ميزان الله
كل المجموعات والديانات في هذا العالم تظن أن الوصول إلى الله هو من خلال العمل الصالح ظنا منهم أن الإنسان عندما سيقف أمام الله للدينونة سيكون هناك ميزان لكي توضع فيه أعمال الإنسان الصالحة مقابل الخطايا، والكفة الأثقل هي التي ترشح قرار الله إما أن يدخل الإنسان إلى حضرته أو ينزل إلى جهنم، هذا هو معيار الناس وهذه هي نظرة الأكثرية للحياة الأبدية.
ولو كان الموضوع يعالج بهذه الطريقة لن تجد أحد يدخل السماء أبدا لأن ميزان الله نحو الأبدية وقانونه الروحي مغاير تماما عن فكر الإنسان وتحليله "النفس التي تخطىء هي تموت..." حزقيال 18: 20 وهذا يعني أن خطية واحدة نفعلها ستجعلنا محكوم علينا بالإعدام الروحي أي سنكون تحت دينونة الله العادلة ولن نرى السماء أو الجنة أبدا، لأننا جميعا خطاة كما يصفنا الكتاب المقدس "كما هو مكتوب أنه ليس بار ولا واحد. ليس من يفهم ليس من يطلب الله. الجميع زاغوا وفسدوا معاً. ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد ". رومية 3: 10-12
ولأن موضوع الدينونة هو حتمي وجدّي ولأن الإنسان في الطبيعة هو خاطىء وفاسد، فكان ميزان الله بين عدالته ورحمته "الرحمة والحق إلتقيا. البرّ والسلام تلائما" مزمور 85: 10 فالعدل هو أن يحاسبنا عن كل خطية إرتكبناها في الفعل والقول وفي الفكر أيضا، لأنه قدوس فهو يكره الخطية ولكنه لا يكره الخاطىء، وبسبب محبته للإنسان فرحمته أنتجت نعمة من لدنه فعاملنا بحسب النعمة الرائعة والمميزة من خلال المسيح الذي تجسد لكي يمنح الخاطىء خليقة جديدة بعد التوبة والإيمان "ومن ملئه نحن جميعاً أخذنا ونعمة فوق نعمة. لأن الناموس بموسى أعطي أما النعمة والحقّ فبيسوع المسيح صارا". يوحنا 1: 17
فالله الذي يحترم قانونه الروحي جعل المسيح يحمل كل خطايانا على الصليب وسمح للخاطىء بأن تمحى خطاياه بعد أن يأتي تائبا ومؤمنا بأن عمل المسيح الكفاري هو الباب الوحيد للدخول إلى حضرة العزة الإلهية، لهذا أصبح قانون الله مختوم بدم المسيح الذي ستر عيب الخاطىء التائب وإنحفر في قلب الكتاب المقدس "لأن أجرة الخطية هي موت وأما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا". رومية 6: 23
العالم , الإنسان, الميزان, العادلة, الصليب, الأبدية
- عدد الزيارات: 7142