Skip to main content

بحث في كيفية انتشار الإسلام - الجهاد في سبيل الله بالسيف

الصفحة 2 من 4: الجهاد في سبيل الله بالسيف

وإذا حكمنا على أخلاق محمد وتابعيه في ذلك الحين فيظهر أنهم ظنوا عدم لزوم اتباع القوانين الأدبية التي تعهدوا بها في بيعة العقبة إنما الأمر الوحيد المطلوب منهم هو الجهاد في سبيل الله بالسيف والحربة والقوس والسهم والخنجر الخ. وكانت هذه الأسلحة الواسطة في ارتكاب محيصة وأبي نائلة جريمة القتل كما ذكرناه قبلاً.

وإننا لا نود أن نشير إلى حالة محمد في العفة بل نشير إلى صاحبه عبد الرحمن الذي ولد له من ستة عشر امرأة عدا السراري. ولما هاجر عبد الرحمن إلى المدينة خيره سعد في أن يطلق له ما يختاره من نسائه ليزوجه بها فتزوج عبد الرحمن إحداهن. ولم يعارض محمد بذلك مع أن هذا زنى بحسب شريعة الله (مت 5: 32 و19: 9 ومر 10: 11 ولو 16: 18) ونرى خالد بن الوليد في فتوحه للشام أن سيرته كانت غير محمودة ومع ذلك لم يسقط اسمه وصيته بين المسلمين حتى أن القرآن أباح للمسلمين تعدد الزوجات واتخاذ السراري كما أن محمداً تزوج بقدر ما شاء وكذلك وعد المؤمنين بلذات شهوانية وخصوصاً للذين جاهدوا في سبيل الله. والذين ماتوا في غزواتهم فإنه شهداء عند ربهم وسترحب بهم الحور العين في الجنة حتى ولو قتلوا في غزوة لنهب الآخرين وللحصول على ما لهم بالقوة.

وما أعلن محمد الإذن بالحرب والجهاد والغزو حتى كثر انضمام العرب إليه وبعد وصوله للمدينة بقليل لم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها مسلم كما ذكر ابن هشام. ثم عاهد وآخى بين المهاجرين والأنصار وأمر ببناء جامع.

وقد رأينا الذين أسلموا في غضون الثلاث عشرة سنة الأولى قبل الهجرة أما الآن فكانوا يكثرون جداً حتى أنه لما هاجم مكة بعد ثماني سنوات كان معه عشرة آلاف مسلم وفي السنة التاسعة للهجرة في غزوة تبوك كان معه نحو ثلاثين ألفاً من الرجال وبعد حين لما أرسلهم أبو بكر لفتح الشام قال الواقدي فنظر إليهم وقد ملأوا الأرض ولا شك أن أغلب هؤلاء التابعين قد انتموا إليه حباً في ما كانوا ينالونه من الغزوات وليس رغبة في ملذات الجنة وكان هذا فكر الخليفة المأمون. والبعض اعتنقه جبراً خوفاً على حياته. فكثيرون من اليهود الساكنين في المدينة أو بقربها اعتنقوا الإسلام قال ابن هشام فتظاهروا بالإسلام واتخذوه جنة من القتل ونافقوا في الشر ويذكر أسماء كثيرين من الذين أسملوا ولهم عذر واضح في ذلك وهو ما جرى لإخوانهم بني النضير وبين قينقاع وبني قريظة.

ولكن ليس اليهود فقط الذين خيروا بين الإسلام أو الموت الشنيع بل كانت تلك المعاملة عامة حتى أنها عوملت بها قريش فبعد فتح مكة سنة 8 ه قالت قريش فتلنا فأسلمنا.

ويذكر ابن هشام حكاية إسلام أبي سفيان الذي لما جيء به من السجن إلى النبي قال ويحكيا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أنه لا إله إلا الله. والله لقد ظننت أنه لو كان مع الله إله غيره لكان قد أغني عني شيئاً بعد قال ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله قال أما هذه فإن في النفس منها حتى الآن شيئاً فقال له العباس ويحك أسلم واشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله قبل أن تضرب عنقك قال فشهد شهادة الحق إذ اقتنع بقوة تلك الحجة الدامغة وبهذه الحجة نفسها أسلم رفيقاه في سوء الحظ حكيم بن حزام وبديل بن ورقة.

ويخبرنا ابن الأثير ما معناه أن رجلاً يدعى بجير هجا محمداً في كلامه ثم رجع إليه واعتنق الإسلام وأن أخاه المدعو كعب لما سمع بذلك كتب شعراً يعيب محمداً فغضب النبي وأمر بقتله فكتب بجير إلى أخيه وطلب إليه أن يسرع باعتناق الإسلام قبل أن ينفذ فيه الأمر بقتله فانتصح كعب بنصح أخيه وبذلك أنقذ حياته.

وقد رغّب محمد تابعيه بوسائل أدنى من ذلك منها ترغيبه لهم الجهاد حباً في النساء فأمر الناس بالتهيوء لغزو الروم في غزوة تبوك وأخبرهم أنه يريد الروم بخلاف عادته فإنه قلما يخرج في غزوة إلا كنى عنها وأخبر انه يريد غيرها إلا ما كان من هذه الغزوة فقال ذات يوم وهو في جهازه لذلك للجد بن قيس يا جد هل لك العالم في جلاد نبي الأصفر فقال يا رسول الله أو تأذن لي ولا تفتني فوالله لقد عرف قومي أنه ما من رجل بأشد عجباً بالنساء مني وإني اخشى إن رأيت نساء بني الأصفر أن لا أصبر فاعرض عنه وقال قد أذنت لك ففي جد بن قيس نزلت هذه الآية ومنهم من يقول أئذن لي ولا تفتني إلافي الفتنة سقطوا وأن جهنم لمحيطة بالكافرين أي أنه كان إنما خشي الفتنة من نساء بني الأصفر وليس ذلك به فما سقط فيه من الفتنة أكبر بتخلفه عن رسول الله والرغبة بنفسه عن نفسه (انتهى ملخصاً من سيرة ابن هشام غزوة تبوك) ومما يدل على أخلاقه ما قاله عبد الله الهاشمي لعبد المسيح الكندي في ترغيبه له باعتناق الإسلام ما معناه الترغيب في الملذات الجسدية في الدنيا والآخرة كقوله بسماح الدين الإسلامي له بأن يجمع بين أربع نسوة عدا السراري وختم قوله له وأقبل داخلاً في الدين القيم السهل.

النهب والسلب
الصفحة
  • عدد الزيارات: 16812