Skip to main content

النساء والحياة الزوجية

الفصل العاشر
النساء والحياة الزوجية

جرت العادة أن نسمع من دعاة الإسلام أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي حرر المرأة ورفع من شأنها وقدرها. ولا بد لنا أن نتساءل على ضوء التعليم الإسلامي والممارسة الإسلامية هل حقا رفع الإسلام من شأن المرأة؟ أم جعل الإسلام من المرأة مجرد دمية لتوفير اللذة والمتعة للرجل، يتمتع بها متى شاء وينبذها نبذ نواة التمر متى شاء وكل ما يُطلب منه هو توفير الغذاء والكساء والمسكن لها؟ في الصفحات التالية سوف نحلل موقف الإسلام تجاه المرأة على ضوء ما ورد في القرآن والحديث عن المرأة، ونستخلص من ذلك فيما إذا كان الإسلام قد رفع شأن المرأة وقدس الحياة الزوجية أم لا.
في الواقع وكما سوف نرى، لقد حط الإسلام ومحمد من شأن المرأة والحياة الزوجية. ولمحمد بالذات موقف متناقض من جهة المرأة، فهو من جهة يحب معاشرة النساء والتمتع بهن، ومن جهة ثانية يحط ويطعن في شخصية المرأة. ويذكر القرآن في آية واحدة أن للرجل الحق في التسلط على المرأة، كما له الحق في ضربها وحرمانها من العلاقة الجنسية كعقاب لها إذا ما بدر منها مخالفة له: "الرجال قوام (أعلى مقاما) على النساء بما فضّل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات (قانعات) حافظات للغيب بما حفظ الله. واللاتي تخافون نشوزهن (مخالفتهن) فعظوهن واهجروهن في المضاجع (عدم المضاجعة) واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبتغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليما كبيرا" (النساء: 34). من الغريب أن الإسلام ينهي عن ضرب العبيد ولكنه يبيح ضرب الزوجات. هل المرأة هي دابة لا بأس من ضربها؟ لإلقاء الضوء على الآية السابقة الذكر نرجع إلى سبب نزولها، والذي كان يبدو أنه أخرج محمدا من مأزق عندما اشتكت إليه امرأة قسوة زوجها عليها، والذي هو من أصحابه. جاء في التفسير: "عن بن درية عن علي قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من الأنصار بامرأة له. فقالت: يا رسول الله إن زوجها فلان بن فلان الأنصاري وأنه ضربها فأثّر في وجهها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس به ذلك" (أي يجب أن لا يفعل ذلك). فأنزل الله الآية "الرجال قوامون على النساء". (إبن كثير ج 1 ص 385).
لقد جاءت المرأة إلى محمد وآثار الضرب بادية على وجهها. ويبدو أن محمدا لم يرضَ عن هذا الفعل في البداية، ولكن لم يطُل الوقت حتى أنزل ربه عليه وحيا مبررا ضرب المرأة ولطمها وتشويه وجهها بالكدمات. هل كان محمد في البداية أحكم وأعدل من الله؟ أم أنه كان يجهل الحكمة الإلهية من ضرب النساء وهجرهن في المضاجع؟
من أحكام القرآن الأخرى أن نصيب المرأة في الميراث هو نصف نصيب الرجل، كما جاء في الآية: "يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين" (النساء: 11). كذلك في الشهادة حيث جاء في القرآن أن شهادة امرأتين تعادل شهادة رجل واحد كما في الآية التالية: "يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مُسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله فليكتب وليملل الذي عليه الحق وليتق الله ربه ولا يبخسَ منه شيئا فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يُملّ (يفي) هو فليملل وليه (كفيله) بالعدل واستشهدوا شاهدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء إن تضلّ إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى" (البقرة: 282). والقرآن يحذر المؤمنين (المسلمين) بأن نساءهم وأولادهم هم أعداء لهم كما جاء في الآية "يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدو لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم" (التغابن: 14). هذه بعض أقوال القرآن في النساء والآن لننظر في ما قاله محمد في هذا الشأن.
يروى عن محمد أقوال كثيرة في النساء وهي في مجملها تتفق مع ذكره القرآن. يشمل محمد في حديث واحد عدة نقائص تتصف بها المرأة. جاء في الحديث المشهور: "حدثنا سعيد بن أبي مريم قال: أخبرنا محمد بن جعفر قال: أخبرني زيد هو إبن أسلم عن عيّاض بن عبد الله عن أبي سعيد الخدري قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى – أو فطر – إلى المصلى فمرّ على النساء فقال: "يا معشر النساء تصدقن فإني أريكن أكثر أهل النار"، فقلن وبم يا رسول الله؟ قال: "تُكثرن اللعن وتكفّرن العشير ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للُب (عقل) الرجل من إحدكن". قلن: وما نُقصان عقلنا وديننا يا رسول الله؟ قال: "أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل؟" قلن: بلى، قال: "فلذلك من نقصان عقلها، أليس إذا حاضت لم تصلّ ولم تصُم؟ قلن: بلى، قال: "فذلك من نقصان عقلها." (البخاري ج 1 ص 69، مكرر، رواه مسلم أيضا).
يقرر محمد أن النساء ناقصات عقل ودين، وأنهن أكثر أهل النار. والأغرب من ذلك أن محمدا يحث النساء على تقديم الصدقات (في بعض الأحاديث طرحت النساء خواتمهن وأحلاقهن في حُجر بلال) للتكفير عن نقص عقولهن ودينهن. ونحن هنا نتساءل لماذ تُعامل المرأة هذه المعاملة الجافية؟ لماذا تُعاقب المرأة على ما ليس لديها في حيلة؟ هل يعاقب الله المرأة على حيضها وهو قد صنعها وخلقها امرأة تحيض وتُنجب الأولاد؟ لما يعاقب الله المرأة فلا يقبل منها صلاة أو صوما؟ هل هذا من عدل رب محمد؟ لما يفوق الرجل المرأة دينا وهو لا يمنعه حيض ولا غيره عن الصلاة والصوم؟ هل عند الله محاباة في خليقته؟ إن واقع الحياة يثبت عكس ذلك. إن الكثيرات من النساء هن أكثر تدينا وأرجح عقلا من الكثير من الرجال. ولو بحثنا عن تكفير العشير والخيانة الزوجية، لوجدنا أن نسبة الرجال الذين يكفرون العشير ويخونون زوجاتهم سواء كان ذلك في المجتمعات الإسلامية أو غيرها لهي أكثر بكثير من نسبة النساء. إذا كان هذا هو الأساس لطرح الناس في النار فإن أكثر أهل النار سوف يكونون من الرجال وليس من النساء كما قال محمد.


بما أن النساء ناقصات عقل ودين في شريعة محمد فإنه لم يكمل من النساء إلا عدد نادر لا يزيد عن أصابع اليد الواحدة كما قال محمد: "حدثنا يحيى بن جعفر، حدثنا وكيع عن شُعبة عن عَمرو بن مُرة عن مُرة الهمذاني عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كَمُل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد (مرق اللحم على سائر الطعام." (البخاري ج 4 ص 483، مكرر، رواه مسلم أيضا).
حسب قول محمد ، تفوق عائشة على جميع النساء. من الغريب أن يجعل محمد مريم أم المسيح على مستوى واحد مع امرأة فرعون آسية بنت مزاحم حسب الروايات الإسلامية. من أين جاء المسلمون بهذا الإسم لامرأة فرعون؟ إن هذا الإسم الغريب كل الغرابة عن أسماء فراعنة مصر ليس له مرجع إلا عند رواة العرب والمسليمن. ثم عائشة هذه، كيف تفوق جميع النساء؟ وماذا أنجبت للجنس البشري؟ ما فعلته هو أنها كانت زوجة محمد والطفلة المفضلة؟
على أي حال، يتبع نقص عقل النساء ودينهن وعدم كمالهن أنهن سفيهات كما قال محمد: "قال إبن حاتم عن أبي أماتة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن النساء سفهاء (سفيهات) إلا التي أطاعت قيّمها (رجلها)." (إبن كثير ج 1 ص 358). وبما أن كل هذه النقائص والعيوب موجودة في المرأة فهي عوجاء لا يمكن أن تستقيم ، ولأجل هذا لا تقرأ أو تسمع عن مكافآت في الجنة للنساء لا في القرآن ولا في الحديث. وما على الرجل إلا أن يستمتع بها وهي عوجاء كما نصح محمد: "وحدثني حَرملة بن يحيى أخبرنا إبن وهب. أخبرني يونس عن إبن شهاب، حدثني إبن المُسيّب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن المرأة كالضلع (عوجاء) إذا ذهبت تقيّمها (تجعلها مستقيمة) كسرتها وإن تركتها استمتعت بها وفيها عوج" (مسلم ج 10 ص 56، رواه البخاري أيضا). يظهر من هذا أن أهمية المرأة في فكر محمد ليس بمزاياها الحسنة وإنما بمقدار ما توفره للرجل من متعة على الرغم من كل عللها ونقائصا.
على الرغم من تمتع محمد بالنساء فإنه يرى أن المرأة هي أكبر مصيبة وأعظم خطرا على الرجال، ولولاها لعاش الرجال في نعيم وسلام على الأرض. يقول الراوي: "حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا سُفيان ومُعتمد بن سُليمان التيمي عن أبي عثمان الهندي عن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما تركت بعدي فتنة أشد على الرجال من فتنة النساء." (مسلم ج 17 ص 54).
وفي حديث آخر في نفس المصدر (ص 55)، يذكر محمد أن "النساء كن أول فتنة نبي إسرائيل". لذلك يحذر محمد رجاله من النساء وحتى الحديث معهن، لأن ذلك يهيج الرجال ويثير غريزتهم الجنسية، حتى أن الرجل يقذف بين رجليه. عن الحسن قال: "كان فيما أخذ النبي صلى الله عليه وسلم على النساء: "ألا تحدثن الرجال إلا أن تكون ذات محرم فإن الرجل لا يزال يحدث المرأة حتى يمذي (يقذق) بين فخذيه." (إبن كثير ج 3 ص 489). ولا شك أن مثل هذا الفكر ينتج حكومة مثل حكومة الطالبان في بلاد الأفغان، حكومة تفرض العزل التام على النساء. وربما حتى لا يمذي رجال الأفغان في سراويلهم فلا يجدون الماء الكافي للإغتسال من الجنابة وغسل سرويلهم.
