نسب القس ورقة
هو القس ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزي بن قصي ابن عم خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزي بن قصي. زوجة النبي محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي. فيكون قصي الجد الثالث لورقة و خديجة والجد الرابع لمحمد . والثلاثة يلتقون في قصي نسبا وجاها و إيمانا و دينا و مقاما . و الثلاثة من قريش سدنة الكعبة ومن سكان مكة و أصحاب دار الندوة .
عُرف عن قصي أنه تولى أمر الكعبة بعد طرده قبيلتي بني بكر و خزاعة من مكة و أنه جمع تحت زعامته شتات القبائل المبعثرة في شعاب مكة و بطاحها و أطلق على هذا التجمع اسم قريش ومعناه التجمع كما قال بن اسحاق : إنما سميت قريش قريشا لتجمعها بعد تفرقها ويقال للتجمع التقرش ولما تزوج قصي من حبي بنت حليل الخزاعي و كان له أولاد و مال عظم شرفه و جمع قومه وتملك عليهم فكانت إليه ستة أمور الحجابة والقيادة والرفادة والسقاية والندوة واللواء . توزعها أولاده من بعده بالتساوي وهم عبد الدار و عبد العزي و عبد قصي وعبد مناف ونحن نعرف من كتب السير والأخبار الكثير عن فرع عبد مناف ولكننا لا نعرف شيئا يذكر عن فرع عبد العزي وقد يكون ذلك إهمالا مقصودا أو لا مبالاة من قبل أصحاب السير
وسبب ذلك أنه لا علاقة قريبة بين ما تهتم به السيرة النبوية من أخبار عن النبي وبين ما لا صلة له بهذه السيرة من أبناء قصي و أحفاده الآخرين . وهذا ما حدا بنا على كتابة هذا البحث عن القس ورقة ساعين إلى كشف هوية هذا الفرع المنكود الحظ الذي لم يحظ بما يستحق من اهتمام.
وقد يكون ما كتبه أهل السيرة النبوية عن فرع عبد مناف و أحفاده غير مطابق للحقيقة لأن جل اهتمام الذين كتبوا عنه إنما سعوا لأجل غاية معروفة و مقصودة سلفا وهي احاطة الرسالة المحمدية بهالة براقة و إظهار ما دونها غائرا في ظلمات الجاهلية . كما أن الإهمال الذي حدث لفرع عبد العزي ربما كان هو الآخر مقصودا إذ كان من المفروض على أهل الأخبار أن يلموا بمختلف جوانب التاريخ ويولوا أحفاد عبد العزي اهتمامهم . في الوقت الذي ربطوا فيه سلالة النبي بإسماعيل و إبراهيم و آدم ودققوا في أخبار كل جد من أجداد محمد من فرع عبد مناف . و كما أن كتاب السير و الأخبار راحوا في كتابة سيرة فرع عبد مناف انطلاقا من النبي محمد ونحن أيضا سنعمد في كتابة سيرة فرع عبد العزي انطلاقا من القس ورقة . والقليل المذكور عن القس لا يوفر لنا المادة الكافية لإ رواء غليل المتبحرين على عكس ما توفر لنا من فيض عن النبي . و إذا كان أجداد النبي أوتوا الشهرة فلن يكون حظ القس أقل منهم في هذا المجال. لذلك سيتضح لنا نسب القس بصلته بالنبي و ستتضح لنا رسالة النبي بصلته بالقس ........... المهم إذن أن القس ورقة و خديجة و النبي محمد ينتمون إلى قصي الجد الأول لقبيلة قريش الذي بمساعدة من قبيلة بني عذرة النصرانية أخرج خزاعة من مكة وقضي عليها ( طبقات بن سعد 1- 66 نهاية الأرب 16 – 20 تاريخ الطبري 2- 255 ) وفي رواية أخرى أن قيصر الروم أعان قصيا على خزاعة ( ابن قتيبة المعارف 64 ) وذلك عن طريق الغساسنة حلفاء الروم وقد تكون قبيلة بني عذرة النصرانية التي عاشت على مقربة من حدود بلاد الشام هي التي توسطت فيما بين قصي والروم وقد كانت خاضعة لنفوذهم ( البلاذري أنساب 1- 47 الكامل في التاريخ لابن الأثير 2- 7 الأزرقي تاريخ مكة 1- 55 ) هذه الإشارة الأولى لعلاقة قبيلة قريش منذ نشأتها على يد قصي مؤسسها بالروم والقبائل النصرانية ولا بد من أن يكون لهذه العلاقة السياسية أثر في الدين و الإيمان ويشهد على ذلك هدم قصي للأصنام التي أدخلتها قبيلة خزاعة على يد ملكها عمرو بن لحي الذي غير دين التوحيد ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام جواد على 4- 14 والمعروف عن قصي أنه كان أول من بني الكعبة بعد بناء تبع اليمني وسقفها بالخشب وأول من أظهر الحجر الأسود وكانت قبيلة أياد دفنته في جبال مكة و أول من بني المساكن في مكة . ونقض الخيام وأول من نظم شؤون المدينة.
وبهذا الانتساب إلى قصي كان القس والنبي يعتزان و يفتخران
إذهب إلى الفصل الثاني:
- عدد الزيارات: 8955