خرافات وسحر وشعودة
الفصل الثالث عشر
خرافات وسحر وشعودة
كثيرا ما تصطبغ الأديان بالخرافات والسحر والشعوذة. وغرضنا في هذا الفصل هو التحري عن الخرافات والسحر والشعوذة في الإسلام والمسيحية.
في الإسلام:
كثيرة هي الأديان التي تسودها معتقدات وممارسات مبنية على الخرافات والسحر والشعوذة. نستطيع كما سنبين لاحقا أن الإسلام يشارك هذه الأديان الوثنية في معتقداتها وممارساتها، وذلك على الرغم من إدعاء دعاة الإسلام بنقاوة الإسلام وتفوقه على سائر الأديان. وفيما يلي سنذكر بعض هذه المعتقدات مبتدئين من الجن.
الجن:
من أشهر المعتقدات في الإسلام هو الإعتاد بوجود الجن. ويشارك الإسلام اليهودية والمسيحية في الاعتقاد بوجود الملائكة والشياطين. ولكن الإسلام ينفرد عن اليهودية والمسيحية بالاعتقاد بوجود كائنات خرافية اسمها الجن. لقد كان هذا الاعتقاد سائدا بين عبدة الأوثان في الجزيرة العربية قبل الإسلام، واستمرت هذه العقيدة في الوجود بعد مجيء محمد والإسلام. لقد رفع الإسلام من شأن خرافة الجن حتى أن القرآن قد خصص إحدى سوره لهم كما أن ذكرهم قد ورد في أماكن كثيرة من القرآن وفي الحديث أيضا.
من هم الجن في الاعتقاد الإسلامي؟ يستنتج الدارس للتعليم الإسلامي عن الجن بأنهم مخلوقات ذكية غير منظورة وهم بذلك كالملائكة. كذلك فإن لهم صفات أخرى تجعلهم كالبشر. لذلك يمكننا القول أن الجن هم كائنات وسط ما بين الملائكة والناس. وأما مكان وجود الجن فهو الأرض السفلى حيث يسكنون مدنا وقرى شبيهة بمدن وقرى البشر، وهم أمم وممالك كأهل الأرض. بالإضافة إلى ذلك، فإنهم ينتشرون على سطح الأرض ويختلطون ببني البشر إلى درجة التزاوج بينهم. وتنتشر الروايات الخرافية الكثيرة بين المسلمين عن نساء متزوجات من الجان ومن رجال متزوجين من الجان. ويؤمن الإسلام أن هناك أيضا جانا مسلمين و جانا كفارا لم يسلموا.
يخبرنا القرآن أن الجن قد خُلقوا من النار كما في الآية التالية: "خلق الإنسان من صلصال كالفخار وخُلق الجان من مارج من نار." (الرحمن: 14 و15).
وكذلك يخبرنا القرآن أن الجان أمم كأمم البشر إذ يقول: "أدخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار كلما دخلت أمة لعنت أختها..." (الأعراف: 38). وكما أرسل الله رسلا لهداية البشر كذلك أرسل رسلا لهداية الجن منهم حسب ما جاء في القرآن: "يا معشر الإنس والجن ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذروكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرّتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين." (الإنعام:30).
يذكر القرآن أنه في الأيام الغابرة كان الجن تحت سيطرة سليمان وقد سخرهم لخدمته: "ولسليمان الريح وغدوها شهر ورواحها شهر وأرسلنا له عين القطر ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نُذقه من عذاب السعير. يعملون له ما شاء من محاريب وتماثيل وجنان كالجواب وقدور (سفن) راسيات..." (سباء: 12-13). إن ما رُوي في القرآن عن سليمان والجن كثير ولا يمكن ذكره كله في هذا الكتاب. لكننا نقول إن هذه لأساطير الأولين.
إذا كان للجن هذه المكانة المهمة في مُلك سليمان، فلماذا لم يرد ذكرهم على الإطلاق في التوراة التي يعتبرها المسلمون كتابا منزلا من الله والتي تقص أخبار سليمان بالتفصيل؟ هل نسي الله يا ترى أن يذكرهم في التوراة فعاد وذكرهم في القرآن؟ لو كان هناك وجود حقيقي للجن ، ولو كان الجن يعيش بين الناس ويتزاوجون منهم ، فلماذا اختفوا بعد موت محمد؟ ولماذا لا نرهم اليوم وتكنولوجيا الاتصالات في يومنا عظيم ؟ إن الجن ليس لهم وجود إلا عند الوثنيين من العرب ومن سار على مسارهم من اليهود والنصارى الإسميين. ونحن لا ندري إن كان جن سليمان قد آمنوا بدينه أم لم يؤمنوا، و لا ندري أن كان بين جن الجزيرة العربية يهود ونصارى أم لا.
كما ذُكر في آية سابقة كان الله يرسل إلى الجن رسلا منهم. ولم يكن أحد من رسل البشر السابقين وأنبيائهم قد أرسل إليهم. ولكن محمدا نال هذا الامتياز أن يكون الرسول الأول والوحيد للإنس والجن على حد سواء. وكما كان لمحمد أتباع من البشر كان له أتباع من الجن أيضا، حيث أنهم سمعوا قرآن محمد وآمنوا بمحمد وقرآنه كما جاء في الآية: "قل أوحي إلي إنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجيبا. يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نُشرك بربنا أحد." (الجن: 1-3). ثم يضيف على ذلك "وانا من الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا (متفرقة). وانا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض ولن نعجزه هربا. وانا لما سمعنا الهدى (القرآن) أمنا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف نجسا ولا رهقا. وانا منا المسلمون ومنا الفاسقون فمن أسلم فأولئك تحرّوا رشدا." (الجن: 13-16).
يخبرنا الحديث كيف قرأ محمد القرآن على الجن وكيف أسلموا. قال الراوي: "حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الأعلى عن داود عن عامر قال: سألت علقمة هل كان إبن مسعود شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن؟ قال: فقال علقمة: أنا سألت إبن مسعود فقلت: هل شهد أحد منكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ففقدناه والتمسناه في الأودية والشعاب فقلنا استُطير (طارت به الجن) أو أغتيل. قال فبتنا بشّر ليلة بات بها قوم فلما أصبحنا إذا هو (محمد) جاء من قِبل حراء قال: فقلنا: يارسول الله فقدناك فطلبناك فلم نجدك فبتنا بشر ليلة بات بها قوم. فقال: "أتاني داعي الجن فذهبت فقرأت عليهم القرآن"، قال: فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم." (مسلم ج 4 ص 169، رواه البخاري وإبن كثير أيضا). يا ترى هل رأى أحد في تاريخ البشرية نيران الجن غير محمد؟ ولماذا أوقد الجن النيران؟ هل ليتدفأوا بها أو يطهوا الطعام عليها؟ على أي حال هناك أحاديث كثيرة ومختلفة تصف هذه الحادثة. في بعض الأحاديث هؤلاء الجن كانوا من الشياطين وبعضها يذكر أنهم كانوا من جن نصيبين أو أحد الأماكن الأخرى في الجزيرة العربية.
يحدثنا محمد نفسه أن عفريتا من الجن حاول منعه من الصلاة، ولكنه تغلب عليه وكاد أن يمسكه ولكنه تركه لشأنه حتى لا يتعدى على سليمان كما في الحديث التالي: "حدثنا إسحق بن إبراهيم قال: أخبرنا رَوْح ومحمد بن جعفر عن شُعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن عفريتا من الجن تفلّت علي البارحة – أو كلمة نحوها. ليقطع عليّ الصلاة فأمكنني الله منه فأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا وتنظروا إليه كلكم فذكرت قول أخي سليمان: "ربي اغفر لي وهب ملكا لا ينبغي لأحد بعدي فردّه خاسئا." (البخاري ج 1 ص 148، مكرر، ذكره مسلم أيضا). يبدو أن الجن كانوا دوما في صحبة محمد حيث أنه يقول أن لكل إنسان قرين (صاحب) من الجن بما في ذلك محمد نفسه لكن قرينه أسلم ويأمره دائما بالخير كما جاء في الحديث: "حدثنا عثمان حدثنا جرير بن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما منكم من أحد إلا وكلَ به قرينه من الجن. قالوا: وإياك يا رسول الله؟ قال: وإياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم، فلا يأمرني إلا بخير." (مسلم ج 17 ص 157، مكرر، رواه البخاري أيضا). هذا وقد جاء في بعض الأحاديث أن هذا القرين هو من الشياطين، وقد أسلم شيطان محمد. ولا يسعنا هنا إلا أن نتساءل هل كان محمد حقا يأتمر بأمره الجان والشياطين؟ إن من لهم أقران من الجن والشياطين إنما هم سحرة أو مجانين ، والكثيرين منهم إما حاولوا الانتحار أو انتحروا. ومن المعروف في الإنجيل أن المسيح كان يشفي الذين بهم أرواح شريرة أو شياطين.
