحريمه الخمر واعتقاده بالقيامة والحساب تشير إلى معرفة بالله وتنفي أى شبهة تقول بوثنيته وتميا إلى الاقرار بهدايته إما إلى اليهودية أو النصرانية المعروفين آنذاك في مكة والحجاز ومع تشديد كتب السير على اهتمامه بالمساكين واطعامه للوحوش والطير يوجهنا قطعا للشيعة الأبيونية وهي شيعة نصرانية وتقوم عقيدتها على المبالغة في الاهتمام بالمساكين واطعام الجياع والعناية بالفقراء

ويؤكد انتماؤه هذا منادمته الأحبار والرهبان على السواء وكثيرا ما تذكر الكتب رحلاته إليهم واجتماعه بهم والتحدث معهم أنظر السيرة المكية 1 : 73 والحلبية 1 : 122

ويحدثنا عباس قائلا عن عبد المطلب قدمنا اليمن في رحلة الشتاء ونزلنا على حبر من اليهود يقرأ الزبور الحلبية 1 : 48

ويذكر ابن الجوزي كان محمدا اصيب برمد في عينيه وهو في السابعة من عمره وأخذه جده عبد المطلب ناحية عكاظ إلى راهب يعالج الأعين الحلبية 1 : 125

وخرج عبد المطلب من بيته حتى أتي عيصا وهو راهب من الشام وقد أتاه الله علما كثيرا وكان يلزم صومعته ابن هشام 1 : 43 الأزرقي 1 : 144 طبقات ابن سعد 1 : 83 الطبري 2 : 247

وغير ذلك من أخبار تشير إلى الجو الذي كان يحيط عبد المطلب ويقودنا بالتالي إلى معرفته النصرانية وليس ببعيد تنصره أيضا


هداية والديه

لم يعرف عن والدي محمد شئ يذكر ولم يكن لهما دور فعال في حياته أو تنشئته ولم يتركا له سوى 5 نوق ومربية اسمها بركة الحبشية وكنيتها أم أيمن نصرانية الدين تدبرت أمر الطفل ودربته على الحياة والهداية كان النبي يحبها ويجلها كثيرا ومشهور قوله عنها : أنت أمي بعد أمي الحلبية 1 : 117 وزاد القول من السرور أن يتزوج إمرأة من أهل الجنة فليتزوج أم أيمن المرجع نفسه 1 : 57

وترجح المصادر الإسلامية أن والدي محمد كانا على الهداية والصراط المستقيم أثبت الرازي : أنهما كانا على الحنيفية ين ابراهيم عليه السلام كما زيد ابن عمرو بن نفيل وأترابه واستند على قول القرآن : إنما المشركون رجس وعليه يجب أن لا يكون من أجداده مشركا وقد ارتضى كلامه هذا أئمة محققون أمثال العلامة السنوسي والتلمستاني وقالا لم يتقدم لوالديه شرك وكانا مسلمين لأنه انتقل من الأصلاب الكريمة إلى الأرحام الطاهرة ولا يكون ذلك إلا مع الايمان بالله تعالي .. وما نقله المؤرخون قلة حياء وأدب وهذا الايمان لازم في جميع الأباء وأيد ذلك السيوطي بأدلة كثيرة وألف في الموضوع رسائل المكية 1 : 70 - 72

وشهد محمد فيما بعد على هداية أجداده ووالديه : لم أزل أنقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات واستدل بعض كتب السير على أن أباء النبي كانوا مؤمنين وليس فيهم كافر لأن الكفر لا يوصف أنه طاهر الحلبية 1 : 48

يستنتج من هذه الأقوال حنيفية والدي محمد واتباع دين ابراهيم وطهرهما وإسلامهما وقبل الإسلام وقد تركا له مربية حبشية نصرانية وأنهما كانا على الهداية والايمان أو قل على النصرانية وذلك سيان


أبو طالب على ملة أبيه

توفي عبد المطلب وكان لمحمد ثماني سنوات وكفله عمه أبو طالب وأكمل تربيته ودرجه على تقاليد العيلة الهاشمية وتراثها الديني : نهض أبو طالب بحق ابن أخيه على أكمل وجه وضمه إلى ولده وقدمه عليهم واختصه بفضل واحترام وظل فوق اربعين سنة يعز جانبه ويبسط عليه حمايته ويصادق ويخاصم من أجله محمد الغزالي فقه السيرة 67

