Skip to main content

تحريفٌ في القرآن - عثمان بين التوحيد والتحريف

الصفحة 2 من 3: عثمان بين التوحيد والتحريف

عثمان بين التوحيد والتحريف!

كانت مرحلة جمع القرآن ذات أثر واضح في تاريخ المصحف، فقد أصبحت هناك نصوص عديدة للقرآن مختلفة متباينة، وتفرَّق المسلمون وتشيَّعوا للنصوص، وقد بلغ الاختلاف أشده عندما تقاتلوا وكفَّر بعضهم بعضاً، وتبادلوا التّهم المختلفة، وعلى رأسها تهمة التحريف.

وعندما رأى الخليفة عثمان بن عفان ما حدث للمسلمين، عزم على أن يوحِّد أحرف القرآن على حرفٍ واحد. فقد روى أنس بن مالك أن الناس اختلفوا في القرآن على عهد عثمان حتى اقتتل الغلمان والمعلّمون، فبلغ ذلك عثمان، فقال: أعندي تكذبون وتلحنون فيه؟ فمَن نأى عني كان أشدّ تكذيباً ولحناً! يا أصحاب محمد اجتمعوا فاكتبوا للناس إماماً .

وبعد أن كوّن عثمان لجنة تتولّى كتابة المصحف، أمر بغيره من المصاحف وغلى لها زيتاً وألقاها فيه. وهذا يثير لدى الباحثين الشك في مصداقية النصّ الذي بين أيدينا.

فعلي بن أبي طالب يشهد أن كتاب الله يُزاد فيه!

ويذكرون أن علياً كتب في مصحفه الناسخ والمنسوخ، أما عثمان فقد حذف المنسوخ من مصحفه. وما بين أيدينا الآن به آيات عديدة ناسخة ومنسوخة!

ومن الحقائق التاريخية التي ستظل تثير شك الباحثين في تاريخ المصحف هو كيف اختلف ابن مسعود في مصحفه عن غيره من الصحابة، فأنكر سورة الفاتحة وسورتي الفلق والناس، وكفّر من اعتبرها من كتاب الله؟! وابن مسعود هذا ممن أوصى محمد بالأخذ عنهم في قراءة القرآن، وقد رُوي عنه قوله إنه يعلم ما صغُر وما كبُر في القرآن - وعندما كُلِّف زيد بجمع القرآن من دونه غضب واشتدّ حنقه على تكليف من لم يتجاوز العشرين من عمره بهذه المهمة التي كان هو أكثر المؤهَّلين لها، فقال مستنكراً تكليف زيد بجمع القرآن: واللهِ لقد أسلمت وهو مازال في صُلْب رجلٍ كافر! .

أما مصحف أُبي فقد دُّوِن فيه ما ليس في المصحف العثماني من آيات وسور.

فلماذا كان الخلاف والاختلاف؟ وقد كان القوم حديثو عهدٍ بحياة قائدهم؟!

ونحن نتساءل أيضاً: لماذا تجاهل المسئولون عن جمع القرآن عظماء الصحابة أمثال علي بن أبي طالب، وأُبي بن كعب، وابن مسعود، وابن عباس؟ كما يحق لنا التساؤل: لما شكّل عثمان لجنةً لجمع القرآن وترتيبه ورفع المنسوخ منه، لماذا لم يرضَ هو ومن معه بنسخة زيد، وقد رضيها أبو بكر وعمر وعلي وكبار الصحابة مدة خلافة أبي بكر وعمر؟

إن فعلة عثمان التي فعلها في حق المصحف ستظل محل اتهام وتشكيك، وهي إحراقه لما بين يديه من مصاحف. فإذا كانت المصاحف التي سبقت المصحف العثماني، ومنها مصحف زيد الأول، موافقةً للنص العثماني الموحّد، فلماذا أُتلفت؟

وإذا كانت مخالفة وحقَّ عليها التلف، فكيف نطمئن إلى نسخة عثمان كما لم يطمئن هو إلى ما فعله أبو بكر وعمر وعلي؟!

الشيعة وتحريف القرآن
الصفحة
  • أنشأ بتاريخ .
  • عدد الزيارات: 7509