هناك صفات أخرى يشارك بها الجن البشر. الجن حسب ما ذكر محمد يموتون كما يموت البشر. حيث جاء في الحديث: "حدثنا أبو مُعمّر حدثنا عبد الوارث حدثنا حسين المعلم حدثني عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر عن إبن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: "أعوذ بعزّتك الذي لا إله إلا أنت الذي لا يموت والجن والإنس يموتون" (البخاري ج 8 ص 523).
لعل أغرب ما قيل عن الجن هو طعامُهم. فهل تعرف عزيزي القارئ ما هو طعام الجن؟ ربما لن تصدق أن طعام الجن حسب ما قال محمد هو عبارة عن نفايات البشر ونفايات الحيوانات وبالتحديد العظام والروث (إبرازات الحيوانات مثل الإبل والبقر والغنم والخيل)، كما جاء في الحديث: "حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد قال أخبرني جدي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يحمل مع النبي صلى الله عليه وسلم أداوة (وعاء ماء) لوضوئه وحاجته. فبينما هو يتبعه بها قال: "من هذا؟" فقال: أنا أبا هريرة. فقال: "ابغِني (احضر لي) أحجارا استنفض بها (أمسح أثر الغائط) ولا تأتني بعظم أو روثة". فأتيته بأحجار أحملها في طرف ثوبي حتى وضعتها إلى جنبه. ثم انصرفت حتى إذا فرغ مشيت معه فقلت: ما بال العظم والروثة؟ قال: "هما من طعام الجن، وإنه أتاني وفد جن نصيبين، ونعم الجن – فسألوني الزاد، فدعوت الله أن لا يمروا بعظم ولا بروثة إلا وجدوا عليها طعاما." (البخاري ج 4 ص 618 مكرر، رواه مسلم أيضا). عجبا ألم يكرم محمد على الجن إلا بالعظم والروث؟ أهذا كان كل ما تجود به الجزيرة العربية؟ عزيزي القارئ، إن هذه االخرافات الجنية ليس لها مثيل لا في اليهودية ولا في المسيحية وإنما هي خرافات جاهلية وصارت معتقدا إسلاميا.
الشيطان:
الشيطان في الإسلام هو إبليس وهو كائن ذكي مخلوق من نار وقدرته تفوق قدرة الإنسان. السبب في سقوط إبليس وطرده من الجنة أنه رفض السجود للإنسان كباقي الملائكة كما جاء في القرآن: "ولقد خلقنكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين. قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين. قال فاهبط منها (أي السماء) فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج فإنك لمن الصاغرين. قال أنظرني إلى يبعثون. قال إنك لمن المُنظرين. قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين." (الأعراف 11-17). وهكذا كما في الآيات السابقة بعدما رفض إبليس السجود للإنسان نذر نفسه للإيقاع بالإنسان من كل جانب. إن هذه الرواية عن طرد الشيطان لرفضه السجود لآدم ليس لها مثيل ولا أساس إلا في القرآن وروايات المسلمين. إن ما ذكر سابقا لا يتفق مع أي من الثوراة والإنجيل، والسبب في ذلك بسيط. لقد خلق الله الملائكة والبشر وقد خلقهم لعبادته وخدمته. إن السجود هو علامة العبادة والطاعة والخضوع لذلك لا يحق إلا لله وحده.
إن رواية القرآن التي وردت في أكثر من مكان عن أمر الله للملائكة بالسجود لآدم غريبة كل الغرابة. حاشا لله أن يطلب من الملائكة أن تسجد لآدم. إن الله لا يرضى أن تشاركه أي من مخلوقاته في صفة السجود والعبادة. فالسجود هو من حق الله وحده، وهو لا يمكن أن يطلب من فئة من خلائقه أن تسجد لأخرى، وخاصة كون الملائكة متميزة وأعلى مقاما وقداسة وطهارة من الإنسان. لا بل العكس في التوراة والإنجيل نرى أن الإنسان هو الذي حاول السجود للملائكة، ولكن الملائكة كانت ترفض ذلك كلما حاول الإنسان ذلك، لأن الملائكة تعرف أن السجود هو حق الله وحده.
لقد ورد ذكر الشياطين في كثير من الأحاديث وكثيرا مما ذُكر في الحديث عن الشيطان يدخل في باب الخرافات ويستدعي الضحك والاستهجان والاستهزاء. يقول محمد أن الشيطان يعمل على إيقاع الأذى بالإنسان منذ اللحظة التي يجامع فيها الرجل امرأته ولا يحمي الإنسان من هذا الأذى إلا ذكر إسم الله عندما ينوي الرجل على جماع امرأته، كما في الحديث: "حدثنا علي بن عبد الله قال: حدثنا جرير عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن كُريب عن إبن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال: بسم الله جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رُزقنا فقضي بينهما ولد، لم يضره الشيطان." (البخاري ج 1 ص 55، مكرر، رواه مسلم أيضا). يؤيد محمد نظريته هذه بالقول أن سليمان دخل في ليلة واحدة على تسعين أو سبعين أو مئة، بحسب اختلاف الأحاديث، من نسائه ولم يذكر إسم الله فما وُلد له إلا ولد واحد وكان نصف إنسان كما جاء في الحديث التالي: "وحدثني زهير بن حرب حدثنا شبابة حدثني ورقاء عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قال سليمان بن داود لأطوفن (أضاجع) الليلة على تسعين امرأة كلها تأتي بفارس يقاتل في سبيل الله. فقال له صاحبه: قل إن شاء الله. فلم يقل إن شاء الله. فطاف عليهن جميعا. فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة فجاءت بشق رجل (نصف إنسان). وأيم الذي نفس محمد بيده لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون." (مسلم ج 11 ص 122مكرر، رواه البخاري أيضا).
أخي القارئ أختي القارئة أليس هذا من وحي الخرافات. كيف يستطيع رجل أن ينكح تسعين امرأة في ليلة واحدة؟ هل بلغ الخيال بمحمد هذا المبلغ؟ ثم من اين لمحمد العلم بهذه الروايات الخرافية عن سليمان وأن له إبن نصف إنسان، وهذه قصة لم يذكرها إنجيل ولا توراة؟ و أيضا لماذا نكح محمد ما شاء له من نسائه وجواريه ولم ينجب ما شاء له الله فرسانا يجاهدون في سبيل الله؟ وكيف ينجب الملايين من المسلمين بناتا وأولادا في صحة وعافية دون أن يذكروا إسم الله عند نكاح زوجاتهم؟ مما لم يعرفه محمد ولم يظهره له رب محمد ان الحقيقة الطبية البسيطة هي : إن الذي ينكح مرتين أو ثلات في الليلة ، يصبح من الصعب له أن يلد الأولاد ، لأن السائل المنوي الذي هو العامل الذي يلقِّح ويخصِّب المرأة يصبح ضعيفا لكثرة النكاح. ونحن أُخبرنا بأن محمدا تزوح خديجة وكانت امرأة في الأربعين من عمرها ، ولكنها أنجبت له ستة أولاد، وذلك لأنها كانت امرأته الوحيدة ، ولكن عندما ابتدأ محمد يتزوج العديد من النساء ، ويأتيهن جميعهن في ليلة واحدة ، ومع أنهن كن شابات مقتدرات ومستعدات للحمل إذ كان من المستحيل أن يكن كلهن عاقرات ، لم يحملن , والسبب حسب الظاهر والبسيط هو طبي في محمد نفسه. كان من المفروض على جبرائيل أن يوحي له بهذه الحقيقة الطبية البسيطة .