وعرف من مناقب أبي طالب ومآثره في متون الكتب الكثير مما يؤكد لنا أنه عاش في الهداية والايمان كما عرف عن أبيه اهتمامه البالغ بالفقراء والمساكين وإقراء الضيف وهو الفقير كثير العيال قليل المال وتدل وصيته الآخيرة لبنيه على أبيونيته ومدى اهتمامه بالفقراء قال وهو على فراش الموت : أجيبوا الداعي أعطوا السائل لأن فيهما شرف الحياة والممات المكية 1 : 91

وربما تعرف عليه الناس من خلال صفته هذه أخبرنا خالد بن خداش : توجه للشام ونزل منزله وأتاه فيه راهب وقال إن فيكم رجلا صالحا فقال إن فينا من يقري الضيف ويفك الأسير ويفعل المعروف طبقات ابن سعد 1 : 120

وتذكر كتب الأخبار آخر كلمة تفوه بها أبو طالب وهو يحتضر أنا على ملة عبد المطلب ثم مات ابن سعد 1 : 122

ويشير بعضها الآخر أن كان كأبيه عبد المطلب الحلبية 1 : 125 والمكية 1 : 91 أى كان على هدايته ورفضه الأصنام وتعبده واهتمامه بالفقراء والتحنث والصيام طوال شهر رمضان المرجع نفسه

ويعني هذا أنه كان على الحنيفية والتوحيد دين ابراهيم وسائر الحمس من قريش

إلا أن بعض الأخبار تريد أن يبقى أبو طالب خارجا عن الهداية والايمان وذلك قصد الوقوف بوجه مقدسي علي وشيعته فأبقوه على الجاهلية والضلال وهذا الموقف يتعمده أهل السنة بحق الشيعة أتباع على ابن أبي طالب ومنعوا بالتالي أن يكون أبو طالب على ملة أبيه وتقول الشيعة بموت أبا طالب بعد هدايته وإسلامه وترفض أن يكون مشركا قبل إسلامه أو أن يكون متعبدا للأصنام


المناخ النصراني العام

والمناخ الديني العام الذي عاش فيه محمدا لم يكن مناخا مشركا أو منكرا لله كما يحلو للبعض تصوره ومكة لم تكن مشركة أو متعبدة للأصنام أو جاهلة لله أو منكرة وحدانيته والشرك الذي حاربه القرآن العربي ليس شركا بالمعنى الحقيقي وهو إشراك غير الله مع الله في الألوهية بل هو شرك تعبد أى إشراك غير الله مع الله في العبادة والشفاعة والطقوس هل كان هذا الغير ملاكا 37 : 149 - 155 16 : 57 3 : 80 16 : 57 وغيرها

أو كان جنا 6 : 100 34 : 41

أو صنما 10 : 18 7 : 197 43 : 61 53 : 19 وغيرها

أو كان نبيا 3 : 80 أو قوة من قوى الطبيعة 27 : 24 41 : 37

والعرب في مكة لم يعبدوا أحدا ممن هو دون الله إلا توسلا وللتقرب به إلى الله الواحد : ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى 39 : 3

ولم يأخذ القرآن على سكان مكة جهلهم بالله بل أخذ عليهم تفكيرهم المادي وتصويرهم له بالصور والأصنام ويقر هذا بايمانهم ومعرفتهم لله وإن كانوا به مشركين قال : وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون 12 : 106

فسره الجلالين والبيضاوي ما يوحدوني إلا جعلوا معي شريكا من خلقي ويقسم العرب بالله أنهم ليسوا مشركين والله ربنا ما كنا مشركين 6 : 23

ويعترف محمد بايمان المكيين بالله الواحد الخالق المدبر المحيي

ورب السماء والأرض يقول : ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله 39 : 38 31 : 25 43 : 9

ولئن سألتهم من سخر الشمس والقمر ليقولن الله 29 : 61

ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها ليقولن الله 29 : 63

وسألهم محمد من يدبر الكون ومن يحيي الأرض ومن بيده كل شئ ومن يفعل الخير والشر ؟ سيقولون الله 23 : 85

قل من يخرج الحي من الميت ويخرج الحي من الميت ومن يدبر الأمر فسيقولون الله 10 : 31

وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها أباءنا والله أمرنا بها 7 : 28