علاوة على كل ما ذُكر يقول محمد أن المرأة هي مصدر شؤم للرجال وهي بذلك بمنزلة الفرس والدار. يقول الراوي: "حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال: أخبرني سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول الشؤم في ثلاثة الفرس والمرأة والدار" (البخاري ج 3 ص 294، مكرر، رواه مسلم أيضا).
عزيزي القارئ ، فكر، هل يدل ما سبق ذكره على أن الإسلام قد أعلى شأن المرأة ورفّعه؟ صحيح أن هناك بعض الأقوال والأحكام الحسنة التي قيلت في المرأة، وقد يكون الإسلام قد وضع حدا لوأد البنات والذي لا ندري مدى انتشاره وحقيقته حيث أن المصادر الوحيدة عن هذه الممارسة هي المصادر الإسلامية. ولكن الصورة العامة للمرأة في الإسلام هي صورة قاتمة مُظلمة. وما ذكرنا سابقا هو بعض المقال، والآن نعود لنكمل المقال بالحديث عن الحياة الزوجية كما يراها الإسلام حتى نرى فيما إذا كان ذلك يرفع من شأن المرأة حسب ما يقول دعاة الإسلام.
من الغريب أن التعبير الشائع في القرآن والمستعمل للتعبير عن العلاقة الزوجية هو كلمة (نكاح) وذلك مثل "انكحوا من النساء..." و"أزواجكم حرث لكم فانكحوهن" و"المؤمنات ينكحهن...". إن هذه الكلمة (نكح) هي من أفظ الكلمات التي تستعمل في العلاقة الزوجية وأحطها. وهي في العصر الحاضر كلمة لا تستعمل إلا في الخفاء أو في لغة الشارع العامية والسافلة.
إن هذه الكلمة تعني العملية الجنسية في الجماع الجنسي، وكما نرى من الأمثلة السابقة فإن الكلمة تفيد غالبا أن الرجل هو الفاعل أو المبادر بالفعل وأن المرأة هي الجانب السلبي، والتي تستقبل النكاح كلما وقع عليها سواء شاءت أم لم تشأ. وهكذا نجد أن المفهوم القرآني للعلاقة الزوجية يسوده الطابع الجنسي الذي يتحكم فيه الرجل كما سنرى فيما بعد.


لذلك فإن الشريعة الإسلامية لا تُعطي أهمية لعمر المرأة ونضوجها الجسدي والعقلي والعاطفي عند الزواج. إن كل ما في الأمر هو أن تكون المرأة قادرة على احتمال الرجل عندما ينكحها. لذلك يفتي علماء المسلمين بأنه يمكن تزويج الفتاة حتى لرجل شيخ يكبرها بعشرات السنوات، كما تزوج محمد من عائشة وعمرها لم يتجاوز التاسعة إن لم يكن أقل من ذلك، أُسوة بالرسول "الكريم".
في الواقع إن ما كانت تتمتع به المرأة في الجاهلية من حقوق في الحياة الزوجية بما في ذلك العملية الجنيسية يفوق ما تتمتع به المرأة في الإسلام. يُذكر أنه كان هناك أنواع مختلفة من الزواج في الجاهلية، حتى أن المرأة كان يحق لها أن تتزوج من أكثر من رجل واحد، وبذلك ساوت الجاهلية بين الرجل والمرأة حيث أن التعددية لم تقتصر على الرجال فقط. ويذكر الحديث أنواع الزواج في الجاهلية: "حدثنا يحيى بن سليمان حدثنا ابن وهب عن يونس حدثنا أحمد بن صالح عن عنبسة حدثنا يونس إبن شهاب قال: أخبرني عروة إبن الزبير أن عائشة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أن النكاح (الزواج) في الجاهلية كان على أربعة أنحاء (أنواع): فنكاح منها نكاح الناس اليوم يخطب الرجل إلى الرجل وليته (أمته) أو إبنته فيُصدقها ثم يُنكحها. ونكاح آخر كان الرجل يقول لامرأته إذا طهرت من طمثها (عادتها): أرسلي إلى فلان فاستبضعي منه. ويعتزلها زوجها ولا يمسها أبدا حتى يتبين حملها من ذلك الرجل الذي تستبضع منه، فإذا تبين حملها أصابها (ضاجعها) زوجها إن أحب، وإنما يفعل ذلك رغبة في نجابة الولد، فكان هذا النكاح نكاح الاستبضاع. ونكاح آخر يجتمع الرهط ما دون العشرة فيدخلون على المرأة كلهم يصيبها، فإذا حملت ووضعت ومرّ ليال بعد أن تضع حملها أرسلت إليهم، فلم يستطع رجل منهم أن يمتنع حتى يجتمعوا عندها، تقول لهم: قد عرفتم الذي كان من أمركم، وقد ولدت، فهو إبنك يا فلان، تُسمي من أحبت باسمه، فيلحق به ولدها لا يستطيع أن يمنع به الرجل. ونكاح رابع يجتمع الناس الكثير فيدخلون على المرأة لا تمتنع ممن جاءها، وهن البغايا كن ينصبن على أبوابهن رايات تكون علما، فمن أرادهن دخل عليهن، فإذا حملت إحداهن ووضعت حملها جمعوا لها، ودعو لهم القافة، ثم ألحقوا ولدها بالذي يرون، فالتّاط به ودعي إبنه لا يمتنع من ذلك. فلما بُعث محمد صلى الله عليه وسلم بالحق هدَمَ نكاح الجاهلية كله، إلا نكاح الناس اليوم." (البخاري ج 6 ص 456و457). لم نقصد هنا تأييد الإباحية الجاهلية في الزواج. وإنما أردنا أن نُبين كيف كانت المرأة تتمتع بالحرية الجنسية حتى في الحياة الزوجية أكثر مما تتمتع به المرأة في الإسلام. على أي حال، وعلى الرغم من أن محمدا أبطل زواج الجاهلية الإباحي فإنه قد اخترع زواجا آخر لا يقل إباحية عن زواج الجاهلية، وسنذكره في حينه، فصبرا يا عزيزي القارئ.


أما من جهة أحكام الإسلام في الزواج فإنه أباح للرجل تعدد الزوجات، أو بالأحرى تعدد النكاحات، لأن ذلك يشمل الزوجات وغير الزوجات، وهذا ما أبقى عليه الإسلام من الجاهلية. جاء في القرآن "وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلث ورباعا فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعدلوا" (النساء: 3). لاحظ أن هذه الآية تبيح للمسلم عدة أشياء. فهي تبيح للرجل المسلم الوصي على طفلة يتيمة تعيش في رعايته أن يتزوجها إذا ما ظهرت أنوثتها ورغب فيها شريطة أن يعطيها صداقا (مهرا) كما يعطي غيرها ولا يطمع في مالها. ثانيا يسمح للمسلم أن يتزوج من أربعة نساء في ذات الوقت، وما يطلب منه سوى العدل بينهن. والعدل هنا يعني توفير الكساء والطعام والمأوى وتوزيع ليالي المضاجعة بالتساوي عليهن، فيكون لكل واحدة نصيب مماثل لنصيب الأخريات. فالمسلم يمكن أن ينكح أمته التي اشتراها بماله أو سباها في الحرب دون عقد زواج ولا صداق، فهي ملك له ينكحها ويبيعها ويهديها كما يشاء، وقد فعل محمد كل هذا كما سنرى فيما بعد.
لا بد أن نتساءل كيف يبيح الإسلام أن يتزوج رجل من طفلة وهي في رعايته كأب لها إذا ما دفع لها المهر اللازم!؟ هل المهر هو كل شي؟ ألا يُعد هذا منافيا للذوق والقيم الأخلاقية والأعراف إلا أن ذلك استثناء في شريعة محمد؟ إن هذه الطفلة هي بمكانة إبنة له و و يقوم مقام الأب بالنسبة لها. أينكحها وهي ما تزال طفلة إذا ما ظهرت أنوثتها؟
إلى أي حد يذهب رب محمد في إحلال الوسائل المنحطة لإشباع شهوة عباده من رجال المسلمين؟ ثم نكاح الإماء، أليس هذا زنا مباحا؟ أليست هذه خيانة زوجية أن يترك الرجل امرأته وينكح اغتصابا امرأة أخرى مقهورة على أمرها والتي حصل عليها بالمال أو بالأسر؟ أليس هذا من بقايا الجاهلية والوثنية؟ إن رب محمد يبيح له ولأتباعه نكاح الزوجات وإلاماء معا دون رادع كما في الآية "والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين." (المعارج: 29و30).
وعلى ذكر الإماء فلا بد من توضيح أمر يخفى عن الكثيرين، وهو أن الإسلام يبيح للمسلم امتلاك النساء، إما أن يشتريهن بماله أو أن يسبيهن في الغزو. والإسلام لا يميز بين متزوجة وغير متزوجة في هذا المضمار. فالمتزوجة يبطل زواجها بالسبي حسب شريعة محمد وربه، ويصبح بذلك نكاحهن حلالا على الرجال المسلمين حتى وإن كانت من أهل الكتاب، كما فعل محمد بريحانة وغيرها من السبايا. يروي الحديث في هذا الصدد: "حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة القواريري، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا سعيد إبن أبي عَزوبة عن قتادة عن صالح أبي الخليل عن علقمة الهاشمي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين بعث جيشا إلى أوطاس فلقوا عدوا فقاتلوهم فظهروا عليهم وأصابوا لها سبايا. فكان أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تحرجوا من غشيانهن (نكاحهن) من أجل أزواجهن من المشركين فأنزل الله عز وجلّ في ذلك " والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم" (أي فهن حلال لكم إذا انقضت عدتهن) (مسلم ج 10 ص 37).