عزيزي القارئ، أناشد بكل ما هو منطقي ومحتشم ، هل سمعت يوما ضراط الشيطان؟ أرجو أن لا تضحك فإن للشيطان ضراطا شديدا كما جاء على لسان خاتم المرسلين وسيد العالمين: "حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا نودي للصلاة أدبَر (هرب) الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين. فإذا قضي النداء أقبل حتى إذا ثوبَ (ابتداء) الصلاة أدبر حتى إذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول "اذكر كذا اذكر كذا لما لم يكن يذكر حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى." (البخاري ج 1 ص 188، مكرر، رواه مسلم أيضا).
ثم ينتقل الحديث من ضراط الشيطان إلى نهيق الحمير. لقد أقرّ محمد أن الحمير تنهق عندما ترى الشيطان كما في الحديث: "حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن جعفر بن ربيعة عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملاكا. وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان فإنه (الحمار) رأى شيطانا." (البخاري ج 4 ص 29). هل هناك ما هو خرافي وسخيف أكثر من هذا؟ هل جاء أحد من أنبياء الله بمثل هذه الخرافات السخيفة؟ كلا. يا هل ترى كيف يُعلل محمد والمسلمون أصوات الحيوانات الأخرى؟ فماذا عن خُوار البقر وثُغاء الغنم ونُباح الكلب وصَهيل الخيل ومُواء القط وغيرها من الحيوانات؟
ربما لا تعرف عزيزي القارئ، أن الحمار ينهق إذا رأى الشيطان. لكن هل تعرف أن الشيطان (ربما لعدم وجود مراحيض في جزيرة العرب) يبول في آذان بعض الناس؟ هل خشيت يوما أن يبول الشيطان في أذنك وأنت نائم؟ إن كنت لا تدري بذلك أرجو أن تقرأ الحديث التالي : "حدثنا مسدد قال: حدثنا أبو الأحوض قال: حدثنا منصور عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه قال: ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقيل: ما زال نائما حتى أصبح ما قام إلى الصلاة فقال (محمد): بال الشيطان في أذنه (أو آذانه). (البخاري ج 2 ص 347، مكرر، رواه مسلم أيضا). أرجو لكم أعزائي القراء أن تناموا نوما هنيئا وأن لا يزعجكم الشيطان ببوله في آذانكم.
حسب ما جاء به محمد لا يكتفي الشيطان بالبول في الآذان، فإنه يبيت في خياشيم البشر كما جاء في الحديث: "حدثني بشر بن الحكم العبدي، حدثنا عبد العزيز يعني الداروردي عن إبن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عيس بن طلحة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا استيقط أحدكم من منامه فليستنثر (أي ينشق الماء ثم يتمخط) ثلاث مرات فإن الشيطان يبيت على (أو في) خياشمه." (مسلم ج 3 ص 127، رواه البخاري أيضا). عزيزي القارئ، بعد أن عرفت أعمال الشيطان ولم تفعل ما أمر به "النبي" العارف ببول الشيطان ونومه وقيامه، فإننا براء إذا ما بقي الشيطان معششا في في خياشمك. فلا تنسى أن تستنشق الماء كل صباح ثلاث مرات ثم تتمخط حتى لا يبقى أثر للشيطان في خياشمك. تذكر وصفة محمد التي تقول ثلاث مرات، فمرة أو مرتين لن يكون كفاية ونتمنى لخياشمك الشفاء التام من كل شيطان زنيد.
أخي القارئ، أختي القارئة، بعد أن عرفناكم على بول الشيطان في الآذان ونومه في الخياشيم، فلا بد من أن نحذرك شديد الحذر من التثاؤب. فهل تعلمون أن التثاؤب هو من الشيطان؟ إن سنّة محمد تقول أن الشيطان هو الذي يسبب التثاؤب، ولولا الشيطان ما تثاءب أحد. يقول الراوي: "حدثنا عاصم بن علي حدثنا إبن أبي ذئب عن سعيد المقري عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: التثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع، فإن أحدكم إذا قال ها ضحك الشيطان." (البخاري ج 4 ص 435، مكرر).
طبعا نحن نعرف اليوم أن الإنسان إذا ما غلب عليه التعب و النعاس يتثاءب، وإن احتاج جسده للأوسجين يتثاءب ، شاء محمد أم أبى ، لأن هذا راجع للنظام العصبي وليس للخرافات الشيطانية والتي تجلب السخرية.
وأخيرا وليس آخرا، هل تعلم أن للشيطان قرنان هائلان إلى درجة أن الشمس التي يزيد حجمها على حجم الأرض بحوالي المليون مرة، تطلع من بين هذين القرنين؟ إن كنتم لا تعرفون فهذا ما قاله محمد: "حدثنا محمد أخبرنا عبدة بن هشام عن عروة عن أبيه عن إبن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا طلع حاجب الشمس (بزغت الشمس) فدعوا الصلاة حتى تبرز، وإذا غاب حاجب الشمس (أي مالت للغروب) فدعوا الصلاة حتى تغيب. ولا تحيّنوا (تتحينوا) بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها فإنها تطلع بين قرني شيطان، أو الشيطان، لا أدري أي ذلك قال هشام." (البخاري ج 4 ص 432، مكرر، رواه مسلم أيضا).
عزيزي القارئ، ألا ترى ما قد جاء به محمد من خرافات يستأسر بها عقول سامعيه؟ إن الشيطان هو شخص حقيقي لا جَدل في ذلك. وهو المقاوم لعمل الله وأصل كل شر، ولكن ما جاء سابقا من حديث محمد ليس إلا خرافات لا أساس لها إلا ما يشيع بين الناس من اختراع بنات أفكارهم وتخوفهم وجهلهم وشعوذتهم. إن ما ذُكر من الخرافات السابقة والكثير غيرها لم يأتِ به نبي آخر أو كتاب آخر. هل لا يكشف الله هذه الأسرار عن الشيطان والتي تخالف المنطق السليم والعلم الواضح إلا لمحمد بن عبد الله؟ هل عند الله تحيز ومحاباة حتى يبقى البشر في ضلال لآلاف السنين في علم الشيطان وبوله في الآذان ومبيته في الخياشيم؟
عذاب القبر:
من الخرافات الأخرى التي علم بها الإسلام ما يُعرف بعذاب القبر. ربما كانت هذه الخرافة شائعة بين اليهود وغيرهم من أهل الجزيرة العربية كما جاء في الحديث عن عائشة، وعندما جاء محمد فقد تبنى هذه الخرافة وأكد عليها. لقد روى محمد لأصحابه في أكثر من حديث أنه سمع الموتى يُعذبون في قبورهم. ومنها الحديث التالي: "حدثنا يحيى قال: حدثنا معاوية عن الأعمش عن مُجاهد عن طاوس عن إبن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه مر بقبرين يعذبان فقال: "إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير (أي ذنب كبير)، أما أحدهما فكان لا يستتر من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة، ثم أخذ جريدة (ورقة أو غصن نخل) رطبة فشقها نصفين ثم غرز في قبر (كل قبر) واحدة. فقالوا يا رسول الله لما صنعت هذا؟ فقال: "لعله أن يُخفف عنهما ما لم (حتى) ييبسا." (البخاري ج 2 ص 414، مكرر، رواه مسلم أيضا). عجبا كيف يخفف ورق النخيل الرطب من عذاب القبر؟ ما هو السر في رطوبة جرد النخل؟ ولماذا يبطل مفعول الجريد عندما ييبس؟ ما رأي العلماء الأفاضل في هذا اللغز المُحير؟