ووثنية العرب أمست شكلية حسين هيكل حياة محمد ص 89

فلا الشرك إذن ولا جهل بالله ولا إنكار لوجوده ولا الوثنية في معناها الحقيقي كان موجودا في مكة ولئن طاب لكتاب السير إثبات ذلك وذلك من قبيل إظهار النور على الظلمة وإظهار العلم بعد جهل فمكة لم تكن مشركة ولا وثنية ولا جاهلة لله ومكة كانت مؤمنة بالله الواحد الخالق ولكن كانت تتقرب إليه بالصور وشفاعة الملائكة والقديسين وبواسطة الرموز والتماثيل والصور وقل بواسطة الأيقونات وبيئة محمد الخاصة لم تكن على غير ما كانت عليه مكة بل كانت على الايمان والهدى

وربما منادمة محمد للرهبان ومعرفته بهم والتجاؤه إليهم في ملماته وصعوباته وأمراضه خير شاهد على إلمام محمد بالنصرانية أو قل على تنصره كما عرفنا

وإجلال القرآن العربي لهم برهان على محبة محمد وتقديره أيضا


الإسلام قبل الإسلام

إن الدين عند الله الإسلام 3 : 19 ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ومن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام 6 : 125 وهو على نور من ربه 39 : 22الإسلام هو الدين التام والكامل الذي ارتضاه الله لعباده المؤمنين : وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا 5 : 3 فالإسلام إذن هو دين الله ولا دين سواه مقبول عنده وهو الدين الذي به بشر محمد بين العرب

ألا أن سؤالا بالغ الأهمية يتحتم علينا طرحه وهو هل الإسلام دين جديد نشأ مع محمد وهل كان محمد أول من دعى إليه ؟ أم أن الإسلام كان موجودا ومن قبل محمد ؟

وبتعبير آخر هل من خلاف بين تعاليم النصرانية التي عاش محمد في ظلها وبرعاية قس مكة وبين تعاليم الإسلام في القرآن العربي ؟

ثم هل الإسلام العربي وجد من لا شئ أم أنه صيغة عربية للنصرانية ؟ القرآن وحده يملك الجواب وعلى القرآن معتمدنا وسوى القرآن مشكوك فيه

يشهد القرآن على أن الإسلام الحقيقي كان قبل الإسلام العربي وأن المسلمين العرب كانوا مسلمين قبل محمد وقبل القرآن : وإذ يتلى عليهم قالوا

آمنا به أنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين 28 : 53 وأنهم كانوا يحملون اسمهم قبل القرآن وفيه : هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا 22 : 78

وأنهم كانوا على علم ومعرفة بالله الحقيقي والدين القويم قبل العلم الذي جاء به القرآن العربي : وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين 37 : 42

وهو فخر للمسلمين العرب أن يقول واحدهم أنه ينتمي إلى جماعة المسلمين السابقين : ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال أنني من المسلمين 41 : 33 أو يتجه الله نحو أتباع محمد وسامعي بشارته ويقول لهم رضيت لكم الإسلام دينا 5 : 3

لقد طاب لمحمد أن يرد الإسلام إلى ابراهيم الخليل ويربطه بالايمان الحنيف لكأن الإسلام دين سابق على اليهودية والنصرانية معا في حبن أننا نرى تعاليم القرآن العربي تذكر بتعاليم التوراة والانجيل وتفصلها وتستمد منها القصص وأخبار الأنبياء إلا أن ربط الإسلام بابراهيم في نظر محمد لم يكن سوى تخطي للخلافات العقائدية التي وقعت بين شيع بني إسرائيل وأحزابهم المتعددة التي فرقت بين الرسل وبين الناس والتي أغرقت القبائل المكية في بحر من الصراعات من أجل ذلك وجب على محمد أن يثبت دينا هو أسبق في الزمان من تلك الخلافات الدينية الطاحنة فألحق الإسلام بابراهيم وجعل ابراهيم مسلما : ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما 3 : 67

وبهذه الوسيلة الطريفة رد محمد الإسلام إلى العقيدة الأساسية في كل دين حتى تسبق كل خلاف وكل تفرقة وتحول دون أى صراع بين الشيع والأحزاب ألا وهي الايمان بإله واحد والقول بالوحدانية المطلقة والتركيز عليها والأخذ بها دون سواها وعليها بني الإسلام ولم يبن على غيرها ولا خطيئة في الإسلام إلا إنكارها وكل ذنب يغفر ما عداها : أن الله لا يغفر ما يشرك به ويغفر ما دون ذلك 4 : 48 - 116

