Skip to main content

ردٌ على بعض الادعاءات - الصفحة الرابعة

الصفحة 4 من 6: الصفحة الرابعة

 

وفي سورة الاحقاف (28-30) يقول "واذ صرفنا اليك نفراً من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا انصتوا فلما قُضِيَ ولّوا الى قومهم منذرين قالوا يا قومنا انا سمعنا كتاباً أُنزِلَ من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي الى الحق والى طريق مستقيم , يا قومنا اجيبوا داعي الله وآمنوا به, يغفر لكم من ذنوبكم ويَجِرْكُم من عذابٍ اليم".

ان نفراً من الجن , وهذا الصنف من الناس لم يُذكر الا في القرآن فقط. فان الجن كما جاء في كتاب موسى والانبياء هي الأبالسة ذاتها وليسوا بشراً. وقد نهى الرب شعبه من التعامل مع الجن تحت طائلة العقاب بالقتل احيانا(راجع لاويين31:19و6:20). فهذا الصنف من الاحياء قد أرسل الله نفرا منه الى الرسول لكي يستمع الى القرآن الذي أُنزل بعد كتاب موسى كما قرأنا اعلاه, وهو يهدي الى الحق والى طريق مستقيم. ففرحوا به وولوا الى قومهم منذرين. وقالوا يا قومنا انا سمعنا كتاباً أُنزِلَ من بعد موسى يهدي الى الحق والى طريق مستقيم. ياقومنا آمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويَجِرْكُم من عذابٍ اليم".

ان الرسول محمد وصحابته كانوا في كل مناسبة يقرؤن التوراة والانجيل, وقد دعوهما فرقاناً وقرآناً كما مر بنا. كما ان الكتاب المعروف اليوم بهذا الاسم, القرآن,لم يكن بعد قد ظهر بين كتب الله في زمان الرسول. فقد جُمِعَ مؤخراً واصبح كتاباً يعرف بالمصحف , ومن ثم بالقرآن. وحدث هذا بعد ذهاب الرسول الى الرفيق الاعلى بزمنٍ ملحوظ.( وقد جاء في كتاب الاستاذ الحداد الجزء الثاني وجه231قوله : "روى البخاري عن زيد ابن تابت في جمع القرآن بعد وفاة النبي حديثا قال فيه : " أرسَلَ اليَّ ابو بكر بعد مقتل اهل اليمامة, فإذا عمر بن الخطاب عنده. فقال ابو بكر: ان عمر أتاني وقال ان القتل استحَرَّ يوم اليمامة بقراء القرآن. واني اخشى ان يستحرَّ بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن. وارى ان تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله؟ فاقسم عمر بالله العظيم وقال: هوخير!. فلم يزل يراجعني حتى شرح الله صدري بذلك…" وعندما كُلِّفَ زيد ابن تابت رسميًّا في جمع القرآن, من قبل ابو بكر وعمر, قال لهما ثانية بعد قَسَمٍ بالله : "كيف تفعلان شيئًا لم يفعله رسول الله" قالوا بعد قَسَمٍ بالعظيم ايضًا: هو خير.

وكما يُلاحظ من قراءتنا للقرآن , ان رسول العرب لم يكلف احدا من الصحابة او من أنصاره كتابة قرآناً جديداَ, او يجمعوا له آياتٍ, من التي كان يرددها من كتاب الله بلسانٍ عربيٍ فصيح (راجع سورة الشعراء 189-196).وقد بقيت هذه آيات بينات في صدور الرجال الذين كانوا يحاربون مع الرسول , وقد جُمِعَ بعضها بعد وفاته بوقت ملحوظ. والمعلوم ان زيدًا بن تابت عندما سأله الخلفاء عن حَفَظَة القرآن واين هم؟ قال لهم: لقد مات نصفهم .

وروى عمارة بن غزيَّة حديثاً جاء فيه ان زيدا بن تابت قال: أمَرَني ابو بكر فكتبته في قطع الاديم والعُسُب. فلما هلك ابو بكر, وكان عُمَر كَتَبتُ ذلك في صحيفة واحدة. وطلبوا له اسمًا فأشار ابن مسعود ان يسموه " بالمصحف" لأن الحبشة تسمي الانجيل كذلك, فسمَّاه ابو بكر" المصحف.(نقلا عن كتاب الاستاذ الحداد في جمع الفرآن الجزء الاول ( القرآن والكتاب الجزء الثاني وجه 221)

إلا ان الرسول والصحابة, كانوا يقرأون الكتاب المقدس في كل مناسبة, ويدعونه قرآناً وفرقاناً كما سبق وقرأنا. وان المسيحيين الذين كانوا مع الرسول يسمعونه احيانًا يردد آياتٍ روحيةٍ بلغة عربية فصحى من كتابهم, وربما ملحنة على الطريقة البيزنطية التركية. او السريانية الشرقية بحسب عادة بعض النصارى الى هذا اليوم, كانت دموعهم تتساقط على خدودهم من شدة الفرح. وقد جاء في سورة القصص (48) ان المشركينَ عندما حاجّوه بالكتب وبما اوتي موسىقال لهم الرسول: "قل فأتوا بكتاب من عند الله هو اهدى منهما اتبعه ان كنتم صادقين." لقد ذَكَرَ الرسول هنا التوراة والانجيل في صيغة الفرد وصيغة المثنى في وقت واحد. عنى بذلك طبعا انهما كتاب واحد في كتابين. كما ان هذا الكتاب الواحد وهذين الكتابين يحتويان على كُتُبِ الله بكمالها وعددها (66) كتاباً, وهي ان التوراة تحتوي على (37) كتابا والانجيل يحتوي على (29) كتابا لله. لهذا كتب الرسول من يكفر بالله وملائكته وكتبه ...فقد ضل ضلالا بعيدا.(سورة النساء 136).

الصفحة الخامسة
الصفحة
  • عدد الزيارات: 10717