بسم الله الرحمن الرحيم
لا تدهش يا أخي لأنني بدأت لك رسالتي كما يبدأها الإخوة المسلمون.. فالواقع أنها مسيحية الأصل.. فعندما نقول بسم الآب فنحن نعني بسم الله.. فالله موجود ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك - فهذا الوجود الأزلي نطلق عليه لفظ الآب. وعندما نقول الابن فإننا نعني الرحمن - والرحمن هو عقل الله الذي يدير هذا الكون بدقة متناهية - وهو عاقل ناطق وسبق وتكلم مع الأنبياء حتى سُمي موسى النبي كليم الله.. فالابن هو عقل الله الناطق الذي هو كلمة الله لهداية البشر.. ويقول القرآن إن المسيح هو كلمة الله (سورة آل عمران 3: 45 وسورة النساء 4: 171).
وعندما نقول الروح القدس فإننا نعني الرحيم - وهو روح الله - فالله حي بروحه وليس ميتاً - ويقول القرآن عن المسيح إنه روح الله (سورة الأنبياء21: 91)، وهكذا فالله موجود بذاته نطلق عليه لفظ الآب والله ناطق بعقله ونطلق عليه لفظ الابن، والله حي بروحه نطلق عليه لفظ الروح القدس. فهو موجود بذاته - ناطق بعقله - حي بروحه - والثلاثة هم واحد.. هذا الواحد هو الله، الرحمن، الرحيم، الآب والابن والروح القدس - إله واحد. آمين.
ولا تدهش أيضاً لأني حييتك بتحية الإسلام السلام عليكم 0 فهي الأخرى تحية مسيحية الأصل، وأعطى المسيح لها معاني أكبر وليس مجرد تحية، إذ قال طوبى لصانعي السلام ويقول القرآن عن المسيح أنه ينبوع السلام، وأن السلام يضلله أينما كان وَالسَّلاَمُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ ويَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً (سورة مريم 19: 33).
أما بعد
فإنه ليسعدني كثيراً موافقتكم على الحوار معي.. فلقد نشأنا في ظل مجتمعات تخشى إقامة الحوار الصريح حتى لا تنهار بعدما يكشف الحوار حقائق الأمور.. تقول يا صديقي:
إن أكبر دليل يؤكد أن الإسلام من عند الله هو احترامه لعقائد الآخرين.. ولم يُكره أحداً، وانتشر في العالم بالموعظة الحسنة والإقناع.. وأن كل ما يشاع عن الإسلام من أنه انتشر بحد السيف مجرد أكاذيب عارية تماماً من الصحة. وأنك تتحدى أن يثبت لك أحد عكس ذلك.
- عدد الزيارات: 5548