لهذا لم يئن القرآن عن التكرار الممل : لا إله إلا الله ولا إله إلا هو وما من إله إلا إله واحد ما لكم من إله غيره .. إلخ

بهذا تخطى محمد كل الخلافات التى قامت في النصرانية حول المسيح وفي الثالوث وامتنع عن البحث في بنوة المسيح لله وعن الخوض في سر موته وصلبه وقيامته وسري الفداء والخلاص ... لئلا يقف ذلك حائلا دون التوحيد المطلق الذي يتفق الجميع على الاقرار به ولئلا يعود الناس إلى التفرقة والصراعات التى كانوا عليها بسبب تباين مواقفهم من المسيح

والدليل الثاني على أسبقية الإسلام على الإسلام يأتي من النبي نفسه الذي أعلن انضمامه إلى الإسلام والالتحاق به وقالها بوضوح وصراحة وأنا من المسلمين 10 : 90 إني من المسلمين 46 : 15 في الوقت الذي لم يكن بعد مسلمون من العرب وهو أمر إلهي أو ممن هو دون الله أن يلتحق محمد بالمسلمين وينضم إليهم أمرت أن أكون من المسلمين 27 : 91

أمرت أن أسلم لرب العالمين 40 : 66

ثم اشتد الأمر على محمد فدعاه الله أو من هو دون الله إلى أن يكون رأس المسلمين وإمامهم والمسئول عنهم وقائدهم وسيدهم وولي أمرهم أو بكلمة أولهم فقال عن نفسه أمرت أن أكون أول المسلمين 39 : 12

وإني أمرت أن أكون أول من أسلم 6 : 14

أمرت وأنا أول المسلمين 6 : 163

هذه الأولية ليست على ما يبدو أولية زمنية بقدر ما هي أولوية في المقام والمسئولية ويستبعد جدا ان تكون أولية زمنية بعدما أثبت القرآن نفسه أسبقية الإسلام على محمد وعلى المسلمين العرب ورده إلى زمن ابراهيم لهذا ليس للمسلمين اليوم حجة في أن يضيعوا على الإسلام الحقيقي زمنا سابقا للزمن الذي حددوا تاريخه وليس لهم أن يدعوا الإسلام كأنه أعطي لهم دون سواهم وليس لهم أخيرا أن يكونوا على غير ما كان عليه محمد

وهذا الإسلام السابق للإسلام العربي أى دين هو كل ما نحن في صدد البحث عنه يؤهلنا إلى الجواب ومختصر الجواب أن الإسلام لا يختلف عن النصرانية بشئ بل هو النصرانية عينها يعتقد معتقدها ويقيم كتبها ويدعو دعوتها ويتبع أصولها وإيمانه هو إيمانها ويرفع شعارها ويسير بموجب شريعتها ومختصر ذلك

لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل 10 : 90

والأجدر القول أن النصرانية والإسلام دينا واحدا وإن اختلفت الأسماء أو لنقل أن الإسلام هو الاسم العربي للنصرانية وهو المعنى الحقيقي لدين ابراهيم الحنيف الذي يقوم أولا وآخرا على رفض الشرك وعلى القول بوحدانية الله المطلقة


النصرانية والحنيفية والإسلام


ما يثبت لنا أسبقية الإسلام الحقيقي على الإسلام العربي أو قل المحمدي أو قل الإسلام العثماني أخذ محمد بدين ابراهيم المسمى بالحنيفية والنصرانية هي الحنيفية والحنيفية صفة للنصرانية وفي القرآن إثنتي عشرة آية يذكر فيها اسم حنيف وحنفاء منها ما هو مكي ومنها ما هو مدني منها ما جاء مع ذكر ابراهيم وملته ومنها ما جاء في وصف الدين الذي يدعو إليه محمد منها ما جاء مطلقا على كل دين أو مذهب يدعو إلى التوحيد ويرفض الشرك والأصنام ومنها ما جاء وصفا للدين القيم والصراط القويم وجميعها يحمل معنى التوحيد 2 : 135 3 : 67 4 : 125 6 : 79

