Skip to main content

تحريفٌ في القرآن - الشيعة وتحريف القرآن

الصفحة 3 من 3: الشيعة وتحريف القرآن

الشيعة وتحريف القرآن

كل ما ذكرناه فيما مضى يمثِّل أقوال وآراء علماء السنّة المعتمَدين، وهي تطعن في نزاهة القرآن وتتّهمه تصريحاً وتلميحاً بالنقصان تارة، والزيادة تارةً أخرى، والتغيير والتبديل ثالثةً.

ويقول علماء الشيعة بوقوع الزيادة والنقصان في القرآن. وقد أجمع أهل النقل والتفسير عندهم على أن القرآن المتداوَل بين أيدي المسلمين اليوم ليس القرآن كله! قال بذلك علي بن إبراهيم وتلميذه الكليني وقال به أيضاً الإمام العياشي والطبرسي وغيرهم.

وقد أكد الإمام محمد بن جعفر في كتابه الإمامة أن الله لم يقل قط في القرآن ثَانِيَ ا ثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي ا لْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ ا للَّهَ مَعَنَا" (التوبة 9: 40).

وللمذهب الشيعي عدد من الكتب صنّفها كبار أئمتهم في تأكيد وقوع التحريف في النصوص القرآنية، أشهرها كتاب فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب للإمام النوري . وقال المؤلف في مقدمته: هذا كتاب لطيف وسفر شريف عملته في إثبات تحريف القرآن، وفضائح أهل الجور والعدوان .

والكتاب يضم ثلاث مقدمات وبابين:

ويؤكد المؤلف في مقدمته الأولى نبْذ ما جاء في جمْع القرآن وجامعه وسبب جمْعه، وقد تطرّق النقص والاختلاف بالنظر إلى كيفية الجمع، معّزِزاً رأيه بروايات للإمام الصدوق والطبرسي والصغار والكليني وابن شهر أشوب والمجلسي والعياشي والنعماني وغيرهم، ملخصها: أن علياً جمع القرآن ولم يزد فيه حرفاً، ولم ينقص منه حرفاً، فرفضوه ونبذوه وراء ظهورهم، وأن الخلفاء الثلاثة وَكلوا تأليف القرآن ونظمه إلى من وافقهم على معاداة أولياء الله، فأسقطوا منه ما تضمَّن مدحاً للأئمة والنص الجلي على إمارة أمير المؤمنين. وعلى هذا فلا يستطيع أحد ادّعاء جمع القرآن كله غير أمير المؤمنين علي بن أبي طالب. ويضيف الإمام النوري في كتاب فصل الخطاب : والجامعون، منهم جامعه الأول أمير المؤمنين، وجمْعه يخالف جمع الآخرين إجمالاً. أما المصاحف الأخرى فهي مصحف الخلفاء الثلاثة. ومصحف أُبي بن كعب، ومصحف ابن مسعود، وهذه مصاحف أربعة .

ويخلُص إلى القول: ويُستفاد من مجموع تلك الأخبار خاصيها وعاميها، منطوقها ومفهومها، وبعد إمعان النظر فيها أن القرآن الموجود الآن بين أيدي المسلمين شرقاً وغرباً المحصور بين الدفتين، جمعاً وترتيباً، لم يكن كذلك في حياة الرسول !

أما المقدمة الثانية لكتاب الإمام النوري فهي في بيان أقسام الاختلاف والتغيير الممكن حصوله في القرآن. والصور في الزيادة والنقصان كثيرة، فالنقصان يشمل سورة كسورة الحفد والخلع. أما التبديل فقد شمل الكلمة والحرف وحركات الكلمات .

وأكّد الإمام النوري رأيه باقتباس أقوال علماء الشيعة في تغيير وتحريف القرآن، وأورد أقوال أكثر من اثني عشر عالماً أصولياً يُقِرّون بتحريف القرآن، أمثال الكليني والمجلسي في كتابه مرآة العقول ومحمد بن الحسن الصيرفي في التحريف والتبديل وأحمد بن محمد في كتابه التحريف .

أما الباب الأول من كتابه فقد ذكر فيه الأدلة على وقوع التغيير والنقصان في القرآن، معّزَزة بالأخبار والروايات:

1 - هناك أخبارٌ تدلّ على سقوط آيات كثيرة مثل آية الرجم، ونقصان بعض السور، فسورة الأحزاب كانت بطول سورة البقرة، وسورة البيّنة ورد فيها ذكر سبعين شخصاً من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم، وأنها كانت في طول سورة البقرة!

2 - لعلي بن أبي طالب قرآن جمعه بنفسه، يختلف بالزيادة والنقصان عن قرآن عثمان. ومن الزيادات:

ألست بربكم، ومحمد رسولي، وعلي أمير المؤمنين.

... وكان أبواه مؤمنين وكان كافراً.

... وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث.

... وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم..

إن الإنسان لفي خُسر، وإنه فيه إلى آخر الدهر..

3 - وجود مصحف لعبد الله بن مسعود يخالف المصحف الموجود الآن، ويخالف أيضاً مصحف أمير المؤمنين (علي). ثم يذكر الإمام النوري بعض الآيات التي تفرَّد بها مصحف ابن مسعود:

إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل محمدٍ على العالمين

ألم نشرح لك صدرك، ووضعنا عنك وزرك الذي انقض ظهرك، ورفعنا لك ذكرك بعليٍّ صهرك.

نماذج من النصوص التي يعتقد الشيعة بتحريفها:

يقدم لنا الأستاذ محمد مال الله في دراساته عن الشيعة أكثر من ستين موضعاً يعتقد الشيعة بأنها محرّفة، نذكر بعضها، وقد وضعتُ العبارات المعتبرة لديهم والغير موجودة فيما بين أيدينا من مصاحف بين قوسين:

عن أبي بصير عن أبي عبد الله في القول:

"وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ (في ولاية الأئمة) فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً" (الأحزاب 33: 71) إذ يعتقد الشيعة أن صحابة محمد قد حذفوا كلمة "في ولاية الأئمة".

عن أبي بصير بن أبي عبد الله عليه السلام في القول:

فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا ـ بتركهم ولاية أمير المؤمنين ـ عَذَاباً شَدِيداً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (فصلت 41: 27).

عن الحسين بن مباح عمن أخبره قال: قرأ رجل عند أبي عبد الله عليه السلام وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ( التوبة 9: 105).

فقال: ليس هكذا، إنما هي: "والمأمونون" ونحن "المأمونون".

عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال:

نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية هكذا: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا (آل محمد حقهم) لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً (النساء 4: 168 و169.

عن أبي حمزة أيضاً في قوله تعالى: فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ (بولاية عليّ) إِلاَّ كُفُوراً (الإسراء 17: 89).

مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا (البقرة 2: 106) يرون أن أصل الآية بدون كلمة أو مثلها !

فماذا يقول القارئ في كل ما أوردناه هنا؟

الصفحة
  • أنشأ بتاريخ .
  • عدد الزيارات: 7512