Skip to main content

الأسطورة في القرآن - لماذا انقطع القول بالأساطير عندما انتقل محمد من مكة إلى المدينة؟

الصفحة 2 من 2: لماذا انقطع القول بالأساطير عندما انتقل محمد من مكة إلى المدينة؟

السبب واضح فيما أعتقد، فالبيئة التي انتقل إليها محمد كانت قد تثقَّفت ثقافةً كتابية بفضل أهل الكتاب، فانتشرت الحقائق وسادت محل الأساطير والخرافات. وبما أن القرآن نتاج بيئة ومُعبِّرٌ عنها، فقد اختفت الأساطير باختفاء بيئتها، ولم تكن المدينة وسَطاً صالحاً لنمُّو مثل هذه الأحاديث!

والأغرب من موقف القرآن وردّه على مشركي مكة هو دفاع علماء المسلمين عن وجود أساطير في كتابٍ موحى به من الله، فهم يرون أن القرآن استخدم الأساطير التي كانت تعرفها البيئة العربية وقت نزوله تحقيقاً لعنصر التأثير في نفوس المعاصرين، وتمكيناً للإيمان به في قلوبهم!

فهل يستقيم مع هذا التفسير الادّعاء بأنه كلام الله الذي نَزل من اللوح المحفوظ؟

إن الله أعظم من أن يلجأ في كتابه المنزَل لهداية الخلق جميعاً إلى استخدام الباطل والأكاذيب ليجذب بها العرب من معاصري نزول القرآن، وهو يعلم أن هذا الكتاب سيؤمن به غيرهم في أزمنة مختلفة وأماكن أخرى! وهل يُعقل أن الله لم يعلم حال من سيؤمن بالقرآن من غير هؤلاء ممن تتكشف لهم حقيقة هذه الأساطير، كما زعم أصحاب هذه النظرية؟

ويقودنا القول بذلك إلى سؤال بالغ الأهمية: كيف يلجأ الخالق إلى موافقة خيالات أو أوهام العرب الجاهليين وقت نزوله، وهو القادر على أن يصوغ كتابه المنزل من الحقائق المتفقة مع الواقع والتاريخ، التي تُحدِث أثرها من الموعظة والعِبْرة في نفس الوقت؟

الصفحة
  • أنشأ بتاريخ .
  • عدد الزيارات: 8247