10 : 105 16 : 120 30 : 30 22 : 31 98 : 5

نستنتج من هذه الآيات ما يلي

أن الدين الحنيف ليس دينا مستقلا موجودا في أيام محمد كما هو الدين اليهودي والنصراني والمجوسي والصابئة بل الحنيف هو صفة للدين أو قل صفة لدين ابراهيم وكل الآيات التي تحمل لفظة حنيفا تأتي كنعت لا كأسم

أن الحنيف هو صفة لإبراهيم وملته وأتباعه الذين لم يشركوا بالله أحدا والذين لم يظهروا أى خلاف فيما بينهم بل هم على دين القيمة أو الدين القيم 98 : 5 9 : 36 12 : 40 30 : 30 أى هم على التوحيد المطلق لله تعالى

والحنيف أيضا صفة لمن ترك الشرك وعبادة الأصنام وابتعد عن الخلافات القائمة في الأديان والمذاهب وتجنب الرجس والأوثان وامتنع عن قول الزور والبهتان 22 : 30 - 31

والحنيف صفة لمن عبد الله في إخلاص وأقام الصلاة وآتي الزكاة 98 : 25 وأسلم وحهه لله وعمل الاحسان 4 : 125 وأتخذ الله واحدا لا شريك له

أن الحنيف صفة لمن فطر على الصدق والأمانة وهو فطرة الله التي فطر الناس عليها 30 : 30 لا يبدل بها أنه ايمان بسيط لا غش فيه ولا مواربة بل قل إخلاص وإسلام وطاعة وخضوع 4 : 125

والحنفاء هم الذين أتبعوا ملة ابراهيم 4 : 125 3 : 95 وأمر محمد أن يكون مثلهم وبينهم 16 : 123 3 : 68 وقد هداه الله إلى ذلك هديا صادقا 3 : 95 6 : 161

أن الحنيفية صفة لملة ابراهيم كما هي لملة محمد ملة أبيكم ابراهيم هو سماكم مسلمين من قبل وفي هذا 22 : 78

وكما ابراهيم كان أول الحنفاء هكذا محمد أول المشلمين بل أن ابراهيم كمحمد كان حنيفا مسلما 3 : 67

هذا ما في القرآن العربي عن الحنيفية أما ما في كتب السير والأخبار يدل على ان الحنفاء هم جماعة من العرب لم يعبدوا الأصنام ولم يشركوا بالله با سفهوا عبادة الأصنام والقائلين بها وكانوا على دين ابراهيم قبل أن يقع خلاف فيما بينهم تاريخ الطبري 1 : 404 روح المعاني 1 : 352 بلوغ الأرب 2 : 196

لسان العرب 9 : 56 10 : 402 البيضاوي 1 : 159 وغيرها كثير

وذكرت كتب الحديث انتماء محمد إلى الدين الحنيف وإلى اعتباره دينا سمحا خلاف ما عليه اليهودية الظالمة ومن أحاديثه المسنودة بعثت بالحنيفية السمحة السهلة لسان العرب 9 : 51

وأحب الأديان إلى الله تعالى الحنيفية السمحة مجمع البيان للطبرسي 1 : 515 الاصابة 1 : 51 رقم 164

ولم أبعث باليهودية ولا النصرانية ولكني بعثت بالحنيفية السمحة مسند ابن حنبل 4 : 116 6 : 33

والملاحظ اضافة كلمة النصرانية في الحديث الآخير بينما لا ترد في الحديثين السابقين مما يظن زيادتها واقحلمها والدليل عليه اعتبار محمد أن أهم صفات النصرانية هو تسامحها وربما أضيف هذا الحديث فيما بعد في عهد القتوح الإسلامية عندا صار للمسلمين من النصارى عامة موقف معاديوإذا كانت الحنيفية توصف بالتسامح والنصرانية أيضا فهذا يدل على اعتبارهما دينا واحدا أقله بالنسبة إلى محمد

وتضيف كتب الأخبار في صفات الحنفاء ببقولها أن الحنيف هو من أختتن وحج البيت اللسان 10 : 402 الكشاف للزمخشري 1 :178 مجمع البيان 1 : 467 3 : 109 الرازي 13 : 57 14 : 10

واستقام على ملة ابراهيم وأتبعه عليها الطبري 3 : 105 القرطبي 2 : 128 واعتزل الأصنام واغتسل من الجنابة تاج العروس 6 : 77

