Skip to main content

نبوَّة محمد - فشل غزوات محمد

الصفحة 2 من 4: فشل غزوات محمد

 

فلنرجع الآن إذ ليس عندك في هذا جواب. فنقول إما أن يكون حمزة هذا رسول نبيٍ مبعوث، وهو عمه وعن أمره خرج ومعه ثلاثون راكباً، وهو على حقٍ عند نفسه عندما خاف من أبي جهل الكافر المشرك ومعه ثلثمائة رجل كفار مشركين عباد أوثان، ولم يحاربه بل سالمه. أو يكون هذا خلاف ما تدّعيه أنت أنه نبيّ مرسَل وأن الملائكة تؤيده وتقاتل دونه كما كانت تقاتل مع يشوع بن نون، فإنه رأى ملاكاً في زيّ فارس، فلم يعرفه يشوع فسأله: أمِن أصحابنا أنت أم من أعدائنا؟ فقال له الملاك: أنا رئيس جيوش الرب، والآن أقبلتُ. فخرَّ يشوع بوجهه على الأرض ساجداً وقال: بماذا يأمر السيدُ عبدَه؟ فقال رئيس جيوش الرب: اخْلَعْ نَعْلَكَ مِنْ رِجْلِكَ، لِأَنَّ الْمَكَانَ الَّذِي أَنْتَ وَاقِفٌ عَلَيْهِ هُوَ مُقَدَّسٌ . فَفَعَلَ يَشُوعُ كَذ لِكَ (يشوع 5:13-15). وفي هذا القول من الملاك ليشوع سرٌّ ليس هذا موضعه، وكان يشوع وقتها يحاصر أريحا. فلما أتى على ذلك سبعة أيام فتحها على غير عقد ولا عهد، فقتل كل من كان فيها من ذكر وأنثى.

ولنذكر أيضاً غزوة صاحبك الثانية لعله يكون لك فيها أدنى جواب. وفيها بعث عُبيدة بن الحارث بن المطلب في ستين راكباً ليكون ضعف العدة الأولى، فيقوّي قلوبهم إلى بطن رابغ بين الأبواء والجحفة، فلقي أبا سفيان بن حرب، وأبو سفيان في 200 راكب، فكان بينهم من الدماء ما قد علمت، ثم رُدعوا فما رأيت أحداً من الملائكة أعانهم على أمرهم بشيء، وقد شهدت أنت أن جبرائيل كان في صورة رجل راكب رمكة شهباء عليه ثياب خضر، وقد ركب فرعون بجنوده على 400 ألف حصان في طلب بني إسرائيل. فلما توسط بنو إسرائيل البحر قحم جبرائيل في أثرهم قائلاً: قدم خير . فتبعته الخيل التي كان عليها فرعون وأصحابه، فنجا بنو إسرائيل وغرق فرعون وأصحابه! هذه شهادتك وإقرارك ببعض علامات موسى النبي التي أتى بني إسرائيل، وصاحبك خلو من هذا كله!

ولا بدّ لنا أن نأتيك بالثالثة لما بعث سعد بن أبي وقاص إلى الخرار خارج الجحفة في عشرين رجلاً، فورد الموضع وقد سبقته العِير قبل ذلك بيوم، ففاته أمله ورجع خائباً من رجائه! فهذه خلاف آيات النبوة وعكس ما فعله نبي الله صموئيل بشاول. ولا أشك في أنك تعرف القصة، فقد قلت إنك عارف بالكتب المنزلة دارس لها حق دراستها. وذلك أن قيساً أبا شاول ضاعت له أتن، فوجَّه ابنه شاول في طلبها، فذهب شاول إلى صموئيل النبي يسأله، فقال له صموئيل قبل أن يخبره شاول خبر ما جاء لأجله: أما الأتُن فرجعت إلى بيت أبيك، وأما أبوك فقد شغله الاهتمام بغيبتك عن الأتن . فهكذا تكون شروط النبوة التي هي علم الغيب الماضي وعلم الغيب المستقبل، فتخبر الأنبياء عنه وتذكره قبل وقوعه وتعلم حدوثه قبل مجيئه، بما يُظهر لهم الروح القدس معطي علم الغيب الذي هو نهاية الدلالات على النبوات. وقد قال المسيح الرب في إنجيله المقدس ما معناه إن الشهادة العادلة الصادقة هي الكائنة من قِبَل رجلَيْن عَدْلين صادقيْن أو ثلاثة عدُول، فتلك واجب قبولها. وقد أنبأناك في فصل كتابنا هذا بثلاث شهادات عدل، لك فيهم مُقنع.

فلننظر الآن بعد الغزوات الثلاث التي خرج فيها هؤلاء النفر ومن خرج معهم بأمر صاحبك فانصرفوا. وخرج هو بنفسه مع أصحابه يريد عِيراً لقريش، فانتهى إلى ودان، فوافاه مَجْشيّ بن عمر الضمري فلم يَنَلْ منه شيئاً ورجع صفراً. ثم خرج ثانية إلى بواط، وهيفي طريق الشام في طلب عيرٍ لقريش فيها أمية بن خلف الجمحي، ورجع ولم يصنع شيئاً. ثم خرج ثالثة إلى أن وصل إلى يَنْبُع في طلب عيرٍ لقريش أيضاً يريد الشام، وهي العير التي كان القتال ببدْرٍ بسببها في رجعتها، فرجع صفراً ولم يصنع شيئاً. فأنْصِف (وأنت أهلٌ لذلك) إن كان صاحبك نبياً كما تدّعي! فما للأنبياء وشنّ الغارات والخروج لإصابة الطرق والتعرُّض لأخذ أمتعة الناس! وما الذي ترك صاحبك هذا للصوص وقطاع الطريق؟ وما الفرق بينه وبين أتابك الخزمي الذي تناهى إلى سيدنا أمير المؤمنين وإلينا خبره بما عمل وارتكب من ظلم الناس؟ فأجِبْنا إنْ يكن عندك في هذا جواب واضح. وإني أعلم أنه لا جواب عندك ولا عند غيرك ممن اعتقد مثل اعتقادك.

توجيهه بالقتل
الصفحة
  • عدد الزيارات: 9887