ويذكر إبن كثير في نفس الرواية عن أبي سعيد الخدري: "أصبنا سبايا من أوطاس ولهن أزواج فكرهن أن نقع عليهن (ننكحهن) ولهن أزواج، فسألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية (النساء: 24). فاستحللنا فروجهن." (إبن كثير ج 1 ص 374).
أي إله هذا كان رب محمد! يبيح لنبيه وأصحاب نبيه اغتصاب النساء وانتهاك حرماتهن حتى وهن متزوجات؟ كان رجال محمد يخشون من نكاح النساء المتزوجات، والنساء كن يرفضن أن يقعوا عليهن، ولكن رب محمد يسارع بتحليل هذا الفعل الشنيع لمحمد ولأصحابه. هل يصدّق العقل هذا؟ هل يمكن أن يكون رب محمد هذا هو نفسه إله الإنجيل؟ حاشا وكلا.
علاوة على إباحة القرآن للمسلم نكاح زوجاتهم وما ملكت أيمانهم من النساء فهو يقدم لهم النصح والإرشاد في أوضاع النكاح من الأمام ومن الخلف. يقول القرآن "ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يتطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين. نساؤكم حرث لكم فآتوا حرثكم أنّى شئتم وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين." (البقرة: 222 و223). هنا يُشبّه القرآن المرأة بالأرض والرجل بالحرّاث يحرث فيها وقت ما شاء ومن أي جهة شاء. نرى هنا بوضوح كيف يعطي رب محمد الرجل السلطة المطلقة في العلاقة الجنسية على نسائه وإمائه. ومن الجدير بالذكر أيضا، أن محمدا خالف أحكام (الآية 222) والتي تنص على اعتزال الحائض كما سنرى بعد قليل.
وتأكيدا على سلطة الرجل وتحكمه في العلاقة الجنسية فقد أعطاه القرآن الحق في حرمان زوجته من العلاقة الجنسية معها لمدة أربعة أشهر كاملة كعقاب لها كما جاء في الآية "للذين يؤلون (يغضبون) من نسائهم تربص (انتظار) أربعة أشهر فإن فاءوا (تصالحوا) فإن الله غفور رحيم. وإن عزموا على الطلاق فإن الله سميع عليم" (البقرة: 226 و227).
ويعتبر محمد أن للرجل فضل على امرأته بنكاحها لذلك ينال أجرا من رب محمد إذا نكح زوجته كما ذكر الحديث: "حدثنا عبد الله بن محمد... عن أبي ذر أن أناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله ذهب أهل الدثور (المال الكثير) بالأجور، يصلّون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم. قال: "أو ليس جعل الله لكم في ما تصدقون؟ إن بكل تسبيحة صدقة ولك تكبيرة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة وفي بُضع (فرج المرأة) أحدكم صدقة". قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها صدقة؟ قال: "أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إن وضعها في الحلال كان له أجر." (مسلم ج 7 ص 91). يبدو أن محمدا يشجع رجال المسلمين على نكاح نسائهم كثيرا كما كان يفعل هو حتى يكسبوا صدقات كثيرة ربما تغنيهم عن صدقات المال. أما المرأة المسكينة فلا أجر لها في شريعة محمد وما أجرها إلا رضى زوجها وسيادته عليها واسداء المعروف لها بنكاحها.
وهكذا أخي القارئ وأختي القارئة تران أن شريعة تعطي الرجل الحق في حرمان نسائه من النكاح، وإن نكحهن فله أجر من عند رب محمد. وأما المرأة فهي إن رغبت في النكاح وبادرت إليه فلا أجر لها. وإن لم يكن لها رغبة فيه لأجل تعب أو ارهاق أو قلق أو انشغالها حتى ولو في ليلة واحدة فإن الملائكة تلعنها طول الليل حتى الصباح، كما جاء في الحديث: "حدثنا مُسدد حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا دعى الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح." (البخاري ج ص 412، رواه مسلم أيضا).


من الحقوق المطلقة الأخرى التي منحتها الشريعة الإسلامية للرجل حق الطلاق. فالطلاق في الإسلام درجات، ويتراوح ما بين الطلاق الرجعي والطلاق اللارجعي وذلك حسب عدد المرات التي ينطق فيها الرجل بكلمة "طالق". هناك سورة كاملة في القرآن خُصصت لمعالجة جوانب الطلاق المختلفة، ولا يتسع المجال لذكر كل تلك التفاصيل هنا. إنما يهمنا هنا أن للرجل الحق المطلق في الطلاق، أي تطليق من شاء ومتى شاء لسبب أو بدون سبب. إن عدم رغبة الرجل زوجته وعشقه لغيرها، ورغبته في الزواج من غيرها لهو سبب كاف لطلاقها. والقرآن لا يضع على الرجل أي شروط تجبره على طلاق امرأته، وإنما يسمح له بالطلاق حسب هواه كما جاء في الآية التالية: "لا جناح (ملامة) عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن أو تُفضوا لهن فريضة ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المُقتّر قدره متاعا بالمعروف حقا على المحسنين" (البقرة: 236).
هناك مسألة غريبة في الطلاق لا مثيل لها في أي شريعة أخرى سوى في شريعة محمد والإسلام وهي ما يعرف بالتحليل (التجحيش) بالعامية، ويتعلق التحليل بالطلاق اللارجعي، وذلك عندما يقول المسلم لامرأته ثلاث مرات "أنت طالق". فإذا ما أراد الرجل أن يُرجع زوجته إليه بعد طلاقها فهي لا تحل له شرعا إلا إذا تزوجها رجل آخر ولو لِلَيلة واحدة، ويشترط أن يتم الجماع بينهما. و يسمى هذا الزواج في هذه الحالة بالتحليل، والزوج الثاني بالمُحلل. وبعد ذلك يطلقها الزوج الثاني. وعندها يحق للزوج الأول الذي طلقها أن يتزوجها شرعيا ومرة ثانية. وقد وردت أحاديث كثيرة في هذا الشأن نختار منها الحديث التالي: "حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا علي بن مُسهر عن عبيد الله بن عمر عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت: طلق رجل امرأته ثلاثا فتزوجها رجل ثم طلقها قبل أن يدخل بها، فأراد زوجها الأول أن يتزوجها، فسُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: "لا، حتى يذوق الآخر من عُسيلتها (يحصل منها على اللذة الجنسية) ما ذاق الأول." (مسلم ج 10 ص 4).
من الغريب في الأمر أن محمدا على الرغم من إصراره على أنه لا يمكن للزوج الأول أن يعيد مُطلقته حتى لو تزوجها آخر وطلقها، إلا إذا نكحها الرجل الثاني، فإنه لعن كل الرجلين كما في الحديث: "عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بالتيس المُستعار؟" قالوا بلى يا رسول الله. قال: "هو المُحلل، لعن الله المُحَلل والمحلل له." (إبن كثير ج ص 209). يا ترى ما الحكمة التي ابتغاها الإسلام من هذه العملية التي ليس لها مثيل إلا في شريعة محمد؟ لماذا لا يستطيع الرجل أن يعيد زوجته إليه إذا ما رأى أنه كان على خطأ ويرغب في العيش مع زوجته ولا يحب مفارقتها دون اللجوء إلى عملية التحليل المجحفة في حق المرأة؟ في رأينا ما عملية التحليل (التجحيش) إلا عملية إذلال وإهانة للمرأة، تحط من كرامتها.
مع أن شريع محمد حرمت المرأة حرمانا مطلقا من الحق في طلاق زوجها، فهي وحتى إن طلبت من زوجها الطلاق، لأنها ملت من العيش معه فإنها تحرم من الجنة كما جاء في الحديث. يروي إبن كثير من أقوال محمد في تفسيره: "أيما أمرأة سألت زوجها طلاقا في غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة، وذكر أيضا "لا تسأل امرأة زوجها الطلاق في غير كنهة فتجد ريح الجنة، وإن ريحها ليوجد في مسيرة أربعين عاما." (إبن كثير ج 1 ص 205).
إن كل ما ذُكر سابقا يهون مع ما يمكن أن ندعوه أعظم ظلم واجحاف في حق المرأة. إذا طلق رجل أمرأته وكانت المرأة مرضعة، فإن الرجل يساوم معها على ارضاع الطفل بالأجرة، فإن لم يرضَ بالأجرة فهو يستأجر غيرها لارضاع الطفل كما جاء في قرآن محمد: "أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدِكُم (سعتكم) ولا تضاروهن لتضيقوا عليهم وإن كن أولى حمل (حوامل) فانفقوا عليهن حتى يضعن حملهن فإن أرضعن لكم فأتوهن أجورهن وأتمروا بينكم بمعروف وإن تعاسرتم (اختلفتم) فتسترضع له أخرى" (الطلاق: 6). هكذا وبكل بساطة يحرم دين (الرحمة والهدى) الأم من طفلها الرضيع، وإن أرضعته فإنها ترضعه كإمرأة أجيرة، وليس كأم حملته في أحشائها. وهكذا فإن رب محمد تأييدا لجبروت الرجل وتسلطه على المرأة يحرمها من أسمى عاطفة بشرية وهي عاطفة الأمومة، وبالتالي يعاملها كجماد وكأنها كائن بلا إحساس ولا مشاعر. صحيح قد حرر الإسلام المرأة من الجاهلية ولكنه كبلها وقيدها بجاهلية جديدة أشد وأعنف وأشنع من الجاهلية الأولى. على الأقل في الجاهلية ، كان بإمكان المرأة أن تكون صاحبة أعمال كخديجة ، ولكن في الإسلام ، المرأة سجينة بيتها ، وفي بلد ولادة محمد ، غير مسموح لها أن تسوق سيارة أو أن تسير إلا خلف زوجها في الشارع علامة على أن حقوقها مهضومة كليا.