في لفظة حنف انظر القاموس 3 : 130 اللسان 9 : 56 وامتنع عن أكل ما ذبح للأوثان وكل م أهل لغير الله وحرم الخمر القرطبي 4 : 109 ابن خلدون 1 : 707 تفسير الرازي 8 : 150

وقال الطبرى كان الناس من مضر يحجون البيت في الجاهلية وكان يطلق عليهم حنفاء تفسبره على البقرة 2 : 135

ومما يثبت وحدة الحنيفية والنصرانية خلط أهل الأخبار في ما بين الحنفاء والرهبان النصارى حيث نراهم أدخلوا في الحنيفية قسا ابن ساعدة والقس ورقة وعثمان بن الحويرث وزيد بن نفيل ... وغيرهم العديد وقد نصوا نصا صريحا على أن هؤلاء كانوا من العرب المتنصرين كما هم من الحنفاء

وفي حديث النبي عن قس ابن ساعدة يقول هذا رجل من اياد تحنف في الجاهلية طبقات ابن سعد 1 : 2 55

والمسعودي ذكر لحنظلة بن صفوان وخالد بن سنان العيسيورئاب الشفي واسعد أبي كرب الحميري وقس ابن ساعدة وأمية ابن أبي الصلت الثقفي وورقة بن نوفل وعداس وأبي قبيس وصرمة أبي أنس الأنصاري وأبي عامر الأوسي وعبد الله بن جحش وبحيرا الراهب .. على أنهم من الحنفاء كما من النصرانية مروج الذهب 1 : 78 وما بعدها

وينتج عن هذا أن الحنيفية لفظة سمحة تطلق على النصرانية كما الإسلام وتعنى النصرانية كما تعني الإسلام وتوصف بها النصرانية كما وصف الإسلام

وابراهيم كان حنيفا مسلما ومن أسلم لله كان حنيفا 4 : 125

ومن هداه الله إلى الصراط المستقيم جعله حنيفا 6 : 161

ومن أقام الصلاة وآتي الزكاة كان حنيفا 98 : 25

يتضح لنا أن الحنيف هو المسلم كما هو النصراني وعليهنجد أن النصرانية والحنيفية والإسلام ثلاثة أسماء لمسمى واحد ودين واحد


الدين القيم


في اعتمادناعلى القرآن وكتب السير والأخبار يمكننا استجلاء مواقف محمد من أهل الكتاب من يهود ومسيحيين ونصارى وسنتقصى القرآن حول كل فئة منهم لنستطيع أن نميز فيما بينهم

ونعرف من استجاب للدعوة الجديدة منهم ومن انكرها ومن أتبعها من العرب

والمعنيون في القرآن هم أربعة

اليهود والمسيحيين والنصارى والمتقين من العرب والتعرف عل معتقد كل فئة منهم ومعرفة موقفهم من الإسلام ينجلي لنا حينئذ هوية الدين القيم الذي به بشر محمدا


اليهود

وهم يتبعون ما أنزل على أباءهم ولا يقرون بتنزيل سواه دعاهم محمد إلى أن يؤمنوا بما أنزل عليه فجابهوه بالرفض : إذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه 2 : 91 وإذا قيل لهم أتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا 2 : 170

وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا 5 : 104

وإذا قيل لهم أتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا 31 : 21

واليهود فيما هم عليه من رفض وإنكار يصفهم محمد بالظالمين وشر البرية وأول كافر به هم سماعون للكذب يحرفون الكلم عن مواضعه وهم موصوفون بالكفر الصريح فهم الذين كفروا من أهل الكتاب 2 : 105 59 : 2 98 : 1

وكفروا بالآيات 3 : 70 وودوا تضليل الناس القرآن 2 : 109

ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم 3 : 69 يلبسون الحق بالباطل 3 : 71 ويصدون عن سبيل الله 3 : 99

ومن مآخذ القرآن العربي عليهم عدم أخذهم بالكتاب كله أى التوراة والانجيل معا بل أخذوا منه بنصيب 4 : 44 أو ألم ترى إلى الذيت أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون 3 : 23

ومع هذا لم يكن لليهود أى فاعلية في سور القرآن المكية حتى أن أسمهم لم يرد في مكة ولم يتعرض لهم الرسول ولم يخاصمهم كما أصبح حالهم معه في المدينة ومن جراء العداوة بين محمد واليهود في المدينة