من بين الذين سمعهم محمد يُعذبون في قبورهم اليهود. قال الراوي: "حدثنا محمد بن المُثنى حدثنا يحي حدثنا شعبة قال: حدثني عون بن أبي جحيفة عن أبيه عن البراء بن عازب عن أبي أيوب رضي الله عنهم قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم وقد وجَبت (غابت) الشمس، فسمع صوتا فقال: "يهود تُعذب في قبورها." (البخاري ج 2 ص 418). كيف عرف محمد أن هذا الصوت الذي لم يسمعه أحد غيره كان صوت تعذيب، وهل كان هذا الصوت حقيقيا أم فقط في مخيلته؟ ثم كيف عرف محمد أن القوم كانوا يهودا ولم يكونوا مسيحيين أومسلمين من الذين قُتلوا في الحرب وهم يحاولون أن يقتلوا الأعداء أو من عبدة الأوثان؟ ما هو دليل محمد أنهم كانوا يهودا؟ في هذه الأيام ، كثيرون دخلوا مستشفيات الأمراض العقلية لأنهم ادعوا بأنهم يسمعون اصواتا لا يسمعها أحد غيرهم؟
يبدو أن محمدا نفسه كان يخاف عذاب القبر ويتعوذ بالله منه بعد أن أخبرته عائشة ما قالت لها اليهودية في الحديث: "حدثنا عبدان أخبرني عن شعبة سمعت الأشعث عن أبيه عن مسروق عن عائشة رضي الله عنهما أن يهودية دخلت عليها فذكرت عذاب القبر فقالت لها: أعاذك (حماك) الله من عذاب القبر. فسألت عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عذاب القبر فقال: "نعم" فقالت عائشة رضي الله عنها: فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلى إلا تعوذ من عذاب القبر." (البخاري ج 2 ص 318، مكرر، رواه مسلم أيضا). يبدو من الحديث أن عائشة لم تكن تعلم بعذاب القبر قبل أن تخبرها اليهودية. إذا كان محمد قد سمع اليهود وغير اليهود يعذبون في قبورهم فلماذا لم يخبر زوجته المفضلة عائشة قبل أن تخبرها اليهودية بهذا الأمر الخطير؟
عزيزي القارئ، إن ما سمعه محمد وما ذكره عن عذاب الناس في القبور ليس له أي أساس أو دليل قاطع وما جاء به نبي آخر ولا كتاب آخر، وما هو إلا من خرافات الأولين ومخالف للواقع والطبيعة. يتكون الإنسان من الجسد والنفس والروح. من الواضح والذي لا شك فيه أن الجسد يتلف ويتحلل ويرجع إلى أصله الترابي بعد الموت. عند موت الإنسان فإن الجسد وحده هو الذي يموت. أما الروح فهي خالدة والنفس القادرة على الإحساس والشعور خالدة أيضا. عند الموت فإن الروح ترجع إلى خالقها وكذا الناس حتى يوم البعث. إذا كيف يمكن أن يعذب الميت في القبر وليس في القبر إلا العظام المنتنة؟ إذا صدقنا ما قاله محمد عن عذاب القبر فإن هذا يعني أن النفس والروح تبقيان محصورتان في القبر حيث يمكن أن تعذب النفس فيسمع محمد صوت عذابها. يا ترى هل إذا ما فُتح القبر فهل تهرب النفس والروح منه؟ وإن هربت فهل تبقى تائهة على سطح الأرض متعذبة؟، وهكذا يدوس الأحياء أرواح ونفوس الأموات ويمشون عليها؟ ثم ماذا يحدث إذا ما نُقلت عظام ميت من قبر إلى قبر آخر؟ هل تنتقل الروح والنفس إلى القبر الجديد؟ ولماذا لا نسمع اليوم أصوات عذابات الأموات في القبر؟
مناجاة الموتى:
ما زلنا نتحدث عن الموتى وعذاب القبر فلا بد أن نذكر ما درج عليه محمد من مناجاة أهل القبور. لقد ذُكر في أكثر من حديث كيف كان محمد يكلم الموتى وينسلّ إلى المقابر ويناجي أهل القبور. بعد غزوة بدر ذهب محمد يخاطب القتلى من قريش متشفيا بهم مما جعل عمُر بن الخطاب يستغرب ويندهش من فعل نبيه وسيده كما ورد في الحديث: "حدثنا هدّاب بن خالد حدثنا عماد بن سلمة عن ثابت البُناني عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك قتلى بدر ثلاثا (أي ثلاثة أيام). ثم أتاهم فقام عليهم فناداهم فقال: "يا أبا جهل بن هشام، يا أمية بن خلف، يا عتبة بن ربيعة، يا شيبة بن ربيعة أليس قد وجدتم ما وعَدكم ربكم حقا، فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا. فسمع عُمر قول النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كيف يسمعوا وأنى يجيبوا و قد جيفوا (أنتنت جثثهم)؟ فقال (محمد): "والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا". ثم أمر بهم فسُحبوا فألقوا في قُليب (بئر) بدر." (مسلم ج 17 ص 206). إننا نتفق مع عمر بن الخطاب ونقول أنه كان على حق، ولكنه لم يستطع أن يخالف نبيه.
يقول محمد أن ربه قد أمره أن يذهب إلى المقابر ويناجي أهلها كما في الحديث التالي: "قال إبن اسحق: وحدثني عبد الله بن عمر عن عبيد بن جبير مولى الحكم بن العاص قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم من جوف (وسط) الليل فقال: "يا أبا مويهبة إني قد أمرت أن أستغفر لأهل هذا البقيع (المقبرة) فانطلق معي"، فانطلقت معه. فلما وقف بين أظهرهم قال: "السلام عليكم يا أهل المقابر، لهنيء لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه. أقبلت الفتن كقطع الليل المُظلم يتبع آخرها أولها والآخرة شر من الأولى. (إبن هشام ج 4 ص 213).
يبدو أن زيارة محمد للمقابر ومناجاته لأهل القبور قد ازدادت عندما بدأ يشعر بدنو أجله، ومن أغرب الروايات التي تروي مناجاة محمد لأهل القبور الرواية التالية: يقول الراوي: "سمعت عائشة تُحدث فقالت: ألا أحدثكم عن النبي صلى الله عليه وسلم وعني؟ قلنا: بلى. وحدثني من سمع حجاجا الأعور واللفظ له قال: حدثنا حجاج بن محمد، حدثنا إبن جريح، أخبرني عبد الله رجل من قريش عن محمد بن مَخرمة بن المطلب أنه قال يوما ألا أحدثكم عني وعن أمي؟ قال فضننا أمه التي ولدته. قال: قالت عائشة: ألا أحدثكم عني وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلنا: بلى. قالت: لما كانت ليلتي التي كان النبي صلى الله عليه وسلم فيها عندي انقلب فوضع رداءه وخلع نعليه فوضعهما عند رجليه وبسط طرف إزاره على فراشه فاضطجع. فلم يبت إلا ريثما أن قد رقدت، فأخذ رداءه رويدا وانتعل (لبس حذاءه) رويدا وفتح الباب فخرج ثم أجافه (أغلقه بخفة). فجعلتُ درعي في رأسي واجتمرتُ (لممت علي ثيابي) وتقنعت إزاري ثم انطلقت في إثره حتى جاء البقيع (المقبرة). فأقام فأطال القيام (مكث كثيرا) ثم رفع يديه ثلاث مرات ثم انحرف (أخذ بالعودة) فانحرفت، فأسرع فأسرعت، فهرول فهرولت، فأحضَر (ركض) فسبقته فدخلت، فليس أن اضطجعت فدخل فقال: "مالك يا عائش حشيا رابية (تلهثي بشدة)؟ قالت: قلت: لا شيء. قال: لتخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير. قالت: قلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي، فأخبرته. قال: فأنت السواد الذي رأيت أمامي؟ قلت: نعم. فلهدني (لكمني) في صدري لهدة أوجعتني ثم قال: "أظننت أن يحيف (يخون) الله عليك ورسوله؟ قال: مهما يكتم الناس يعلمه الله، نعم (أي أنها شكت في زوجها محمد). قال: فإن جبريل أتاني حين رأيت فناداني فأخفاه منك. فأجبته فأخفيته منك ولم يكن يدخل عليك وقد وضعتي ثيابك. وظننتُ أنك رقدت فكرهت أن أوقظك وخشيت أن تستوحشي، فقال (أي جبريل): إن ربك يأمرك أن تأتي على أهل البقع فتستغفر لهم. قالت: قلت كيف أقول لهم يا رسول الله؟ قال: "قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين فيرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإن شاء الله بكم للاحقون." (مسلم ج 7 ص 41، مكرر).