وحتى تكتمل لنا الصورة عن المرأة في الإسلام، لا بد أن نلقي الضوء على تعامل محمد ومعاملته الشخصية مع النساء. إن أول ما يجب ذكره هنا هو أن رب محمد قد سن شريعتين في القرآن: شريعة للمسلمين عامة، وشريعة لمحمد خاصة. لقد سبق وذكرنا كيف أن رب محمد قد سمح للمسلمين بالزواج من أربعة نساء في ذات الوقت، أي أن يجتمع أربع نساء في كنفه ما عدا الجواري. هذه هي الشريعة العامة للمسلمين. لكن رب محمد استثنى نبيه من هذه الشريعة وسن له شريعة خاصة. لقد أباح لمحمد النساء على قدر طاقته وحسب شهوته، يتزوج من يتزوج منهن ويقتني من يقتني. قد يقول قائل لم يكن محمد في هذا أسوأ من غيره من الأنبياء القدامى. صحيح أن الكثير من الأنبياء مارسوا تعدد الزوجات وكانت لهم الجواري، وخاصة سليمان الذي بلغ عدد نسائه من زوجات وسرارى المئات. لكن لم يكن هذا ليرضي الله وهو لم يعطِ أيا منهم إذنا خاصا، إذ سلكوا حسب طبيعة الأقوام التي عاشوا بينها. كذلك حدث كل هذا قبل المسيح، وعندما جاء المسيح وضع حدا لكل هذه الممارسات الشاذة. والغريب أن محمدا جاء بعد المسيح بأكثر من ستمائة عاماً وأدار رب محمد عقارب الساعة إلى الوراء ، إلى ما قبل المسيح وأباح لمحمد ما لم يبحه لأحد غيره إذ خاطب رب محمد (نبيه) "يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي (اللواتي) آتيت أجورهن، وما ملكت يَمينك مما أفاء (أعطاك من السبي) الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك التي (اللواتي) هاجرن معك وامرأة مؤمنة وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين قد علمنا ما فرض عليهم في أزواجهم وما ملكت أيمانهم لكيلا يكون عليك حرج وكان الله غفورا رحيما. تُرجي (تطلق سبيل) من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك ذلك أدنى أن تقر أعينهن ولا يحزن ويرضينّ بما آتيتهن كلهن والله يعلم ما في قلوبكم وكان الله عليما حليما." (الأحزاب: 50 و51). ما أباحه رب محمد لنبيه ليس له مثيل في الديانات السماوية. دعونا نتأمل في أنواع النساء اللواتي تم تحليلهن لمحمد في الآيات السابقة.


1- الزوجات اللواتي اختارهن وتم قرانه عليهن بعقد شرعي وقدّم لهن المهر اللازم (ما عدا زينب التي سنذكر قصتها لاحقاً). وقد سُمِح لمحمد الزواج من النساء بدون حد. وهكذا نَقض الآيات السابقة ما ورد عن تحديد النساء بأربع كما ذكرنا سابقا، وسنرى كيف استغل محمد هذه الاباحة وتجاوز التحديد. وكما ذكرنا سابقا لقد سن رب محمد شريعتين: شريعة لمحمد مع أنه اعترف بأنه كان كباقي البشر وشريعة لبقية المسلمين.
2- الجواري أو الإماء (السراري): وهن النساء اللواتي اشتراهن محمد من ماله أو تم إهداؤهن إليه مثل مارية القبطية، أو اللواتي أسرهن في حروبه وغزواته فاستعبدهن واستحل فروجهن (يا عيب الشوم) مثل ريحانة بنت شمعون القُرضيّة والتي رفضت أن تؤمن بدين محمد وتصير واحدة من زوجاته المحصنات.
3- الواهبات أنفسهن: وهن النساء اللواتي ارتجين خير الآخرة، فوهبن أنفسهن مجانا لمحمد مثل هؤلاء كان لمحمد حق الدخول عليهن دون عقد نكاح أو مهر. كما كان له الحق في ابقائهن عنده أو اطلاق سبيلهن. ومثل هذا السلوك في أي شريعة أخرى غير شريعة محمد يعتبر زنى بكل معنى الكلمة.
لقد أثارت هذه الإباحية غيرة عائشة الزوجة الطفلة المدللة وحفيظتها على رب محمد كما في الحديث: "حدثنا زكريا بن يحيى حدثنا أبو أسامة قال هشام: حدثنا عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأقول: أتهب المرأة نفسها؟ فلما أنزل الله تعالى: "ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك…" قلت: ما أرى إلا أن ربك يسارع في هواك." (البخاري ج 6 ص 323 مكرر، رواه مسلم أيضا). إذا كانت عائشة "أم المؤمنين" قد قالت هذا، فماذا نقول نحن والدليل بين أيدينا؟ ألم يسارع حقاً رب محمد في هواه (يا للشؤم)؟ لم يقتصر الاستنكار من الواهبات أنفسهن لمحمد على عائشة فقط. بل أن بنت أنس بن مالك قد فعلت ما فعلته عائشة ووبخها أبوها على ذلك كما في الحديث التالي: "حدثنا مُسدد حدثنا مرجوم سمعت ثابتا: أنه سمع أنس رضي الله عنه يقول: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرض عليه نفسها فقالت: هل لك حاجة في؟ فقالت ابنته (ابنة أنس): ما أقل حياءها، فقال: هي خير منك، عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسها" (البخاري ج 7 ص 131، رواه مسلم أيضا). ونحن نقول مع إبنة أنس ما أقل حياءها‍ ونعتب على رب محمد كما عتبت عائشة لهذه الإباحة، ونعتب على محمد لقبوله هذه الإباحة. ولكن ما الحيلة وماذا ينفع العتب.
علاوة على ما سبق ذكره، يجد الدارس لسيرة محمد أنه كان مولعا بمعاشرة النساء ولا يطيق فراقهن حتى في الغزو والحرب. ويبدو أنه كان خبيرا بشؤون النساء من معاشرة واحتلام وحيض. لقد جمع محمد في بيته بعد موت خديجة الكثير من النساء وكان ينكحهن ويعاشرهن أي وقت شاء بالليل أو بالنهار وكان يقسم الليالي بينهن. ويذكر معظم علماء المسلمين أن محمدا قد تزوج على الأقل ثلاث عشرة امرأة ما عدا الجواري. والبعض يزيد على ذلك. ويقال أن محمدا كان يحتفظ على الأقل بتسع من النساء الأحياء في وقت واحد.
كان لمحمد نظرة جيدة في النساء فلا يخفى عليه الجمال الأنثوي في طفلة مثل عائشة أو امرأة مثل صفية حُيَي أو جويرية بنت الحارث. وكان أحيانا إذا أعجبته امرأة مسبية وقعت لرجل غيره بعد أن يراها يستعمل سلطانه "النبوي" للحصول على هذه المرأة من صاحبها كما حدث مع كل من جويرية وصفية السالفتي الذكر. وسنخص قصة صفية بالذكر لاحقا. في السطور التالية سوف نعرض قصصاً ثلاثاً من زوجات محمد المشهورات وذلك لاستنارة القارئ واطلاعه على ولع محمد وخبرته بجمال النساء. إن من أغرب هذه القصص وأصعبها إدراكا على عقل القارئ هي قصة زواج محمد من عائشة. لقد صار هذا الزواج كما قلنا سابقا أساسا لزواج طفلات قاصرات من شيوخ كهول في سُنَّة محمد. كان محمد في الواحدة والخمسين من عمره على الأقل عندما كتب كتابه على عائشة وهي طفلة لا يزيد عمرها عن ست سنوات ثم عاشرها معاشرة الأزواج ومارس الجنس معها وهي في التاسعة من عمرها. وعندها كان محمد في الرابعة والخمسين من عمره على الأقل وذلك بشهادة عائشة نفسها في أكثر من موضع كما جاء في الرواية: "حدثني فَروة بن أبي الغراء، حدثنا علي بن مُسهر عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا بنت ست سنين فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحارث بن خزرج، فوعِكتُ (مرضتُ) فتمزّق شعري فوفَى جميمه (نما وكثر) فأتتني أمي أم رومان وإني لفي أرجوحة ومعي صواحب لي. فصرخت بي فأتيتها لا أدري ما تريدُ بي فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار وإني لأنهج (ألهت) حتى سكن بعض نفسي. ثم أخذت شيئا من ماء فمسحت به وجهي ورأسي ثم أدخلتني الدار، فإذا نسوة من الأنصار في البيت فلم يَرُعني إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ضُحى فأسلمتني إليه وأنا يومئذ بنت تسع سنوات." (البخاري ج 4 ص 632، مكرر، رواه مسلم أيضا). وأسفا على أم تسلم ابنتها الطفلة، إذ تأخذها من بين صويحباتها وتسلمها لرجل شيخ ، نبي أو لا نبي ، كما تسلم الشاة للجزار.