راحت كتب السير والأخبار والتفسير والأدب والحديث تؤلف قصص الصراع وتذكر العداوات الكثيرة التي حدثت بين العرب واليهود

وأصبح الكهان الوثنيون ورهبان النصارى وعرافوا العرب ينذرون النبي من خطر اليهود ويحذرونه منهم ويلفقون الأخبار حول عداء اليهود لمحمد والحقيقة أن ذلك كله جاء بتأثير مواقف لا حقة من زمن المدينة في حين أن واقع مكة لم يكن هكذا

وذلك أمر هام في فهم تاريخ القرآن والرسالة المحمدية على السواء


المسيحيون

وهؤلاء لم يعرفهم محمد تمام المعرفة ولم يطلع على كتابهم الرسمي ولا حقيقة معتقدهم وهم الذين يؤمنون بالانجيل حسب رواياته الأربعة ويؤمنون بإلوهية المسيح وببنوته الروحية لله

والمسيحيون اختلفوا فيما بينهم فتفرقوا إلى فرق وعرف العرب منهم ثلاثا اليعقوبية والنسطورية والملكانية وهم جميعا

يؤمنون ويعترفون بإلوهية المسيح وحقيقة صلبه وقيامته وسر الفداء والاختلاف بينهم شكلى وهو في التعبير والتصوير ولا يتعداه

ولذلك عقيتهم في المسيح والثالوث جعلتهم في نظر محمد النصراني مغالين في الدين وإيمانهم الصحيح جعلهم في خصام مع أهل الكتاب من يهود ونصارى

فاليهود لا يعترفون بمجئ المسيح والنصارى لا يعترفون بإلوهية المسيح وينكرون الصلب والفداء

ووافقهم القرآن وسماهم المغالين في الدين ونصحهم بقوله : لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ..الخ

القرآن 4 : 171 - 172

وأيضا يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق .. 5 : 105

وينتقل القرآن من النصيحة إلى التكفير ويكرره بقوله عنهم :

لقد كفر الذين قالوا أن الله هو المسيح ابن مريم ... ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل 5 : 72

وهؤلاء الذين عرفهم محمد وكفرهم واعتبرهم بمشركين لم يكونوا سوى وفد من أهل نجران جاء مكة ليقدم للرسول الولاء السياسي وهو بالمقابل ليقدم لهم الأمان

وبالمناسبة جدالهم مع محمد حول ألوهية المسيح وبنوته لله نجده في القرآن المدني من عام الوفود أى ما قبل السنة الآخيرة من الدعوة 631 ميلادي

وقد وزع هذا الجدال على ثلاث سور آل عمران 3 : 33 النساء 4 : 170 المائدة 5 : 75 - 80 فيما هو في الأصل حديث واحد وحيد جرى بين محمد ووفد نجران المسيحي

ملحوظة : الكلام على مسيحية وفد نجران هذا مختلف فيه هل هم على المذهب اليعقوبى أم على المذهب النسطوري ؟ ويقول ثورأندرةأنها كانت قبل الإسلام على اليعقوبية ولما سيطر الفرس أصبحت على النسطورية

وفي سورة التوبة نجد موقف العداء من المسيحيين مستحكما ومشرعا له


النصارى

ويختلفون عن اليهود وعن المسيحيين على السواء لا ينكرون نبوة عيس مثل اليهود ولا يؤلهونه مثل المسيحيين

أنهم أمة وسط بين الفريقين 2 : 143 وأمة مقتصدة 5 : 66

يقيمون الكتاب كله التوراة والانجيل معا 3 : 119

يؤمنون بموسى وعيسى على السواء 7 : 159 3 : 72

ويتلون الآيات على حقيقتها 3 : 113

ويؤمنون بالله ايمانا صادقا 3 : 199

ويؤتمنون على الكثير الكثير 3 : 75

يصفهم القرآن بالعلم والمعرفة وهم الراسخون في العلم 3 : 7

وهم أولوا العلم قائما بالقسط 3 : 18

والذين أوتو العلم 16 : 27 28 : 80 30 : 56 47 : 16

الذين أوتو العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا 17 : 107 وهم يعلمون أن القرآن حق ويؤمنون به 22 : 54 43 : 6

