Skip to main content

الختام

الختام

 وفي الختام، نجد بأن هناك مسألتين تحتاج إلى تأكيد خاص.

المسألة الأولى: إن العلاقة الشخصية مع الله، التي تغيّر الحياة وتفرّح القلب هي فقط من اختبار الذين وضعوا ثقتهم الكاملة في الرب يسوع المسيح. أما أكثرية الذين يدّعون بأنهم مسيحيون، فاعترافهم بالإيمان هو مجرد اعتراف اسمي، أي أنهم لم يسلموا نفوسهم للمسيح للخلاص من الخطية. فوضع المسيحيين الاسميين أمام الله كوضع كافة الشعوب الأخرى تماماً، فإنهم يعيشون في العالم بلا إله وبلا رجاء، وهم بحاجة إلى أن يتعرفوا على الله الحي في المسيح يسوع، تماماً كما يحتاج إلى ذلك أي إنسان آخر. فأن يولد المرء في عائلة مسيحية لا يعني ذلك أنه مؤمن حقيقي. هذا هو التفسير الأساسي للحقيقة بأن الكثيرين الذين يدعون أنفسهم مسيحيين لا يظهرون أسلوب الحياة والتصرف اللذين ينسجمان مع تعليم العهد الجديد؛ وذلك أيضاً هو السبب في أن ما يسمى 'بالغرب المسيحي' ليس مسيحياً حقاً. وهناك عدد قليل نسبياً من الناس في الغرب الذين يؤمنون فعلياً بالمسيح. وصيرورة الإنسان مسيحياً لا تجعله غربياً، تماماً كما أن كون الإنسان غربياً لا يجعله مسيحياً.

والآن، أيها القارئ العزيز، أودّ أن أتحدث إليك على صعيد شخصي للغاية، ربما قد حصلت على ومضة لحقيقة محبة الله لك التي في المسيح، لكنك متردّد في وضع ثقتك فيه وتسليم نفسك له بسبب خوفك من النتائج. قد يتبرّأ منك أهلك ومجتمعك ويضطهدونك. وقد ينتابك الظن بأن الكلفة ستكون باهظة في طريق الآلام إذا ما اعترفت بالمسيح مخلصاً شخصياً لك. والواقع أنه ستكون خسارتك أكثر بكثير إذا لم تسلم نفسك له، لأن الخسارة التي ستنجم حينئذ عن ذلك هي خسارة أبدية. من أجل ذلك قال المسيح: 'لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه (مرقس 36:8). وما قاله عن يهوذا الذي خانه يمكن أن ينطبق على كل واحد يرفض الإيمان بالمسيح: '.. كان خيراً لذلك الرجل لو لم يولد' (مرقس 21:14).

والسؤال الثاني: هل تحب الحق فوق كل شيء آخر – فوق عائلتك وأصدقائك وهويتك وتقاليدك ونزعاتك؟ هل تحب الحق فوق البهتان والضلال، وفوق الخطية والشر، وفوق الشهوة واللذة الجسدية؟ إن كلمة الله تحذّر الناس من أنهم سيهلكون، 'لأنهم لم يقبلوا محبة الحق حتى يخلصوا' (2تسالونيكي 10:2).  والمسيح قال: إن شاء أحد أن يعمل مشيئة الله فسيعرف الحق (يوحنا 17:7).

 فهل أنت مخلص تماماً وجدّي في أمر علاقتك بالله؟ إنه يحبك ويدعوك لتختبر العلاقة معه بالإيمان بالرب يسوع المسيح. الفرصة أمامك الآن، ولكنها لن تدوم إلى الأبد. والكتابالمقدس ينبهنا بوقار ضد تأجيل التسليم للمسيح (الأمثال 1:27، 1:29، 2كورنثوس 2:6، عبرانيين 7:3). لأنه ليس للإنسان الذي يرفض المسيح من رجاء ولا فرصة أخرى بعد هذه الحياة ، لأنه '.. وُضع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة' (عبرانيين 27:9).

وبالإيمان الحقيقي في المسيح يترتب على الإنسان التحوّل عن العصيان الآثم والأفكار الخاطئة إلى الله الحي الحقيقي (1تسالونيكي 9:1). والمسيح وحده هو الذي يستطيع أن يهبك القوة، لتعيش لله في خدمة المحبة والتضحية من أجل الآخرين. فالمسيح لم يأتِ ليُخدم بل ليخدِم (مرقس 45:10). وهذا الأمر عينه يجب أن يظهر بوضوح في نشاطات اتباعه اليومية وعلاقتهم بالآخرين. وإن كان الإنسان بالحق هو تلميذ المسيح فسيواجه الاضطهاد، كما جاء في كلمة الله 'وجميع الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى فيالمسيح يسوع يُضطهدون' (2تيموثاوس 12:3). ولكن في وسط الآلام سنختبر تعزيات الله وقوته وحكمته بشكل عميق (2كورنثوس 3:1-4، 9:12-10، يعقوب 1:1-10، 1بطرس 16:4). يمكنك، بالصلاة، أن تلقي بكل مشكلة لديك على الله، لأنه هو يعتني بكل نواحي حياتك – الروحية، الخلقية، العقلية، العاطفية، الجسدية والاجتماعية (1بطرس 7:5). فهو يحبك ويريد أن يكون فرحك كاملاً (يوحنا 11:15، 1يوحنا 4:1). لذلك وعد أن مهما طلبنا من الآب باسم المسيح، ولمجد الله، فسوف نناله (يوحنا 13:14، 24:16).

