Skip to main content

شهادة العهد القديم

الصفحة 1 من 4

شهادة العهد القديم
بألوهية مسيا المنتظر أي الرب يسوع المسيح

إن أهم غرض لوحي الله المدّون في سفر العهد القديم هو أن يهيئ الطريق لمجيء الرب يسوع المسيح فالعهد القديم شاهد عدل للمسيح مشحون بالنبوات التي تعلن زمان ومكان ظهوره وخلاصه الذي كان مزمعاً أن يقدمه للبشر وبه تفصيلات كثيرة عن آلامه وموته وقيامته ( ) وذلك لكي يتسنى للباحثين عن الحق معرفته وخدمته عند مجيئه- يقول بولس الرسول في (رومية 10: 4) "لأن غاية الناموس هي المسيح للبر لكل من يؤمن)- فحق إذاً لأنبياء العهد القديم أن يشهدوا لمقام وعظمة مخلص العالم الموعود به ولذاته الحقيقية وذلك ظاهر من قول بطرس الرسول في (أعمال 10: 43) "له يشهد جميع الأنبياء أن كل من يؤمن ينال باسمه غفران الخطايا". إن تاريخ الإنسان بعد سقوط آدم يبتدئ بوعد عن مجيء المسيح. اقرأ (تكوين 3: 15) وفي آخر العهد القديم توجد بعض الآيات التي تتكلم عن هذا الوعد بعينه (اقرأ ملاخي 4 عدد 2و5و6) أنه لا يمكننا أن نأتي بجميع النبوات المختصة بالمسيح ولكن نذكر أهمها.
وفي أول هذا الفصل قبل التأمل في ما قاله الأنبياء عن ألوهية المسيح المنتظر
يقول موسى عن مجيء مسيا أنه سيأتي نبي عظيم "قال لي الرب أقيم لهم نبياً من وسط أخوتهم ( ) مثلك وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي أنا أطالبه" (تثنية 18: 18و19) وتكلم الله عن لسان أشعياء النبي عن عمل مسيا المنتظر بقوله "هوذا عبدي الذي أعضده مختاري الذي سرب به نفسي وضعت روحي عليه فيخرج الحق للأمم لا يصيح ولا يرفع ولا يسمع في الشارع صوته. قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة خامدة لا يطفئ إلى الأمان يخرج الحق لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق في الأرض وتنتظر الجزائر شريعته- هكذا يقول الله الرب خالق السموات وناشرها باسط الأرض ونتائجها معطي الشعب عليها نسمة والساكنين فيها روحاً. أنا الرب قد دعوتك بالبر فامسك بيدك وأحفظك وأجعلك عهداً للشعب ونوراً للأمم لتفتح عيون العمي لتخرج من الحبس المأسورين من بيت السجن الجالسين في الظلمة. أنا الرب هذا اسمي ومجدي لا أعطيه لآخر ولا تسبيحي للمنحوتات" (أشعياء 42: 1-8). قارن ذلك بما جاء في إنجيل (متى 12: 17-21) وفي (أشعياء 61: 1و2). يمثل المسيح بقول النبي "روح السيد الرب عليّ لأن الرب مسحني لأبشر المساكين أرسلني لأعصب منكسري القلب لأنادي للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالإطلاق لأنادي بسنة مقبولة للرب" (قارن هذا بما قيل في لوقا 4: 16-21). وقد قال زكريا عن دخول المسيح أورشليم قبل صلبه "ابتهجي جداً يا ابنة صهيون اهتفي يا بنت أورشليم هوذا ملكك يأتي إليك هو عادل ومنصور وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان" (زكريا 9: 9). (قارن ذلك بما جاء في متى 21: 1-11 ومرقص 11: 1-10 ولوقا 19: 29-38 ويوحنا 12: 12-15). وقد تنبأ أشعياء النبي عن المسيح وأعماله فكتب قائلاً "ويخرج قضيب من جزع يسى وينبت غصن من أصوله ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب" (أشعياء 11: 1و2) قارن هذا بما جاء في (أعمال 13: 23 ورؤيا 5: 5وص 22: 16). ثم يتكلم أشعياء عن المسيح كقاضي جميع الناس وأنه سيبني مملكة ويلاشي كل شر من المسكونة بقوله (لأن الأرض تمتلئ من معرفة الرب كما تغطي المياه البحر) (أشعياء 11: 9) وقد قال النبي دانيال عن ذلك أيضا (كنت أرى في رؤى الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان أتى وجاء إلى القديم الأيام فقربوه قدامه فأعطى سلطاناً ومجداً وملكوتاً لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة سلطانه سلطان أبدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض) (دانيال 7: 13و14) قارن ذلك مع ما جاء في مرقس 13: 26) هذه الكلمات الأخيرة تبرهن أنه لم يوجد مجال لأحد من الناس أن يأتي بعد المسيح مدعياً النبوة وفارضاً علينا إكرامه وطاعته عوضاً عن المسيح الذي قال عن نفسه "السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول" (متى 24: 35 ومرقس 13: 31 ولوقا 21: 33).

المسيح لم يكن فقط نبياً وملكاً ولكنه كان أيضاً كاهناً
الصفحة
  • عدد الزيارات: 19724