لم يُعرف عن أي نبي من الأنبياء أنه زار المقابر وقام بمناجاة أهل القبور. ولقد كان عمر بن الخطاب على حق عندما استغرب فعل محمد. ما معنى أن يأتي جبريل إلى محمد في الليل و يبلغه أمر ربه بالذهاب إلى المقابر؟ فينسل من فراش زوجته التي تراودها الشكوك في أفعال زوجها وينطلق إلى المقابر ويطيل المكوث في مناجاة أهلها؟ لا شك أن أفعال محمد كانت غريبة ومحيرة للعقل ومخالفة لكلمة الله. كيف يأمر رب محمد "نبيه" بمناجاة الأموات؟ مع العلم أن الله في التوراة قد أمر على عكس ذلك كلياً، إذ أمر بعدم مناجاة الأرواح لأن ذلك من عمل السحرة والمشعوذين وكان عقاب من يفعل ذلك الموت بالرجم. إنه لا يمكن وصف ما فعل محمد إلا بالخرافة والشعوذة.
الرّقي:
لا شك أن الرقي من أقدم العادات في المجتمع البشري. لقد كان الرقي منتشرا بين الناس حتى قبل المسيحية وقبل اليهودية في المجتمعات الوثنية. ومن بين هذه المجتمعات العرب في الجزيرة العربية منبت الإسلام. يعتبر الرقي نوعا من السحر والشعوذة، ولم يُصرح به لا موسى ولا أحد آخر من الأنبياء. أما محمد فقد حافظ على ممارسة الرقي في دينه الجديد وشجع على من يمارسه من أصحابه على أخذ أجرة مقابل رُقاهم". (والرقي يعرف بالعامية بالحُجب).
كثيراً ما كانت الرقي أو الحُجب تستعمل حتى تحرس أو تحمي من أذى العين الشريرة. لقد ذكر القرآن إمكانية أذى العين في الآية التالية: "وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك (يوقعون الأذى بك) بأبصارهم لما سمعوا الذكر (القرآن) ويقولون إنه لمجنون.." (القلم: 51).
لقد أكد محمد على أذى العين كما جاء في الحديث: "حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدرامي وحجاج بن الشاعر وأحمد بن خراش قال عبد الله: أخبرنا، وقال الآخران: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا وهيب عن إبن طاوس عن أبيه عن إبن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين. وإذا استغسلتم فأغسلوا (أي إذا أصبتم بعين السوء فتوضأوا)." (مسلم ج 14 ص 171، رواه البخاري أيضا). وإضافة للوضوء فقد أوصى محمد بالاسترقاء من العين كما في الحديث: "حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان حدثني مَعبد بن خالد سمعت عبد الله بن شداد عن عائشة رضي الله عنها قالت: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أمرَ أن يُسترقى من العين." (البخاري ج 7 ص 30).
ليس هناك أي تفسير منطقي يقدمه القرآن أو محمد أو فقهاء المسلمين عن كيفية تسبيب العين الأذى للآخرين. هناك أقوال أو فتاوي كثيرة لفقهاء وعلماء المسلمين في هذا الشأن ولكنها لا تُغني ولا تُسمن من جوع، ويبقى التعليل المنطقي الوحيد لمثل هذا الاعتقاد أنه من باب الخرافة والشعوذة. ويُقال أن الكثيرين من الذين استرقوا أصبحوا يعانون من هجمات شيطانية إذ فتحوا بابا للشيطان ليدخل في حياتهم ويعذبهم عقليا وبصحتهم . وإن كنت يا عزيزي القارئ تتألم من أمر غريب في حياتك فأسأل نفسك هذا السؤال : هل أنا مرقى؟ وإذا كنت مرقى فما عليك إلا أن تتخلص منه ، والاسم الوحيد الذي سيساعدك هو اسم الرب يسوع المسيح الذي ترتعب الشياطين عند سماعه.
لم يأمر محمد بالاسترقاء فقط، بل أنه هو نفسه كان يسترقي ولا يرقيه إلا جبريل كما جاء في الحديث: "حدثنا إبن أبي عمر المكي حدثنا عبد العزيز الداروردي عن يزيد " وهو إبن عبد الله بن أسامة بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان إذا اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم رقاه جبريل قال: باسم الله أرقيك ومن كل داء يشفيك ومن شر حاسد إذا حسد وشر كل ذي عين." (مسلم ج 14 ص 169، مكرر).
والآن يا عزيزي القارئ ، نذكر لك رواية طريفة فيها يُشجع محمد الراقي على أخذ الأجرة وطالب بنصيبه من هذه الأجرة. يقول الراوي: "حدثنا أبو النعمان حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن المتوكل عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفر سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب فاستضافوهم (طلبوا الضيافة) فأبوا أن يضيفوهم. فلُدغَ سيد ذلك الحي، فسعوا له (عالجوه) بكل شيء، لا ينفعه شيء، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط (الجماعة) الذين نزلوا لعله أن يكون عند بعضهم شيء. فأتوهم فقالوا: يا أيها الرهط إن سيدنا لُدغ وسعينا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فهل عند أحد منكم شيء؟ فقال بعضهم: نعم والله إني لأرقي، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا، فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلا (تعطونا أجرا). فصالحوهم على قطيع من الغنم فانطلق يتفل عليه ويقرأ "الحمد لله رب العالمين". فكأنما نشط من عقاله (دب فيه النشاط)، فانطلق يمشي وما به قلبة (عرج). قال: فأوفوهم جعلهم (أجرهم الذي صالحوهم عليه). فقال بعضهم: اقسموا، فقال: الذي رقّى: لا تفعلوا حتى يأتي النبي صلى الله عليه وسلم. فذكروا له، فقال وما يدريك أنها رقية؟"، ثم قال: "قد أصبتم. اقسموا واضربوا لي معكم سهما" (اجعلوا لي نصيبا) ، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم" (البخاري ج 3 ص 73 مكرر، رواه مسلم أيضا).
نرى من هذه القصة أن الجاهليين كانوا يؤمنون بالرقي مثلما كان يؤمن به محمد و أصحابه. لو كان الرقي من الله ، لا يستطيع الراقي أن يأخذ أجرة ، لأن القوة الخارقة هي إما من الله أو من الشيطان ، وإن كانت من الله ، كتاب الله يقول : مجانا أخذتم مجانا أعطوا. إذاً الرقي ليس من الله الحق.
التشاؤم والتفاؤل:
كان التشاؤم والتفاؤل من عادات الجاهليين، وذلك واضح من أشعارهم وأساطيرهم. عندما جاء محمد والإسلام لم يضع حدا لتلك العادات الجاهلية بما فيها من خرافة وشعوذة، وإنما بواسطة محمد أتخذت هذه العادات الجاهلية الوثنية طابعا دينيا إسلاميا.
من الظواهر الطبيعبية التي كانت تبعث الرعب والخوف في قلب محمد ظاهرتي الخسوف والكسوف. هناك أحاديث كثيرة تروي كيف كان محمد إذا ما حدث كسوف أو خسوف يسارع للصلاة وقراءة القرآن، ويأمر أمته أن تكبّر وتتصدق كلما رأت كسوفا أو خسوفا كما في هذا الحديث: "وحدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس عن هشام عن عروة عن أبيه عن عائشة، وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة واللفظ له قال: حدثنا عبد الله بن نمير وحدثنا هشام عن أبيه عن عائشة قالت: خُسِفت الشمس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فأطال القيام جدا ثم ركع فأطال الركوع جدا ثم رفع رأسه فأطال القيام جدا وهو دون القيام الأول ثم ركع فأطال الركوع جدا دون الركوع الأول ثم سجد ثم قام فأطال القيام وهو دون القيام الأول ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول ثم رفع رأسه فقام فأطال القيام وهو دو القيام الأول ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول ثم سجد ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تجلّت الشمس فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "إن الشمس والقمر من آيات الله وإنهما لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموها فكبروا وادعوا الله وصلوا وتصدقوا يا أمة محمد إن من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته يا أمة محمد، والله لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا ولضحكتم كثيرا" (مسلم ج 6 ص 198، مكرر رواه البخاري أيضا). يا ترى ماذا كان يعرف محمد عن الخسوف والكسوف حتى جعله يبكي كثيرا ويضحك كثيرا؟ هل عرف محمد وعائشة وما تبقى من أصحابه ونسائه أن الخسوف والكسوف ما هما إلا ظاهرتان طبيعيتان؟
في سنّة محمد الشؤم كل الشؤم للرجل إذا أمسك قضيبه أو تمسح من الغائط بيمينه كما في الحديث: "حدثنا معاذ بن فضالة قال: حدثنا هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء وإذا أتى الخلاء فلا يمس ذكره بيمينه ولا يتمسح بيمينه" (البخاري ج 1 ص 58 مكرر، رواه مسلم أيضا).