والقرآن في نظرهم هو آيات بينات .... 29 : 49

ويفرحون به بما عندهم من العلم 40 : 83

لذلك يرفعهم الله درجة فوق درجة 58 : 11

ويستشهد بهم محمد على صحة رسالته فهم مع الله والملائكة يشهدون على التوحيد ونبذ الشرك 3 : 188

ويشهدون على القرآن بما عندهم من مثله 46 : 10 ومحدا تكفيه شهادتهم 13 : 43 ويوم يرتاب محمد من صحة ما أنزل إليه يسألهم لتثبت لديه الحجة وليطمئن 10 : 94

ويوم يرتاب أتباع محمد من صوابية رسالته يأمرهم بسؤال أهل الذكر 16 : 43 21 : 7

وعندما تصعب الحجة على النبي يذهب إليهم ليحتكم عندهم 5 : 47


المسلمون

كانت الدعوة إلى محمد أن يوحد بين أحزاب النصارى وأمرهم بقوله : أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه 42 : 13 وأعتصموا بحبل الله ولا تتفرقوا 3 : 103

وكا ن هاجسه ألا يقال عنه أنه فرق بينهم 20 : 94 6 : 159

واستجاب النبي هذه الدعوة حين قال : لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون وكرر قوله 3 : 84 2 : 285

ووصف أتباعه ب الذين أمنوا بالله ورسله لم يفرقوا بين أحد منهم 4 : 152 وينصحهم قائلا لا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا 30 : 32 3 : 105

إذن المسلمون هم النصارى الذين توحدوا وفي الواقع هم توحدوا في كل شئ في الأسم وفي الكتاب وفي العقيدة حتى أصبحوا أمة واحدة 23 : 52 وأصبح أسمهم وأصبح أسمهم مسلمين وكتابهم القرآن ودعوتهم الإسلام وعقيدتهم لا إله إلا الله

لأجل هذا طلب الحواريون شهادة عيسى على أنهم مسلمون : قال الحواريون ... وأشهد ( يا عيسى ) بأنا مسامون 3 : 52

يبدو وبوضوح تام لا يقبل اللبس أن المسلمون هم النصارى الذين توحدوا في أمة واحدة أمة مقتصدة أمة وسط وذلك بعد تفرقهم وتحزبهم ويبدو أيضا بالوضوح نفسه أن الإسلام هو الأسم العربي للنصرانية وهي الطائفة التي أمنت من بني إسرائيل وأيدها النبي والقرآن في إيمانها على التي كفرت 61 : 14

ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون 30 : 30

ونخشى أن نكون ممن لا يعلمون إن كنا نعلم فيجب أن نعلم ما يلي

يخرج من هذا الدين اليهود الظالمين الذين يلبسون الحق بالباطل ويكتمون الحق 3 : 71

ويخرج منه أيضا المسيحيين المتطرفون الذين يغلون في الحق 4 : 171

ويخرج منه الأعراب المنافقون الذين هم أشد كفرا ونفاقا 9 : 97

ويبقى طائفة من أهل الكتاب ومن بني إسرائيل أمنت بالله والكتب كلها وهم على دين القيمة 98 : 5 وعلى الصراط المستقيم يعبدون الله مخلصين له الدين حنفاء يقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة 98 : 5

ذلك الدين القيم 9 : 36 وهو أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم 12 : 40

ومن لم يأتمر فهو من الخاسرين : أقم وجهك للدين القيم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله 30 : 43

النصرانية والإسلام إذن دين على دين

من يجمع بينهما فهو على ضلال

ومن يعتبرهما إثنين هو أيضا على ضلال

ومن يحاول الوفاق بينهما فهو على ضلال

ومن يباعد بينهما فهو أيضا على ضلال

من يعتبر القرآن كتاب المسلمين وحدهم فهو على ضلال

ومن يقول القرآن وحده هو كتاب المسلمين فهو على ضلال

فالقرآن والانجيل والتوراة ثلاثتهم من حق المسلمين

لستم على شئ حتى تقيموا التوراة والانجيل وما أنزل إليكم من ربكم 5 : 68

نقول بملْ الثقة أن النصرانية والإسلام اسمان لمسمى واحد ودين واحد

الأول نشأ في اليهودية

والثاني في مكة والحجاز

وكلاهما واحد ولا مفر

  • عدد الزيارات: 22780