هل تصلون وتطلبون باسم يسوع المسيح، وتضعون ثقتكم به الآن؟ إن فعلتم ذلك فسوف تدركون لماذا السلطان محمد ب. خان يكتب التأكيد التالي:

'أصغوا إليّ يا أصدقائي، إن ما سبق وشرحته لكم ليس شيئاً ظاهرياً وملفقاً. إنما هو أمر أكيد وحاسم، لأنه مؤسس على سنوات من البحث والتنقيب.. في ذلك الحين عاهدت الله أنني سأقرأ الكتاب المقدس من الآن فصاعداً، وليس كما سبق وقرأته في الماضي، كباحث عن الحق لكي تتوضح لي طريق الحق والبر. وهكذا رحت أقارن، وقد طرحت جانباً التحيّز والانتقادات الفلسفية، بين 'الافستا' (كتاب الزرادشتيين) 'والسنيارا براغاش' والكتاب المقدس والقرآن. فتوصلت إلى النتيجة بأن الخلاص موجود في المسيح ليس إلا'.


يريد المسيح أن يدخل حياتك، ويجعل منك شخصاً جديداً إن كنت تتواضع، وتعترف بأنك إنسان خاطئ وتحتاج إلى مخلص، فهو الوحيد الذي أحبك لدرجة أنه مات لأجلك وقام.. وهو سيقبلك ويغيّرك 'لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت. لأن القلب يُؤمَن به للبر والفم يُعترف به للخلاص' (رومية 9:10و10).

إذا كان هذا موقف قلبك الآن، فنرجو منك الكتابة إلينا وإعلامنا بذلك، وسنبذل أقصى جهدنا لنرشدك إلى مؤمنين حقيقيين بالمسيح، بحيث يمكنك أن تتمتع معهم بشركة مبهجة.

تجد في نهاية هذا الكتاب 'صفحة استعلام' يمكنك أن تملأها وترسلها إلى العنوان الموجود في الأسفل. إن كنت قد صليت إلى الله، وطلبت من المسيح أن يصبح مخلصاً ورباً لك، فنرجو أن تشير إلى ذلك في الخانة المعدة لهذا الغرض. وسوف نرسل إليك منشورات أخرى تساعدك على النمو في حياتك الجديدة في المسيح. ولعل لديك بعض الأسئلة التي تحتاج إلى إجابة، قبل أن تتمكن من التصميم على تسليم نفسك للمسيح. نرجو أن تتفضل وترسل إلينا بهذه الأسئلة، ونحن على استعداد لمراسلتك. وإذا لم يكن في حوزتك نسخة من 'العهد الجديد' لكنك ترغب في دراسته بنفسك، فالرجاء أن تشير إلى ذلك في الخانة الخاصة، ونحن على استعداد أن نرسل لك نسخة تحتفظ بها.

'فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح، الذي به أيضاً قد صار لنا الدخول بالإيمان، إلى هذه النعمة التي نحن فيها مقيمون، ونفتخر على رجاء مجد الله. وليس ذلك فقط، بل نفتخر أيضاً في الضيقات عالمين أن الضيق ينشئ صبراً، والصبر تزكية، والتزكية رجاء، والرجاء لا يُخزي، لأن محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المُعطى لنا. لأن المسيح، إذ كنا بعد ضعفاء، مات في الوقت المعيّن لأجل الفجار. فإنه بالجهد يموت أحد لأجل بار. ربما لأجل الصالح يجسر أحد أيضا أن يموت. ولكن الله بيّن محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا. فبالأولى كثيراً ونحن متبرّرون الآن بدمه نخلص به من الغضب. لأنه إن كنا ونحن أعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه فبالأولى كثيراً ونحن مصالحون نخلص بحياته. وليس ذلك فقط، بل نفتخر أيضاً بالله بربنا يسوع المسيح الذي نلنا به الآن المصالحة' ( رومية 1:5-11).

'فماذا نقول لهذا. إن كان الله معنا فمن علينا. الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين، كيف لا يهبنا أيضاً معه كل شيء. من سيشتكي على مختاري الله. الله هو الذي يبرر. من هو الذي يدين. المسيح هو الذي مات بل بالحري قام أيضاً الذي هو أيضاً عن يمين الله الذي أيضاً يشفع فينا. من سيفصلنا عن محبة المسيح. أشدّة أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عري أم خطر أم سيف. كما هو مكتوب إننا من أجلك نُمات كل النهار. قد حُسبنا مثل غنم للذبح. ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا. فإني متيقن أنه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة ولا علو ولا عمق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا' (رومية 31:8-39).

  • أنشأ بتاريخ .
  • عدد الزيارات: 7182