Skip to main content

فحص مشتملات القرآن - أهم تعاليم القرآن أن القدر هو سبب سعادة أو شقاء الإنسان في الآخرة

الصفحة 5 من 7: أهم تعاليم القرآن أن القدر هو سبب سعادة أو شقاء الإنسان في الآخرة

ومن أهم تعاليم القرآن أن القدر هو سبب سعادة أو شقاء الإنسان في الآخرة. كما جاء في سورة الإسراء 17: 13 و14 وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً اِقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً وفي سورة إبراهيم 14: 4 فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وورد نفس القول في سورة المدثر آية 34 ثم معناه في سورة البقرة آية 5 و6 والنساء آية 9 والأنعام 125 والأعراف 177 و178 الخ. ثم نجد في سورة الأعراف 7: 179 وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَا لْإِنْسِ وفي سورة هود 11: 120 لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَا لنَّاسِ أَجْمَعِينَ (راجع سورة السجدة 32: 13) وإن ذلك كان غرض الله تعالى من الخلق مع أنه في أماكن أخرى نجد أن الناس سيجزون حسناً في العالم الآتي إذا كانوا مسلمين ويعاقبون إذا لم يكونوا كذلك. فإذا كان كل عمل قد قدر على الإنسان من قبل والإنسان ليس له حرية إرادة فينتج أن الإنسان لا يكون له استحقاق أو عدم استحقاق ولا يكون صالحاً أو طالحاً وليس له ثواب أو عقاب فإن الثواب والعقاب عبارة عن جزاء خير أو شر. ولا تكون للأوامر والنواهي الإلهية فائدة حيث أن لا توجد في الإنسان مقدرة على الطاعة أو عدمها لأن القدر سجل كل شيء من ذي قبل. ولكن القرآن يحتوي على أوامر ونواهي ويصرح أنها أنزلت من العليم ففي بعض الأماكن يخبر القرآن محمداً أن مساعيه لإهداء الناس عبث لأن الله نفسه جعل من المستحيل عليهم الإيمان كما ورد مثلاً في سورة البقرة 2: 6 و7 إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمِْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ. ثم نراه مأموراً أن يسعى في بهديتهم لا بالعنف بل باللطف كما جاء في سورة البقرة 2: 256 لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ وفي سورة النور 24: 54 قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ وفي سورة الغاشية 88: 21 و22 فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بَمُصَيْطِرٍ.

ولكن في مكان آخر نجد تعلمياً مناقضاً تماماً لهذا التعليم فكل واحد يعرف أن المسمى نبي السيف ادعى أن الله أمره أن ينشر الإسلام بالقوة كما ورد في سورة البقرة 2: 86-89 و212 وسةرة النساء 4: 76 و91 وسورة الأنفال 8: 40 وسورة الفتح 48: 16 وسورة التحريم 66: 9 فنجد من المناقضات شيئاً كثيراً. ولا فائدة من القول أن الآيات المتأخرة نسخت الآيات الأولى كما ورد في سورة البقرة 2: 106 مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا وأيضاً سورة النحل 16: 101 وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَا للَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَّزِلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ إن هذه إنما أتى بها لكي تبعد عن الأذهان تناقض القرآن لذاته. ولنا مثال حسن عن ذلك إذا قابلنا البقرة 2: 62 مع سورة آل عمران 3: 85 ففي الأول نرى أن المسلمين واليهود والمسيحيين والصابئين خالصون في قوله إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَا لَّذِينَ هَادُوا وَا لنَّصَارَى وَا لصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِا للَِّه وَا لْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ وفي الثانية نرى أن المسلمين وحدهم لهم الخلاص إذ قال وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ومن السهل علينا أن نظهر مناقضات أخرى في القرآن حيث أن علماء المسلمين أنفسهم يصرحون أن في القرآن لا أقل من مائتين وخمسة وعشرين آية منسوخة. وكثير من هذه الآيات المنسوخة هي خاصة بالعدل والمباحات الدينية ونرى الله الغير المتغير يأمر بعد ذلك المسلمين بالجهاد والحرب واضطهاد الناس رغماً عن إرادتهم البقرة 2: 217 و218 وسورة التوبة 9: 6 و29).

ويوجد نوع مهم آخر من التناقض في القرآن يجب على المسلمين ملاحظته وهو يختص بما في القرآن عن التوراة والإنجيل. فقد رأينا آنفاً أن القرآن يصرح أنه انزل مصدقاً لسائر الكتب وليحفظها من التغيير والتبديل ولكنه في أمور كثيرة يناقضهما معاً. ومن هذه المناقضات التامة تعاليم جوهرية في الإنجيل مثلاً موت المسيح على الصليب إتماماً للنبوات وكفارته عن خطايا العالم كله ولاهوته وقيامته وأنه وحده القادر على تخليص أنفس العالم. وواضح أنه لايمكن للغير المتغير أن ينزل وحياً يخالف قصده الأزلي وطريقه المعين للخلاص ومواعيده وشريعته الأدبية وتعاليمه الإلهية. وعدا ذلك فإن دعوى القرآن إنه وحي جديد ودعوى محمد أنه نبي برسالة جديدة تخالفان تعاليم العهد الجديد كما يتضح ذلك من قول الرب يسوع المسيح اَلسَّمَاءُ وَا لْأَرْضُ تَزُولَانِ وَل كِنَّ كَلَامِي لَا يَزُولُ (مت 24: 35) وقابل (مرقس 8: 31 ولوقا 21: 33 ويوحنا 12: 48) ويقول بولس الرسول وَل كِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلَاكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ؟ فَلْيَكُنْ أَنَاثِيمَا. كَمَا سَبَقْنَا فَقُلْنَا أَقُولُ الْآنَ أَيْضاً: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُبَشِّرُكُمْ بِغَيْرِ مَا قَبِلْتُمْ؟ فَلْيَكُنْ أَنَاثِيمَا (غل 1: 8 و9) إذاً فلا محل لأي وحي جديد ينزله جبرائيل أو غيره سواء كان إنساناً أو ملاكاً. ففي هذا الأمر يناقض القرآن نفسه فهو أولاً يشهد بصحة الكتاب وتصديقه له ثم يعلم تعاليم تخالف تعاليمه الجوهرية.

في أمور ثانوية أخرى كثيرة يناقض القرآن أيضاً نفسه باختلافه عن الكتاب المقدس
الصفحة
  • عدد الزيارات: 13292