لقد حاول أبو بكر والد عائشة أن يثني محمد عن رغبته في إبنته الطفلة ولكن دون جدوى كما يبدو من الحديث: "حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث عن يزيد عن عراك عن عروة أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب عائشة إلى أبي بكر، فقال له أبو بكر: إنما أنا أخوك. فقال محمد: "أنت أخي في دين الله وكتابه وهي لي حلال." (البخاري ج 6 ص 442). من هو ذاك الإله وأي دين يحلل لمحمد طفلة في السادسة من عمرها؟ هذا وقد برر محمد فعلته هذه واقترانه بالطفلة عائشة بأن ربه كشفها له في الحلم وأعلن له أنها زوجته كما في الحديث: "حدثنا معلى حدثنا وهيب عن هشام بن عُروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: "أريتك في المنام مرتين: أرى أنك في سُرقة (ملاية) من حرير ويقول هذه امرأتك فإذا هي أنت" فأقول: "إن يكُ هذا من الله يُمضيه". (البخاري ج 4 ص 632، مكرر، رواه مسلم أيضا). هل يمكن أن يُصدق إنسان ممتلك لقواه العقلية أن الله الحقيقي القدوس يقول لمحمد عن طفلة عمرها ست سنوات: "هذه امرأتك"؟
يبدو أن هذا الزواج غير المتجانس والمجحف والذي لا يقبله مجتمع من المجتمعات يسبب للمسلمين إحراجا يحاولون التخلص منه بطرق مختلفة. يحاول البعض التملص من الموضوع كليا ومهاجمة الشخص الذي يطرح الموضوع واتهامه بالكذب كما حدث معي شخصيا في حواري مع بعض الأصدقاء المسلمين. والبعض الآخر يحاول جاهدا المبالغة في عمر عائشة بالإدعاء أنها كانت في الثالثة عشرة عندما تزوجها محمد ودخل بها. ولكن هذا مخالف للصحيحين وللسيرة. وحتى إن سلّمنا جدلا أنها كانت في الثالثة عشرة فإنها ما تزال في سن الطفولة وزواجها من رجل في الرابعة والخمسين من عمره زواج ممجوج على أي حال. أما غالبية المسلمين بما فيهم من علماء وكتّاب فيدعون أن عائشة وهي في ذلك العمر ما بين السادسة والتاسعة كانت امرأة ناضجة. والبنات بشكل عام كن ينضجن في سن مُبكر في تلك الأيام. جوابنا على هذا الإدعاء الفارغ هو أنه ليس له سند تاريخي أو أدبي. كما أن الواقع يثبت العكس. وإذا صدقنا حديث الإفك فإنه السبب الرئيسي لما حدث هو صغر حجم عائشة وخفة وزنها حتى أن حملة الهودج لما حملوا الهودج عند رحيل جيش محمد بينما كانت عائشة غائبة عن الجيش حملوه ولم يشعروا أن الهودج كان فارغا. كذلك نستنتج من حديث عائشة أنها كانت طفلة تلعب مع غيرها من البنات ألعاب الأطفال. وتأييدا لذلك فإن محمدا بعد أن أخذها ودخل بها كان يأتي إليها بالطفلات من البنات في مثل عمرها حتى تلعب وتتسلى معهن كما في الحديث: "حدثنا يحيى بن يحي، أخبرنا عبد العزيز بن محمد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها كانت تلعب بالبنات (العرائس) عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت تأتيني صواحبي فكن ينقمعن (يهربن) من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسربهن (يعيدهن) إلي." (مسلم ج 15 ص 204، رواه البخاري أيضا).
عزيزي القارئ , أليس في هذا الحديث برهانا كافيا على أن عائشة كانت طفلة غير ناضجة وهي في بيت محمد، وأنه كان ينكح طفلة في بيته؟ إن ما فعله محمد لم يفعله غيره ولا حتى في الجاهلية. لو أن محمدا فعل ما فعل في أي مجتمع متحضر في عصرنا الحاضر لعاقبه القانون عقابا صارما لمدة أقلها عشرين سنة تحت الأشغل الشاقة في السجن. لقد سلب محمد عائشة من طفولتها إلى الأبد وحرّمها من شبابها ما بقي من عمرها، حيث مات عنها وتركها أرملة وفرض عليها الحجاب الأبدي وعدم مس غيره من الرجال وهي في أول شبابها، في الثامنة عشرة من عمرها.
وبعد عائشة فإلى المرأة الثانية التي كانت تنافس عائشة في الجمال وفي المكانة في قلب محمد وفراشه، إلى زينب بنت جحش والتي لا تقل قصتها غرابة عن قصة عائشة، والتي أبطل رب محمد حكم التبني في الإسلام بسببها.
يذكر إبن هشام في السيرة (ج 1 ص 230) أن زيدا بن حارثة كان عبدا لخديجة. وعندما تزوج محمد خديجة أهدت له عبدها زيدا، ثم أعتق محمد زيدا وتبناه وصار زيد يُعرف بأنه زيد بن محمد. زوّج محمد زيدا من زينب بنت جحش وكانت امرأة ذات جمال بينما كان زيد عبد أسود. ويبدو أن زيدا طلق زينب تحت ضغوطات والده محمد، لأن محمد والد زيد وقع في حب زينب، ولكنه خشيَ من الزواج منها خوفا من مذمة العرب له، لأن مثل هذا يخالف الشرائع المتعارف عليها. وكان الحل الوحيد لمحمد هو أن يأتيه وحي من ربه يُبيح له الزواج من زينب. ولكن هذه الإباحة لا يمكن أن تتم إلا إذا تم إبطال التبني أولا. فماذا فعل رب محمد؟ وكما قالت عائشة، لقد سارع رب محمد في تلبية أشواق "نبيه" فأرسل له "الوحي" الذي أبطل التبني وأباح له تحقيق رغبته من زينب. وهكذا أبطلت شريعة محمد التبني في الإسلام كما جاء في القرآن "ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيئ عليما" (الأحزاب: 40). بهذه الآية ألغى القرآن تبني محمد لزيد مُفسحا له المجال لنكاح مطلقته. تلى ذلك تحريم شامل للتبني كما جاء في القرآن "ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه وما جعل أزواجكم اللاتي تظاهرون (تحرمون على أنفسكم) وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلك ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يُهدي السبيل. أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا أباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم (عبيدكم) وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمّدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما." (الأحزاب: 4 و5). وزاد محمد على ما سبق مؤكدا على أن من ادعى لغير أبيه حُرم من الجنة كما الحديث: "حدثني عمر الناقد، حدثنا هشيم بن مُشير، أخبرنا خالد عن أبي عُثمان قال: لما أدّعي زياد (زياد بن أبيه)، لقيتُ أبا بكرة فقلت له ما هذا الذي صنعتم؟ إني سمعت سعد بن أبي وقاص يقول سمع أذناي من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: "من ادعى أبا في الإسلام غير أبيه فالجنة عليه حرام." (مسلم ج 3 ص 54).
السؤال الذي لا بد من طرحه هنا هو: لماذا لم يبطل رب محمد تبنيه لزيد من البداية ، قبل زواج زيد من زينب وطلاقها منه ، ثم وقوع محمد في غرامها؟ على أي حال فإن بإبطال التبني زال المانع الشرعي لتحقيق محمد لرغبته في زينب، وسارع ربه في هواه وأوحى إليه أن لا يخفي غرامه في زينب ويكشفه على الملأ ويحقق رغبته التي كتبها في صدره. جاء الأمر لمحمد من ربه: "وإن تقول للذي أنعم الله وأنعمت عليه امسك عليك زوجك واتقي الله وتُخفي في نفسك ما الله مُبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيدا منها وطرا (أخذ حاجته منها واكتفى) زوجنكها (زوجناها لك) لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إن قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا." (الأحزاب: 37).
وهكذا حسب إبن كثير أن دخول محمد على زينب "بغير إذن" "إذ أن الله" أوحى إليه أن يدخل عليها بلا ولي ولا عقد ولا مهر ولا شهود من البشر. وبذلك كانت زينب تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فتقول: "زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سموات." (إبن كثير ج 3 ص 98). هكذا الزواج وإلا بلا! زواج بلا ولي ولا شهود! أليس هذا أقرب إلى الزنى من الزواج؟ في أي شريعة أخرى غير شريعة محمد يعتبر هذا بلا شك زنى صريحا. أم هل يا ترى يحق لمحمد ما لا يحق لغيره مع أنه بشر ككل بشر بحسب إقراره ؟
القصة الثالثة في مسلسل أعراس محمد هي قصة زواجه من صفيّة بنت حُيي. جاء في الحديث بهذا الشأن: "حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال: حدثنا إسماعيل بن عُلية قال: حدثنا عبد العزير بن صُهيب عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا خيبر فصلينا عندها صلاة الغداة بغلس (الفجر)، فركب نبي الله صلى الله عليه وسلم وركب بن طلحة وأنا رديف (خلف) طلحة، فأجرى نبي الله صلى الله عليه وسلم في زقاق خيبر وإن رُكبتي لتمس فخذ نبي الله صلى الله عليه وسلم. ثم حُسِر (انكشف) الإزال عن فخذه حتى إني أنظر إلى بياض فخذ نبي الله صلى الله عليه وسلم. فلما دخل القرية قال: "الله أكبر خَربت خيبر إنّا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباحُ المنذرين" قالها ثلاثا. قال وخرج القوم إلى أعمالهم فقالوا: محمد والخميس (الجيش)! قال: فأصبناها غنوة (بالقوة) فجُمع السبي. فجاء دَحيّة فقال: يا نبي الله اعطني جارية من السبي قال (محمد): "اذهب فخذ جارية" فأخذ صفية بنت حيي. فجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله أعطيت دحيّة صفية بن حُيي سيدة قريظة والنضير، لا تصلح إلا لك. قال (محمد) "ادعوه بها". فجاء بها. فلما نظر إليها النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خذ جارية من السبي غيرها". قال: فأعتقها النبي صلى الله عليه وسلم وتزوجها." (البخاري ج 1 ص 122، رواه مسلم أيضا). ويضيف إبن هشام إلى ما سبق: "قال إبن إسحق: ولما أعرس رسول الله صلى الله عليه وسلم بصفية بخيبر أو ببعض الطريق، وكانت التي جَمّلتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومشطتها وأصلحت من أمرها أم سليم بنت ملحان أم أنس بن مالك. فبات رسول الله صلى الله عليه وسلم في قُبّة له، وبات أبو أيوب خالد بن زيد أخو بني النجار متوشحا سيفه يحرس رسول الله صلى الله عليه وسلم ويُطيف بالقبة، حتى أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما رأى مكانه قال: "مالك يا أبا أيوب؟" قال: يا رسول الله خفت عليك من هذه المرأة وقد كانت امرأة قد قتلتَ أباها وزوجها وقومها وكانت حديثة عهد بكفر، فخفتها عليك." (إبن هشام ج 3 ص 219).
بحق السماء، هل هذه هي أخلاق الأنبياء؟ محمد يغزو خيبر فيقتل رجالها ويستولي على أموالها ويستحل نساءها! ومن بين المسبيات سيدة في قومها يأخذها رجل من أصحاب محمد، ولكن عندما ذُكرت لمحمد سارع باستدعاء صاحبه، وعندما رأى صفية التي قتل زوجها وأباها وقع محمد في هواها ورغب فيها. فأمر صاحبها بتركها وأخذها لنفسه وعرّس بها على أرض المعركة ودماء زوجها وأبيها لا تزال تلطخ ديه ولم تجفّ بعد. هل يرضى رب محمد بهذه الأعمال البربرية؟ أين الشهامة؟ أين الكرامة؟ أين النخوة؟ أين المروءة؟ أين الرحمة؟ أي عاقل يقرأ قصة زواج محمد من صفية إلا ويرى فيها الطغيان والقتل والاغتصاب والبربرية المتوحشة.
