Skip to main content

الخلفاء الراشدون مع غير المسلمين - مصر

الصفحة 3 من 3: مصر

مصر:

سنة 641 تعاقد المسلمون مع سكان القاهرة, يمكننا أن نختصر نص تلك المعاهدة التي نقلها الطبري في تاريخه كما يلي:

يمنح المسلمون بحماية الناس والمال, وكذلك الضمان لكنائسهم وصلبانهم. أهل مصر يتحملون المسؤولية عما يقترفه قطاع الطرق من جرائم. ويدفعون جزية تقدر ب 50 مليون دينار. أما النوبيون فليس لهم أن يسكنوا مع المصريين. إن تعاقد النوبيون مع المسلمين على مثل هذا فلهم ما للمصريين وعليهم ما على هؤلاء. غير أنهم يتعهدون بتزويد المسلمين بعدد معين من العبيد والخيل, إن أرادوا أن يَسْلموا من هجوم المسلمين. إذا كان هذا التعاقد قد تم بعدما وافق المصريون عليه, أو مُنح لهم عهد الذمة من قبل الخليفة عمر بعد فتح مصر عنوة, فهذا موضوع نقاش بين الباحثين.

أخيراً أريد أن أذكر معاهدة بين عمر والمسيحيين في سورية. هذه المعاهدة اشتهرت بمعاهدة أو عهد عمر ولها أهمية كبرى إذ تحوي على شروط عمر فيما يتعلق بعلاقة المسلمين مع أهل الذمة. يقول سراج الدين الطرشوشي (1126): لما أمَّن عمر بن الخطاب إيانا نحن نصارى الشام (سورية), بعثنا بالكتاب الآتي: 

بسم الله الرحمن الرحيم. هذا كتاب بعثنا به نحن نصارى الشام إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لما أتيتم بلدنا, استأمنا منكم لأنفسنا ولذوينا ولأموالنا ولإخواننا في الدين, وتعهدنا بألا نبني كنائس ولا صوامع ولا بيعاً, ولن نعمر ما أشرف على الانهدام منها, ولن نصلح ما يقع منها في أحياء المسلمين. نؤوي المارة والمسافرين من المسلمين في بيوتنا, ونضيف المسلمين أجمعين ثلاثة أيام, ولن نقبل جاسوساً ولا عيناً في كنائسنا ولا في دورنا, ولن نخفي على المسلمين ما من شأنه الإضرار بمصالحهم. لن نعلّم أولادنا القرآن, ولن نحتفل بقداديسنا على مرأى الناس, ولن ننصح بذلك في عظاتنا, ولن نمنع أحداً من أهل ديننا من اعتناق الإسلام إن أراد. نعامل المسلمين بالبر والإحسان, ونقوم إذا جلسوا, ولن نتشبه بهم في الملبس, ولن نأخذ بلسانهم, ولن نكني أنفسنا ولا أولادنا, ولن نسرج ولا نحمل سلاحاً, ولن نضرب في خواتيمنا حروفاً عربية, ولن نتاجر بالمسكرات, ونحلق مقادم رؤوسنا, ولن نعرض كتبنا ولا صلباننا في أماكن المسلمين .

الصفحة
  • عدد الزيارات: 11192