Skip to main content

نزول القرآن على سبعة أحرف - حديث الأحرف السبعة و التنزيل

الصفحة 2 من 4: حديث الأحرف السبعة و التنزيل

 

أولا : حديث الأحرف السبعة و التنزيل

عقد السيوطى فى ( الاتقان 1 : 47 ) فصلا قيما أكد فيه صحة الحديث بشهادة واحد و عشرين صحابيا ، و ينقل لنا خبر استفتاء جماعى أجراه الخليفة عثمان بن عفان فى المسجد ، فشهد جميع الحاضرين بصحته ، و شهد هو معهم علنا على الاجماع عليه .

ثم يفسر الحديث الغريب بأغرب منه . قال : ليس المراد بالأحرف السبعة اقتصار العدد على سبعة ، بل المراد التيسير و التسهيل و السعة . فقد يكون أكثر من سبعة .

و قال : " اختلف فى معنى هذا الحديث على نحو أربعين قولا ... و أنه من المشكل الذى لا يدرى معناه ، لأن الحرف يصدق ، لغة ، على حرف الهجاء و على الكلمة و على الجهة " . و يجزم أن أكثر العلماء على رأى ابن جرير الطبرى : " إن المراد به سبعة أحرف من المعانى المتفقة بألفاظ مختلفة نحو : أقبل و تعال و هلم و عجل و أسرع ... " .

و هذه هى مقالة الطبرى تفسير الطبرى : اخراج الأخوين شاكر ج 1 التى أجمعوا عليها : " إن اختلاف الاحرف السبعة هو اختلاف الألفاظ باتفاق المعانى " ( 1 : 48 ) . ثم يرد على المقالات المخالفة .

يرد أولا على من رد حديث الأحرف السبعة المختلفة بحسب الآية : " أفلا يتدبرون القرآن ، و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا " ( النساء 82 ) ، بقوله : " إنها تقصد اختلاف الأحكام و المعانى ، لا اختلاف الألفاظ و التعابير ، بدليل اختلاف الصحابة ، كل فى قراءته ، و تصويب النبى لهم جميعا " ( 1 : 48 ) .

ثم يرد على التفاسير الخاطئة للحديث المشهور .

يرد على من قال : " إنه اختلاف فى التأويل أى فى المعانى المتعددة – إن الذى تمارى فيه الصحابة كان اختلافا فى اللفظ ، دون ما تدل عليه التلاوة من التحليل و التحريم و ما أشبه " ( 1 : 49 ) .

و يرد على من قال : انها لغات أى لهجات سبع ، فى حرف واحد ، و كلمة واحدة – " بأنها باختلاف الألفاظ ، و اتفاق المعانى " ( 1 : 57 ) .

و يرد على فهم الأحرف السبعة بأنها القراءات السبع الشائعة على المصحف العثمانى – " ان اختلاف القراءة فى الرفع و الجر و النصب ، و نقل حرف إلى آخر مع اتفاق الصورة ، كما هى القراءة اليوم اليس من الاحرف السبعة فى شىء . و ان المراء فيها لا يوجب كفرا " ( 1 : 65 ) .

و يرد تأويل الأحرف السبعة بمعانى القرآن المتعددة من الأمر و النهى ، و الوعد و الوعيد ، و الجدل و القصص و المثل ( 1 : 62 – 66 ) – بأن تمارى الصحابة كان بالإلفاظ المختلفة ، و تصويب النبى لها جميعا .

أخيرا يقص كيف أتلف عثمان بن عفان ستة من الأحرف ، و جمع الأمة على حرف واحد ، من السبعة ، هو الحرف العثمانى الوحيد الباقى الى اليوم ، و عليه اختلاف القراءات السبع بعد الجمع .

و تابع الطبرى فى تفسيره أكثر الأثمة . منهم أبو عبد الله الزنجانى . قال : " المراد بالأحرف السبعة أوجه من المعانى المتفقة بالألفاظ المختلفة " . و هذا مما يجعلها سبعة نصوص مختلفة لقرآن واحد . فهل أنزل الله سبعة قرائين ؟ !

و من الغرابة ان يستصوب النبى ذاته التلاوة لقرآن واحد ، بأحرف سبعة مختلفة يقول أبو جعفر النحاس (فى كتابه : الناسخ و المنسوخ) : " يفهم من سلف الأمة ، و خيار الأئمة أن معنى ( نزل القرآن على سبعة أحرف) من أنه نزل بسبع لغات ، و أمر بقراءته على سبعة ألسن ، باختلاف الألفاظ و اتفاق المعانى . و من الروايات الثابتة عن عمر بن الخطاب ، و عبد الله بن مسعود ، و أبى بن كعب ، و سائر من قدمنا الرواية عنهم ، أنهم تماروا فى القرآن ، فخالف بعضهم بعضا فى نفس التلاوة ، " دون ما فى ذلك من المعانى ! و أنهم احتكموا الى النبى ص فاستقرأ كل رجل منهم ، ثم صوب جميعهم فى قراءتهم على اختلافها ، حتى ارتاب بعضهم لتصويه إياهم . فقال رسول الله صلعم للذى ارتاب منهم ، عند تصويبهم جميعهم : ان الله أسرنى أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف " .

فهذه الشهادة عن " سلف الأمة و خيار الأئمة " تؤكد ان أحرف القرآن السبعة قبل جمعه على حرف واحد ، لم تكن فى التنزيل نفسه ، بل فى اختلافهم على قراءة القرآن الواحد .

و هذه القراءات المختلفة ، بنصوص مختلفة لقرآن واحد ، بتصويب النبى لها جميعا شهادة قائمة على أن القرآن الواحد أمسى ، على عهد النبى نفسه ، سبعة قرائين . و لتستير هذه الشبهة الضخمة على صحة التنزيل و سلامته ، كان حديث نزول القرآن على سبعة أحرف .
و تعدد النص الواحد الى سبعة نصوص شبهة ضخمة على صحة التنزيل .

حديث الأحرف السبعة و التاريخ
الصفحة
  • عدد الزيارات: 10335