هذه ثلاث قصص مختلفة تبين جوانب مختلفة من طبيعة محمد وشخصيته. هناك نساء أخريات في حياة محمد وله معهن قصص، ومن أراد أن يعلم أكثر فليرجع إلى كتب الحديث والسيرة ففيها ما يروي غليل من يحب الاستطلاع ويبحث عن الحقائق والوقائع.
وبعد أن ذكرنا القصص السابقة الذكر نتأمل الآن في معاشرة محمد للنساء. يستنتج القارئ من كتب الحديث والسيرة أن محمدا كان مغرما جدا بالنساء، وكان يصرف الوقت الكثير في معاشرة نسائه والتمتع بهن. يبدو أنه على الرغم من كثرة زوجات محمد وجواريه فإن غريزته الجنسية لم تعرف الشبع. لم يكن محمد يكتفي بنكاح امرأة واحدة بل كان يضاجع كل نسائه في آن واحد كما ذكر الحديث: "حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا معاذ بن هشام قال: حدثني أبي عن قتادة قال: حدثنا أنس بن مالك قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدور على نسائه (يضاجعهن) في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهنّ إحدى عشرة. قلت لأنس: أو كان يطيقه؟ (أي هل كان باستطاعته مضاجعة إحدى عشرة امرأة في ساعة واحدة؟). قال: منا نتحدث أنه أعطي قوة ثلاثين (أي ثلاثين رجل). وقال سعيد عن قتادة عن أنس حدثهم تسعُ نسوة." (البخاري ج 1 ص 89، مكرر). يبدو أن محمدا كان يفعل هذا بطريقة خاصة قبل الإحرام للحج، حيث كان يتمتع بنسائه جملة واحدة كما روت عائشة: "حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي، لحدثنا خالد يعني إبن الحارث، حدثنا شُعبة عن إبراهيم بن محمد المنتشر قال: سمعت أبي يحدث عن عائشة رضي الله عنها قالت: كنتُ أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يطوف (يضاجع) على نسائه ثم يُصبح مُحرما." (مسلم ج 8 ص 102). وهكذا الحج لا يطيب إلا بعد ليلة مع النساء. حجا مبرورا! لقد وهب الله أنبياءه القديسين مواهب عظيمة تمثلت بالمعجزات والعجائب التي تُمجد الله وتخدم شعبه، ولكن إله محمد بلا شك وهب لمحمد موهبة عظيمة لا مثيل لها. لقد وهبه ربه قوة ثلاثين رجل في النكاح! واوْ !
لم يكن محمد يطيق فراق النساء حتى في أوقات الغزو والقتال. كان محمد كلما خرج لغزو أو حرب يصطحب معه واحدة أو أكثر من نسائه بعد أن يجري القرعة بينهن. هناك أحاديث كثيرة في هذا الشأن نختار منها واحدا كمثال: "حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا عبد الله بن عمر النميري، حدثنا يونس قال: سمعت الزّهري قال: سمعت عُروة بن الزبير وسعيد بن المُسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله عن حديث عائشة كل حدثني طائفة (شيئا) من الحديث قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج أقرَعَ (ضرب القرعة) بين نسائه فأيهن يخرج سهمها خرج بها النبي صلى الله عليه وسلم. فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج سهمي فخرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم بعدما أنزل الحجاب." (البخاري ج 3 ص 300).
على الرغم من كثرة نساء محمد وجواريه وأنه لم يمنعه أي مانع من مضاجعتهن، فإنه كان إذا اشتهى واحدة من نسائه وكانت حائضالم يمنعها الحيض من محمد مخالفا بذلك حكم ربه في القرآن والذي ينهي المسلمين عن معاشرة الحائض من نسائهم وعدم الاقتراب منهن كما في سورة البقرة آية 222. ولكن يبدو أن رب محمد كان يحلل له ما لا يحل لغيره. هناك أكثر من حديث في ذكر معاشرة محمد للنساء الحائضات، بحيث كان يأمر المرأة الحائض أن تغطي فرجها ويقضي شهوته الجنسية من باقي جسدها. يقول الراوي: "حدثنا إسماعيل بن خليل قال: أخبرنا علي بن مُسهر قال: أخبرنا إسحق – هو الشيباني – عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عائشة قالت: كانت إحدانا إذا كانت حائضا فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُباشرها (يضاجعها) أمرها أن تتزر من فور حيضتها (تغطي فرجها) ثم يباشرها. قالت: وأيكم بملك إربَه (يحصل على شهوته) كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يملك إربه؟ (البخاري ج 1 ص 98، رواه مسلم أيضا). ألهذا الحد وصلت الشهوة الجنسية بمحمد؟ أيعاشر امرأة حائضا وعنده الكثير غيرها من الزوجات والجواري؟ أين النزاهة؟ أين العفة؟ أهذا من أخلاق الأنبياء العظام؟ هل يمكن أن يكونم هذا التصرف تصرف شخص يقال عنه أنه خاتم الأنبياء والمرسلين وأشرف خلق الله؟
بالإضافة إلى مضاجعة نسائه الحائضات وغير الحائضات هناك أحاديث تُروى عن محمد أنه كان يضاجع الجواري أيضا. ومن المعروف أن المرأة الوحيدة التي أنجبت ولدا لمحمد بعد خديجة هي جاريته مارية القبطية والتي تُدعى أم إبراهيم، نسبة لإبنها إبراهيم والذي توفي في طفولته. يبدو أن هذا الأمر سبب الاضطراب في بيت محمد وأثار بعض نسائه وخاصة عائشة التي أمسكت زوجها ونبيها ينكح جاريته على فراشها، مما دعا محمدا أن يحرم تلك الجارية على نفسه. ولكن ربه أسرع في هواه مرة أخرى. فأمر الله أن لا يصغي لزوجاته، وهددهن بالطلاق وتزويج محمد بنساء أفضل منهن كما في الحديث: "روى النسائي عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت له أمة (جارية) يطؤها (ينكحها) فلم تزل به عائشة تبتغي وحفصة حتى حرمها فأنزل الله عز وجل "يا أيها النبي لمَ تحرم ما أحل الله لك تبغي مرضات أزواجك و اللغ غفور رحيم. قد فرض الله لكم تحلّة أيمانكم والله العلي الحكيم… عسى ربه (رب محمد) إن طلقكن أن يُبدله أزواجا خير منكن مسلمات قانتات (طائعات) تائبات سائحات (صائمات) ثيبات (سبق زواجهن) وأبكارا عذارى" (التحريم: 1-5). وروى "إبن جرير عن زيد بن أسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أصاب (نكح) أم إبراهيم (مارية القبطية) في بيت بعض نسائه، فقالت: أي رسول الله، في بيتي وعلى فراشي؟ فجعلها عليه حراما، فقالت: أي رسول الله كيف يُحرّم عليك الحلال؟ فحلف لها بالله أن لا يُصيبها. فأنزل الله تعالى "يا أيها النبي... إلى آخر الآيات" (ابن كثير ج 3 ص 519). حقا لقد صدقت عائشة عندما قالت: "أرى أن ربك يسارع في هواك".
على الرغم من توفر النساء لمحمد من زوجات وجواري ، ينكح منهن من يشاء متى شاء. إلا أن ذلك لم يمنعه من النظر إلى النساء الغريبات واشتهائهن، فيسرع إلى إحدى نسائه لإطفاء نار شهوته الجنسية بمضاجعتها، ثم يأمر أتباعه من المسلمين أن يفعلوا كما فعل نبيهم ويسيروا حسب سنّته كما جاء في الحديث: "حدثنا عمرو بن علي، حدثنا عبد الأعلى، حدثنا هشام بن أبي عبد الله عن الزبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى امرأة فأتى أمرأته زينب وهي تمعس منيئه (تدبغ جلدا) لها فقضى حاجته ثم خرج إلى أصحابه فقال: إن المرأة تُقبل في صورة شيطان وتُدبر في صورة شيطان، فإذا أبصرَ أحدكم امرأة فليأت (يجامع) أهله (زوجته) فإن ذلك يردّ ما في نفسه." (مسلم ج 9 ص 177). عجبا! أين العفاف والفضيلة؟ إذا كان محمد ذلك النبي والرسول العظيم وآخر الأنبياء والمرسلين وأشرف خلق الله ألم يكن باستطاعته ضبط نفسه والسيطرة على شهوته الجنسية؟ ثم كيف يظلم المرأة ويدعي أنها تقبل وتدبر في صورة شيطان؟ ما ذنب المرأة إذا كان رجل مثل محمد لا يستطيع السيطرة على شهوته الجنسية؟ العِلّة هنا في الرجل وليس في المرأة.
من إنجازات محمد اختراع نوع جديد من الزواج والذي هو في رأينا ليس إلا تحليل البغاء وإضفاء صفة الشرعية عليه، حيث أن الرجل ينكح المرأة إلى أجل مقابل أجر متفق عليه وتنتهي العلاقة بعد انتهاء الأجل. ورد في الحديث: "حدثنا محمد بن عبد الله بن نُمير الهمداني، حدثنا أبو وكيع وإبن بشر عن إسماعيل عن قيس قال: سمعت عبد الله يقول: كنا نغزوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لنا نساء فقلت: ألا نستخصي (نخصي أنفسنا). فنهانا عن ذلك. ثم رخص لنا أن ننكح المرأة بالثوب إلى أجل، ثم قرأه عبد الله "يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين" (مسلم ج 9 ص 182، رواه البخاري أيضا). يدعى هذا النوع من الزواج بزواج المُتعة، وهناك أحاديث وفتاوي كثيرة في هذا الشأن، كما أن هناك جدلا فيما إذا كان زواج المتعة ساري المفعول حتى الآن أم لا. كذلك هناك أحاديث كثيرة تُشير إلى أن عمر بن الخطاب هو الذي وضع حدا لما يسمى بزواج المتعة. إن هذا ليس زواجا وإنما بغاء شرّعه محمد وأيده ربه في ذلك.
