Skip to main content

الإعجاز في العلم - القرآن كتاب دين ، لا كتاب علم الكونيات

الصفحة 2 من 7: القرآن كتاب دين ، لا كتاب علم الكونيات

 

بحث أوّل

القرآن كتاب دين ، لا كتاب علم "الكونيات"

 

إن تعابير "العلم" ، وتصاريح القرآن : "ما فرّطنا في الكتاب من شئ" ، "ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ" ، كلها جعلت بعض القوم يرون في "الكونيات" القرآنية معجزة علميّة .

أولا : التطرّف قديما وحديثا

1 – عقد السيوطي ، آخر المحققين القدماء ، فصلا من (الاتقان 125:2) "في العلوم المستنبطة من القرآن" ، حيث يجعلونه موسوعة العلوم الحاضرة والماضية والمستقبلة ، من لغوية وعلمية وفلسفية . ونقل عن الطبري قوله : "وأنا أقول : قد اشتمل كتاب الله العزيز على كل شئ . أما أنواع العلوم ، فليس منها باب ، ولا مسألة هي أصل ، إلاّ وفي القرآن ما يدل عليها . وفيه عجائب المخلوقات ، وملكوت السماوات والأرض ، وما في الأفق الأعلى ، وتحت الثرى ، وبدء الخلق ... وقد احتوى على علوم أخرى من علوم الأوائل مثل الطب والجدل والهيئة والهندسة والجبْر والمقابلة والنجامة وغير ذلك ... وجميع ما وقع ويقع في الكائنات ما يحقق معنى قوله : ما فرطنا في الكتاب من شئ ... حتى لقد قال قائل : إن علوم القرآن خمسون وأربعماية وسبعة آلاف علم . أو سبعون ألف علم على عدد كَلِم القرآن مضروبة بأربعة إذ لكل كلمة فيه ظهر وبطن وحد ومطلع . وقال قائل : لكل آية ستون ألف فهم . حتى قال ابن عباس : لو ضاع لي عقال بعير لوجدته في كتاب الله" .

2 – وقد زاد بعض أهل العصر على تلك الخوارق والمخاريق : "أما بعد فيقول عبد ربه تعالى خادم الكتاب والسنة ، محمد العرب العزّوزي : إن أوسع دائرة للمعارف تناولتها البشر القرآن الكريم" . والسيد عفيف عبد الفتاح طبّارة ، في كتابه (روح الدين الاسلامي) يعدّد "معجزات القرآن العلمية" , ويجد في بعض آياته النظريات العلمية الحديثة . والسيد عبد الرزاق نوفل ، في كتابه (القرآن والعلم الحديث) يرى فيه : أسرار علم النفس ، وأسرار علم الفيزياء الطبيعية ، وأسرار نظرية اينشتين في النسبية ، وأسرار علم الوراثة ، وأسرار علم الحياة ، وأسرار العالم غير المنظور في قوله في 73 آية "رب العالمين" ، كقوله : "وقد سبق القرآن علم الذرة وتفجيرها كما قال فيها : (فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس ، هذا عذاب أليم ... وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا : سحاب مركوم) . فقد وضعت سورة الدخان تفجير الذرة ومفعولها قبل 1400 سنة ونيف" . وقوله أيضا : "وأهم حدث في القرن العشرين ، إن لم يكن في حياة الأرض ، هو الأقمار الصناعيّة التي تنبأ بها القرآن الكريم في سورة النمل (82) : "واذا وقع القول عليهم ، أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون" .

الاعتدال قديما وحديثا
الصفحة
  • عدد الزيارات: 11984