Skip to main content

بحث في بعض أخلاق محمد - مسألة زواجه

الصفحة 2 من 3: مسألة زواجه

1 - مسألة زواجه - في سو رة النساء 4: 3 قاعدة لكل مسلم أن يتزوج مثنى وثلاث ورباع أو ما ملكت يمينه ويفسر البيضاوي هذا الجزء الأخير بالسراري وهذه الآية تجيز تعدد الأزواج واتخاذ السراري لكل المسلمين في كل الأوقات وقد سبب ذلك أضراراً عظيمة شائعة في البلاد الإسلامية ولكن لم يكن لمحمد حد (1) (انظر روضة الأحباب حيث ترى كل شيء عن محمد كزوج) لزواجه لأنه يقول في سورة الأحزاب 33: 50 يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللاَّتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاَتِكِ اللاَّتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَا مْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكْتَ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌوقال البيضاوي خالصة لك من دون المؤمنين إيذان بأنه مما خص به لشرف نبوته وتقرير لاستحقاقه الكرامة لأجله وقال أيضاً خالصة أي خلوصاً لك أن هبة خالصة ولكي نعرف مقدر استعمال محمد هذا الترخيص نجد أنه عند وفاته كانت له تسع نسوة أحياء فضلاً عن سريتين على الأقل مارية وريحانة ويقول ابن هشام أن محمداً تزوج ثلاث عشر ة امرأة منهن عائشة التي كانت بنت ست لما عقد عليها وبنت سبع لما بنى بها ابن هشام وابن الأثير والمشكاة والبخاري.

أما مارية القبطية التي أرسلها المقوقس حاكم مصر الخ. فقد جاء في سورة التحريم 66: 1 و2 يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَا للَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَا للَّهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ. وقد ذكر البيضاوي تفسيرين لهذه العبارة أحدهما أثبته سائر المفسرين وهو روي أنه خلا بمارية في فراش عائشة أو حفصة فاطلعت على ذلك حفصة فعاتبته فيه فحرم مارية فنزلت. والحطايات بحذافيرها واردة في روضة الصفا وغيره ولكنا اخترنا هذا التفسير المختصر كي نتحاشى ذكر ما لا يجب ذكره ههنا وما تنيره لنا هذه الحكاية عن محمد ليس حسناً. وليلاحظ هنا أن وحياً نزل لحل الإيمان.

أما عن زواج محمد بزينب بنت جحش امرأة ابنه الذي تبناه زيد بن حارثة فإننا نقرأ في سورة الأحزاب 33: 37 و38 وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَا تَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَا للَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَّوَجْنَاكَهَا لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهُ مَفْعُولاً مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً يقول الجلالان في تفسيرهما ما ملخصه نزلت في زينب فزوجها النبي لزيد ثم وقع بصره عليها بعد حين فوقع في نفسه حبها وفي نفس زيدكراهتها (؟) فقال هذا للنبي أريد فراقها فقال أمسك عليك زوجك ثم طلقها زيد وانقضت عدتها فدخل عليها النبي بغير إذن واشبع المسلمين خبزاً ولحماً. وقال البيضاوي أمسك عليك زوجك زينب وذلك أنه أبصرها بعدما أنجحها إياه فوقعت في نفسه فقال سبحان الله مقلب القلوب وسمعت زينب بالتسبيحة فذكرت لزيد ففطن لذلك ووقع في نفسه كراهة صحبتها فأتي النبي وقال أربد أن أفارق صاحبتي فقال مالك أرابك منها شيء فقال لا والله ما رأيت منها إلا خيراً ولكنها لشرفها تتعظم علي فقال له أمسك عليك زوجك فلما قضى زيد منها وطراً حاجة بحيث ملها ولم يبق له فيها حاجة وطلقها وانقضت عدتها زوجناكها والمعنى أنه أمر بتزويجها منه أو جعلها زوجته بلا واسطة عقد ويؤيده أنها كانت تقول لسائر نساء النبي أن الله تولى إنكاحي وأنتم زوجكن أولاؤكن وقيل كان السفير في خطبتها وذلك ابتلاء عظيم وشاهد بين على قوة إيمانه (1) (الضمير عائد على زيد لأنه بعد أن سمح الوحي بطلاقها منه وتزويجها للنبي قال له النبي: إني لا أجد ثقة تسمع لقوله سواك فاذهب إليها واخطبها لي فذهب وأتم ما أمر به ولو كرهت طبيعته هذا العمل (المصحح). ويتضح من هذا القول الأخير أن البيضاوي شعر أن هذا العمل أوجد الشك في قلوب الناس من عمله.

وتاريخ محمد مع صفية وريحانة ونسائه وسراريه موجود في ابن هشام وابن الأثير وروضة الصفا وروضة الأحباب الخ. ولا يحسن أن نورد شيئاً زيادة لعدم نفعه ولعدم لياقته إلا أنه بنير لنا أخلاق محمد. ولكننا نكفي أنفسنا بما اوردناه عن هذا الأمر.

طرق معاملته لأعدائه
الصفحة
  • عدد الزيارات: 9505