من نوادر محمد النسائية النادرة التالية والتي تُبين خبرة محمد بشؤون النساء : "حدثنا عمرو بن محمد الناقد وابن أبي عمر جميعا عن ابن عُيينة، قال عَمرو: حدثنا سفيان بن عُيينة عن منصور بن صفية عن أمه عائشة قالت: سألت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم كيف تغتسل من حيضها؟ قال: فذكرت أنه علمها كيف تغتسل ثم تأخذ فرصة (بعضا) من مسك فتطهر بها. قال: "تطهري بها سبحان الله واستتر". وأشار لنا سفيان نب عُيينة بيده على وجهه. قال: قالت عائشة، واجتذبتها إلي وعرفت ما أراد النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: تتبعي بها أثر الدم." (مسلم ج 4 ص 13). يا هل ترى كيف علّم محمد المرأة أن تغتسل من حيضها؟ هل يحتاج الاغتسال من الحيض طريقة خاصة لا يعرفها أحد غير محمد؟
بعد كل ما سبق وقلناه عن محمد والنساء نختتم بالقول بأن محمدا بقي يستمتع بنسائه حتى الرمق الأخير من حياته. جاء في كتاب السيرة قال إبن إسحق: "وحدثني يعقوب بن عتبة عن محمد بن مُسلم الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عُتبة بن مسعود عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من البقيع (المقابر)، فوجدني وأنا أجد صداعا في رأسي. وأنا أقول وارأساه، فقال: "بل أنا والله يا عائشة وارأساه". ثم قالت: ثم قال: "وما ضيرك لو مت قبلي فقمت عليك وكفنتك وصليت عليك ودفنتك؟" قالت: قلتُ: والله كأنني بك لو قد فعلت ذلك لقد رجعت إلى بيتي فأعرست (ضاجعت) فيه ببعض نسائك. قالت: فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وتنام به (ازداد) وجعه وهو يدور على نسائه حتى استعز به (غلبه) وهو في بيت ميمونة، فدعا نساءه فاستأذنهن في أن يُمرّض في بيتي فأذن له." (إبن هشام ج 4 ص 213).
السؤال المحير الذي يبقى عالقا في الذهن هو: لماذا لم ينجب محمد أولادا وبناتا من أحد من نسائه الكثيرات سوى الجارية مارية القبطية بعد زوجته الأولى خديجة؟ هل صحيح أنه عاش لمحمد من خديجة البنات فقط وهن: فاطمة وزينب ورقية وأم كلثوم؟ هل صحيح أن أولاده من خديجة القاسم والطاهر والطيب وإبنه إبراهيم من مارية القبطية قد ماتوا جميعا في سن الطفولة، ودون أن يُعرف السبب؟ هل أنجب محمد أولادا وبناتا آخرين من نسائه وجواريه الكثيرات؟ أم هل أصاب العقم محمدا بعد خديجة؟ وإذا كان محمد قد أصيب بالعقم بعد خديجة كيف أنجب إبنه إبراهيم من مارية القبطية؟ هذه أسئلة مُحيرة لا جواب لها. ولعل العالم يعرف يوما أسرارها. بهذا ننهي مقالتنا عن محمد والإسلام والنساء وننتقل إلى المسيحية.


النساء والحياة الزوجية في تعليم المسيح والإنجيل:
هل يتفق ما علم به المسيح والإنجيل مع ما ذُكر قبلا عن محمد والإسلام في شأن النساء والحياة الزوجية؟ وهل يمكن أن يقال أن الرسالتين متطابقتان وأنها من نفس المصدر؟ هل يمكن أن يكون رب محمد الذي أباح تعدد الزوجات والطلاق هو نفسه إله الإنجيل؟ في الحقيقة إن الدارس والباحث لا بد أن يجد الفرق شاسعا جدا بين رسالة محمد والإسلام وبين رسالة المسيح والإنجيل فيما يتعلق بالمرأة والحياة الزوجية.
لا يجد الدارس والباحث عبارة واحدة في الإنجيل وفي أقوال المسيح تحد من قدر المرأة وتطعن في شخصيتها وإيمانها ومقدرتها العقلية، كذلك لم يرد أي ذكر ينص على أن النساء هن أكثر أهل النار، كما ذُكر في القرآن وفي أحاديث محمد. لا بل على العكس من ذلك لاقت النساء من المسيح كل احترام وتقدير وعطف وحنان، ولم يميز قط بين حاجة الرجل وحاجة المرأة الروحية، بل عامل المرأة كإنسانة خاطئة ومعرضة للسقوط في الخطية مثل الرجل، وهي بحاجة للغفران والخلاص من الخطية مثلها مثل الرجل، ولم يُعاملها كمصدر فتنة وإغواء للرجل كما فعل محمد.
تتضح معاملة المسيح للمرأة من قصة المرأة التي أحضرت إليه لإدانتها على الزنى: "وقدم إليه الفريسيون (رجال الدين عند اليهود) امرأة أمسكت في زنا. ولما أقاموها في الوسط قالوا له يا معلم هذه المرأة أمسكت وهي تزني في ذات الفعل، وموسى في (الشريعة) أوصانا أن مثل هذه تُرجم فماذا تقول أنت؟ قالوا هذا ليجربوه لكي يكون لهم ما يشتكون به عليه. وأما يسوع فانحنى إلى أسفل وكان يكتب بإصبعه على الأرض ولما استمروا يسألونه انتصب وقال لهم من كان منكم بلا خطية فليرمها أولا بحجر. ثم انحنى أيضا إلى أسفل وكان يكتب على الأرض. وأما هم فلما سمعوا وكانت ضمائرهم تبكتهم خرجوا واحدا واحدا مبتدئين من الشيوخ إلى الآخرين. وبقي يسوع وحده والمرأة واقفة في الوسط. فلما انتصب يسوع ولم ينظر أحدا سوى المرأة قال لها يا امرأة أين هم أولئك المشتوك عليك. أما أدانك أحد. فقالت لا أحد يا سيد. فقال لها يسوع ولا أنا أدينك اذهبي ولا تخطئي أيضا." (يوحنا 8: 2-11).
أين هذا الموقف النبيل من موقف محمد الذي جاءت إليه امرأة زانية معترفة بذنبها وكانت حاملا، فأبقى عليها وأوصى بها أحد أصحابه حتى ولدت جنينها وبعدما ولدت جاء بها ورجمها حتى الموت. (مسلم ج 11 ص 204).
من يقرأ الإنجيل يجد أن الجموع كانت تتبع يسوع المسيح أينما ذهب وكانت النساء بين الجموع ولم ينتهرهن أو يوبخهن أو يأمرهم بالاحتجاب في بيوتهن والاختفاء عن الأبصار. لقد عامل المسيح النساء كأمهات وأخوات. وكان البعض منهن ينتقلن في صحبته مع التلاميذ (الحواريون) ويخدمنه من أموالهن كما ذُكر في (الإنجيل): "وعلى إثر ذلك كان يسير في مدينة وقرية ويكرز ويبشر بملكوت الله ومعه الإثنا عشر وبعض النساء كن قد شُفين من أرواح شريرة وأمراض. مريم التي كانت تدعى المجدلية التي أخرج منها سبعة شياطين. ويونا امرأة خوزي وكيل هيرودس وسوسنة وأخر كثيرات كن يخدمنه من أموالهن." (لوقا 8: 1-3).
يُعلمنا الإنجيل أن المرأة ليست أقل دينا من الرجل بل هي مساوية له وليست دونا له: "غير أن الرجل ليس من دون المرأة ولا المرأة من دون الرجل في الرب. لأنه كما أن المرأة هي من الرجل هكذا الرجل أيضا هو بالمرأة ولكن جميع الأشياء هي من الله." (1 كورنثوس 10: 11-12). وهذا يعني سواء حاضت المرأة أم لم تحض فإيمانها وصلاتها وصيامها ليسوا أقل من إيمان وصلاة وصيام الرجل لأن الله هو الذي خلق الإثنين حسب قصده الأزلي فلا جناح على أحدهما إن اختلف في الطبيعة عن الآخر.
والإنجيل يؤكد على وحدة جميع المؤمنين في المسيح دون أي فوارق في الطبيعة حيث يقول: "ليس يهودي ولا يوناني. ليس عبد ولا حر. ليس ذكر وأنثى لأنكم جميعا واحد في المسيح." (غلاطية 3: 27).
تعتبر النساء وارثات للملكوت السماوي ومساويات للرجال دون أي فوارق بينهم وبينهن. حيث أن الفوارق الطبيعية التي خلقها الله هنا على الأرض من أجل استمرارية الحياة ستزول وتتلاشى في السماء حيث لا حاجة لها ويصبح الجميع رجالا ونساء كالملائكة ولن تستمر المرأة أن تكون في السماء مطية للرجل كما كانت على الأرض. لقد جاء في الإنجيل: "كذلك أيها الرجال كونوا ساكنين بحسب الفطنة مع الإناء النسائي الأضعف معطين إياهن كرامة كالوارثات أيضا معكم نعمة الحياة كي لا تُعاق صلواتكم." (1 بطرس: 7:3). نرى في هذا أيضا أن صلاة الرجل المؤمن تُعاق إذا عامل المرأة معاملة تحط من قدرها وكرامتها وإنسانيتها. لذلك نجد أن النساء في الإنجيل يُصلين ويتعبدن مع الرجل في مكان واحد، لا فرق بينهما حيث أن الله يُسر بوجود المرأة في بيت العبادة كما يُسر بوجود الرجل، لا فرق بينها ولا تُفضل صلاة المرأة في بيتها على صلاتها في بيت الله كما نجد في مثال الكنيسة الأولى: "ولما دخلوا صعدوا إلى العُلية التي كانوا يقيمون فيها بُطرس ويعقوب ويوحنا وإندراوس وفيلبس وتوما وبرثلماوس ومتى ويعقوب بن حلفي وسمعان الغيور ويهوذا أخو يعقوب. هؤلاء كلهم كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة مع النساء ومريم أم يسوع ومع إخوته." (أعمال الرسل 1: 13-14).