هناك احتمال أن تصير رؤوس بعض المسلمين رؤوس حمير وصورهم صور حمير وذلك إذا ما رفعوا رؤوسهم قبل الإمام في صلاة الجماعة كما في الحديث التالي: "حدثنا حجاج بن منهال قال: حدثنا شعبة عن محمد بن زياد سمعت أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أما يخشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يجعل الله رأسه حمار أو يجعل صورته صورة حمار." (البخاري ج 1 ص 211).
يبدو أن محمدا كان شديد التشاؤم من الكلاب والصور إلى درجة أنه أمر في أحد المرات بقتل جميع الكلاب، ثم عاد وخفف نقمته على الكلاب وسمع باقتناء البعض منها ككلب الغنم وكلب الصيد شريطة أن لا تدخل البيت، حيث يقول محمد أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب أو صورة كما في الحديث: "حدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى قالا: أخبرنا إبن وهب أخبرني يونس عن إبن شهاب عن عبيد الله بن عُتبة أنه سمع إبن عباس يقول: سمعت أبا طلحة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة." (مسلم ج 14 ص 284، مكرر رواه البخاري أيضا).
وفي حديث طويل يروى أن جبريل امتنع عن دخول بيت عائشة بسبب وجود جرو فيه، وأكثر من ذلك على ذمة محمد كل من يمسك كلبا ينقص أجره عند الله كما في الحديث: "حدثنا موسى بن إسماعيل حدّثنا هُمام بن يحيى حدثني أبو سلمة أن أبا هريرة رضي الله عنه حدثه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أمسك كلبا ينقص من عمله كل يوم قيراط، إلا كلب حري (كلب لحراسة الزرع) أو كلب ماشية." (البخاري ج 4 ص 443، رواه مسلم أيضا).
وأما المُصورون فإنهم في سنّة محمد من أكبر أهل المعاصي ولهم عند رب محمد أشد العذاب كما جاء في الحديث: "حدثنا يُسرة بن صفوان حدثنا إبراهيم عن الزّهري عن القاسم عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت قَرام (ستر) فيه صور فتلوّن وجهه ثم تناول الستر فهتكه (مزقه) وقالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يصورون هذه الصور." (البخاري ج 7 ص 128 مكرر، رواه مسلم أيضا). من الغريب أنه في العصر الحديث لا يكاد بيت من بيوت المسلمين وغير المسلمين يخلو من الصور بطريقة أو بأخرى. لقد أصبحت الصور في عصرنا الحاضر ضرورة حضارية وإجتماعية، ولا غنى عنها على الإطلاق سواء كان ذلك في العمل أو المدرسة أو السجلات والوثائق الحكومية أو غير ذلك. فيا ترى لو كان محمد حيا اليوم فماذا يقول في الصور والمصورين؟ وماذا كان سيقول في المنحوتات التي تملأ الشوارع والمتاحف وتُمثل الحيوان والنبات والإنسان بما في ذلك صور وتماثيل الأبطال والزعماء؟ لو خرج علينا محمد اليوم لجاء بقرآن غير القرآن ودين غير الدين الذي جاء به في القرن السابع الميلادي. عندما تولى الطلبان السلطة في أفغانستان طبّقوا قوانين محمد ، كما علمها القرآن والحديث. فقامت الأمم جميعها ضدهم كحكام متعجرفين وظالمين ومستهترين بحقوق الإنسان، وكأنهم قد فقدوا قواهم العقلية. ومن تلك الأمم الذين اعتقدوا أن الطلبان جماعة ليس لهم العقل السليم كانت دول إسلامية لا تطبق تعاليم القرآن وإلا لدافعوا عنهم وحذوا حذوهم .
لم تسلم المرأة من تشاؤم محمد حيث عادلها بالفرس والبيت كمصدر من مصادر الشؤم كما في حديث سبق وذكرناه في غير هذا الباب. ولقد وصل تشاؤم محمد إلى سكة الحراثة ويدعي أنها تجلب الذل على البيت الذي تدخله كما في الحديث: "حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا عبد الله بن سالم الحمصي حدثنا محمد بن زياد الألهاني عن أبي أمامة الباهلي قال: ورأى سكة وشيئا من آلة الحرث فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يدخل هذا بيت قوم إلا دخله الذل." (البخاري ج 3 ص 94، مكرر). بودنا لو نعرف لماذا تجلب سكة الحراثة الذل للبيت. ألا تستخدم هذه الآلة لشق الأرض وفلاحتها وزراعة البذور وإنتاج المحاصيل الزراعية؟ لولا السكة ولولا المحراث لما فُلحت أرض ولما زُرعت الحنطة وغيرها من الحبوب ولما أكل محمد وأمته. إذ منتوجات الأطعمة الزراعية هي من أهم الأطعمة التي يحتاجها الجسد , لذلك هي مهمة للبشر والحيوانات على السواء. ألا بارك الله في السكة والمحراث. إذا أليست السكة أداة خير وبركة؟ فكيف استطاع محمد أن يرى أنها أداة ذل وهوان؟ أم هل لأن محمدا يعتبر الزراعة والفلاحة ذلا وهوانا وأن حمل السيف والغزو والقتال والقتل والسطو والنهب مجد وعزة.
قبل أن نذكر الحديث التالي نود أن نعتذر من القراء إن كنتم ممن يستعملون يدهم اليسرى بدل اليُمنى. إن ما سنذكره ليس إلا قول محمد الذي حكم في سنّته إن استعمال اليد اليسرى في أكل أو شراب هو شؤم وشر مستطير فنهى استعمال اليد اليسرى وحرمها كما في الحديث: "حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نُمير وزهير بن حرب وابن أبي عُمر "و اللفظ لإبن نمير" قالوا: حدثنا سُفيان عن الزهري عن أبي بكر بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر عن جده ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، وإذا شرب فليشرب بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله؟ أولا وقبل كل شيء ألا يعلم محمد أن الشيطان كائن روحي لا يأكل ولا يشرب؟ فهل رأى محمد الشيطان يأكل ويشرب؟ وماذا كان يا ترى يأكل الشيطان ويشرب عندما رآه محمد؟
لم يكتفِ محمد بالنهي عن الأكل والشرب باليد اليسرى وإنما لعن رجلا أكل وشرب في محضره باليد اليسرى ونهاه فلم يستطع الرجل أن يُغير ما خلقه الله عليه فادّعى إئمة الإسلام بأن محمدا لعنه فأصاب الشلل يده فما عاد يستطيع رفعها بعد كما في الحديث: "قال الراوي: "حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا زيد بن الحباب عن عكرمة بن عمار حدثني إياس بن سلمة بن الأكوع أن أباه حدثه أن رجلا أكل عند رسول الله صلى الله عليه و سلم بشماله، فقال (محمد): "كل بيمينك" قال (الرجل) لا أستطيع. قال (محمد): "لا استطعت، ما منعه إلا الكَبر (الكبرياء)". قال: فما رفعها إلى فيه (أي شلت فما استطاع رفعها)." (مسلم ج 13 ص 192). ما ذنب هذا الرجل المسكين حتى يلعنه محمد فتصاب يده بالشلل؟ ألم يعلم محمد ويُعلمه ربه وجبريل أن استعمال اليد اليمنى أو اليسرى لا علاقة له بالشياطين والعفاريت وإنما هو تحكّم في الجهاز العصبي، وهذا يصاحب الإنسان منذ ولادته إلى لحده ؟ والسؤال المهم ، لماذا ، بدلا من أن يلعن النيى ذلك الإنسان ، لم يشفه؟ الشفاء متوقع من النبي وليس اللعنة.
