ترتيب السور في المصحف العثماني - النتائج الحاسمة لهذا الواقع القرآني في المصحف العثماني
ثالثا : النتائج الحاسمة لهذا الواقع القرآني في المصحف العثماني
1 – إن ترتيب القرآن على مبدأ التنسيق في الطول أضاع علينا الترتيب التاريخي بحسب النزول . وهم ربما عمدوا الى التنسيق بدل التاريخ لاستحالة جمعه بحسب نزوله . قال محمد بن سرين لعكرمة : "ألّفوه كما أُنزل الأول فالأول . قال : لو اجتمعت الانس والجن على أن يؤلفوه هذا التأليف ما استطاعوا"(1) ومما لا ريب فيه أن الإعجاز الحق في تأليف القرآن أن يكون بحسب تاريخ نزوله . فلمّا ضاع علينا هذا الترتيب الزمني ، ضاعت ناحية من الاعجاز في تأليف القرآن .
2 – ان ترتيب القرآن الحالي ، على التنسيق بحسب الطول ، مزج سور القرآن مزجا ، فخلط بين أزمانها ومواضيعها . والمبدأ المتواتر عندهم أنه "مَن قدّم سورة أو أخّرها فقد أفسد نظم القرآن" . فكما يصح أن يقوله أهل التنسيق ، يصح أيضا أن يقوله أهل الترتيب التاريخي . وبما أن الترتيب التنسيقي موضوع نظر ؛ وبما أن الترتيب التاريخي مستحيل ؛ فعلى كلا الحالين ضاع الإعجاز الحق في تأليف القرآن "كما أنزل ، الأول فالأول" .
3 – وأخيرا بما أن ترتيب السور في القرآن توفيقي من الصحابة – والترتيب المنزل في سوره ناحية من إعجازه – فهل من إعجاز في التأليف ، في ترتيب المصحف الأميري الشريف ؟
- عدد الزيارات: 10555