علاوة على ما ذُكر ، كان لبعض النساء دور قيادي في الكنيسة كما جاء في الإنجيل "أوصي إليكم بأختنا فيبي التي هي خادمة الكنيسة التي في كنخريا كي تقبلوها في الرب كما يحق للقديسين وتقوموا لها في أي شيء احتاجته منكم. لأنها صارت مساعدة لكثيرين ولي أنا أيضا." (رومية 1:16). هذا وهناك أمثلة أخرى كثيرة في الإنجيل على دور المرأة القيادي والطليعي في الكنيسة. لذا يحق القول أنه إذا كانت هناك أي رسالة رفعت من شأن المرأة وأعطتها الإكرام والاحترام اللازمين فهي رسالة المسيح والمسيحية. وكل ادعاء غير ذلك هو باطل ولا أساس له من الصحة.
أما بالنسبة للزواج والحياة الزوجية، فالزواج كما علّم المسيح والإنجيل هو أقدس وأنبل وأسمى رابطة وعلاقة بشرية يرتبط بها شخصين فقط لا ثالث لهما. إن الزواج في المسيحية هو اتحاد عضوي بين شخصين، رجل وامرأة، بحيث يندمج الشخصين معا ويصبحان واحدا. إن الزواج كما يعلمنا المسيح والإنجيل هو اتفاق بين الإثنين على إنشاء هذه الوحدة حسب الترتيب الإلهي وليس عملية بيع وشراء ومُساومة على مهر أو صداق. الزواج ليس عقدة بين طرفين حيث يسود في الطرف الأول والذي هو الرجل، ويحق له أن يتعاقد مع نساء أخريات في ذات الوقت، كما يحق له نقض العقد أي وقت شاء. لقد كان هذا الحال سائدا قبل المسيح لأن الوحي والإعلان الإلهي لم يكن كاملا ولم يكن نور الحق الإلهي قبل المسيح قد وصل إلى الكمال. لذلك عندما جاء المسيح وضع حدا لهذه الممارسة. لأنه هو كمال الوحي والإعلان الإلهي، وفي المسيح سطع نور الحق الإلهي بالكمال، ورفع الزواج والعلاقة الزوجية إلى أقدس وأسمى حالة ممكنة. إن الرجوع إلى تقاليد ما قبل المسيح والقول بأنه وحي الله هو طعن في قداسة الله وجلاله وسموه. هل يمكن أن يعود الله بعد الكمال إلى الدونية؟
يتضح تعليم المسيح بشأن الزواج والحياة الزوجية من خلال محاورته مع الفريسيين من علماء اليهود كما ذُكر في الإنجيل: "وجاء إليه الفريسيون ليجربوه قائلين هل يحق للرجل أن يطلق امرأته لكل سبب. فأجاب وقال لهم أما قرأتم إن الذي خلق من البدء خلقهما ذكر وأنثى وقال: من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسدا واحدا. إذ ليسا بعد إثنين بل جسد واحد. فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان. قالوا له فلماذا أوصى موسى أن يُعطى كتاب طلاق فتطلّق. قال لهم إن موسى من أجل قساوة قلوبكم أذن لكم أن تطلقوا نساءكم. ولكن من البدء لم يكن هكذا. وأقول لكم من طلق امرأته إلا بسبب الزنى وتزوج بأخرى يزني والذي يتزوج بمطلقة يزني." (متى 19: 3-9). إذاً نرى هنا أن الزواج هو ارتباط إلهي مقدس وهو اتحاد لا ينفصم ما دام الزوجين على قيد الحياة. لذلك لا يمكن أن يكون رجل وامرأتان أو أربع نساء أو تسع نساء وما شاء من الإماء والجواري وحدة واحدة مقدسة. الوحدة الزوجية تشبه نصفي خلية تتحدان معا لتكوّنا خلية واحدة جديدة. هكذا الزوجان هما شخصان متساويان – نصفان متعادلان – يتحدان معا برباط إلهي ليكونا كيانا جديدا واحدا مقدسا. بناء على تعليم المسيح هذا فإن أي رجل مهما ادعى وقال عن نفسه إذا ما عاشر امرأة أخرى غير زوجته، سواء بحجة الزواج وعقد شرعي أو بحق الملكية ونكاح الإماء والجواري فهو رجل زان وإذا مات على هذا الحال دون التوبة وطلب المغفرة فإنما يموت وهو زان وخاطئ، ومن يناقض تعليم المسيح هذا لا يمكن أن يكون مصدقا له.
من جهة العلاقة الزوجية، فإن القارئ للإنجيل لا يجد قط استعمال كلمات ثقيلة على السمع، إن لم نقل بذيئة، مثل كلمة نكاح وحرث وغيرها. يستعمل الإنجيل كلمات أكثر تهذيبا وأدبا للتعبير عن العلاقة الزوجية. والمرأة في العلاقة الزوجية لم تعد مجرد وسيلة لمتعة الرجل، يدخل عليها متى شاء وهي مشغولة بالأعمال البيتية أو إن كانت حائضا، ويأمرها فتسلم جسدها له حتى يُشبع شهوته من هذا الجسد سواء الإيلاج أو بدون إيلاج. إن العلاقة الزوجية في تعليم المسيح والإنجيل هي علاقة مقدسة يجب أن يسودها الوئام والوفاق والمحبة والاحترام المتبادل. فالمرأة ليست عبدا للرجل ولا الرجل عبدا للمرأة ولكن المرأة تهب رجلها بالمحبة، والرجل يهب امرأته بالمحبة. والمرأة ليست أرضا صماء يحرث فيها الرجل بمحراثه متى شاء في هذه العلاقة المقدسة. ورد في الإنجيل بهذا الخصوص: "ليوفي الرجل المرأة حقها الواجب وكذلك المرأة أيضا للرجل. ليس للمرأة تسلط على جسدها بل للرجل. وكذلك الرجل أيضا ليس له تسلط على جسده بل للمرأة. لا يسلب أحدكم الآخر إلا ان يكون على موافقة إلى حين لكي تتفرغوا للصوم والصلاة ثم تجتمعوا أيضا معا لكي لا يجربكم الشيطان لعدم نزاهتكم." (1كورنثوس 7: 3-5). وورد في الإنجيل أيضا: "ليكن الزواج مكرما عند كل واحد والمضجع غير نجس" (عبرانيين 4:13). وأيضا: "لأن هذه هي إرادة الله قداستكم. أن تمتنعوا عن الزنى. أن يعرف كل واحد منكم أن يقتني إناءه بقداسة وكرامة. لا في هوى شهوة كالأمم الذين لا يعرفون الله." (1 تسالونيكي 4: 3-5).
وبعد هذا أعزاؤنا القراء هل من المعقول والمنطق أن الله بعد أن رفع الزواج والعلاقة الزوجية إلى هذا الحد من السمو والقداسة بمجيء المسيح يعود ويرجع بالزواج والعلاقة الزوجية إلى الحالة التي كانت سائدة قبل المسيح بمجيء محمد؟ هل يمكن لعاقل أن يعتبر الرجوع إلى السلوك الذي كان سائدا في عهد الوثنية والجاهلية كمال الدين، وأن من جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين وأشرفهم وأكرمهم عند الله؟
وأخيرا من جهة حياة المسيح الشخصية فإن الفرق بينه وبين محمد شاسع جدا وأبعد مما بين السماء والأرض. لقد كان المسيح في حياته البشرية على الأرض مثالا للعفة والطهارة لا بل أنه هو نفسه العفة والطهارة ذاتهما، ولم ولن يعرف التاريخ البشري مثيلا له قط. لم يعرف المسيح النساء إلا كأمهات وأخوات وعمات وخالات، ولم يقتنِ من النساء ما شاء من زوجات وإماء وجواري. لقد اكتفى العالم قبل المسيح من الأنبياء أصحاب الزوجات والسراري. أما في المسيح فقد رأى التاريخ البشري ذروة الكمال.
لم ينظر المسيح إلى امرأة قط إلا نظرة الطهر والعفة ونظرة الحنان والعطف، واعتبر أن أي نظرة فيها شهوة لامرأة تعادل الزنى، حيث قال: "قد سمعتم أنه قيل للقدماء لا تزنِ. وأما أنا فأقول لكم إن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه." (متى 5: 27-28). هنا نرى أن المسيح بدلا من أن يُحمّل النساء مسؤولية فتنة الرجال فإنه قد حمل الرجال مسؤولية ضبط أنفسهم.
من الجدير بالذكر أن محمدا نفسه اعترف بطهارة المسيح ونقاوته، وقال عنه ما لم يستطع أن يقوله عن نفسه. ففي اعتبار محمد ان المسيح وأمه هما الوحيدان اللذان سَلِما من نخص الشيطان ومسّه، وبذلك لم تتلوث طبيعتهما بفساد الشيطان. جاء في الحديث: "حدثنا أبو اليمان أخبرنا شُعيب عن الزهري قال: حدثني سعيد بن المُسيب قال: قال أبو هريرة رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من بني آدم مولود (بما في ذلك محمد) إلا يمسه الشيطان حين يولد فيستهل صارخا من مسه إياه غير مريم وإبنها". ثم يقول أبو هريرة: "وإني أعيذها بك وذُريتها من الشيطان الرجيم." (البخاري ج 4 ص 496، رواه مسلم أيضا). وفي حديث آخر: "حدثنا أبو اليمامة أخبرنا شُعيب عن أبي الزناد عن الأعرج وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كل بني آدم يطعنُ الشيطان في جنبه بإصبعه حين يولد غير عيسى إبن مريم ذهب يطعن فطعن في الحجاب" (البخاري ج 4 ص 435). وهكذا عزيزي القارئ ، إذا كان المسيح هو أطهر وأقدس بني البشر وحتى باعتراف أئمة الإسلام ، فكيف يتجرؤون على ان يصفوا غيره بأشرف وأطهر الأنبياء ؟
هنا ينتهي فصل النساء والحياة العائلية في الإسلام والمسيحية، وننتقل وإياكم إلى فصل آخر وننشر بين أيديكم صحائف عن العبودية.

  • عدد الزيارات: 57429