أقوال خرافية:
لا شك أن لمحمد أقوالا مأثورة يستشهد بها المسلمون وغير المسلمين. ولكن لمحمد أيضا الكثير من الأقوال الخرافية والتي لا يعرفها إلا المتضلعين في سيرة محمد، والعارفون في هذا العصر لا يبيحون بما يعرفون لأن إنسان القرن العشرين والواحد والعشرين إنسان متفتح ومتعلم ويستخدم المنطق العقلي وهو غير إنسان الجزير العربية الذي عاش في أيام محمد. وسوف نقدم للقارئ عينة من هذه الأقوال حتى يتعرف عليها.
يبدو أن محمدا قد اكتشف اكتشافا في علم الأحياء ما لم يكتشفه غيره من الأنبياء القدماء ولا علماء علم الأحياء العصريين. وأما جوهر هذا الإكتشاف العظين هو أن المؤمن (أي المسلم) له معدة واحدة وأما الكافر (بما فيه اليهودي والمسيحي) فله سبع معدات كما في الحديث: "حدثنا زهير بن حرب ومحمد بن المثنى وعبيد الله بن سعيد قالوا: أخبرنا يحيى وهو القطان عن عبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الكافر يأكل في سبعة أمعاء (معدة) والمؤمن يأكل في معى واحد." (مسلم ج 14 ص 23، مكرر، رواه البخاري أيضا). هذا وقد أثبت محمد لمن تبعه من المسلمين وللعالمين إلى يوم الدين ما سبق وقال بالبرهان العملي في الرواية الطريفة التالية: "وحدثني محمد بن رافع، حدثنا إسحق بن عيسى، أخبرنا مالك عن سهيل إبن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضافه ضيف وهو كافر فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة فُحلبت فشرب حلابها (حليبها)، ثم أخرى فشربه حتى شرب حلاب سبعة شياه. ثم أنه أصبح فأسلم. فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة فشرب حلابها، ثم أمر بأخرى فلم يستتمها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن يشرب في معدة واحدة والكافر يشرب في سبعة أمعاء." (مسلم 14 ص 25). يا للعجب! كيف غير الإيمان بمحمد والإسلام أمعاء الرجل بين ليلة وضحاها من سبعة امعاء الى معدة واحدة؟ وإذا كان الأمر كذلك فلماذا يا ترى يأكل بعض المسلمين والمسلمات أكثر بكثير مما يأكل بعض الكافرين والكافرات؟ هل يعني هذا أن معدة المسلم أو المسلمة الواحدة أكبر من سبع معدات الكافر أو الكافرة؟ أم أن هذا ما هو إلا خرافة سخيفة؟
إضافة إلى خبرة محمد في علم الأحياء فهو يُظهر للملإ خبرته في مرض الطاعون، حيث أن الطاعون حسب علم محمد هو مرض أرسله الله لعذاب بني إسرائيل كما في الحديث: "حدثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك عن محمد بن المُنكدر وأبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه أنه سمعه يسأل أسامة بن يزيد: ماذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطاعون؟ فقال أسامة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الطاعون رجز أو عذاب أُرسل على بني إسرائيل أو على من كان قبلكم. فإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه" وقال أبو النضر: "لا يخرجكم إلا فرارا منه." (مسلم ج 14 ص 203، مكرر).
نود أن نسأل هنا، إذا كان الطاعون هو عذابا أرسله الله على بني إسرائيل أو على غيرهم من الأمم، فما بال الأمراض الفتاكة الأخرى مثل البرض والجدري والسل والملاريا والكوليرا وغيرها؟ هل أرسل الله هذه الأمراض عقابا لأمة ما؟ وإذا كان الطاعون عذابا أرسل على بني إسرائيل أو غيرهم من "الكفار"، فلماذا يفتك الطاعون بالمسلمين والكافرين على حد سواء؟ و إذا كان الطاعون عذابا من الله أُرسِل على الكفار، فلماذا سمح الله "للكفار" بأن يجدوا علاجا يقضي على الطاعون؟ ومن جميع مكتشفي العلاجات المدهشة والرائعة للأمراض الفتّاكة كم اسم مسلم تجد على لائحة المكتشفين؟ لماذا كل الاكتشافات المدهشة والرائعة في عالمنا اليوم والتي يتمتع بها المسلمون عامةً ، عليها اسماء الكفار بحسب التعريف الإسملامي؟
من الأسرار التي لم يعرفها أحد في الوجود ولا من الأنبياء ولا من علماء الطبيعة مع كل تقدمهم العلمي والتقني سوى محمدا ألا وهي سر فساد اللحوم. فسبحان كاشف الأسرار الذي كشف "لنبيه" أن سر فساد اللحوم هو بني إسرائيل، ولولاهم لما فسد أبدا. يقول الراوي: "وحدثنا محمد بن رافع، حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعمر عن همام بن منبه قال: هذا ما حدّثنا به أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لولا بني إسرائيل لم يخبث الطعام ولم يَخنز (يفسد) اللحم، ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر." (مسلم ج 10 ص 59).
هل يا ترى لم يخبث الطعام ولم يفسد اللحم قبل بني إسرائيل؟ ألم يعلم محمد أنه لا علاقة لبني إسرائيل ولا لبني عبد المطلب ولا لأحد من البشر بفساد الطعام واللحم وإنما سبب ذلك هو البكتيريا؟ عزيزي القارئ، إما أن يكون هذا أمرا لم يطلع عليه أحد من البشر أو الملائكة أو الجن أو الشياطين غير محمد، وإما أن يكون القول كله مصطنعات خرافية.
محمد يصاب بالسحر والهلوسة:
لعل أغرب وأعجب ما رُوي عن حياة محمد هو كيف أن أحد الصعاليك العرب أو اليهود سَحرَ محمدا فمضى زمن على محمد وهو تحت تأثير قوة هذا السحر إلى درجة أنه كان يظن أنه ينكح النساء ولا ينكحهن أو أنه كان يظن أنه يفعل الشيء ولا يفعله أو أنه كان يظن أنه يقول الشيء ولا يقوله، وذلك حسب اختلاف الأحاديث الكثيرة التي تروي كيف أن من يُقال عنه أنه "خاتم الأنبياء والمرسلين" صار فريسة للسحر والسحرة. من بين هذه الأحاديث نختار الحديث التالي: "حدثني عبد الله بن محمد قال: سمعت ابن عينية يقول: أول من حدثنا به إبن جريج يقول: حدثني آل عروة عن عروة فسألت هشاما عنه فحدثنا عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سُحِر حتى أنه كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن، قال سفيان: وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذا (هكذا)، فقال (أي محمد): "يا عائشة أعلمت أن الله أفتاني فما استفتيته (أجابني فيما طلبت منه)؟ أتاني رجلان فقد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجليّ فقال الذي عند رأسي للآخر: ما بال الرجل (ماذا أصابه)؟ قال: مطبوب (مسحور)، قال من طبّه؟ قال: لبيد بن أعصم رجل من بني زُريق حليف اليهود وكان منافقا، قال: وفيما (بماذا سحره)؟ قال: في مُشط ومشاقه (الشعر الذي يخرج في المشط) وجفّ طلع (غبار اللقاح) نخلة ذكر، قال: وأين؟ قال: تحت رعوفة (حجر على فم البئر أو في قاعه) في بئر ذروان. "قالت عائشة: فأتى النبي صلى الله عليه وسلم البئر حتى استخرجه، فقال (محمد) هذه البئر التي رأيتها وكأن ماءها نقاعة الحناء (لونه داكن) وكأن نخلها رؤوس الشياطين". قال: "فاستخرج". قالت: فقلت: أفلا، أي نشرت (أي هل أظهرت السحر؟) فقال: "أما والله فقد شفاني وأكره أن أثير على أحد من الناس شرا." (البخاري ج 7 ص 38 مكرر رواه مسلم أيضا).
عزيزي القارئ، ألا ترى ما في هذا الحديث من غرابة وسخافة وخرافة وشعوذة؟ يدّعي محمد وأتباعه "أنه خير ولد البشر" وأنه "أشرف خلق الله وآخر الأنبياء والمرسلين"، ورغم هذا كله يصاب بالسحر وبالهلوسة وكأنه أحد جهلة الناس. لم يُسمع قط ولم يُذكر في كتاب أن نبيا من الأنبياء صغيرا كان أم كبيرا أصيب بالسحر كما أصيب محمد. إذا كان محمد نبيا فهل امتاز عن غيره من الأنبياء بهذا الشرف العظيم، شرف السحر والهلوسة؟ وإذا كان رب محمد قد سمح أن يصاب "أشرف الناس وآخر الأنبياء والمرسلين" بالسحر فما هي الحكمة الإلهية من أن يدع الشيطان يشوش أفكار محمد ويسلبه سلامة التفكير؟ و ما هي الفائدة التي اجتنتها البشرية من سحر وهلوسة محمد؟
المسيحية:
إذا ما قارنا بين الإسلام والمسيحية من حيث الموضوع الذي نحن بصدده نجد أن الفرق شاسع جدا بينهما. وأنه لا قرابة ولا صلة إطلاقا بين ما علّم به المسيح والإنجيل وما علم به القرآن ومحمد.
فالجن ليس لهم ذكر على الإطلاق في الإنجيل، والمسيح لم يذكر قط بأن هناك مخلوقات غير مرئية تدعى الجن. كما أنه لم يذكر أنهم دعوه ليقرأ عليهم الإنجيل وأنهم آمنوا به. ولم يُذكر عن المسيح أن له قرين من الجن آمن به. ولم يُذكر عن التلاميذ أنهم رأوا نيران الجن. فالجن ما هم إلا من نتاج خرافات عبدة الأصنام العجائزية من أهل جزيرة العرب، ولا مكان لمثل هذه الخرافات في كتاب الله.
أما الشيطان أو إبليس كما علم المسيح والإنجيل فهو شخصية روحية تتمع بقوة غير طبيعية، وهو مقاوم لعمل الله. لقد ذكر المسيح والإنجيل عدة أوصاف للشيطان تُبين طبيعته وعمله وأغراضه ومقاصده. وسنذكر بعضا من هذه الأوصاف. لقد وصف المسيح الشيطان بأنه روح نجس كما جاء في الإنجيل: "إذا خرج الروح النجس (الشيطان) من الإنسان يجتاز في أماكن ليس فيها ماء ويطلب راحة ولا يجد. ثم يقول أرجع إلى بيتي الذي خرجت منه. فيأتي ويجده فارغا مكنوسا مزينا ثم يذهب ويأخذ معه سبعة أرواح أخر أشر منه" (متى 12: 43-45). والشياطين بشكل عام هم ملائكة، ولكنها ملائكة ساقطة كما يقول المسيح: "ثم يقول أيضا للذين عن اليسار اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته" (متى 25: 42). والشيطان هو قتّال للناس وكذاب وأبو الكذابين كما قال المسيح في مخاطبته لليهود: :"لماذا لا تفهمون كلامي. لأنكم لا تقدرون أن تسمعوا قولي. أنتم من أب هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا ذاك كان قتالا للناس من البدء ولم يثبت في الحق لأنه ليس فيه حق. متى تكلّم بالكذب فإنما يتكلم مما له لأنه كذاب وأبو الكذاب" (يوحنا 8: 43-44). لاحظ عزيزي القارئ أن إبليس كان وما يزال قتّالا للناس. إن الله ليس قتالا للناس وأنبياءه ليسوا قتالين للناس. إن كل قتل هو من إبليس وليس من الله. لذلك جاء المسيح ليُخرب عمل إبليس إذ جاء لخلاص الناس وليس لقتلهم.
علاوة على ما سبق فإن الشيطان يُوصف في الإنجيل بأنه إله هذا العالم. فهو يتحكم في مصائر البشر ويغويهم ويغريهم بالشر والإثم والجريمة والمعتقدات والديانات الزائفة والخرافية، كي لا يعرفوا الحق الإلهي ويؤمنوا الإيمان الحقيقي كما جاء في الإنجيل على لسان الرسول بولس: "إن كان إنجيلي مكتوما فهو مكتوم في الهالكين الذين فيهم إله هذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين لئلا تضيء لهم إنارة إنجيل مجد المسيح" (كورنثوس الثانية 4: 3-4). وفي علمه الفتاك هذا يوصف إبليس بأنه أسد يصول ويجول ليقتل ويُخرب كما جاء في الإنجيل على لسان الرسول بطرس: "اصحوا واسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه هو." (بطرس الأولى 5: 8).
هناك أوصاف وأقوال أخرى كثيرة في إبليس من هذا القبيل في الإنجيل ولا داعي لذكرها جميعا هنا. ولكن لم يذكر قول قط عن الشيطان كما ورد في أحاديث محمد والقرآن. فالله لم يطلب من إبليس أن يسجد لآدم. ولا ذكر ضراط الشيطان الذي يصم الآذان ويطغى على مكبرات الصوت حتى لا يُسمع الآذان. والشيطان لا يبول في آذان الناس ولا يبيت في خياشيم البشر ولا حتى في خياشيم البقر، ولا علاقة له بالأكل باليد اليمنى أو اليسرى.
أما بالنسبة للقبور ومناجاة الموتى والدعاء لهم فلا وجود له أيضا، لا في الإنجيل ولا في أعمال المسيح. فالمسيح لم يزر المقابر ليناجي أهلها من الموتى, ولكن المسيح أخرج الموتى بكلمة منه وذلك باعتراف محمد واعتراف القرآن. وعذاب القبور لا ذكر له على الإطلاق لا في الإنجيل ولا في تعليم المسيح، ولم يُذكر عن المسيح قط بأنه سمع لا يهودا ولا غيرهم يُعذبون في قبورهم. بعد الموت لن يكون هناك عذاب على الأرض. إن العذاب في الأرض يقتصر على الأحياء فقط من أهل الأرض، و أما عذاب الموتى فلن يكون هنا على الأرض في القبور، و إنما سيكون عذابهم في العالم الآخر والحياة الأخرى، عالم الأبدية ، "لأنه وُضع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة".
كذلك بالنسبة للخرافات الأخرى من الإصابة بالعين الشريرة والتفاؤل والتشاؤم إما بصياح الديك أو نهيق الحمار فلا وجود لها في الإنجيل وفي تعليم المسيح وأقواله. فالمسيح لم يقف طويلا ولا قصيرا، ولم يركع طويلا ولا قصيرا، ولم يسجد طويلا ولا قصيرا، ولم يصلّ لا لكسوف شمس ولا لخسوف قمر . ولم يُذكر أن المسيح رقّاه أحد لا ملاك ولا غيره، ولم يأخذ أجرة على رُقي ، لأن الرقي مناقض للتعليم الإلهي الصحيح. وكذلك تلاميذ المسيح لم يُذكر عن أحد منهم أنه تعامل بالرقي أو الحُجب. ولم يُروى عن المسيح قط أن أحدا من البشر أو الشياطين سحره وبات لا يدري ما يفعل أو ما يقول لأنه هو ضابط السماوات والأرض.
إن الإنجيل يدعو مثل هذه الأمور بالخرافات العجائزية، ويدعو المؤمن المسيحي الحقيقي إلى نبذها والإبتعاد عنها "إن فكّرت الإخوة بهذا تكون خادما صالحا ليسوع المسيح مُتربيا بكلام الإيمان والتعليم الحسن الذي تتبعه. وأما الخرافات الدنسة العجائزية فارفضها وروّض نفسك للتقوى." (تيموثاوس الأولى 4: 6-7). وأكثر من ذلك فالإنجيل يحذرنا أن هكذا تعاليم ما هي إلا تعاليم أرواح مضلة وتعاليم شياطين حيث جاء: "ولكن الروح (أي الروح القدس) يقول صريحا أنه في الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الإيمان القويم تابعين أرواحا مضلة وتعاليم شياطين." (تيموثاوس الأولى 1:4). ولو كان الإنجيل حقا من إنتاج البشر أو أنه وقف تحت تحريفهم كما يدعي المدّعون لكان مليئا بالخرافات العجائزية وتعاليم شيطانية. عزيزي القارئ، إن الفرق واضح وصريح ما بين كتاب الله وما كتب البشر وألفوا، ما بين الخرافة والحق. لذلك ندعوكم للفحص والتمييز ما بين الخرافة والحق الإلهي.
- عدد الزيارات: 64029